لَقَدْ كَثُرَتْ فِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ بَعْضُ الأُمُورِ الْمُحْدَثَةِ التِي يَقُولُهَا أَوْ يَفْعَلُهَا بَعْضُ النَّاسِ بِمُنَاسَبَةِ نِهَايَةِ السَّنَةِ، وَالْغَالِبُ عَلَى هَؤُلاءِ أَنَّ غَايَاتِهِمُ جَمِيلَةٌ وَمَقَاصِدَهُم حَسَنَةٌ، وَلَكِنَّ هَذَا لا يَكْفِي لِتَكُونَ تِلْكَ الأَقْوَالُ صَحِيحَةً أَوْ تِلْكَ الأَفْعَالُ مَقْبُولَةً. وَلِهَذَا فَاعْلَمُوا أَيَّهَا الإِخْوَةُ: أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ يُرَادُ بِهِ التَّقَرُّبُ إِلى اللهِ لابُدَّ فِيهِ مِنْ شَرْطَيْنِ لِيَكُونَ عِنْدَ اللهِ مَقْبُولاً: وَهُمَا الإِخْلاصُ للهِ، وَالْمُتَابَعَةُ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ), الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا!
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ البَرَرَةِ الكِرَامِ، وَعَلَى التَّابِعِيْنَ لَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدَّيْنِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً.
أَمَّا بَعْدُ: فَلا تَزَالُ الأَيَّامُ واللَيَالِي تَتْرَى، والشُّهُورُ والسُنُونُ تُطْوَى، والأَعْمَارُ تَتَقَضَّى، حتىَّ يَأْتِيَ يَوْمٌ فَيَأْذَنَ اللهُ بِخَرَابِ العَالَمِ، وَتَقُومُ السَّاعَةُ، وَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا! وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَا نَحْنُ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ، نُوَدِّعُ عَامَّاً وَنَسْتَقْبِلُ آخَرَ، فَلَيْتَ شِعْرِي: مَنْ مِنَّا يُدْرِكُهُ هَذَا الْوَقْتُ فِي العَامِ القَادِمِ وَهُوَ حَيٌّ يُرْزَقُ؟! وَمَنْ مِنَّا يَأْتِي عَلَيْهِ ذَلِكَ الزَّمَنُ وَهُوَ حَبِيسُ القَبْرِ تَحْتَ أَطْبِاقِ الثَّرَى؟! قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَتَرَكَهَا لأَهْلِهَا يَتَنَاهَبُونَهَا حتَّى تُفْنِيَهُم وَاحِداً بَعْدَ الآخَرِ وَحتَّى تَلْتَهِمَهُم جَمِيعَاً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ كَثُرَتْ فِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ بَعْضُ الأُمُورِ الْمُحْدَثَةِ التِي يَقُولُهَا أَوْ يَفْعَلُهَا بَعْضُ النَّاسِ بِمُنَاسَبَةِ نِهَايَةِ السَّنَةِ، وَالْغَالِبُ عَلَى هَؤُلاءِ أَنَّ غَايَاتِهِمُ جَمِيلَةٌ وَمَقَاصِدَهُم حَسَنَةٌ، وَلَكِنَّ هَذَا لا يَكْفِي لِتَكُونَ تِلْكَ الأَقْوَالُ صَحِيحَةً أَوْ تِلْكَ الأَفْعَالُ مَقْبُولَةً .
وَلِهَذَا فَاعْلَمُوا أَيَّهَا الإِخْوَةُ: أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ يُرَادُ بِهِ التَّقَرُّبُ إِلى اللهِ لابُدَّ فِيهِ مِنْ شَرْطَيْنِ لِيَكُونَ عِنْدَ اللهِ مَقْبُولاً: وَهُمَا الإِخْلاصُ للهِ، وَالْمُتَابَعَةُ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110].
فَالْعَمُلُ إِذَا فُقِدَ فِيهٍ الإِخْلاصُ كَانَ شِرْكَاً، وَإِذَا فُقِدَتِ الْمُتَابَعَةُ كَانَ بِدْعَةً، وَالشِّرْكُ ثُمَّ الْبِدْعَةُ هُمَا أَعْظَمُ الذُنُوبِ وَأَشَرُّ العُيُوبِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَشَرّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وَبَعْضُ النَّاسِ يَعْتَقِدُ أَنَّ صِدْقَ نِيَّتِهِ وَحُبَّهُ للْخَيْرِ مُسَوِّغٌ لِكِلِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ! فَيُقَالُ لَهُ: لا، هَذَا لا يَكْفِي!!! بَلْ لابُدَّ مَعَ صِدْقِ النِّيَّةِ مِن صِحَّةِ الطَّرِيقَةِ، وَهِي الْمُتَابَعَةُ لِرَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلِذَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِن الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- وَمَنْ بَعْدَهُمْ يَحْرِصُونَ أَشَدَّ الْحِرْصِ عَلَى تَحَرِّي السُّنَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا؛ فَقَدْ كُفُيتُمْ".
أَيُّهَا الإِخْوَةُ: تَعَالَوْا نَنْظُرُ فِي بَعْضِ مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ فِي آخِرِ الْعَامِ الْهِجْرِيِّ ثُمَّ نَعْرِضُهُ عَلَى السُّنَّةِ فَمَا وَافَقَهَا قَبِلْنَاهُ وَعَمِلْنَا بِهِ، وَمَا خَالَفَهَا رَدَدْنَاهُ وَنَاصَحْنَا مَنْ يَفْعَلُهُ أَوْ يَقُولُهُ!!!
فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِهِم: اخْتِمْ سَنَتَكَ بِالاسْتِغْفَارِ، أَوْ اجْعَلْ فِي آَخِرِ صَحِيفَةِ هَذَا الْعَامِ عَمَلاً صَالِحَاً، وَرُبَّمَا أَمَرُوا بِالصَّدَقَةِ أَوْ الصَّيَامِ أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ!!! وَنَقُول ُلِهَؤُلاءِ: أَثَابَكُم اللهُ عَلَى حُسْنِ قَصْدِكُمْ، وَلَكِنْ هَلْ عِنْدَكُمْ دَلِيلُ عَلَى مَا تَقُولُونَ؟
هَلْ أرشد النَّبِيُّ صَلَىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ وَحَثَّهُمْ عَلَى مِثْلِ مَا تَقُولُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ؟ هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ أَحَدٍ مِن الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- أَوْ سَلَفِ الأُمَّةِ مِن الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّهُمْ رَغَّبُوا النَّاسَ فِيهَا مِثْلَمَا أَنْتُمْ تَفْعَلُونَ؟
الْجَوَابُ طَبْعَاً: لا.. إِذَنْ: فَلْيَسَعْنَا مَا وَسِعَهُم وَلْنَقِفْ مَع هَدْيِهِم فَلَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا مَا أصَلَحَ أَوَّلَهَا .
أَيَّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمِن الْمُحْدَثَاتِ آخِرَ العَامِ قَوْلُ بَعْضِهِم: حَلِّلُونِي أَوْ بِيحُوا مِنِّي إِنْ حَصَلَ مِنِّي خَطَأ! وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنَّ صَحِيفَةَ العَمَلِ تُطْوَى آخِرَ العَامِ!
وَمِن الْمُنْكَرَاتِ: الاحْتِفَالُ بِرَأْسِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ!
فَنَسْأَلُ اللهَ الْهِدَايَةَ لَنَا وَلإِخْوانِنَا الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِن الذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ وَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 31- 32].
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرَاً، وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ فيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ صِحَّةَ النَّيِّةِ وَتَلَمُّسَ الشَّخْصِ للْخَيْرِ لا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ يَكُونُ صَحِيحاً، بَلْ لابُدَّ مِن اتِّبَاعٍ وَسُنَّةٍ وَإِلا صَارَ العَمَلُ وَبَالاً عَلَى صَاحِبِهِ وَدَخَلَ فِي بَابِ الْبِدْعَةِ، واسْتَمِعُوا لِهَذِهِ القِصَّةِ الْعَجِيبَةِ الْغَرِيبَةِ: عَنْ عِمَارَةَ بنِ أَبِي حَسَن الْمَازِنِيِّ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لا، فَجَلَسَ مَعَنَا حتَّى خَرَجَ.
فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعَاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفَاً أَمْرَاً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ للهِ إِلا خَيْرَاً! قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشَتَ فَسَتَرَاهُ! قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمَاً حِلَقَاً جُلُوسَاً، يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، فِي كِلَّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصَىً، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً! فُيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلَّلُوا مِائَةً! فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً! فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً..
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضَيَ اللهُ عَنْهَ-: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئَاً، انْتَظَارَ رَأَيِكَ أَوْ انْتِظَارَ أَمْرِكَ!!! قَالَ: أَفَلا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ شَيءٌ؟!
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ، حتَّى أَتَى حَلْقَةً مِن تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصَى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ والتَّهْلِيلَ والتَّسْبِيحَ! قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكِم، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِن حَسَنَاتِكُم شَيْءٌ!
وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتِكُمْ؟! هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ! والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلِّةٍ هِيَ أَهْدَى مِن مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلالَةٍ!؟!؟
قَالُوا: وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ!
قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرْيدٍ للْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ! (رَوَاهُ الدَارمِيُّ، وقَالَ الأَلْبَانِيُ: هَذَا إِسْنَادُ صَحِيحٌ).
فَانْظُرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُون: كَيْفَ أَنَّ هَؤُلاءِ يَذْكُرُونَ اللهَ، وَمَعَ ذَلِكَ وَصَفَهُم هَذَا الصَّحَابِيُّ العَالِمُ بِالضَّلالَةِ، لأَنَّهُم فَعَلُوا شَيْئاً لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن التَّحَلُّقِ جَمَاعَاتٍ وَمِن وُجُودِ مُوَجِّهٍ عَلَى كُلِّ حَلْقَهٍ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ، وَمِن عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالحَصَى!
فَهُمْ أَرَادُوا الْخَيْرَ لكَنْ لَمَّا لَمْ يَكُونُوا عَلَى سُنَّةٍ وَقَعُوا فِي الْبِدْعَةِ، فَهَلْ نَأْمَنُ أَنْفُسَنَا نَحْن؟ الْجَوَابُ كَلَّا، لا سِيَّمَا وَأُولَئِكَ فِي عَصْرِ التَّابِعِينَ الذِي هُوَ ثَانِي خَيْرِ القُرُونِ وَمَع هَذَا قَدِرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِم، فَفِي هَذَا العَصْرِ مِنْ بِابِ أَوْلَى فَاحْذَرْ يَا مُسْلِم وَأَنْقِذْ نَفْسَكَ مِن البِدْعَةِ!
عِبَادَ اللهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسِولِ اللهِ، فَإِنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَحَبَّتَهُ واتِّبَاعَهُ ظَاهِراً وَبَاطِناً، اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَاسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ، وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهِ وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالِدِينَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ أَعَزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّوم . اللَّهُمَّ وَحِّدْ صُفُوفَهُم وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُم عَلَى الْقُرْآنِ والسُّنَّةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْفَظْهُم مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِم للْحَقِّ واهْدِهِم صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم.رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي