إن مجتمعنا اليوم مليء بهذا المرض العضال، وترتب على هذا الظلم الكبير والشر المستطير شروراً كثيرة؛ حيث أعطي الغني حق الفقير، وأعطي الجاهل حق المتعلم، واستأثر أصحاب الجاه والغلبة بالوظائف والحقوق وغيرها، وحرموا منها من يستحقها، ومن هو أهلاً لها، وذهبت القيادات والمناصب إلى أيدي الظلمة والفجرة ومن لا يخافون الله واستأثروا بذلك، ولم يتركوا لمن ..
الحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ الإِيثَارَ، صِفَةً مِنْ صِفَاتِ المُتَّقِينَ الأَبْرَارِ، وسِمَةً مِنْ سِمَاتِ المُؤمِنينَ الأَخْيَارِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، حَثَّ عَلَى الإِيثَارِ والبَذْلِ، ونَهَى عَنِ الأَثَرَةِ والبُخْلِ، ونَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا ونَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُاللهِ ورَسُولُهُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أما بعد:
أيها المسلمون: نريد اليوم أن نتحدث عن مرض خطير تفشى وانتشر في عصرنا هذا، وابتلي به كثير من الناس، حتى صار من كثرة انتشاره يعد من الأخلاق المحمودة، مع أنه خلق قبيح، وصفة مذمومة؛ إنه داء دوي، وسبب كبير من أسباب الظلم والفساد، ومزيل عظيم لكثير من النعم، ومُحلٌ للعقوبات والنقم، ومعول هدم يهدم بنيان الأسر والمجتمعات والدول..
إنه مرض الأنانية وحب الذات، والاستئثار بالأمور للنفس دون الآخرين. ولقد حذرنا ربنا -سبحانه وتعالى- من هذا الشر المستطير فقال: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات:37-39]، يحذرنا الله في هذه الآيات العظيمة من الأثرة بالدنيا وإيثارها على الآخرة، وإعطاء النفوس هواها ومناها، فتغتر بالدنيا، وتنسى الآخرة، وتغفل عنها.
ويقول -جلّ وعلا- حول هذا المعنى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى:14-17].
إن نبينا -صلى الله عليه وسلم- حذر أمته من هذا الخلق الذميم، وأخبر أصحابه الكرام أن هذه الصفة المذمومة ستنتشر في هذه الأمة وستبتلى بها، فقال: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ" [البخاري:3793، مسلم:2493]. وعَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا. قَالَ: "سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ" [البخاري:3792، مسلم:4885].
عباد الله: إن الأثرة هي أن يؤثر الإنسان نفسه على من حوله، ويخص نفسه أو أتباعه بالمنافع والمكاسب والمصالح الدنيوية، ويستأثر بذلك ويحجبها عمن له فيها نصيب، أو من هو أولى بها منه. هذا هي الأثرة، ولو تأملنا في تعريفها هذا، ثم نظرنا في واقعنا لرأينا صوراً عديدة، وأمثلة كثيرة من صور الأثرة، في كثير من جوانب حياتنا.
فكم من حقوق ضاعت على أصحابها بسبب الأثرة؟! وكم من أموال استأثر بها أناس وأخذوها لأنفسهم دون أن يكون لهم فيها شيء، أو أخذوا منها أكثر مما يستحقون؟! وكم من مميزات وخصائص اختص بها أناس وهي ليست لهم، وحَرموا منها غيرهم ممن هو أولى وأحق منهم؟!!.
بل تجد بعض النفوس -أعاذنا الله وإياكم- امتلأت بالأنانية، والطمع، وحب الذات، فتجده لا يعرف إلا نفسه، ويهتم بنفسه على حساب الآخرين، ولا يهتم بالآخرين، ولا يبالي بمشاعر الناس وأحاسيسهم، ولا يهمه شيء إلا نفسه، ولا يحب أحداً إلا ذاته، ولو خُيّر له لتمنى أن يموت الناس ويهلكوا ويبقى هو ومن يريدهم فقط.
أيها الناس: إن الأنانية والأثرة دفعت بقارون إلى أن يقول: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القص:78]، ودفعت بفرعون إلى أن يقول: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات:24]، ودفعت بالنمرود إلى أن يقول: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) [البقرة:258]، ودفعت بإبليس إلى أن يقول: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) [الأعراف:12]، ودفعت بقابيل ابن آدم إلى قتل أخيه هابيل، عندما قدّم كل واحد منهما قربة يتقرب بها إلى الله، فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ، فقال الذي لم يتقبل منه للآخر -أنانية وأثرة- (لأقْتُلَنَّكَ)، فقال له الآخر -مترفقا له في ذلك-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
فالشاهد أنه يحب نفسه أكثر من اللازم، وإلا فلِمَ يريد أن يقتل أخاه على أمر ليس له فيه شيء؟ فالقبول من الله، والله -سبحانه وتعالى- لا يتقبل إلا من المتقين؛ فلماذا دفعت به نفسه إلى قتل أخيه؟ بدلاً من أن يلوم نفسه ويعاتبها على عدم قبول عمله، قام بقتل من تقبل الله عمله، فهذ يدل على أنه مصاب بالأنانية والأثرة (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [المائدة:27-30].
وكذلك إخوة يوسف دفعت بهم الأثرة وحب الذات إلى إلقاء يوسف -عليه السلام- في البئر، ورميه فيها، وتعرضه للمذلة والإهانة والبيع كما يباع الأرقاء والعبيد؛ فما الذي دفع بهم إلى هذا كله؟ إنها الأثرة لأنفسهم دون أخيهم، حتى يستأثروا بمحبة أبيهم (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) [يوسف:8-9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أما بعد: إن مجتمعنا اليوم مليء بهذا المرض العضال، وترتب على هذا الظلم الكبير والشر المستطير شروراً كثيرة؛ حيث أعطي الغني حق الفقير، وأعطي الجاهل حق المتعلم، واستأثر أصحاب الجاه والغلبة بالوظائف والحقوق وغيرها، وحرموا منها من يستحقها، ومن هو أهلاً لها، وذهبت القيادات والمناصب إلى أيدي الظلمة والفجرة ومن لا يخافون الله واستأثروا بذلك، ولم يتركوا لمن هو أهلٌ القيادة وإدارة الأمور شيئاً.
وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: "بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لَا يَدَانِ لَكَ بِهِ، فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا، يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ" [الترمذي:3058، وابن ماجه:4014].
حتى على مستوى البيوت والأسر، تجد أحياناً الأب أو غيره يؤثر نفسه على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، ويتشبث هو وحده بكل شؤون البيت وأموره، فلا يبقي لأحد شيئاً، ولا يحب أحداً أن يتقدمه بشيء، أو يضع رأياً آخر غير رأيه، أو يفعل أي شيء ولو كان فيه مصلحة للجميع، وهذه هي الأثرة وحب التفرد.
أو تجده يتعامل في البيت بأثرة وأنانية واضحة، فيفضل بعضهم على بعض، ولا يساوي بينهم في الحقوق، ولا يتعامل معهم معاملة فيها شيء من التوازن والمساواة، وربما يخص أحداً من أبنائه بشيء دون الآخرين، والمصيبة عندما يؤثر من لا يستحق على من يستحق.
وهكذا تجد بعض الرؤساء، والمدراء، والمسؤولين، فيه من الأثرة وحب التفرد والأنانية ما فيه، ويسعى دائماً إلى تحقيق المكاسب الشخصية من وراء مرؤوسيه، ويقوم بتثبيط معنوياتهم، وتحطيم هممهم، وفقدان الثقة بهم، حتى ينسب العمل لنفسه ولو لم يكن هو فاعله، ويقدم مصلحته الشخصية على حساب مصالحهم وحقوقهم.
ربما يقول قائل: إنَّ الإنسان مجبول على حُبِّ ذاته، وحرْيص على جلْب الخير لها، ودفْع الضر عنها، وهذا أمرٌ عادي فلماذا تلومونا عليه؟.
والجواب: إن هناك فرق بين الأنانية وبين حب الذات؛ فالأناني تجده منكمشاً على نفسه، مقتصراً على شهواته ولذائذه وتفكيره، لا يتعدى تفكيره التفكير في نفسه فقط، وتزين له نفسه فعل ما يريد طالما أن فيه مصلحة له، حتى لو كان فيه مفاسد على الآخرين، فهذه هي الأنانية المذمومة.
أما المحب لنفسه فهو الذي يتحكم في نفسه وانفعالاته، ويرى فضل الله عليه في كل شيء، ويفكر في الآخرين ويحب لهم ما يحبه لنفسه، ويزن الأمور كلها بميزان الشرع الحنيف.
والمؤمن دائماً ينبغي عليه أن يوصي نفسه وإخوانه بالإيثار، وحب الخير للغير، وأن يحب للآخرين ما يحبه لنفسه؛ كما قال تعالى عن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) [الحشر :9]، فالإيثار صفة محمودة، وعكسها الأثرة فهي صفة قبيحة مذمومة.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ -عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب :56].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضِنَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي