التحذير من الربا

عبدالله بن إبراهيم القرعاوي
عناصر الخطبة
  1. الأمر بالأكل من الطيبات والبعد عن المتشابهات والمحرمات .
  2. تنافس الناس في جمع المال .
  3. بعض الأدلة الشرعية على تحريم التعامل بالربا .
  4. بعض عقوبات الربا في الدنيا والآخرة .
  5. المقصود بالربا وأنواعه وبعض صوره المعاصرة .
  6. عقوبة التعامل بالربا بعد معرفة تحريمه .
  7. خطر استحلال الربا بالحيل .

اقتباس

إن جنود الله كثيرة، ومحاله شديد، منها ما يرسله الله -عز وجل- من آفات مهلكة تمحق البركة، وتقضي على الأموال، فالأموال كثيرة، والرواتب كثيرة، ولكن البركة منزوعة، والثمرة معدومة، فمهما كثرت أموال المرابي وتضخمت، فهي ممحوقة البركة لا خير فيها، وإنما هي وبال على صاحبها، تعب في الدنيا ولـ...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- فإنها وصية الله للأولين والآخرين من خلقه، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً)[النساء: 131].

تقوى الله هي النجاة والفلاح، والسعادة والاطمئنان، هي الخلف من كل شيء، والداعي إلى كل خير، والعاصم من كل سوء: (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)[الطلاق: 5].

عباد الله: لقد أمر الله -تعالى- بالأكل من الطيبات، والبعد عن المتشابهات والمحرمات، وإطابة المطعم والمشرب.

وإن مما عمت به البلوى في هذه الأزمان: تساهل كثير من الناس في ذلك، والتنافس في جمع المال، غير مبالين أمن حرام أم من حلال ما جمعوا، مصداقا لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أنه يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام".

وإن من التعامل المحرم بالكتاب والسنة، وإجماع الأمة: التعامل بالربا أكلا ومؤاكلة وبيعا وشراءً، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا قيل كلهم يا رسول الله، قال: من لم يأكله أصابه من غباره" [رواه أحمد وغيره].

عباد الله: الربا من أعظم المحرمات، وأشد الموبقات، ماحق للبركة جالب للعقوبة، وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة، وأقول الصحابة والتابعين وعلماء الأمة، على تحريمه والتحذير من الوقوع فيه، فقد أمر الله الأمة بتركه، وحذرها من تعاطيه، والوقوع فيه، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [البقرة: 278].

وقال جل شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 130].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ" وذكر منها: "أَكْلُ الرِّبَا".

بل قد لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ" وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ"-أي في الإثم- [رواه مسلم وغيره]

عباد الله: الربا وإن كثر، فإن عاقبته وخيمة، قال عز وجل: (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)[البقرة: 276].

وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [البقرة: 278-279].

ولم يعلن الله -تعالى- الحرب على أحد إلا على أكلة الربا.

قال ابن عباس: "يقال لآكل الربا يوم القيامة: خذ سلاحك واستعد للحرب مع الله، وما لأحد بالله من طاقة".

ولقد وصف الله حال أكلة الربا يوم القيامة، بأشنع وصف وأقبحه، كالمجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس، قال عز وجل: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 275].

وروى البخاري وغيره في قصة الإسراء والمعراج بنبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- أنه "رأى ليلة أسري به قوما لهم بطون عظيمة، قد مالت بهم لا يستطيعون القيام منها في طريق آل فرعون، حين يُعرضون على النار غُدوا وعشيا يطؤونهم بأقدامهم، فهذا عذابهم في البرزخ إلى يوم القيامة، فسأل جبريل عنهم، فقال: هؤلاء أكلة الربا".

قال عز وجل: (وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 127].

أما في الحياة الدنيا، فإن جنود الله كثيرة، ومحاله شديد، منها ما يرسله الله -عز وجل- من آفات مهلكة تمحق البركة، وتقضي على الأموال، فالأموال كثيرة، والرواتب كثيرة، ولكن البركة منزوعة، والثمرة معدومة، فمهما كثرت أموال المرابي وتضخمت، فهي ممحوقة البركة لا خير فيها، وإنما هي وبال على صاحبها، تعب في الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.

وقال تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) [الروم: 39].

عباد الله: الربا في أصله هو الزيادة على وجه الخصوص في أموال مخصوصة، وهو من أبرز صفات اليهود، قال عز وجل: (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)[النساء: 160- 161].

ولقد حرم الله الربا لما فيه من أكل أموال الناس بالباطل؛ لأن المرابي يأخذ من الناس المال الزائد عن حقه، من غير أن يستفيدوا منه عملا في مقابله، ولما فيه بالإضرار بالفقراء والمحتاجين، بمضاعفة الديون عليهم عند عجزهم عن تسديدها، ولما فيه من قطع المعروف بين الناس، وسد باب القرض الحسن، وفتح باب القرض بفائدة تثقل كاهل الفقير، ولما فيه كذلك من تعطيل المكاسب والتجارات والأعمال التي لا تنتظم حياة الناس إلا بها؛ لأن المرابي إذا حصل على الفوائد المالية بواسطة الربا بدون تعب ولا عمل، فلن يلتمس طريقا للكسب غير ذلك، لما جُبلت عليه نفوس البشر من حب الراحة الكسل.

والربا نوعان: ربا النسيئة: وهو ما كان يتعامل به أهل الجاهلية الأولى، والمسمى بقلب الدين على المعسر.

وصورته: أن يداين الرجلُ الرجلَ مبلغا من المال إلى وقت معين، فإذا حان موعد السداد ولم يستطع الوفاء، قال له: إما أن توفي أو تربي، فلا يستطيع الوفاء لإعساره فيؤجله عليه مدة أخرى في مقابلة زيادة معينة في الدين يتفقان عليها، فيتضاعف المال في ذمة المدين الفقير ليزيده عسرا وإرهاقا على عسره وإرهاقه.

وهذا النوع يكثُر وقوعه، وهو محرم بإجماع المسلمين، وهو يتنافى مع الأمر بإنظار المعسر، قال عز وجل: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 280].

والثاني: ربا الفضل: وهو أن يبيع جنساً بجنسه مع التقابض في الحال، لكن أحدهما زائد عن الآخر، كمن يبيع كيلوا تمر بكيلوين.

فيا عباد الله: (اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[البقرة: 278].

ومن البيوع المحرمة: مسألة "بيع العينة" وهي أن يبيع الإنسان سلعة على غيره بثمن مؤجل، ثم يشتريها منه في الحال بأقل من الثمن الذي باعها عليه به.

سميت "عينة" لأن الإنسان يسترجع سلعته بعينها.

والأصل في تحريمها، والتحذير منها، قوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ" [رواه أبو داود وغيره].

عباد الله: والنقد لا يجوز بيعه وصرفه بجنسه إلا متساويا مقبوضا كالريال بالريال.

ومن المعاملات الربوية المنتشرة: القرض بفائدة من البنوك الربوية، أو من غيرها.

وصورة ذلك: أن يقترض إنسان من بنك أو من شخص آخر مبلغا من المال بشرط أن يوفيه بأكثر منه.

ومن المعاملات الربوية كذلك: ما يجري في البنوك من الإيداع بفائدة، وهي الودائع الثابتة إلى أجل، يتصرف فيها البنك إلى تمام الأجل ويدفع لصاحبها فائدة ثابتة بنسبة معينة في المائة كعشرة أو خمسة في المائة كل شهر أو كل عام، أو غير ذلك.

فاتقوا الله -عباد الله-: (وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)[البقرة: 278-279].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا -رحمكم الله- أن الربا من أخطر الموبقات، وأعظم الذنوب التي تستوجب غضب الله ونقمته، ولعنه، وحرمان توفيقه.

ولقد وعد الله -تبارك وتعالى- الذي يعود إلى أكل الربا بعد معرفة تحريمه بالخلود في نار جنهم -عياذا بالله- فقال: (فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة: 27].

عباد الله: ومن الناس من يستحلون الربا بأدنى الحيل، بل ويخادعون الله كما يخادعون الناس والله خادعهم، وهذا هو فعل اليهود الذين ارتكبوا المحرمات واستحلوها بأدنى الحيل، وهذا لا يرفع المفسدة التي حُرم الربا من أجلها، بل يزيدها إثما وجرما.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وإحسانك، يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم إنا نجعلك في نحور اليهود والنصارى والرافضة، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم خالف بين كلمتهم، اللهم واجعل بأسهم بينهم شديد يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا، اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم، يا ذا الجلال والإكرام.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

اللهم اصرف عنا وعن جميع المسلمين شر ما قضيت.

اللهم إنا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار.

اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، ونستعيذك من شر ما استعاذك بك عبادك الصالحون.

اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا، ولأولادنا ولأزواجنا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182].


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي