إصلاحُ ذاتِ البَين بابٌ من أبواب الجنة، وأمانٌ من الفتن الخاصَّة والعامَّة، وجلبٌ لمصالِح خاصَّة وعامَّة، ودرءٌ لمفاسِد يعُمُّ ضررُها، ويطيرُ شررُها. والإصلاحُ لذاتِ البَين سدٌّ لأبواب الشيطان التي يدخلُ منها على الإنسان.. والمُتأمِّل لتاريخ الأفراد والأُمم يجدُ أن شُرورًا اتَّسَع دائرتُها في حياتهم؛ بسبب غيابِ إصلاح ذات البَين، ويجدُ شُرورًا وفتنًا دُفِعَت وصُرِفَت بسبب إصلاح ذات البَين. ومُعظَم النار من مُستصغَر الشَّرر. وإصلاحُ ذات البَين من مقاصِد الإسلام العظيمة، وتعاليمِه الحسنة الكريمة، قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)...
الحمد لله، الحمد لله الملك الحق المُبين، يُحقُّ الحقَّ بكلماته ويُبطِلُ الباطلَ ولو كرِه المُجرِمون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه المتقين.
أما بعد:
فاتقوا الله بالعمل بمرضاته، وبُغض مُحرَّماته؛ فقد فازَ بكل خيرٍ من اتَّقى، وخابَ من اتَّبع الهوى.
أيها المسلمون:
اعلموا أن أحبَّ شيءٍ إلى الله: الصلاحُ والإصلاح؛ فالصلاحُ: هو صلاحُ النفس بالوحي الذي جعله زكاةً وطهارةً، والإصلاحُ: هو تقويمُ ما انحرَفَ من أحوال الفرد أو الجماعة، أو إصلاح ما فسَد من العلائق بين اثنين أو بين طائفتين، على مُقتضى الشرع الحَنيف.
فالإصلاحُ هو التقريبُ بين القلوب المُتنافِرة، ولمُّ الشَّعَث في الآراء المُتباعِدة، وإعطاءُ الحقوق الواجِبة لأصحابها بسعي المُصلِحين، واحتِساب الخيِّرِين، وحكمةِ الراشدين.
والإصلاحُ لذاتِ البَين بابٌ من أبواب الجنة، وأمانٌ من الفتن الخاصَّة والعامَّة، وجلبٌ لمصالِح خاصَّة وعامَّة، ودرءٌ لمفاسِد يعُمُّ ضررُها، ويطيرُ شررُها. والإصلاحُ لذاتِ البَين سدٌّ لأبواب الشيطان التي يدخلُ منها على الإنسان.
والمُتأمِّل لتاريخ الأفراد والأُمم يجدُ أن شُرورًا اتَّسَع دائرتُها في حياتهم؛ بسبب غيابِ إصلاح ذات البَين، ويجدُ شُرورًا وفتنًا دُفِعَت وصُرِفَت بسبب إصلاح ذات البَين. ومُعظَم النار من مُستصغَر الشَّرر.
وإصلاحُ ذات البَين من مقاصِد الإسلام العظيمة، وتعاليمِه الحسنة الكريمة، قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1].
ومما جاء في فضل صلاحِ ذات البَين: قولُه - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُخبِركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «صلاحُ ذات البَين؛ فإن فسادَ ذات البَين هي الحالِقة» (رواه أبو داود والترمذي، وقال: "صحيح")، وزاد: «لا أقولُ تحلِقُ الشعر، ولكن تحلِقُ الدين» من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
وقال تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170]، وقال - سبحانه -: (وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142].
وقال - عز وجل -: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35]، وقال - سبحانه -: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأنعام: 48].
والإصلاحُ يكونُ بين الزوجَين فيما اختلفَا فيه، بما يضمنُ لكلٍّ حقَّه، قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [النساء: 35]، وقال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء: 128].
والإصلاحُ بين الزوجَين يُحافظُ على كِيان الأسرة من التصدُّع ومن الضياع، وتدومُ به الرعايةُ الأُسرية، وتقوَى به الروابطُ بين الزوجَين، وتستمرُّ العِشرة، ويجدُ الأولاد في اجتماع الأبوَين المحضَن الآمِن المُستقرَّ، والمأمَن من الانحِراف، والعطف الأبوِيّ، والنشأة الصالحة.
وإذا ازداد الخلافُ بين الزوجَين، وتُرِك الإصلاح؛ تصدَّعَت الأسرة، وضاع الأولاد، وتعرَّضُوا للفساد والفشل في الحياة بعد الطلاق، وتقطَّعَت علائِقُ الرَّحِم، وتضرَّر الزوجان.
وفي الحديث: «إن إبليس يقول لجنوده: أيُّكم أضلَّ مُسلمًا اليوم أدنيتُه وألبستُه التاجَ. فيأتي أحدُهم فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى عقَّ والدَيه، فيقول: يُوشِك أن يُصالِحَهما، ويأتي الآخر فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى سرقَ، قال: يُوشِك أن يتوب، ويأتي آخر فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى زنَى، فيقول: يُوشِك أن يتوب، ويأتي آخر فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى طلَّق امرأتَه، فيقول إبليس: أنت أنت، فيُدنِيه ويُلبِسُه التاج» (رواه مسلم).
والإصلاحُ يكون أيضًا بين الأقرباء فيما وقع بينهم من خلاف؛ لتتمَّ صِلةُ الأرحام وتدوم، ولئلا تكون قطيعةٌ بين ذوي القَرابة؛ فصِلةُ الأرحام بركةٌ وخيرٌ وفضائل، وسببٌ من أسباب دخول الجنة، ومن أسباب صلاح الدين والدنيا وبركة العُمر.
عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الرََّحِمُ مُعلَّقةٌ بالعرش، تقول: من وصَلَني وصلَه الله، ومن قطَعَني قطعَه الله»؛ رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سرَّه أن يُبسَط له في رِزقِه، وأن يُنسَأ له في أثرِه فليصِل رحِمَه»؛ (رواه البخاري). أي: يُطيلُ عُمرَه.
وعن عمرو بن سهلٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «صِلةُ القرابة مثراةٌ في المال، محبَّةٌ في الأهل، منسَأةٌ في الأجل»، حديثٌ صحيحٌ؛ (رواه الطبراني).
كما أن قطيعةَ الأرحام شرٌّ وشُؤمٌ في الدنيا والآخرة؛ عن جُبير بن مُطعِم - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحِم» (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي بَكرةَ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما من ذنبٍ أجدرَ أن يُعجِّل الله لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرة من البغي وقَطيعة الرَّحِم» (رواه أبو داود والترمذي، وقال: "صحيح").
فإصلاحُ ذات البَين بين الأقرباء من أعظم الحسنات.
والإصلاحُ أيضًا يكونُ بين الجيران؛ لِلوفاء بحقِّ الجار، والقيام بواجباته التي أوجبَها الله؛ عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيُورِّثُه» (رواه البخاري ومسلم).
والإصلاحُ يكونُ بين المُتخاصِمَين من المُسلمين، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
أيها المسلم:
لا تترُك بابَ الإصلاح، ولا تزهدنَّ في هذا الخير الكثير؛ فقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِحُ بين أصحابِه، وقد سعى في هذا السبيل صحابةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن بعدِهم التابِعون، والمنقولُ عنهم في إصلاح ذات البَين أكثرُ من أن يُحصَر.
وفي الحديث: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أيها الناس! أصلِحوا بين المُسلمين؛ فإن الله يُصلِحُ بين المُسلمين».
والمُسلمُ في هذا الزمان يأسَى ويحزَن لقلَّة المُصلِحين، وإعراضِ الكثيرين عن إصلاح ذات البَين في مُجتمع المُسلمين.
وأنت - أيها المسلم - مأمورٌ بحُسن النيَّة والاحتِساب، ومُباشَرة الأسباب، وما بعدَ ذلك فهو إلى الله تعالى، فأنت مُثابٌ على كل حالٍ، والله قد ضمِنَ لك الثواب، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية: 15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب الأرض والسماوات، له الحمدُ أمرَ بالفضائل والصالِحات، ونهَى عن البغي والعُدوان والرذائِل والمُنكرَات، أحمدُ ربي على نعمِه الظاهرة والباطِنة التي أسبَغَها علينا وعلى المخلوقات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين لا يخفَى عليه شيءٌ من الأقوال والأفعال والإرادات، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه الله بالبيِّنات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه السابقين إلى الخيرات.
أما بعد:
فاتقوا الله - عز وجل - وأطيعُوه، وكُونوا دائمًا على حذرٍ وخوفٍ من المعاصِي؛ فإن بطشَ الله شديد.
عباد الله:
قد قامَت حُجَّةُ الله على الناس بما بيَّن لهم وبما منَّ الله به على المُصلِحين من ثوابِ الدنيا والآخرة، وبما عاقَبَ الله به المُفسِدين في الدنيا مع ما ينتظِرُهم من الخِزيِ في الآخرة.
وكما أن الله يُحبُّ الصلاحَ والإصلاحَ، ويُعطِي عليه في الدارَين ما لا يُحيطُ به وصفٌ، كذلك يُبغِضُ الله ويكرَهُ الفسادَ والإفسادَ والمُفسِدين في الأرض، قال الله تعالى: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77]، وقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 85]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205]، وقال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142].
وأيُّ فسادٍ بعد الشركِ بالله أعظمُ من قتلِ النفسِ البشريَّة التي حرَّم الله سفكَ دمِها، وما حدثَ في بيشاور بباكستان من قتلٍ لمائةٍ وعشرين نفسًا - بينهم أطفالٌ كثيرون - جريمةٌ لا تُطيقُها الجبالُ الرواسِي، قامَ بها قَتَلَةٌ مُجرِمون، وعِصابةٌ مُفسِدون، وإرهابيُّون خاسِرون، وأعداءٌ للإنسانيَّة شِرِّيرون. وقد ابتُلِيَت المُجتمعات - وخاصَّةً في بلاد المسلمين - بمثلِ هذه الأعمال الإرهابية المأساويَّة..
وهذه الحادثةُ حادثةٌ مأساويَّة، وعملٌ إرهابيٌّ إجراميٌّ، جمعَ من كبائِر الآثام والمعاصِي عددًا كثيرًا، وإن هذه الفاجِعة يُدينُها ويستنكِرُها ويُقبِّحُها أشدَّ الاستِنكار وُلاةُ أمر هذه البلاد وعلماؤُها ومُواطِنُوها، ويُطالِبُون بإيقافِ هذه الجرائِم، واجتِثاث جُذورِها لئلا تتكرَّر، فهذه أعمالٌ عجزَ عن فعلِها إبليس.
وعلى العُلماء أن يُحذِّروا المُسلمين من هذه الأعمال الوحشيَّة؛ فهي أعمالٌ شوَّهَت صورةَ الإسلام، والإسلامُ منها بريءٌ؛ فهو دينُ الرحمة والعدل والسلام والخير، كما نطَقَت بذلك نُصوصُه، وكما شهِدَ التاريخُ بهذا، قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
وفي حديث أنسٍ - رضي الله عنه -: «طُوبَى لمن كان مفتاحًا للخير مِغلاقًا للشرِّ، وويلٌ لمن كان مفتاحًا الشرِّ مِغلاقًا للخير»؛ (رواه ابن ماجه، وهو حديثٌ صحيحٌ).
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا»، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عن الخُلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين.
اللهم انصر كتابك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسُنَّة نبيِّك يا قوي يا عزيز، يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا وذريَّاتنا من مُضلاَّت الفتن، اللهم أعِذنا والمسلمين يا رب العالمين من مُضلاَّت الفتن، إنك على كل شيء قدير.
اللهم استعمِلنا في طاعاتِك، وجنِّبنا معاصِيك يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا وذريَّاتنا من إبليس وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، اللهم أعِذ المسلمين يا رب العالمين من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده إنك على كل شيء قدير.
اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتِنابَه، ولا تجعله مُلتبِسًا علينا فنضلُّ.
اللهم ادفَع عنَّا الغلا والوبا والرِّبا والزِّنا والزلازِل والمِحَن، وسُوءَ الفتن ما ظهر منها وما بطَن، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم اقضِ الدَّينَ عن المدينين من المُسلمين، اللهم فُكَّ أسرَ المُسلمين يا رب العالمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين.
اللهم عليك بالسَّحَرة الذين طغَوا وأفسَدوا في الأرض يا رب العالمين، اللهم عليك بهم، أعِذنا وذُرِّيَّاتنا والمُسلمين من شرِّهم إنك على كل شيء قدير، اللهم أبطِل كيدَهم ومكرَهم، واجعل مكرَهم مُحيطًا بهم برحمتِك وعِزَّتك وكبريائِك يا رب العالمين.
اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ يا رب العالمين.
اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وانصُر به دينَك يا رب العالمين، اللهم أعِنه على كل خيرٍ إنك على كل شيء قدير، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
اللهم لا تكِلنا إلى أنفُسنا طرفةَ عينٍ ولا أقلَّ من ذلك، اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه يا رب العالمين.
اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار.
اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي