اليقظة واستصحاب الحذر

سعود بن ابراهيم الشريم

عناصر الخطبة

  1. توطين النفس على اليقظة والحذر
  2. أهمية الحذر في حياة الإنسان
  3. مشروعية الحذر وأنه لا غنى للإنسان عنه
  4. أعظم الحذر
  5. لا تعارض بين الحذر والقدر
  6. ضرورة الاعتدال في الحذر

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينُه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فيا أيها الناس: الدنيا مُلهيةٌ غرَّارة، يتقلَّبُ المرءُ فيها بين خيرٍ وشرٍّ، وفرحٍ وترَحٍ، وغِنًى وفقرٍ، ونصرٍ وهزيمةٍ.

أيامُها دُول، ولياليها حُبلَى بما لا يدري ما الله كاتِبٌ فيها، إن سَرَّ زمنٌ فيها ساءَته أزمانٌ أخرى، يومٌ له، ويومٌ عليه: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].

فلأجل ذلكم كلِّه -عباد الله- كان لِزامًا على المرء باعتبارِه فردًا من المُجتمع، وعلى المُجتمع باعتباره جُزءًا من الأمة المُسلمة، وعلى الأمة المُسلمة باعتبارها شامةً بين الأُمم، نعم، كان لِزامًا على هؤلاء جميعًا أن يُوطِّنوا أنفسَهم على اليقَظَة واستِصحابِ الحذَر ما دامَت لهم عينٌ تطرِف، وقلبٌ ينبِض.

الحَذَرُ -عبادَ الله- سِياجٌ آمِن، وحبلٌ مُمتدٌّ، يتمسَّك به الفردُ والمُجتمعُ والأمة؛ ليقوم كلُّ واحدٍ منهم بما أوجبَ الله عليه، تحت ظلٍّ وارِفٍ من أمنِه الشخصيِّ، والفكريِّ، والصحِّيِّ، والغذائيِّ، دون إفراطٍ ولا تفريط.

الحَذَرُ -عبادَ الله- احترازٌ وتهيِئة يدُلاَّن على وعيِ المُتَّصِف بهما، فردًا كان هذا المُتَّصِف أو مُجتمعًا؛ لأنه لونٌ من ألوان الوقاية.

فكما أن المرءَ ينعمُ بالخيرات بلا حُدود، يتفضَّل بها عليه خالِقُه ومولاه، فإنه كذلك مُعرَّضٌ للنكَبَات وغِيَر الحياة: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].

الحَذَرُ -عباد الله- هو بذلُ الحِيطة، والتأهُّب الدائِم للأمور قبل وقوعِها، وهو ظاهرةٌ صحيَّةٌ ما دامَت في إطارها المعقول؛ لأنها وقايةٌ تُغنِي عن العلاج، وهي دفعٌ أبلغُ وأنجعُ من الرفع، ومن كان حذِرًا قلَّ زلَـلُه، وصار صوابُه أكثرَ من خطئِه.

وليس بلازمٍ أن يكون الحذَرُ من كل ما هو مُخيف؛ فقد يكون أحيانًا لاتِّقاء نِزاعاتٍ لا تنتهِي إلى صُلح، ودرءًا لمصالِح صُغرى في مُقابل تحصيل ما هو أكبر منها، فقد قال الله -جل شأنُه-: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].

الحَذَرُ سببٌ مشروعٌ أمرَ الله به في قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ﴾ [البقرة: 235].

وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يُلدغُ المُؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرتين". رواه البخاري ومسلم.

إنه عندما يُربِّي المرءُ نفسَه على الحذَر المشروع، فإنه سيتَّقِي كثيرًا من الأخطاء والهفَوَات والنَّزَعات، والغدر والخِيانة والكيد، وسيُدرِك باستِحضار الحذَر أنه ليس كلُّ بيضاء شحمَة، ولا كل سوداء فحمَة، ولا كلُّ لامِعٍ ذهبًا، وأن الأمورَ تبدُو مع الحذَر لا كما تبدُو مع الغفلة.

الحذَرُ -أيها المرءُ- علامةُ وعيٍ فيك؛ فالناسُ ليسُوا على قلبِ رجُلٍ واحدٍ، فلربما دلَّك الحذَرُ على أن تتَّقِي عدوَّك مرةً واحدةً وتتَّقِي صديقَك ألف مرَّة؛ لأنه أدرَى بمضرَّتك من عدوِّك.

فإياك والغفلة، فقد تُورِدُك المهالِك، وتُوهِمُك حينما ترَى أنيابَ اللَّيثِ الهِزبر أنه إنما يبتسِمُ لك، فإن أخطرَ غدرةٍ يتجرَّعُها المرءُ هي غدرةُ المُبتسِم.

إذا كنتَ ذا فهمٍ فكن ذا نباهةٍ *** وكُن حذِرًا لدغَ الضَّحُوكِ وحاسِمًا

فلم تبتسِم أفعَى على حين لدغةٍ *** ولكنَّ بعضَ الناس يلدغُ باسِمًا

إنه لا غِنى لأحدٍ من أمة الإسلام عن الحذَر حُكَّامًا وعلماء ومُفكِّرين وشعوبًا؛ بل الواجبُ علينا جميعًا ألا نكون مغفَّلين يُقلِّبُنا الخِداعُ حيثُ شاءَ أهلُه، ابتداءً من نفس الإنسان الأمَّارة بالسوء، وانتهاءً بالأمة في مجموعها؛ إذ على الفرد أن يحذَرَ نفسَه الأمَّارة بالسوء فيُلجِمُها بلِجام تقوى الله حتى لا تجثُم الذنوبُ على قلبِه فيُصبِحُ أسودَ مربادًّا كالكُوز مُجخِّيًا، لا يعرفُ معروفًا ولا يُنكرُ مُنكرًا، كما أخبر بذلكم الصادقُ المصدوقُ -صلوات الله وسلامه عليه-.

كما أن على المرء أن يحذَر انسياقَ نفسِه مع الاغترار بقوَّتِه، وإعجابِه بمكرِه وبطشِه الذي يُوهِمُه الشيطانُ بأنَّه فُتوَّةٌ وشدَّةٌ بالصُّرعة، فيظلِم ويتكبَّر ويطغَى، فلا يرى حُرمةً لأحدٍ، ولا يحفَظُ لسانَه عن عِرضٍ، ولا يدَه عن بطشٍ، وينسَى أن الله عزيزٌ ذو انتِقام، وأنه يُملِي للظالِم حتى إذا أخذَه لم يُفلِته، أو أنه يُملِي له ليزدادَ إثمًا. وذلك -لعمرُ الله- هو الخُسرانُ المُبين.

كان أبو مسعودٍ البدريُّ -رضي الله عنه- يضربُ غلامًا له من شدَّة الغضَب، فرآه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وقال له: "اعلم -أبا مسعود- أن الله أقدَرُ عليك منك على هذا الغلام". قال: فقلتُ: لا أضرِبُ مملوكًا بعدَه أبدًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أما لو لم تفعل للفَحَتك النار". رواه مسلم.

ألا إنه من حذِر فقد اتَّقى، ومن اتَّقى فقد نجَا، ومن غيَّب الحذَرَ عن فِكره لم يُبصِر مواضِع خُطَى قدَمَيه فوقعَ من حيث لا يُبصِر.

احذَر وُقيتَ فتحت رجلِك هُوَّةٌ *** كم قد هوَى فيها من الإنسانِ

بالحذَر لا يندَمُ المرءُ؛ لأنه أخذ بالأسباب، وبالغفلة يندمُ، ولاتَ ساعة مندَم، فلا ينفعُ حينئذٍ "ليت"، ولا "لو"، والعاقلُ من لم يسترسِل مع هوَى نفسِه، ولم يستهوِن شيئًا لحقارتِه؛ فالحذَرُ مطلوبٌ في صِغار الأمور وكِبارِها.

ولقد أحسنَ من قال:

لا تحقِرنَّ صغيرًا في مُخاصَمةٍ *** إن البعوضَة تُدمِي مُقلةَ الأسدِ

﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 30].

باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسِي والشيطان، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين والمُسلمات من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه؛ إنه كان غفَّارًا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن شريعتَنا الغرَّاء شريعةٌ مُتكامِلةٌ تدلُّ على كل خيرٍ، وتُحذِّرُ من كل شرٍّ، وإن من الخير الذي يُتَّقَى به الشر: الحَذَر والحِيطة اللذَين علَّمنا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- كيفيَّة الأخذ بهما، حتى في حياتنا الاعتِيادية، باعتبارهما عملاً وقائيًّا تُدفعُ به الشُّرور والآفات.

فهو القائلُ -صلى الله عليه وسلم-: "اعقِلها وتوكَّل"، وهو الذي أمرَنا بإطفاءِ السُّرج عند النوم، وربط الأسقِيَة حِفاظًا عليها، ونفضِ الفُرُش قبل النوم عليها، وغير ذلكم كثير.

ومن أعظم الحذَر -عبادَ الله-: الحذَرُ من مكرِ الله -سبحانه-؛ لأن من أمِنَ مكرَ الله هلَك وخسِر: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: 99].

لأن تراكُم النِّعَم مظِنَّةُ الغفلة، وإذا غفلَ الناسُ وقعوا في الخطأ فاستمرؤُوه، ثم يلغون في غيره، حتى تُصيبَهم قارِعةٌ أو تحُلَّ قريبًا من دارِهم: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ(103)﴾ [هود: 102، 103].

ولقائلٍ أن يقول: ما قيمةُ الحذَر ما دامَ أنه لا يُغنِي حذَرٌ من قدَر؟!

فيُقال: إن الحذَر جُزءٌ من القدَر؛ فإن الله إذا نهَى عن شيءٍ ورتَّب عليه عقوبةً، فإنه يأمُرُ بضدِّه اتِّقاءً لهذه العقوبة، فحينئذٍ يكونُ فِرارًا من قدَر الله إلى قدَر الله، ولهذا قال الله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(10)﴾ [الليل: 5- 10].

حتى الموتُ -عبادَ الله- فإنه يُحذرُ إذا كان بالمواطِن التي تُودِي بالمرء إلى التهلُكة؛ لأن الله يقول: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، لا أن يهرُب المرءُ من واجِباته خشيةَ الموت.

ولهذا قال عليٌّ -رضي الله تعالى عنه- في هذا البابِ:

أيُّ يوميَّ من الموتِ أفِرُّ *** يوم لا يُقدَر أو يوم قُدِر

يوم لا يُقدَر لا أحذرُه *** ومن المقدورِ لا ينجُو الحذِر

ومع هذا كلِّه -عباد الله- فإنه ينبَغي الاعتِدالُ في الحذَر، وألا يُعمَل في غير ما وُضِع له، لئلا يجُرَّ صاحِبَه إلى تغليبِ سُوء الظنِّ مع أهلِه وصحبِه وبنِي مُجتمعه، فيشُكُّ في كل شيءٍ حتى لا يطمئِنَّ إلى أحدٍ ولا يثِقُ في أحدٍ البتَّة.

يفرَقُ من الهمس، ويجزَعُ من اللَّمس، فيرَى كلَّ من أمامَه خُصومًا له، وهذا -عباد الله- داءُ من لم يُفرِّق بين الحذَر والوسوسة؛ فإن الحذَر سبيلُ الأمنِ، لكنَّه إذا خرج عن مسارِه فإنه يُؤتَى صاحبُه من مأمنِه.

إن التوسُّط في الأمور سلامةٌ *** كي لا ضِرارَ ينالُ منك ولا ضرَر

قد يُهلِكُ الإنسانَ أمنٌ مُفرِطٌ *** أو يعترِيه السوءُ من فَرط الحذَر

هذا، وصلُّوا -رحمكم الله- على خير البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمد بن عبد الله صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكَته المُسبِّحةِ بقُدسِه، وأيَّه بكم -أيها المُؤمنون-، فقال -جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى أصحابِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فاشغَله بنفسِه، واجعل كيدَه في نحرِه، يا سميع الدعاء.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.


تم تحميل المحتوى من موقع