الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام: "ملَكِيّة، وشيطانيّة، وسَبُعية، وبهيميّة" لا تخرج عن ذلك. فالذنوب الملكية: أن يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية، كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو بغير الحق، واستبعاد الخلق، ونحو ذلك، ويدخل في هذا الشرك بالرب -تبارك وتعالى-، وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب. ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره، فمَن كان من أهل هذه الذنوب، فقد...
الحمد لله رب العالمين، منَّ على مَن شاء من عباده بهدايتهم للإيمان، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرّد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان، فبلغ رسالة ربه وبيّن غاية البيان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، حتى نشروا العدل والأمن والإيمان، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيّها الناس: اتقوا الله -تعالى- واحذروا المعاصي، فإن لها أثراً سيّئاً على العاصي وعلى المكان والسكان، قال تعالى: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) [الأعراف: 85].
أي: لا تفسدوا فيها بالشرك والمعاصي والظلم، بعد إصلاحها بالتوحيد والعدل والطاعة، وإرسال الرسل.
فالمعاصي تضرّ بالقلوب، كضرر السموم في الأبدان، وهل ما في الدنيا والآخرة من شرور وعقوبات إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أهلك الأُمم الماضية إلا الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].
والذنوب تتفاوت وتنقسم إلى: كبائر وصغائر، وتتفاوت مفاسدها وعقوباتها في الدنيا والآخرة، قال الإمام العلاّمة ابن القيّم -رحمه الله-: "ثم هذه الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام: "ملَكِيّة، وشيطانيّة، وسَبُعية، وبهيميّة".
لا تخرج عن ذلك.
فالذنوب الملكية: أن يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية، كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو بغير الحق، واستبعاد الخلق، ونحو ذلك، ويدخل في هذا الشرك بالرب -تبارك وتعالى-، وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب.
ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره، فمَن كان من أهل هذه الذنوب فقد نازع الله سبحانه في ربوبيّته وملكه، وجعل نفسه له ندّاً.
وهذا أعظم الذنوب عند الله، ولا ينفع معه عمل.
وأما الشيطانية: فالتشبّه بالشيطان في الحسد والبغي والغش والغلّ والخداع والمكر والأمر بمعاصي الله وتحسينها، والنهي عن طاعة الله وتهجينها، والابتداع في دينه والدعوة إلى البدع والضلال، وهذا النوع يلي النوع الأول في المفسدة وإن كانت مفسدته دونه.
وأما السبعية: فذنوب العدوان والغضب وسفك الدماء، والتوثب على الضعفاء والعاجزين.
وأما الذنوب البهيمية: فمثل الشره والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولد الزنى والسرقة، وأكل أموال اليتامى والبخل والشحّ والجبن والهلع والجزع، وغير ذلك.
وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذنوب السبعية والملكية، ومنه يدخلون سائر الأقسام.
عباد الله: لقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من المعاصي وعقوباتها عموماً، وحذّر من كبائر الذنوب خصوصاً؛ لأن خطرها أشد، ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟" قلنا: بلى يا رسول الله، فقال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور".
وفي الصحيح أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات" قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: "الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
وفي الصحيح أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم: أنه سئل: أيّ الذنب أكبر عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك" قيل: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قيل: ثم أي؟ قال: "أن تزاني بحليلة جارك".
فأنزل الله -تعالى- تصديقها: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ) [الفرقان: 68].
ولما كان الشرك أكبر الكبائر؛ لأنه ضد التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله، حرّم الله الجنة على كل مشرك، وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد، وأن يتخذوهم عبيداً لهم لما تركوا القيام بعبوديته، وأبى الله -سبحانه- أن يقبل من مشرك عملاً، ويقبل فيه شفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة أو يقبل له فيها رجاء.
ولما كان السحر من عمل الشيطان، كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102].
لأن الساحر في الغالب يتعامل مع الشياطين، ويخضع لهم، ويتقرّب إليهم، صار مفسداً للعقيدة، ومفسداً للمجتمع، لما يحدثه من الأضرار بإحداث التباغض بين المتحابين، كما قال تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)[البقرة: 102].
ويحدث أمراضاً وقتلاً، لما كان يشتمل على هذه الأضرار وغيرها صار قريناً للشرك، ويليه في المرتبة، وحكم الشارع بكفر السحرة، وثبت الأمر بقتلهم عن جماعة من الصحابة لإراحة المجتمع من شرِّهم، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاتصال بهم، والذهاب إليهم.
ويلي الشرك في كبر المفسدة: القول على الله بلا علم، في أسمائه وصفاته، وفي عبادته، وتحليله وتحريمه، من وصفه بما لم يصف به نفسه، أو نفي ما وصف به نفسه، أو إحداث عبادة لم يشرّعها، أو تحليل ما حرّمه أو تحريم ما أحلّه، فإن ذلك كلّه ابتداع في دين الله، وتنقص لجلال الله.
والبدعة، أحبّ إلى إبليس من كبار الذنوب، كما قال بعض السلف الصالح: "البدعة أحبّ إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها، وهي اتباع للهوى".
قال إبليس -لعنه الله-: "أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني ب"لا إله إلا الله" وبالاستغفار".
فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
والمذنب ضرره على نفسه فقط، والمبتدع ضرره على الناس، وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة، والمبتدع يصدّ الناس عن الدين الصحيح إلى البدع المحدثة، والدين الباطل.
ومن الكبائر الموبقة: قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وقد قال الله -تعالى-: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93].
وقال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
وإنما صار قاتل النفس الواحدة ظلماً وعدواناً، كالقاتل للناس جميعاً؛ لأنه لما تجرأ على سفك الدم الحرام، فإن مَن قتل نفساً بغير استحقاق، بل لمجرد الفساد في الأرض، أو لأخذ مال المقتول، فإنه يتجرأ على قتل كلّ مَن ظفر به، وأمكنه قتله، فهو مُعادٍ للنوع الإنساني؛ ولأن الله جعل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
فإذا أتلف القاتل عضواً من ذلك الجسد، فكأنما أتلف سائر الجسد، وآلم جميع أعضائه، فمَن آذى مؤمناً واحداً فقد آذى جميع المؤمنين، وفي أذى جميع المؤمنين أذىً لجميع الناس، فإن الله إنما يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين هم بينهم؛ ولأن مَن قتل نفساً بغير حق فقد جرّأ غيره على القتل، وسنّ سنّة سيئة لغيره من الاعتداء على الناس جميعاً، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقتل نفس ظلماً بغير حقّ إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول مَن سنّ القتل".
وقتل النفس بغير حق يتفاوت إثمه وضرره بحسب مفسدته، فقتل الإنسان ولده الصغير الذي لا ذنب له خشية أن يطعم معه أو يشاركه في ماله من أعظم أنواع الظلم وأكبر الكبائر، وكذا قتله لوالديه تجتمع فيه جريمة القتل، وجريمة العقوق، وجريمة قطيعة الرحم.
وكذلك قتله لبقية قرابته فيه جريمة القتل، وجريمة القطيعة.
وهكذا تتفاوت درجات القتل بحسب قبحه، وسوء أثره، ولهذا كان أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً أو قتله نبي.
ويليه مَن قتل إماماً عادلاً، أو عالماً يأمر الناس بالقسط.
ومن الكبائر الموبقة: جريمة الزنى، فهو من أعظم المفاسد؛ لأنه يترتب عليه فساد نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج، وصيانة الحرمات.
وهو يوقع العداوة والبغضاء بين الناس، ويسبّب حدوث الأمراض الخطيرة، وكلٌّ من الزناة يفسد زوجة الآخر وأخته وبنته وأمه، وفي ذلك خراب العالم، ولهذا كانت جريمة الزنا تلي جريمة القتل في الكبر، ولهذا نهى الله عن قربه، وأخبر أنه فاحشة وساء سبيلاً في قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء: 32].
والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن فعله؛ لأنه نهي عنه وعن الوسائل المفضية إليه، كالنظر المحرم، والخلوة بالمرأة الأجنبية، واختلاط المرأة بالرجال، وحرّم التبرج والسفور، وسفر المرأة بدون محرم، كل ذلك من أجل الابتعاد عن الزنا.
وقال الإمام ابن القيّم: "ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونسكت رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنا، فإما أن تقتل ولدها فتجمع بين الزنى والقتل، وإن أبقته حملته على الزوج فأدخلت على أهلها وأهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم وليس منهم ورآهم وخلا بهم، وانتسب إليهم وليس منهم.
وأما زنى الرجل، فإنه يوجد اختلاط الأنساب، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد.
ففي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين؛ فكم في الزنا من استحلال محرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم.
ومن خاصيّته: أنه يوجب الفقر، ويقصر العمر، ويكسو صاحبه سواد الوجه، وثوب المقت بين الناس.
ومن خاصيته أيضاً: أنه يشتّت القلب ويمرضه إن لم يُمِتْه، ويجلب الهمّ والحزن والخوف، ويباعد صاحبه من المَلَك، ويقرِّبه من الشيطان، فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدة الزنا.
ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها -يعني أن الزاني يجب رجمه بالحجارة حتى يموت- ولو بلغ الرجل أن امرأته أو حُرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.
وخص سبحانه حدّ الزنى بثلاث خصائص من بين سائر الحدود:
أحدهما: القتل فيه بأشنع القتلات.
الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه، بحيث تمنعهم من إقامة الحدّ عليهم.
الثالث: أنه أمر سبحانه أن يُقام حدّ الزنا بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة حيث لا يراه أحد.
فاتقوا الله -عباد الله- واجتنبوا الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا) [الفرقان: 68- 70] الآيات.
الحمد لله ربّ العالمين، حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأمر بتقواه في السر والعلن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واجتنبوا الإثم والفواحش لعلّكم تفلحون.
عباد الله: ومن الكبائر الموبقة جريمتان عظيمتان مهلكتان كثر وقوعهما اليوم، وتساهل الناس فيهما، وهما: ترك الصلاة، وأكل الربا.
فأما ترك الصلاة، فإنه كفر مخرج من الملّة –على الصحيح- وإن لم يجحد وجوبها، قال تعالى: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [القيامة: 31 - 32].
وقال تعالى عن أصحاب النار: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)[المدثر: 42 - 43].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" [رواه مسلم].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن تركها فقد كفر" [رواه الإمام أحمد وأهل السنن، وقال الترمذي: "حديث صحيح، إسناده على شرط مسلم"].
قال الإمام ابن القيّم: "لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمداً من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمه أعظم عند الله من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا والسرقة، وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله، وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة".
فاتقوا الله -يا مَن تهاونتم بالصلاة- فإنكم ضيّعتم أعظم أركان دينكم بعد الشهادتين، وضيعتم عمود الإسلام فماذا بقي عندكم من الدين؟ وما هي حجتكم عند رب العالمين؟
واتقوا الله -يا مَن تتركون في بيوتكم رجالاً لا يصلّون ولا يدخلون المساجد ليلاً ولا نهاراً كأنهم يهود أو نصارى- لقد آويتم أعظم العصاة والمجرمين، وعرضتم أنفسكم ومَن في بيوتكم لأعظم العقوبات.
وأما أكل الربا، فقد أصبح متفشياً بين أصحاب الأموال والمستثمرين غير مبالين بوعيد الله وعقوبته، وقد أعلن الله الحرب منه ومن رسوله على أكلة الربا، فليلبسوا سلاحهم لمحاربة الله ورسوله وليستعدوا للقدوم على النار وسوء القرار، إن لم يتوبوا إلى ربهم.
عباد الله: إن باب التوبة مفتوح أمام كل تائب، فبادروا بالتوبة إلى الله قبل غلق هذا الباب، قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء: 17 - 18].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ... إلخ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي