دين الإسلام في تطبيقاته في أحكامه في مظهره يربّي أهله على النظام، كأنما يقول لهم بقوة ووضوح: يا مسلمون! كونوا منظمين، فأنت أهل النظام، وأنتم أولى الناس بالتزام النظام. لكن المشكلة أن المسلمين اليوم -إلا من رحم الله- يعيشون انفصامًا بين العبادة والسلوك، لم يدخلوا في الإسلام كافة كما يجب، دخلوه من باب العبادة، ولم يدخلوه من باب السلوك والأخلاق، ينتظمون صفًّا في الصلاة، ولكنّ كثيرًا منهم بعد ذلك في سياراتهم أشد فوضوية من القطعان المضطربة، كلا يريد الأسبقية لنفسه، ولو بالعنف والرعونة، لم يتأملوا في سماحة الموقف قبل قليل وهم يصلون ولطف الخلق في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لينوا بأيدي إخوانكم"...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يقولون: إن من علامات تحضر الشعوب احترامها للنظام، وعندما يكون النظام هو موضوع المنبر، فإن تناوله لن يركز على هذا الجانب أن من علامات التحضر احترام النظام ومن علامات التحضر كذا وكذا، فمفهوم التحضر كغيره من المفاهيم المعاصرة اليوم يحتاج إلى مراجعة وتقييم؛ لأنه في الغالب لا يخضع لمعايير الإسلام من كل وجه.
فمن مظاهر التحضر في المفهوم المعاصر مثلاً ما فيه معصية صريحة، مثل إقامة معاهد الرقص، أو المعاهد الموسيقية، أو معاهد التمثيل، يعتبره الكثيرون من مظاهر التحضر وكذلك إقرار المعاملات الربوية يعتبره الكثيرون أيضًا من مظاهر التحضر.
وقد يعتبر كثير من الناس اليوم تقنين الشذوذ من علامات التحضر، ومن الناس في هذه البلاد من يعد الكثير من قضايا المرأة المخالفة لأحكام الشريعة من مظاهر التحضر؛ كونها تشارك في الألعاب الأولمبية أو لكونها تشارك فيما لا يخصها.
بل إن من مظاهر التحضر في المفهوم المعاصر ما فيه كفر كالرضا بالإلحاد وتكريم الملحدين، ولهذا لن يكون التحضر بمعناه المعاصر هو الحافز لاحترام النظام يجب أن نحترم النظام لماذا حتى نكون متحضرين! كلا، وإنما ينبغي أن نتناول هذا الموضوع المهم من جانبه الأهم وهو التقرب إلى الله -تعالى-. نعم التقرب إلى الله -تعالى- باحترام النظام وبتطبيقه في حياتنا؛ لأن ديننا هو دين النظام.
معاشر الإخوة: لقد خلق الله -تعالى- هذا الكون بإحكام وأقامه على نظام بديع ثابت، تأملوا في قوله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:40].
تقديرًا في تقدير: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49]، بمقدار قدّرناه وقضيناه، سبحان الله! هذا النظام الفلكي الذي يصفه القرآن، هذا الوصف وبهذا التفصيل (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[الفرقان: 33]، ألا يدل وصف دقة دوران الكواكب وثباتها في مساراتها دون سباق ولا تأخير، ألا يدل على بديع الخلق وإحكامه في نظام دقيق لا مثيل له، وأن النظام أصل في خلق الكون، ولو كان الكون فوضى لما بقي الكون لحظة يقول سبحانه: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [الإسراء:12].
فعدد السنين والحساب ليس فوضى لا مرتكز لها بل السنين محسوبة في أماكنها لا تغيير، والحساب مقدور عليه بكل يسر، ويقول كذلك جل وعلا: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون:12- 14].
هذا الترتيب المذهل الذي يعجب له الإنسان، أليس فيه دلالة على كمال التنظيم والتدرج المرحلي المتقن في خلق الإنسان؟! هذا في جانب خلق الله، وهناك النظام في أحكام الشرع فإن أحكام الشرع روحها التقوى وظاهرها النظام، فالصلوات الخمس وتحديد أركانها وشروطها واحترام أوقاتها طوال مئات السنين إلى يوم الدين؛ دليل على مكانة التنظيم والنظام قال تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)[النساء: 103] لا فوضى ولا عشوائية ولا تقديم ولا تأخير بل في وقتها.
بل حتى الصلاة ذاتها في مظهرها تكشف أهمية النظام، ففي صحيح البخاري من حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول للناس إذا قاموا إلى الصلاة: "سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة"، فجعل تسوية الصف من أصل إقام الصلاة فالصلاة كلها نظام.
وفيها أيضا من حديث النعمان بن البشير قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسوّي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح"، القداح أعواد السهام قبل أن يوضع فيها النصل والريش من أجل إخراجها عن الاعوجاج.
فهكذا يفعل -صلى الله عليه وسلم- بالصفوف قبل بدء الصلاة حتى تبلغ من حسن استوائها أنها تصلح أن تسوى بها القداح.
ومن حديث جابر بن سمرة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربها"؟ فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يُتِمّون الصفوف الأولى ويتراصون في الصف".
بل أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- بشدة على التزام هذا المظهر المنضبط أكد بشدة على ذلك قال: "لتُسَوُّنَّ صفوفَكم أو ليُخالِفَنَّ اللهُ بينَ وجوهِكم" (أخرجه مسلم).
وحتى في اتباع الإمام أثناء الصلاة يحرص الإسلام على الانضباط التام بهذا المظهر العام وعدم مسابقة الإمام، ففي صحيح البخاري يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما جعلَ الإمامُ ليؤتمَّ بِه فلا تختلِفوا عليهِ، فإذا كبَّرَ فَكبِّروا، وإذا رَكعَ فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قالَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَه فقولوا ربَّنا ولَك الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجدوا ..".
وأكد على هذا الانضباط لدرجة التحذير الشديد، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل رأسه رأس حمار" (أخرجه البخاري ومسلم).
ركن أخر من أركان الإسلام الزكاة أيضًا منظمة؛ أنصبتها، أنواعها، مخارجها، محددة ودقيقة.
الصيام كذلك وقت الإمساك وقت الإفطار، أوقات محددة ومنضبطة، الحج كذلك وقته، أركانه، مناسكه؛ كلها مرتبة محكمة التنظيم، بل من شدة إحكام تلك المناسك، فإن بإمكانها حمل الملايين من البشر المختلف الأعراق والمتعدد اللغات والبيئات على الانتظام في عمل واحد، وفي وقت واحد وفي مكان واحد، وهم في سعادة إيمانية وزجل من التلبية والتهليل والتكبير.
هذا هو دين الإسلام في تطبيقاته في أحكامه في مظهره يربّي أهله على النظام، كأنما يقول لهم بقوة ووضوح: يا مسلمون! كونوا منظمين، فأنت أهل النظام، وأنتم أولى الناس بالتزام النظام.
لكن المشكلة أن المسلمين اليوم -إلا من رحم الله- يعيشون انفصامًا بين العبادة والسلوك، لم يدخلوا في الإسلام كافة كما يجب، دخلوه من باب العبادة، ولم يدخلوه من باب السلوك والأخلاق، ينتظمون صفًّا في الصلاة، ولكنّ كثيرًا منهم بعد ذلك في سياراتهم أشد فوضوية من القطعان المضطربة، كلا يريد الأسبقية لنفسه، ولو بالعنف والرعونة، لم يتأملوا في سماحة الموقف قبل قليل وهم يصلون ولطف الخلق في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لينوا بأيدي إخوانكم".
لم يتأملوا في تمامه عندما قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَحَاذُوا بين الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا في أيدي إِخْوَانِكُمْ، وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله".
لم يفطنوا إلى عمق المعنى وأبعاد ذلك المعنى في كون من وصل صفًّا منقطعًا من صفوف الصلاة وصله الله، ومن قطَعه قطعه الله.
وصله الله وقطعه الله؟ إلى هذه الدرجة؟ نعم إلى هذه الدرجة يحسب حساب انتظام الصف لم يفطنوا إلى احتساب الأجر وطلب الثواب في آداب الانتظام والترتيب في حياتهم، وأن ذلك من المصالح العظيمة، عظيمة النفع التي يراعيها الإسلام فعلاً.
قد ينتظمون في الصلاة في المسجد، قد ينتظمون في الأشواط أثناء السعي بين الصفا والمروة، قد ينتظمون في عدد أركان الوضوء وترتيبه والمولاة، ولكنهم لا ينتظمون في حياتهم الخاصة إلا قليلاً، لا ينتظمون في علاقاتهم ولا في ارتباطاتهم ولا في مواعيدهم.
هناك مضيعة في الوقت حياة الكثيرين، وهناك فوضى في تقديم الأولويات، وقلة احترام للمواعيد، والواسطة في المجتمع تكسر القانون والنظام، فتحرم وتبيح من وراء النظام، وتمنح من وراء القانون، وهي مظاهر واضحة ومألوفة في حياة الناس اليوم حتى أصبحت عادة مستحكمة في أخلاقهم وعرفهم إلا قليلاً، تعرف إنسان يخلص لك أوراقك ما تعرف إنسان الله يعينك، ترى ذلك أيضًا في الصالحين المصلين وغيرهم.
من مظاهر غياب النظام في الشارع العام، إضافة إلى قلة احترام حاجات الناس وحقوقهم، مظهر واضح: إقفال الطريق على الناس بالسيارة، هذا مظهر واضح، كما يجري خارج كثير من المساجد بعد صلاة الجمعة، وليس هذا فحسب، بل قد يمكث في مصلاه طويلاً إما في صلاة نافلة، أو قراءة قرآن، أو في حديث جانبي مع صديق أو قريب غير مهتم بالناس الذين عطلهم بسيارته عن مصالحهم خارج المسجد. هذا لا يليق بمسلم، وخاصة من مصلّ آتٍ للمسجد يوم الجمعة طلبًا للأجر.
معاشر الإخوة: إن مصدر أخلاق المجتمع المسلم دينه، هذا هو المفترض، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (أخرجه البيهقي).
والدين كما دللنا يحث على النظام، ويحذر من الفوضى، فلماذا لا يحترم المسلمون دينهم في هذا الجانب، ولأن احترام الناس للقانون أو للنظام لا يكون دائمًا بسبب التقوى والخوف من الإثم شرع الإسلام الحدود ردعًا للمخالفين.
فالدين في ذاته يحتاج للسلطان القاهر بجواره حتى يردع من لا يبلغ الإيمان منه مبلغ اليقين، وعليه ورد أن عثمان بن عفان كان يقول: "إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن"، يزع: أي يكف ويمنع؛ لأن الله يردع بقوة القانون من لا يقبل أن يردع بالخوف من الله، وحتى يكون احترام النظام أصلاً في خلق المجتمع لابد أن تتضافر جهود التوجيه من المسجد إلى البيت والمدرسة، وأجهزة الإعلام بشكل منتظم وجاد وعملي لتنشر ثقافة النظام نشرًا جديًّا مستمرًّا.
فإن الجميع يعلم نبأ محاولة تسلل بعض البغاة التكفيريين المعتدين عبر حدود المملكة الشمالية مع العراق بعرعر، وتصدي رجال حرس الحدود الأمناء لهم، وإحباط محاولة تسللهم وقتلهم، واستشهاد عدد من رجال الأمن في هذا الحادث الأثيم.
وفضلا عن كون ما فعلوه جرمًا شنيعًا واستحلالاً للدماء المسلمة المعصومة، إلا أن ذلك تم من أحدهم بأسلوب غادر خسيس أظهر أنه يريد الاستسلام وهو مضمر الغدر بحزامه الناسف فقتل نفسه، وقتل عددًا من جنود أمن بلادنا، أسأل الله -تعالى- أن يرحمهم ويقبلهم في الشهداء.
لقد فعل هذا الباغي جرمه بقناعة ضالة؛ لأن هؤلاء القوم التكفيريين -وهو منهم- لهم فقههم الخاص بهم، التكفير عندهم كأحكام السواك، لا يرتضون قولا من عالم أو فقيه مهما زاع صيته، وشهد له القاصي والداني، إلا ما أُشرب من هواهم بل ويكفرون العلماء إذا عرفوا أنهم يعارضونهم في الرأي.
الغدر -أيها المسلمون- ليس من شيم العرب فضلاً عن شيم الإسلام، فهو خُلق ذميم من أخلاق المنافقين، وهو مستبشَع في الفِطَر السليمة، ومستقبَح عند ذوي الأخلاق السوية، وتأباه النفوس الكريمة، وقد حرّم الإسلام الغدر أشد التحريم، وجعله من عظائم الذنوب ومن كبائره، ورتّب عليه الوعيد الشديد، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لكل غادر لواء ينصب بغدرته يوم القيامة".
وفي صحيح الجامع من حديث عمرو بن الحمق قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اطمئن الرجل إلى الرجل فقتله بعدما اطمئن إليه نصب له يوم القيامة لواء غدر".
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله تعالى: " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره".
"رجل أعطى بي ثم غدر" عاهد عهدا ثم أخلف وغدر، ولذلك نجد شيخ الإسلام ابن تيمية يكتب لملك قبرص النصراني فيقول: "والغدر حرام في جميع الملل والشرائع والسياسات"، فهؤلاء أناس لا يفقهون الإسلام، ولا يعرفون أخلاق النبوة، ولا أخلاق الإسلام.
أسأل الله -تعالى- أن يحمي بلادنا منهم ومن شرهم وبلاد المسلمين.. وأن يرحم موتانا وموت المسلمين..
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي