أمرَ - سبحانه - الوالِدَ بإعانة ولده على برِّه، فلا يُكلِّفُه من الطاعة ما لا يُطيق، ولا يُرهِقُه من أمره عُسرًا، ولا يكون من أولئك الذين لا يعرِفون من الحقوق إلا ما كان لهم، ولا يأبَهون لما لغيرهم عليهم منها؛ فإن هذا من التطفيف في المعاملة، حرِيٌّ بالمؤمن أن يجتنِبَه كما يجتنِب التطفيفَ في الكَّيل والوزن.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليُّ الصالحين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه إمامُ المرسلين، وخاتمُ النبيين، ورحمةُ الله للعالمين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الغُرِّ الميامين، وصحابتِه أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله -؛ فإن تقوى الله خيرُ زادٍ تقدُمون به على ربِّكم، وتطيبُ به حياتُكم، وتزكُو به أعمالُكم.
عباد الله: إن بين ما يمُنُّ الله به على عباده من نعمٍ، وبين ما يُوجبُه عليهم إزاءَها من مسؤولية، رِباطًا وثيقًا يُوجبُ العنايةَ بها، وأداءَها على الوجه الذي يرضاهُ - سبحانه -، ويُثيبُ عليه أحسنَ الثواب، ويُفيضُ به الثناء ويُسبِغُ به النعماء.
ولذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كلَّ المُكلَّفين رُعاةً لما تحت أيديهم، وما أُسنِد إليهم حفظُه، وحُمِّلوا أمانتَه، والقيامَ عليه بما يُصلِحُه، ويبلُغ به الغايةَ في استِدامة النعمة به، واستيفاء الفضل فيه، واستِبقاء الحمد عليه.
فقال - صلوات الله وسلامُه عليه -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته، الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والرجلُ راعٍ في أهلِه وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيَّته، والرجلُ راعٍ في مال أبيه ومسؤولٌ عن رعيَّته، وكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته»؛ أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
ولئن كانت الأماناتُ ضروبًا وألوانًا كثيرة، فإن من أجلِّها منزلةً، وأعظمها مقامًا: أمانة الأولاد ذُكرانًا وإناثًا، فإن النعمةَ به من أطهر النِّعم؛ إذ هم ثِمارُ القلوب، ورياحينُ النفوس، وفلَذاتُ الأكباد، وزينةُ الحياة الدنيا وبهجتها.
ولا نعيمَ للقلوب بمثلِ صلاحِهم، ولا شقاءَ لها بمثلِ فسادهم، وهم أمانةُ الله أودعَها آباءَهم وأمهاتهم، واستحفظَهم إياها، وحذَّرهم من خيانتها وإضاعتها بسوء القيام عليها، أو ترك الوفاء بها، فقال - عزَّ اسمُه -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [الأنفال: 27، 28].
ومعناه كما قال الإمام ابن جريرٍ - رحمه الله -: "إنما أموالُكم التي خوَّلكموها الله، وأولادُكم التي وهبَها الله لكم اختبارٌ وبلاءٌ، أعطاكُموها يختبِركم ويبتلِيَكم؛ لينظرَ كيف أنتم عامِلون من أداء حق الله عليكم فيها، والانتهاء إلى أمره ونهيِه فيها.
واعلموا أن الله عنده خيرٌ وثوابٌ عظيمٌ على طاعتِكم إياه حين أمرَكم ونهاكُم في أموالكم وأولادكم التي اختبرَكم بها في الدنيا، وأطيعُوا الله فيما كلَّفكم فيها؛ تنالُوا به الأجرَ الجزيلَ من ثوابه في معادِكم". اهـ.
وكما أوجبَ الله الإحسانَ إلى الوالدَين ببرِّهما بكلِّ ألوانِ البرِّ، وقال - عزَّ من قائل -: واعبدوا .. إحسانا .. الآية.
فكذلك أمرَ - سبحانه - الوالِدَ بإعانة ولده على برِّه، فلا يُكلِّفُه من الطاعة ما لا يُطيق، ولا يُرهِقُه من أمره عُسرًا، ولا يكون من أولئك الذين لا يعرِفون من الحقوق إلا ما كان لهم، ولا يأبَهون لما لغيرهم عليهم منها؛ فإن هذا من التطفيف في المعاملة، حرِيٌّ بالمؤمن أن يجتنِبَه كما يجتنِب التطفيفَ في الكَّيل والوزن.
ألا وإن في الطَّليعة من أسباب الإعانة على البرِّ: الرحمة بالأولاد ذُكورًا وإناثًا، والعطفَ عليهم، والتطلُّفَ بهم؛ تأسِّيًا بهذا النبي الكريم الرؤوف الرحيم، الذي جعل الله لنا فيه الأُسوةَ الحسنة، والقُدوةَ الصالحة.
فقد أبصرَه الأقرعُ بن حابِس يومًا يُقبِّلُ الحسنَ - رضي الله عنه -، فقال مُتعجِّبًا: إن لي عشرة من الولد، ما قبَّلتُ واحدًا منهم. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنه من لا يرحَم لا يُرحَم». وفي لفظٍ آخر: «أوَأملِكُ لك أن كان الله قد نزعَ من قلبِك الرحمة»؛ أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".
ولما مات إبراهيمُ ابنُه ذرفَت عيناه - صلوات الله وسلامُه عليه -، وقال: «إن العينَ لتدمَع، والقلبَ يحزَن، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي الربَّ، وإنا بفِراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون»؛ أخرجه البخاري في "صحيحه".
وكان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن عليٍّ - رضي الله عنهما -، ويقول: «اللهم أحِبَّهما فإني أحبُّهما»؛ أخرجه البخاري في "صحيحه"، وفي لفظٍ له: «اللهم ارحمهما فإني أرحمُهما».
ومن أسباب المعونةِ على البرِّ أيضًا - يا عباد الله -: العدلُ بين الأولاد في المُعاملة، والمُساواةُ بينهم في العطيَّة.
فحين جاء بشيرُ بن سعدٍ الأنصاريُّ بولده النُّعمان، فقال: إني نحلتُ هذا - أي: أعطيتُه - غلامًا كان لي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفعلتَ هذا بولدِك كلِّهم؟». قال: لا، قال: «اتقوا الله واعدِلوا في أولادكم». فرجع بشيرٌ فردَّ تلك العطيَّة.
وفي بعض طُرق الحديث: «أيسُرُّك أن يكونوا إليك في البرِّ سواء؟»، قال: بلى، قال: «فلا إذًا»، وفي بعضها أيضًا: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «فلا تُشهِدني إذًا؛ فإني لا أشهدُ على جَور»؛ أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
فالمُساواةُ بين الأولاد في العطيَّة، وعدمُ تفضيل بعضهم على بعضٍ فيها سببٌ لبرِّهم، وسدٌّ لبابِ الخصومة والتنازُع والتقاطُع الذي يقعُ بينهم بعد موتِ آبائِهم. وهي أيضًا بُرهانٌ على صدق المحبَّة لهم.
ألا وإن من أصدقِ الشواهد على حبِّ الولد: العنايةَ بتعليمه وحُسن تربيته، بجعل عمادها وأساسها: الدلالة على الخير، والاستِمساك به، والمِران والدُّربة عليه.
ويتجلَّى ذلك في أن يُحبِّبَ إليه سلوك سبيل الطاعة، ويُبغِّضَ إليه المعصية؛ ببيان حُسن العاقبة في الأولى، وسوء المُنقلَب وقُبحه في الثانية، مع كمال الحِرص على مُطابقة الأقوال للأفعال، والحذرِ التامِّ من التعارُض والتناقُض بين البيان بالقول والبيان بالفعل؛ إذ لا ضرر أعظمُ من أن لا تُصدِّق الأفعالُ الأقوالَ، فإن من هذا يكون الهدمُ بعد البناء، والنقضُ بعد الإبرام.
ألا وإن من أوضح دلائل الحبِّ للأبناء والبنات أيضًا: تعهُّدهم في باب الصُّحبة والمُجالسة، بعرضِ هذا المثلِ النبوي البليغ: «مثلُ الجليس الصالِح والجليس السوء كحامل المِسك ونافِخ الكِير؛ فحاملُ المِسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجِدَ منه ريحًا طيبة، ونافِخُ الكِير إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجِد منه ريحًا خبيثة»؛ أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".
ومنه يُعلَم عِظَمُ شأن الجليس الصالِح وقوة تأثيره على جليسِه، وجميل العاقبة في مُجالسته، وقُبح حال الجليس السوء، وشدَّة ضرره على من جالسَه، وسوء مُنقلَبه الذي بلغ مبلغًا عظيمًا في أعقاب الزمن؛ حيث كثُرت ألويةُ الباطل، وتنوَّعت مسالِكُ الغواية، وتعدَّدت سُبُل الضلال، وقام دُعاةٌ على أبواب جهنَّم، من أجابَهم إليها قذفُوه فيها.
وغدَا لقُرناء السوء أفدَح الأضرار، وأعظمُ الأخطار، يسوقون إليها كلَّ غِرٍّ غافل، من حُدثاء الأسنان، ويُوقِعون فيها من قلَّت خبرتُه، ولم تستحكِم تجربتُه، وسهُل قِيادُه، وأصاخَ سمعَه لدعاوَى وشِعاراتٍ لا بُرهان عليها من كتابٍ ولا سُنَّة، ولا من عمل سلَف الأمة.
ولدعواتٍ ونداءاتٍ كاذبةٍ خاطئةٍ، تُطلقُها فرقٌ وأحزابٌ وجماعاتٌ وتنظيماتٌ لا يُشغِلُها غير المُحادَّة لله ورسوله، والكيد لدينه، والصدِّ عن سبيلِه، وتنفيرهم منه بما تقترفُ من سوء، وما تجترِحُ من إثم، وما ترتكِبُ من جرائِم وفظائِع لا ينسِبُها - والله - للإسلام إلا جاهلٌ به، أو عدوُّ له يبتغي الفتنةَ ويحبُّ فيها ويُوضِع، ويمضِي إليها ويُسرِع، ويُطيعُ هوى نفسِه، ويتَّبِعُ شيطانَه.
إذ يُزيِّنُ له مُفارقةَ الجماعة، ونزعَ يده من الطاعة، ضاربًا عُرضَ الحائط بالتحذير النبوي الصارِخ الوارِد في قولِه - عليه الصلاة والسلام -: «من خرجَ من الطاعة، وفارقَ الجماعة، فماتَ ماتَ ميتةً جاهليةً، ومن قاتلَ تحت رايةٍ عُمِّيَّة، يغضبُ لعصبيَّة، أو يدعُو إلى عصبيَّة، أو ينصُرُ عصَبَة، فقُتِل فقِتلتُه جاهلية، ومن خرجَ على أمَّتي يضربُ برَّها وفاجِرها، ولا يتحاشَى من مؤمنها، ولا يفِي لذي عهدٍ عهدَه، فليس مني ولستُ منه»؛ أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وصدقَ نبيُّ الرحمة والهُدى إذ يقول لحُذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في حديث الفتن المشهور - لما سألَه عن صفاتٍ دُعاةٍ على أبواب جهنَّم من أجابَهم إليها قذفُوه فيها، فقال - عليه الصلاة والسلام - جوابًا لسُؤال حُذيفة - رضي الله عنه -: «نعم، قومٌ من جِلدتنا، ويتكلَّمون بألسِنتنا». قلتُ: يا رسول الله! فما ترى إن أدركَني ذلك؟ قال: «تلزِمُ جماعةَ المسلمين وإمامَهم». قلتُ: فإن لم تكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ، قال: «فاعتزِل تلك الفِرَق كلَّها، ولو أن تعضَّ على أصل شجرةٍ حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت على ذلك»؛ أخرجه الإمامان الجليلان أبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري في "صحيحيهما"، وهما أصحُّ الكتب بعد كتاب الله تعالى.
فاتقوا الله - عباد الله -، واعمَلوا على القيام بما ائتُمِنتُم عليه من رعايةٍ وعنايةٍ لأبنائِكم وبناتِكم؛ بالإحسان في تربيتهم، وإعانتهم على برِّكم، وذَود الأخطار عنهم، ومن أشدِّها: خطرُ قُرناء السوء الذين يُفسِدون ولا يُصلِحون، ويخونون ولا يُؤتَمنون.
نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافَّة المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فيا عباد الله: قال بعضُ العلماء: "إن التربية تختلفُ باختلاف الأزمان والبُلدان، فما لا يصلُح من قومٍ قد يصلُح عند آخرين، وما يحسُنُ في بلدٍ قد لا يحسُنُ في بلدٍ آخر، والعاقلُ من كان عنده لكل مقامٍ مقال، ولكل آنٍ شأن".
وليس من الرحمة ما يصنعُه بعضُ الآباء من تدليل أولادهم، ورفع المسؤولية عنهم، وترك الحبل لهم على الغارِب، يفعلون ما يشاءون، وينشأون كما يُريدون، وإنهم ليُلبِسونهم الذهب والحرير، ويُعدُّون لهم الفراشَ الوثير، ولا يرُدُّون لهم طلبًا، ولا يمنعونهم من شيءٍ وإن كان فقرُهم ظاهرًا، وبُؤسُهم مُشاهَدًا.
فينشأون مُترَفين لا يصبِرون على مكروه، ولا يثبُتون لحادثٍ، ولا يكتَفون بما تيسَّر، ولا يشكُرون على نعمة، إن اغتنَوا كانوا مُسرِفين، وإن افتقَروا كانوا بائسين مساكين. تخُور قواهم، وتضعُفُ عزائِمُهم لأدنَى مُصيبة، وتضيقُ صدورهم، وتفيضُ أعيُنهم بالدمع لو اتَّسَخت ثيابُهم، أو تأخَّر طعامُهم.
وما ذاك إلا نتيجةُ التربية السيئة، وعاقبة الحبِّ الكاذب، والرحمة الزائفة. وخيرُ الأمور أوساطها؛ فالذي لا يرحَمُ أولادَه لا يرحَمُ أحدًا بعدهم أبدًا.
فاتقوا الله - عباد الله -، وصلُّوا وسلِّموا على خاتم رُسل الله؛ فقد أُمِرتم بذلك في كتاب الله؛ حيث قال الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا خيرَ من تجاوَز وعفَا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسِدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم انصُر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضَى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العبادِ والبلادِ يا مَن إليه المرجعُ يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة. اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك. اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
اللهم احفظ المُجاهدين في كل ديارِهم وأمصارهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَ المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءَهم، وقِهِم شرَّ الفتن، ما ظهر منها وما بطَن، وأصلِح ذاتَ بينهم، اللهم أصلِح ذاتَ بينهم، اللهم أصلِح ذاتَ بينهم يا رب العالمين. اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيكَ آمالَنا، واختِم بالصالِحات أعمالَنا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين، والحمدُ لله رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي