إن الله جعل دينه هداية، وجعل الجهل ضلالا، وجعل العلم بدينه نورا، وجعل الجهل بدينه ظلمات. فأي إنسان يسير في ركب الحياة، ولا يتعلم شرع الله فيما هو فيه، فإنه يعتبر ضالا. حتى الرجل في أسرته إذا لم يتعلم ما يجب عليه نحو زوجته وأولاده، فهو...
بارك الله جمعكم، وبارك لقاءكم، وبارك إقبالكم على دينكم، وعلى إرضاء ربكم، وجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
إن كل واحد منا حريص على أمرين:
الأول: أن يعيش في ديناه سعيداً، مطمئن القلب، مرتاح النفس، منشرح الصدر، آمنا على نفسه وأهله وماله، واجدا ما يطلبه من أجل ضرورة حياته.
والأمر الثاني: هو أن كل منا يعمل دائبا، ويرغب مخلصا، ويدعو لله متضرعا، ليكون سعيدا في الآخرة لينجو يوم لقاء الله، وليسمع كلمة الرضى من الله، وليأمن يوم الفزع الأكبر، وليظلل في ظل الله -تعالى-، يوم تغلي الرؤوس من حرارة الشمس، ويسير العرق في أرض الحشر كالأنهار.
كل منا يتمنى ويرجو أن يكون سعيدا ناجيا إذا عبر الصراط، وأن يشعر بأن الله رضي عنه يوم القيامة.
وأن أبواب الجنة تفتح له، وأن يجد الملائكة تحييه في الجنة: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)[الزمر: 73].
وأن يسمع من الله كلمة الرضا: (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)[يــس: 58].
وأن يرى الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة، وينعم معهم بنعيم المؤمنين.
كل منا يرجو ذلك ويأمله، وهو حريص على أن يكون سعيدا في الدنيا، سعيدا في الآخرة.
وأي إنسان لا يخطر بباله هذان الأمران، فهو إنسان غافل تائه، ضائع ضال، قاس القلب، بعيد عن الحياة الحقيقية.
إذن فمطلبنا الأول، هو: السعادة في الدنيا والآخرة.
وإن الله -تعالى- هو خالقنا، وهو العالم بأحوالنا، وهو الحكيم في تدبير أمرنا، وهم أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، ولذلك لم يتركنا الله ضالين ولا تائهين، ولا جهلاء، بعيدين عن الحق، ولكن رحمنا واختارنا لدينه، واختار دينه لنا.
وبين سبحانه أن دينه هو صراطه، وأنه الطريق الذي إذا سلكناه، أرضينا ربنا، وسعدنا في الدنيا والآخرة.
ولكن هذا الدين، ليس بالهتاف يعرف، وليس بالخطب وحدها يعلم، وليس بالكلمات المدبجة يمكن الحصول عليه.
إنما هذا الدين علم لا نعرفه إلا بالتعلم، وتعلم هذا الدين فريضة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
ومن لم يتعلم عاش جاهلا، ومن جهل شقي وضل وتاه، ونزل عليه غضب الله؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
إذن، فالعلم في الإسلام له مكانته الأولى، ويجب أن يكون ذلك بالنسبة للإنسان.
إن الله حين خلق آدم، وأراد أن يبين فضله على للملائكة، وأن مكانته أعلى من مكانتهم.
علم آدم الأسماء كلها، ثم عرضها على الملائكة: (فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة:31].
(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[البقرة:32].
فكان شرف آدم العلم، وسيظل الإنسان دائما شرفه ومكانته بالعلم.
وحين أنزل الله -تعالى- الوحي على محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت أول آية أنزلت عليه: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)[العلق: 1].
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فلا طريق للسعادة إلا بالعلم بالكتاب والسنة، والعلم بشرع الله ودينه.
إنك حين تجلس لدراسة القرآن فأنت تلميذ، تجلس لتسمع من ربك، ما يريد أن يقول لك.
وحين تقرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفهم، فأنت تلميذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تجلس أمام حديثه، لنأخذ عنه بفهم.
وحين تسمع أقوال الصحابة في العلم، فأنت تلميذ لأولئك الصحابة -رضوان الله عليهم-.
وهذا التلمذة ترفع من شأنك، كما رفعت من شأن أبيك آدم، وكما رفعت من شأن جميع الأنبياء والمرسلين والتابعيين لهم.
ومن هنا نجد أن الله -سبحانه وتعالى- بين لنا فضل العلم، فيقول: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)[الرحمن: 1-4].
الله هو الذي علم، علمنا جميعا القرآن، ويقول لنا في تبيان رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، إنها رسالة العلم، فمن آمن بالرسالة وآمن بالكتاب، ومن لم يتعلم، فلا هو بمسلم، ولا هو بمؤمن، على وجه الحقيقة.
لأن الله بين أن رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ العلم بما يجب أن يعلمه: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)[الجمعة: 2].
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أرسل ليبين الكتاب، وليبين الحكمة.
والحكمة، هي سنته، وما جاء عنه من أقوال وأفعال وأحوال.
إذن، نحن مطالبون، كفريضة علينا بأن نتعلم، أن نتعلم دين الله، كل منا لا يحل له أن يتوضأ بغير علم بواجبات الوضوء وفرائضه، ولا أن يصلي بغير علم، ولا أن يزكي بغير علم، ولا أن يحج بغير علم.
ولا ينبغي لك أن تتولى صناعة، أو تجارة، أو زراعة، أو أي نوع من الحياة إلا بعد أن تتعلم ما يحل لك، وما يحرم عليك، وما هي أحكام الله فيما تفعل.
إن الله جعل دينه هداية، وجعل الجهل ضلالا، وجعل العلم بدينه نورا، وجعل الجهل بدينه ظلمات.
فأي إنسان يسير في ركب الحياة، ولا يتعلم شرع الله فيما هو فيه، فإنه يعتبر ضالا.
حتى الرجل في أسرته إذا لم يتعلم ما يجب عليه نحو زوجته وأولاده، فهو ضال.
وكذلكم في أقربائه وأرحامه، وفي مجتمعه الذي يعيش فيه.
أخي المسلم: إن عليك واجبات، وإن لك حقوقا شرعها الله ورسوله، يجب أن تتعلمها، فإذا لم تتعلم فإنك ضائع، ويخشى عليك في الدنيا والآخرة، لذا قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[طه: 123].
والسؤال كيف نتبع هدى الله ونحن لا نعلم أحكام الله؟
إن الكثيرين بسبب ذلك تراهم يعبدون الله في المسجد، ويقرأون القرآن، وفي الصفوف الأولى، فإذا ما خبرت أحدهم، وجدته ظالما، وجدته في أسرته قاسيا، وجدته في أرحامه قاطعاً، وجدته مع عماله ظالما، وجدته للمسلين محتقرا!.
أهذا مسلم كما يريده الإسلام؟
إن الإسلام يبغض مثل هذا ويرفضه، حتى يستقيم على الجادة، ويتعلم كيف يكون مسلماً.
هذا وأمثاله من الجهلة الذين يظنون أن الإسلام صلاة وزكاة وصياما فقط، وهذا غير صحيح.
أخي المسلم: إن أسرتك محراب عبادة لو علمت، وإن المجتمع محراب عبادة لو علمت، وإن مساعدتك لمسلم، ورحمتك لمسلم، وعطفك على يتيم، أو أرملة، ومعاشرة حسنة لزوجتك وأولادك، قد يكون ذلك أفضل من عبادات كثيرة في المسجد.
وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل، وتصوم النهار، لكنها تؤذي جيرانها، فقال صلى الله عليه وسلم: "هي في النار".
وسئل عن امرأة أخرى لا تكثر من الصلاة النافلة، ولا الصيام، لكنها لا تؤذي جيرانها، فقال صلى الله عليه وسلم: "هي في الجنة".
إن الجهل بالدين هو سبب مآسينا.
إن أمتنا الإسلامية جاء عليها دهر من الزمن، وقعت فيه في جهالة جهلاء، وفي ظلمات حمقاء، فعاشت بعيدة عن الكتاب والسنة، فشقيت شقاءًا عظيما، حتى صار كثير من المسلمين لا يفرقون بين الحق والباطل، وبين الصديق والعدو، بين المسلم والكافر.
فكلما قام بينهم من يدعو إلى مذهب كفري، أو غير إسلامي، قاموا معه، لماذا؟
بسبب الجهل.
وصدق علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما قال: "الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وسائر الناس همج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح".
بل وظهر في الأمة الإسلامية أناس فجرة، لا يعرفون من كتاب الله كلمة، ولو طلبت منهم أن يقرؤوا آية الكرسي، أو سورة الفاتحة، لأخطأوا في قراءتها؛ لأنهم بعيدون عن الإسلام، ولا يحكمون به.
بل ويحاربونه، فضاعوا وأضاعوا كثيرا من الناس معهم.
وكل ذلك بسبب جهلهم بالإسلام.
إنها قضية ذات خطر.
إن الأسف ليقطع أكباد المخلصين، حين يرى الكثير من المسلمين، وهم يعرفون عن الفن والأغاني والمسرح والسينما، وعن الآداب المنحلة الفاجرة الشيء الكثير، فإذا سألتهم عن الإسلام، قال بعضهم: وما الإسلام؟! هذا دين رجعي! قديم! لا يناسب العصر الذي نعيش فيه؟!
بسب ماذا؟
بسبب جهلهم بالإسلام، وبسبب هذا الجهل أيضا صارت الأمة لا تعرف قدر علمائها ومكانتهم وفضلهم.
عندما كانت الأمة تعرف قدر العلماء والعلم، كانت الدولة الأولى في هذا العالم، دخل سليمان بن عبد الملك الحرم، ومعه خلق كثير، فقال: من عالم مكة؟ فقالو: عطاء بن أبي رباح، فقال: أروني عطاءً، فلما رآه وجده عبدا، أزرق العينين، مفلفل الشعر، لا يملك من الدنيا درهما ولا دينارا، فقال: أنت عطاء الذي ملأ ذكرك الدنيا؟ قال: يقولون ذلك! بما حصلت على هذا العلم؟ قال:
قال: "بترك فراشي في المسجد الحرام ثلاثين سنة ما خرجت منه حتى تعلمت العلم، قال سليمان : يا أيها الحجاج! لا يفتي في المناسك إلا عطاء".
وحدث أن اختلف سليمان وأبناؤه في مسألة من مسائل الحج، فقال: دلوني على عطاء؟ فأحضروه إليه في الحرم، والناس عليه كالغمام، فأراد الخليفة أن يجتاز الصفوف، فقال عطاء: يا أمير المؤمنين خذ مكانك، ولا تتقدم الناس، فإن الناس قد سبقوك إلى هذا المكان.
فانتظر الخليفة حتى أتى دوره، فسأله المسألة، فأجابه، ثم ذهب، فقال سليمان لأبنائه: يا أبنائي عليكم بتقوى الله والتفقه في الدين، فو الله ما ذللت في حياتي إلا لهذا العبد؛ لأن الله رفعه بالعلم، ولولا العلم ما أتيت إليه.
هكذا كان قدر العلماء والعلم في الأمة.
أما اليوم، فقد وصلنا إلى درجة أننا نرى من لا يحسن، حتى قراءة الفاتحة، بل ولا يعرف حتى أركان الصلاة، رأيناه وهو يرفض فتاوى العلماء، بل ويتهجم عليهم، لماذا؟
لأن فتاواهم لا تناسب هواه وشهوته ورغبته.
ألا قبح الله الجهل وأهله!.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
لقد رفع الإسلام من شأن العلم، ومن شأن العلماء، قال - تعالى -: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)[طه: 114].
وقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر: 28].
وقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[المجادلة: 11].
وبين صلى الله عليه وسلم أن الرحلة في طلب العلم عبادة وجهاد، فقال: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع".
وقال: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته" [145 الترغيب].
وبين صلى الله عليه وسلم أن طلب العلم من الطرق الموصلة إلى الجنة، بل إن الملائكة تحي كل طالب علم وتخدمه؛ لأنه في طاعة الله -عز وجل-: "من غدا يريد العلم، يتعلمه لله، فتح الله له باباً إلى الجنة، وفرشت له الملائكة أكتافها، وصلت عليه ملائكة السموات، وحيتان البحر".
بسبب ماذا؟
بسبب طلب العلم الديني؛ لأن العلم بالدين يعرفك بالدين على حقيقته، هل تظنون أن الذين وقعوا في الارهاب والتكفير كانوا يعرفون دينهم على حقيقته؟
بالطبع، لا؛ لأنك إذا تعلمت وعرفت الدين على حقيقته، وكنت صادقا، اتبعت دين الله على علم، وعشت سعيدا، ومت سعيدا.
وسئل صلى الله عليه وسلم عن رجل عابد، وآخر عالماً: أيهما أفضل؟ فقال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
يعني كفضل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أقل رجل فضلا في الصحابة.
ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".
ولأن تذهب وتتعلم مسألة من العلم أفضل لك من نوافل الصلاة والصيام، وغير ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "فضل العلم خير من فضل العبادة".
وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة".
ونحن لا نقصد بهذا الكلام علوم الدنيا، فعلوم الدنيا نحن لم نقصر في طلبها، ولكن نحن نقصد العلم الشرعي، العلم الأخروي، الذي ينجيك في الآخرة.
وللعلم، فالذي يهتم بأمور الدنيا، ولا يهتم بأمور الآخرة؛ ليعلم أنه يعيش في غضب الله صباح مساء، وليعلم أن الله يبغضه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله لا يحب كل جعظري جواظ، صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة".
لذلك -أخي المسلم- أدرك نفسك.
أخي المسلم: اسأل وتعلم، تعلم كيف تعبد الله، تعلم كيف توحد الله، لا تعبد الله تقليدا لغيرك، بل تعلم كيف تصلي، كيف تتطهر، كيف تزكي، كيف تتعامل مع الناس، تعلم، لا تستح، اسأل أهل العلم، فالله يقول: (فَاسألواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[الأنبياء: 7].
اسأل وتعلم، حتى في بيعك وشرائك، وتجارتك، تعلم الحلال والحرام، تعلم الفرق بين البيع والربا، إذا أردت أن تبيع أو تشتري فيما يخص الأسهم والسندات المالية، أو الاكتتابات والمعاملات المالية.
فاسأل أهل العلم، ولا تورط نفسك في مصيبة الربا الذي يجلب الدمار والآفات والهلكات على الفرد والأمة.
إذا أقدمت على مشروع تجاري مهما كان صغيرا، فاسأل أهل العلم، عن الحلال والحرام فيه.
تعلم واسأل عن حكم الإسلام فيما تقرأه وتسمعه، وتشاهده.
اسأل وتعلم كيف تعامل زوجتك، كيف تربي أولادك.
اسأل وتعلم واقرأ، اقرأ ما يفيدك، واستمع إلى الأشرطة النافعة، اجعل لنفسك ولو جلسة أسبوعية تبتغي بها وجه الله، ولتتعلم فيها شرع الله، ولتعرف منها أحكام الله، ثم تجلس بعد ذلك نفس الجلسة مع زوجتك وأولادك، فتعلمهم وتنفعهم، وتذكر أن الله يقول: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)[الأنعام: 151].
أي تعالوا اسمعوا ما حرم الله عليكم، تعالوا لتعلموا، فهذا واجب عليكم.
وبعد أن تتعلم، عليك أن تعمل، حتى يكون هذا العلم حجة لك لا عليك، قال صلى الله عليه وسلم: "العلم علمان فعلم ثابت في القلب فذلك العلم النافع، وعلم في اللسان فذلك حجة الله على عباده"[الترغيب140].
فهل نستجيب ونبادر؟
نرجو ذلك ونتمناه.
اللهم صل على من بلغ البلاغ المبين.
اللهم علمنا وزدنا علما، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بأعمالنا.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، اللهم ارزقنا المعرفة على بصيرة بك، وبأسمائك وصفاتك، ووفقنا لما تحبه وترضاه من الأعمال، وجنبنا ما نكره ولا ترضاه من الأقوال والأعمال.
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا ذنوبنا، وهب لنا تقواك واهدنا بهداك، ولا تحوجنا لأحد سواك، واجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي