إخوة الإسلام: أصحاب المعتقد الرافضي ومنهم هؤلاء الحوثيون يختلفون عن أهل السنة والجماعة في أصول الدين وأركانه، وليس الخلاف معهم في الفروع والسنن، فلهم في القرآن معتقد فاسد ولهم في السنة النبوية كذلك.. كما لهم مواقف ومعتقداتٌ باطلة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتمون ويسبون ويلعنون ويكفرون..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
أيها الإخوة المؤمنون: نحن الآن في واحد من الأشهر الحرم والتي قال الله عنها: (منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) كانت العرب وهم جاهليتهم يعظمونها وإن تلاعبوا فيها فقدّموا وأخروا كما قال تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله) [التوبة: 37]
ألا وإن من الإيمان تعظيم ما حرم الله .. ومن الفجور والفساد انتهاك المحرمات، والاعتداء على الحرمات وترويع الآمنين فكيف إذا بلغ الحال قتل الأنفس المعصومة، والاعتداء على القرى الآمنة وإلحاق الإضرار بها..؟
إن ما صنعه الحوثيون في الأيام الماضية في المناطق الجنوبية من بلادنا من تسلل واعتداء وإزهاق للأنفس جريمة لا تغتفر، وإفساد في الأرض والله لا يحب المفسدين، واعتداءً سافر .. أياً كانت أهدافُه ومن ورائه..
وحيث أشارت بعض الصحف المحلية أن من هؤلاء الحوثيين من اتخذ من زي النساء وسيلةً فاجرةً للتسلل فالتاريخ يُعيد نفسه، فللباطنية سوابق على هذه الشاكلة، وقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة (534هـ): "أن الوزير المسلم المقرب (جوهر) وكان مسؤولاً على مملكة السلطان سنجر السلجوقي، كان قتلُه على يد الباطنية، حيث وقف له جماعة منهم بزي النساء، واستغثن به فوقف يسمع كلامهم فقتلوه".(الكامل 11/76ـ 77)، فماذا سيقول التاريخ عن جرائم الحوثيين في اليمن من قبلُ وفي السعودية من بعد، ولا ندري أين محطتهم الثالثة؟ إن استباحة الدماء جرم عظيم، واستمراءُ لغة القتل والتخريب بهيمية في الطباع وتحللٌ من القيم والأخلاق، فكيف إذا كان المعتقد فاسداً، والأهداف سافلة؟.
إخوة الإسلام: أصحاب المعتقد الرافضي ومنهم هؤلاء الحوثيون يختلفون عن أهل السنة والجماعة في أصول الدين وأركانه، وليس الخلاف معهم في الفروع والسنن، فلهم في القرآن معتقد فاسد ولهم في السنة النبوية كذلك.. كما لهم مواقف ومعتقداتٌ باطلة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتمون ويسبون ويلعنون ويكفرون.. بل وصلوا بتهمهم وأذيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تسلم أمهات المؤمنين من أذيتهم وتهمهم الفاجرة.
وللقوم اعتقاداتٌ في أئمتهم تبلغ تفضيلهم على الأنبياء والملائكة المقربين وليس هذا مقام العرض لعقائدهم الفاسدة واختلافنا معهم في الأصول لكني هنا أقف مبيناً معتقدهم في ركن من أركان الإسلام، نحن الآن في أيام الحديث عنه، وللشيعة أحاديثٌ وجعجعة وزعم بإعلان البراءة من المشركين فيه .. إنه الحج الركن الخامس من أركان الإسلام. أتدرون كيف هي عقيدة الرافضة في الحج؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "حدثني الثقات أن فيهم (الرافضة) من يرى الحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى البيت العتيق، فيرون الإشراك بالله أعظم من عبادة الله وحده، وهذا من أعظم الإيمان بالطاغوت". (منهاج السنة 2/124).
وهذا المعتقد ليس فريةً على الرافضة، بل تشهد عليه كتبهم المعتمدة عندهم فقد جاء في كتاب الكافي وغيره: "أن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة" (فروع الكافي 1/324) وغيره انظر: د.ناضر القفاري أصول مذهب الشيعة 2/453.
وحينما قال أحد الشيعة لإمامه: "إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة"، أجابه الإمام بأسلوب يشبه السخرية قائلاً: "حج حجة أخرى واعتمر عمرة أخرى، تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام" (الطوسي: تهذيب الأحكام 2/16.. عن ناصر القفاري، أصول مذهب الشيعة الإمامية 2/454).
فإن قلت فكيف تقبل عقول الشيعة هذه الخزعبلات؟ كان الجواب: أن منهم من يستنكر ويستغرب ويسأل إمامه قائلاً: "قد فرض الله على الناس حج البيت، ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام" كما في (بحار الأنوار 101/290)، فاضظرب الإمام ولم يُحر جواباً مقنعاً؟!
وإنك لتعجب من مرويات يتداولونها في كتبهم -وليست مفتراةً عليهم- وكيف يفضلون الحج إلى مشاهدهم أكثر من الحج إلى بيت الله، بل ربما وصل الأمر بهم إلى اعتقاد كربلاء حرماً آمناً وقد جاء في أحد كتبهم قول جعفرِهم: "لو أني حدثتكم بفضل زيارة الحسين وبفضل قبره لتركتم الحج رأساً وما حج منكم أحد، ويحك أما علمت أن الله اتخذ كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرماً.." (بحار الأنوار 101/33 عن د.ناضر القفاري، أصول مذهب الشيعة 8/460).
إن قوماً تلك بعض معتقداتهم، وسلوكياتهم ليستحقون التنديد والكشف عن انحرافاتهم، فإن دفّت دافةً منهم واعتدت على حدود غيرها أياً كان الدافع، ومهما كانت الدوافع .. فإن ذلك مما يجب استنكاره.
وحيث اعتدى هؤلاء الحوثيون على حدود بلادنا وأفسدوا في الأرض، وأساءوا إلى الآمنين، وعطلوا مساجد عن ذكر الله فالتنديد بهم واجب شرعي، والدعاءُ عليه بما كسبت أيديهم، كما ندعوا بالتسديد والنصر للقوات التي تصدت لهم ومنعت شرورهم، وكفت اعتداءهم، ولا تزال تتبع فلولهم، وتتنبه لمداخلهم.
وهنا وفي سبيل دفع فتنة هؤلاء الحوثيين عن بلادنا إشارات وتنبيهات:
1- نذكر جنودنا البواسل أن يكون الإخلاص رائدهم لتكون كلمة الله هي العليا، وأن يستشعروا أهمية وقيمة الدفاع عن الحرمات والمقدسات، وضرورة دفع الصائل المعتدي، فتلك تشد من أزرهم وتعاظم أجورهم.
2- ونذكر الشباب وننصحهم ألا يستغلهم مستغل، أو تثيرهم جهة أو فئة لخلخلة صفّنا، وتفريق كلمتنا، فلا بد من الوقوف جبهة واحدة ضد هؤلاء، فاعتداؤهم سافر وانحرافهم في المعتقد والأخلاق ظاهر.
3-كما ننصح من يثير الفتن ويفرق الصف ويشغب على العلماء والدعاة من أغيلمة الصحافة، الذين دأبوا على طروحات تُفرق ولا تجمع وتثير الفتن ولا تسكنها عليهم أن يستشعروا أننا جميعاً أمام عدوٍ يتربص بنا جميعاً، يريد اجتماعنا ويريد قيمنا، ويريد مقدساتنا .. لا مكان للتنابز المذموم، ولا مجال للسخرية بشيء من الدين وأهله، فالعلماء والأمراء لحمة واحدة، كلهم يهمهم الدين، ويعنيهم أمر البلاد والعباد. وليس من العقل والحكمة فتح جبهات ومحاولة إسقاط قامات.
4-لا بد أن نساهم جميعاً في التوعية وتعرية أصحاب المذاهب والأفكار المنحرفة فبلادنا قامت على التوحيد، ومجتمعنا محبٌ للخير كاره للشر، رافض للعقائد والأفكار التي تخالف هدي الإسلام الصحيح .. هذه التوعية مسؤولية الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم، ومهمة المعلمين والمعلمات مع طلابهم وطالباتهم، ومهمة العلماء، والمفكرين والإعلاميين .. إنها مهمتنا جميعاً في وقت باتت الأخطار تهددنا من كل جانب.
اللهم ادفع عن بلادنا وبلاد المسلمين كل بلاء، واصرف عن بلادنا الفتن ماظهر منها وما بطن، اللهم اجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأركس أهل الفتنة والزيغ والفساد، واحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها، ووحدة كلمتها على الحق والتوحيد.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي