هكذا هي أقدار الله -تبارك وتعالى- يتحقق بها جمّ عظيم من الفوائد والدروس، إن خروج يوسف من السجن آية من آيات الله -تعالى- لماذا؟ لأنه لم يكن خروجًا عاديًا فكم ممن ظهرت براءتهم أو أدوا مدتهم من السجناء خرجوا من السجن ثم رجوا إلى حياتهم كما كانت قبل السجن أو ربما أسوأ. لكن يوسف يخرج من ذلك المكان، ثم في ساعة خروجه من دون تأخير ولا نظر ودون إمهال واختبار سلوك وأخبار، لا، ساعة خروجه من السجن يعين وزيرًا مهيبًا مطاعا، وممن؟ ممن سجنوه. لا بل يسلم خزائن مصر فتصبح بين يديه يتصرف بها كيف يشاء، أليس في هذا التحول السريع من أدنى حال إلى قمة المآل بهذه السرعة ما يعجب منه العجب! إنها رحمة الله ولطفه بعباده المؤمنين، إنها العاقبة...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة: بعد أن حصحص الحق، وظهر للملك الظلم الذي تجرعه يوسف طوال السنين، وبانت له نزاهته وأمانته وعفته، وتبين له معدن رجل من نوع فريد أمر أن يُؤتَى به برفق، وفي هيئة مكرمة محترمة كالضيف العزيز.
هو لا يريد أن يؤتى به من السجن ليطلق سراحه، لا، بل ليكرمه ويقربه منه بشكل خاص، وهو يدل على رجاحة عقل ذلك الملك وتقديره لقيمة الأخلاق بالرغم من وجوده في بيئة فاسدة تعج بالظلم، وهذا من لطف الله –تعالى- بنبيه الكريم: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف:54].
(أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) أي أجعله خالصًا لي دون غيري، وقد كان من قبل في رعاية وكفالة العزيز، أما الآن فسيكون في رعاية الملك ذاته؛ إذ الاستخلاص هو طلب خلوص الشيء من شوائب الشركاء، كل هذا العزم من الملك قبل أن يقابله وقبل أن يكلمه قال (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ)[يوسف: 54].
(فَلَمَّا كَلَّمَهُ) هذا هو أثر الكلام الحسن (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) سبحان الله من أثقل موازين الحروف، لقد سمع الملك من يوسف كلاما عجبا، منطقا عذبا، ولطفا في العبارة وحلاوة في الألفاظ، فازدادت مكانة يوسف في قلب الملك فلم يملك نفسه أن قال: (إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ)، كأنما يقول يا يوسف إنك لم تعد الفتى الموسوم بالخدمة والعبودية، لا، إنك اليوم لك مكانة وسؤدد وأمين أي في مأمن من كل شر، إنك اليوم في حماي وأنا الملك.
كل هذه الكرامة تنهال على يوسف فماذا قال؟ عشت يا مولاي وأطال الله عمرك! أو أنا خادمك وتحت أمرك! هل قال هذه العبارات أو ما شابهها؟! كلا..
إن نبي الله يوسف -عليه السلام- لا يتملق ولا ينافق حاشاه، إنه صاحب دعوة سماوية يرجو بها رضوان ربه، يرجو بها إصلاح الأرض والعباد، ويأمل بها دفع فساد، إنه نبي يفكر تفكير الدعاة، ويسعى سعي الدعاة، همه همهم، ومقاصده مقاصدهم، ولذلك لما رأى أنها لحظة مناسبة لتحقيق شيء من تلك المقاصد قال للملك مغتنمًا تلك اللحظة (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف:55].
قال ذلك ليتوصل إلى إمضاء أحكام الله -تعالى-، وإقامة الحق وبسط العدل، لعل فيه هداية للناس وهو يعلم أن أحدًا غيره لا يقوم مقامه في ذلك، وهو يدرك أن سني الرخاء التي ستعم البلاد والتي تسبق الأزمة القادمة من سني الجفاف قد يسطو على ثرواتها لصوص الاستغلال؛ استغلال المناصب من كبار المسئولين والمنتفعين، وسوف يغتصبها أصحاب النفوذ الذين يجمعون المال نهبا وسلبا، كما هو في كل مجتمع فاسد، فمقدرات البلاد الكبيرة في حاجة إلى الحفظ والصيانة، وهو أيضًا أمر يستدعي تولي من هو قدير على إدارة الأمور بالدقة وضبط الزراعة والمحاصيل وصيانتها، وفي حاجة إلى حسن في التصرف والعلم بكافة فروعه الضرورية لتلك المهمة في سنوات الخصب وسنوات الجدب على السواء.
ومن ثَم ذكر يوسف من صفاته ما تحتاج إليه تلك المهمة التي يرى أنه أقدر عليها من غيره وأن وراءها خيرًا كبيرًا للبلاد وأهلها، فعمل الخير ورفع الظلم مقدمات مثمرة معينة على دعوة الناس إلى الله (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)، طلب التولية لا حبًّا في الدنيا وإنما ابتغاء وجه ربه -تبارك وتعالى- قال سبحانه: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف:56].
معاشر الإخوة: هنا وقت المهمة، إن القرآن يجسّد لنا القيم المنطوقة والمكتوبة في أحداث محسوسة واقعية جرت في الحياة، فلقد قال -تعالى- في طبيعة الصبر على العسر لله -تعالى- ودينه (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5- 6].
اليسر مصاحب للعسر لا يتخلف عنه كأنما اليسر مطوي في باطن العسر، كلام نظري في أول مطلعه، ولذا يبقى السؤال الصعب من يؤمن به تطبيقا عمليا محسوسا لا مجرد كلمات في الذاكرة، من يصبر حين تكون الفتنة بين يديه لا يفصل بينها وبينه شيء؟ من يقاوم الشهوة وهي أمامه؟ من يستعصم بالله؟ من يلجأ إليه بصدق عند تمكن النفس من رغبتها المحرمة؟ من؟! إنه المحسن الذي يعبد ربه كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن ربه يراه.
لقد صبر يوسف -عليه السلام- وصبرَ وصبر صبرًا جميلاً، صبر صبْر الشاكرين، واستمسك بدينه وأرى ربه من نفسه ما يرفع قدره ويعلي درجاته، ولذا جاءه الفرج في حينه المقدر بعد فترات من بلاء وتمحيص، فلا ذرة في الكون إلا بقدر كمّاً وكيفًا ومكانا وزمانا من لدن عليم خبير.
وكل فرج بعد الشدة له موعده من الله -عز وجل-: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء) ، هذا التمكين الإلهي لطيف الكيف حكيم التسلسل، فلولا أن إخوة يوسف لم يحسدوه ما ألقوه في غيابة الجب، ولو لم يلقوه ما وجدته القافلة ووصل من خلالها إلى عزيز مصر، ولو لم يؤمن العزيز بأمانة يوسف وصدقه ما أمنه على بيته وأهله، ولو لم يعش في بيته ما عرفته امرأة العزيز، ولو لم تراوده امرأة العزيز عن نفسه فاستعصم ما ظهرت نزاهته وعرف أمر امرأة العزيز، ولو لم تمعن في كيدها وكيد صديقاتها ما ألقي في السجن، ولو لم يسجن لما عرفه ساقي الملك، ولا ما عرف علمه وفضله وصدقه في تعبير الرؤيا، ولو لم يعرف ذلك منه ما عرفه ملك مصر وأعزه وأكرمه ولما وصل به المقام أن يقول للملك بثقة وثبات (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف: 55].
هكذا هي أقدار الله -تبارك وتعالى- يتحقق بها جمّ عظيم من الفوائد والدروس، إن خروج يوسف من السجن آية من آيات الله -تعالى- لماذا؟ لأنه لم يكن خروجا عاديا فكم ممن ظهرت براءتهم أو أدوا مدتهم من السجناء خرجوا من السجن ثم رجوا إلى حياتهم كما كانت قبل السجن أو ربما أسوأ.
لكن يوسف أمر آخر، والسجن هو في العادة مكان اللصوص والمحتالين والقتلة والمجرمين، من كان يظن أن أحدًا يخرج من ذلك المكان، ثم في ساعة خروجه من دون تأخير ولا نظر ودون إمهال واختبار سلوك وأخبار، لا، ساعة خروجه من السجن يعين وزيرًا مهيبًا مطاعا، وممن؟ ممن سجنوه.
لا بل يسلم خزائن مصر فتصبح بين يديه يتصرف بها كيف يشاء، أليس في هذا التحول السريع من أدنى حال إلى قمة المآل بهذه السرعة ما يعجب منه العجب!
إنها رحمة الله ولطفه بعباده المؤمنين، إنها العاقبة للمحسنين رغم أنف من تأمروا وافتروا على يوسف الكريم.
وينسب ربنا -تبارك وتعالى- اللطيف الخبير إلى ذاته العلية هذا التمكين فيقول عز من قائل: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف:56].
وهنا بعد أن قرر حسن عاقبة المحسنين في الدنيا يصرف القرآن نظر المؤمن عن الدنيا قليلا؛ حتى لا تستهلك كل همه وتفكيره ويعيده إلى أفق الإيمان الرحب، فمهما كان أجر الدنيا من جاه ومال؛ فإن أجر الآخرة -أيها المؤمن التقي- أعظم بما لا يحتمل القياس من كل ملك ومن كل كنوز الدنيا وخزائن الأرض كلها فيقول (وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) [يوسف:57].
معاشر الأخوة: يستلم يوسف مهمته البالغة فيجول في أقطار الأرض ويطوف قراها وحقولها، الأمر أمره، والإشارة إشارته، ويدير خزائن الأرض بحكمة وعدل وأمانة فريدة أورثت البلاد بركات عظيمة، ويقود يوسف مصر إلى بر الأمان ويعدّها لتجاوز فترة السنين العجاف القادمة التي ستأكل الحرث والنسل، ولولا الله -تعالى- ثم حكمة يوسف وسيره بين الناس بالسوية على صراط مستقيم بلا جنف ولا ميل مع الهوى لما كان لمصر مفر من وقوعها في مجاعة مهلكة كحال من حولها، ولكن الله سلم (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف:21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..
وتمر السبع السمان الوافرة كما تقدم، ثم ينقضي ذلك الرخاء، وتحل بعدها السنون العجاف، وتسير الأحداث حسب أقدار الحكيم العليم، ويجتاح الجدب والمجاعة أرض فلسطين وما حولها، ويتجه إخوة يوسف فيمن يتجهون من الناس إلى مصر؛ حيث الملاذ، فقد تسامع الناس بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان المنقضية.
وينقلنا القرآن إلى مشهد عجيب وفصل من فصول قصة هذا النبي الكريم، فها نحن نرى الإخوة التسعة يساقون إلى مصر، ويدخلون على أخيهم يوسف وهم لا يعلمون (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [يوسف:58].
لقد تركوه في غيابة الجب صغيرًا منذ عشرين عامًا أو تزيد، والذي أمامهم الآن رجل مكتمل الخلقة كامل الرجولة، بل الذي أمامهم عزيز مصر كلها عليه أبهة الملك ورونق الرئاسة، وبيده خزائن الأرض وحوله الخدم والحشم، أما هم فهم هم لم يتغيروا كثيرا فكيف يخطر ببالهم أنه أخوهم وهو بهذه المكانة والعظمة؟!
قال -تعالى-: (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) [يوسف:59]، لم يستعجل -عليه السلام- بل تركهم يأنسون إليه واستدرجهم بالكلام والسؤال حتى ذكروا له من هم على وجه التفصيل، وأن لهم أخًا أصغر من أبيهم لم يحضر معهم؛ لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه، فلما أكرمهم وجهزهم بحاجات الرحلة (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ)، إذا جئتم مرة ثانية فأتوني بذلك الأخ.
لقد رأيتم أني أجود في العطاء وأكرم النزلاء فلا خوف عليه بل سيلقى مني كل الإكرام، ثم أنهى طلبه بقوله: (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ) [يوسف:60]، تغيرت النبرة، إنه يريد أن يبين لهم ويؤكد لهم أن الأمر جد لا مراء فيه ولا هزل، إن جئتم بدونه فلن أتعامل معكم بل لا تقربوا بلادي أبداً.
فبادروا بالرد (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) [يوسف:61]، سنجتهد على أن ننزعه من يد أبيه ونقنعه بإرساله معنا كما تحب.
(وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [يوسف:62]، أمر يوسف غلمانه الكيالين أن يجعلوا بضاعة إخوته التي اشتروا بها الطعام والأرزاق، قد اختلف المفسرون في بضاعتهم على أقول، قيل هي منتجات يدوية ثياب ونعال، وجلود وما شابهها، وقيل غير ذلك.
المهم أنه أمرهم أن يضعوها في رحالهم (لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)؛ لأنهم إذا وصلوا إلى بلادهم وعرفوا أنهم أخذوا الطعام بلا ثمن، وأن ما دفعوه عوضًا قد رجع إليهم نشطوا إلى العودة إليه؛ لأن إعطاء البدلين من أقوى الدواعي إلى الرجوع لاسيما ما مع هم فيه من الجدب الشديد والحاجة إلى الطعام، وعدم وجوده لديهم.
ولعلنا نكمل ما حدث بعد ذلك فيما نستقبل إن شاء الله -تعالى-..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين..
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (1)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (2)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (3)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (4)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (5)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (6)
قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- (6)
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي