إن الإسلام -الذي نفرح بالانتساب إليه ونعتز به ونسرّ بأن جعلنا الله من أهله- هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك في عبادة الله، ومن المشركين، ومعاداتهم وتكفيرهم..، وليصح إسلام العبد يجب عليه أن يُفرِد الله وحده بجميع أنواع العبادة، وألا يشرك في واجب حقه أحدًا من خلقه، وأن يصف الله بما وصف به نفسه من صفات الكمال؛ ذلك أن من الناس من ينتسب إلى الإسلام وينطق بالشهادتين ويؤدي أركان الإسلام الظاهرة، ولكنه يدعو غير الله من نبي أو ولي أو صاحب قبر. ولا شك أن الدعاء هو العبادة، فمن فعل ذلك بأن استغاث بغير الله فهو مشرك ضالّ، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم...
الحمد لله (الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله الأولين والآخرين؛ (لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا). وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله -عز وجل- واعبدوه، وتمسكوا بدينه واتبعوا سبيله (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]، فهذا طريق الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها.
عباد الله: احمدوا الله -تعالى- أن هداكم للإسلام، ووفقكم للاعتقاد الحق، فكم ضل أقوام عن هذا الدين العظيم إلى الشرك وخرافات الوثنية، أو ضلال النصرانية أو اليهودية الغضبية أو المذاهب الإلحادية المادية!!
أيها المسلمون: عقيدة التوحيد ومعرفة ما يناقضها أساس عظيم ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يتذكر ذلك، وأن يعرفه، وأن يتعلمه أن يعلمه بين آونة وأخرى.
إن الإسلام -الذي نفرح بالانتساب إليه ونعتز به ونسرّ بأن جعلنا الله من أهله- هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك في عبادة الله، ومن المشركين، ومعاداتهم وتكفيرهم..، وليصح إسلام العبد يجب عليه أن يُفرِد الله وحده بجميع أنواع العبادة، وألا يشرك في واجب حقه أحدًا من خلقه، وأن يصف الله بما وصف به نفسه من صفات الكمال؛ ذلك أن من الناس من ينتسب إلى الإسلام وينطق بالشهادتين ويؤدي أركان الإسلام الظاهرة، ولكنه يدعو غير الله من نبي أو ولي أو صاحب قبر.
ولا شك أن الدعاء هو العبادة، فمن فعل ذلك بأن استغاث بغير الله فهو مشرك ضالّ، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم.
قال أهل العلم: "أجمع العلماء على أن من صرف شيء من نوعي الدعاء لغير الله فهو مشرك، ولو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلى وصام؛ إذ شرط الإسلام مع التلفظ بالشهادتين ألا يعبد إلا الله".
وفي فتوى اللجنة الدائمة: "الحد بين الكفر والإسلام النطق بالشهادتين مع الصدق والإخلاص، والعمل بمقتضاهما، فمن تحقق فيه ذلك فهو مسلم مؤمن، أما من نافق فلم يصدق ولم يخلص فليس بمؤمن، وكذا من نطق بهما وأتى بما يناقضهما من الشرك مثل أن يستغيث بالأموات في الشدة أو الرخاء، ومن يؤثر الحكم بالقوانين الوضعية على الحكم بما أنزل الله، ومن يهزأ بالقرآن أو ما ثبت من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا كافر وإن نطق بالشهادتين" ا هـ.
أيها المسلمون قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]، ومعنى "يعبدون" يوحدون، والعبادة عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف، وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، وعبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت، ولا تنفع هذه العبادة مع وجود الشرك بل لا تسمى عبادة.
والله -جل جلاله- لا يرضى أن يشرك العبد معه أحدًا في عبادته ولو كان ملكًا من الملائكة ولا نبيًّا من الرسل فضلاً عن غيرهم من المخلوقات، قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن: 18].
أيها المسلم: وأصل الدين وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والحرص على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه. انتهى من كلام الشيخ الإمام المجدد.
أيها المسلم والمسلمة: يجب على المكلفين أن يتعلموا أربع مسائل مهمة:
الأولى من تلك المسائل: العلم، وهو معرفة الهدى بدليله، ويشمل معرفة الله -عز وجل- ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة من الكتاب والسنة، فهذه أصول دين الإسلام العظيمة، وهي التي يُسأل العبد عنها في قبره، فاعرف ربك أيها العبد، وأفرده بالعبادة؛ فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله -سبحانه وتعالى-، وفي توحيده والإيمان به، ومن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة..
ومن الواجب كذلك معرفة نبينا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو الواسطة بيننا وبين رب العالمين في تبليغ رسالة الله -عز وجل-، ومعرفة نبينا -عليه الصلاة والسلام- تستلزم تصديقه وقبول ما جاء به من عند الله من الحق والهدى ومحبته -عليه الصلاة والسلام- .
كما يجب أيضًا أن يعرف المرء دين الإسلام بالأدلة والقرآن والسنة النبوية؛ لأنه هو الدين الذي تعبَّد الله به الخلق، ومعرفته والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "كمال الإنسان على أصلين معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين.
إن من عرف هذه الأصول بأدلتها حري به أن يثبت عند سؤال الملكين له في قبره، وقد ثبت في حديث البراء بن عازب أن بعض الناس يقول إذا سُئل: ها ها، لا أدري. (رواه الإمام أحمد).
أما المسألة الثانية من الواجب علينا تعلمه: فهو العمل بالعمل الذي هو ثمرة العلم، وسبب من أسباب رسوخه ونجاة صاحبه، وفي سنن الترمذي: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه".
المسألة الثالثة بعد العلم والعمل: الدعوة إلى الله -سبحانه- فهي طريق الرسل، قال -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم).
فواجب المسلم الدعوة إلى الله في تعليم الجاهل، وإرشاد الغافل، ووعظ المقصر وطبع الكتب والسعي في الخير وإصلاح المجتمع كلّ بحسب ما أعطاه الله -عز وجل- من الإمكانات.
المسألة الرابعة من المسائل المهمة: الصبر على الأذى فيه، والصبر هو ثبات القلب عند موارد الاغترار، وقد ذكره الله في القرآن في نحو من 90 موضعًا وهو خُلق فاضل يمنع من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، قال تعالى: (وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].
وقد أمر الله -جل وعز- الرسل -عليهم الصلاة والسلام- بالتحلي بالصبر، فقال -سبحانه-: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ)[الأحقاف: 35]، ونبي الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "والصبر ضياء"، ويقول: "واعلم أن النصر مع الصبر"، والإنسان إذا لم يصبر وقع فيما حرم الله عليه أو ترك ما أوجب الله عليه.
عباد الله: تحقيق هذه المسائل الأربع العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر من أعظم مجاهدة النفس لإصلاحها وصلاح غيرها، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 1- 3].
أيها المسلم: أتدري لما خلقت؟ قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56- 58].
وقد علمت أن معنى (يعبدون) يوحدون، والعبادة هي التوحيد، وعبادة الله هي طاعته بامتثال أمره وأمر رسوله، فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يؤدي الصلوات الخمس بأوقاتها وأركانها وشروطها، وأن يحقّق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، بأن ينطق بهما بلسانه، وأن يعتقد بقلبه بأن الله -تعالى- هو الإله الحق الذي يجب أن يُفرَد بالعبادة وحده دون سواه، وأن يخلص العبد لله في نطقه بهذه الشهادة، وفي اعتقاده، وأن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله من صنم وكاهن، وصليب وشيطان، وبشر وساحر وغيرهم، قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:256].
ويجب أن يؤدي بقية أركان الإسلام كما شرع الله -عز وجل-، والعبادة لا تُسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت.
فاجتناب الشرك شرطٌ في صحة العبادة، فلا تصح بدونه أصلاً، كما قال تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام:88].
عباد الله : سُمي دين الإسلام توحيدًا؛ لأن مبناه على أن الله -جل وعلا- واحد في ملكه، واحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في إلهيته وعبادته لا ندّ له، فالملك لله -سبحانه-، والتعظيم والإجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة، والمحبة والتوكل، والاستغاثة والذبح والنذر كلها لله وحده لا شريك له، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل:36]، والتحليل والتحريم والتشريع للأحكام حق لله الواحد القهار -سبحانه-، وبحمده لا رب غيره ولا إله سواه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج:62].
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من الناس من يظن أنه إذا نشأ في بلاد التوحيد، وعرف التوحيد، وتعلم العقيدة الصحيحة أنه لا يحتاج أن يُذَكَّر بهذا، ولا أن يحذر من الشرك، وهذا ظن خاطئ لأن العالم اليوم يموج في بحار من الفتن وكثير من الوسائل الإعلامية تمارس تضليل الناس وتنقل شعائر الكفر والسحر إلى العالم.
قنوات ومواقع ووسائل أخرى صارت أدوات تضليل وتلبيس، فواجب على المسلم أن يحذر غاية الحذر من كل ما يؤثر على عقيدته.
قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: "كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
أيها المسلمون: والدين على ثلاث مراتب، فالإسلام مرتبة، والإيمان مرتبة، والإحسان مرتبة، وأهل دين الإسلام لا يخلو حالهم من إحدى هذه المراتب، وقد ينتقل المسلم من مرتبة إلى مرتبة أعلى منها، أو أدنى منها على قدر طاعته لله أو بعده عنه.
وأول تلك المراتب الإسلام، وأوسطها الإيمان، وأعلاها الإحسان جاء ذلك في حديث جبريل المشهور.
فمرتبة الإسلام هي أوسع المراتب وأرحبها وأركانه خمسة، والمرتبة الثانية مرتبة الإيمان، وتلا مرتبة الإسلام في العلو، وكل خصلة من خصال الإيمان داخلة في الإسلام، قال ابن أبي شيبة: "لا يكون إسلام إلا بإيمان، ولا إيمان إلا بإسلام، والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره".
وأما المرتبة الثالثة فهي مرتبة الإحسان، وهي أعلى المراتب، وأهلها قليلون وهي مرتبة عالية عزيزة لا يرتقي إليها إلا عباد الله المحسنون.
والإحسان نهاية الإخلاص، والإخلاص إيقاع العمل على أكمل وجوهه في الظاهر والباطن، والإحسان راجع إلى إتقان العبادات، ومراعاة حقوق الله ومراقبته واستحضار عظمته وجلالته حال العبادات.
وركن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهو المطلع على جميع خفاياك، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [النحل:128].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "الإحسان ها هنا هو فعل المأمور به سواء كان إحسان إلى الناس أو إلى نفسه، فأعظم الإحسان: الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله -تعالى- والإقبال عليه والتوكل، وأن يعبد الله كأنه يراه إجلالاً ومهابة وحياء ومحبة وخشية، فهذا هو مقام الإحسان، جعلني الله وإياكم من المحسنين ومن حزبه المفلحين.
عباد الله: عظموا الله سبحانه وعظموا أمره ونهيه وأخلصوا العبادة له وأكثروا من التضرع إليه ودعائه، وأنيبوا إليه وافتقروا إليه، واعرفوا أسمائه -سبحانه وتعالى- وصفاته.
فهذا وربي هو العز وهو حقيقة العبودية ولبّها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) [فاطر: 15- 17].
إنما وقع الشرك والكفر والإلحاد وعموم الذنوب من العباد إلا حينما انحرفت الفِطَر، وتُرك التوحيد، وحصل الإعراض عن آيات الله الكونية والشرعية، لقد أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ووضح السبيل وقامت الحجة، وتتابعت العبر والحوادث والكوارث، ولكن قليل من يعتبر (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59]، (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [المؤمنون:76].
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة.. اللهم ثبتنا على التوحيد...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي