تمييز الطيب من الخبيث

صالح بن فوزان الفوزان
عناصر الخطبة
  1. حكمة الله في خلق الأشياء المتضادات في الحياة .
  2. تمييز الله بين الطيب والخبيث في الدنيا وبعض مظاهر ذلك .
  3. التحذير من الكلام الخبيث وبعض الشواهد المعاصرة على ذلك .
  4. وجوب البعد عن الخبثاء والمفسدين .
  5. تمييز الله بين الطيب والخبيث في الآخرة .

اقتباس

لا يقبل من الأشخاص إلا مَن كان طيباً وهو المؤمن، فالمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده، وكذلك بما يسكن قلبه من الإيمان، ويظهر على لسانه من ذكر الله، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان، وداخلة في اسمه، فهذه الطيبات كلها يقبلها الله. ومن أعظم ما يحصل به طيب الأعمال للمؤمن: طيب مطعمه، وذلك بأكل الحلال. ومن أعظم ما يفسد العمل ويمنع قبوله: أكل ...

الخطبة الأولى:

الحمد لله على فضله وإحسانه، أحلّ لنا الطيبات، وحرّم علينا الخبائث، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، ووعد بالمزيد لمن شكره، وتوعد بالعذاب الشديد لمن كفره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أكمل الله به الدين، وأتمّ به النعمة، وهدى به إلى الصراط المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، وعلى مَن اتبعهم بإحسان، وسلّم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وأطيعوا أمره، واجتنبوا ما نهاكم عنه، لعلّكم تفلحون.

عباد الله: يقول الله -تعالى- لنبيّه -صلى الله عليه وسلم-: (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 100].

فمن حكمة الله -تعالى-: خلق المتضادات في هذه الحياة، من الطيب والخبيث، والصالح والفاسد، والمؤمن والكافر، والضار والنافع؛ ليتم الابتلاء والامتحان للعباد.

وفي هذه الآية الكريمة: نفي المساواة بين الخبيث والطيب؛ لأن الطيّب نافع مفيد، والخبيث ضارّ مفسد، ولو زادت كمية الخبيث، أو كسي شيئاً من المحسنات، فلا بدّ أن تنكشف حقيقته، ويفتضح زيفه.

ولفظ الخبيث هنا يشمل الخبيث من الأشخاص والأعمال والأقوال والأموال، والمآكل والمشارب، فلا يستوي الخبيث والطيب من هذه الأشياء ولا من غيرها.

لا يستوي الخبيث والطيب من الأشخاص، كما قال تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) [السجدة: 18].

وقال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص: 28].

وقال تعالى: (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية: 21].

وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ) [الحشر: 20].

وقال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم: 35 - 36].

ولا يستوي الخبيث والطيب من الأعمال، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) [فصلت: 34].

ولا يستوي الخبيث والطيب من الأقوال، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ) [إبراهيم: 24 - 26].

وأخبر أنه يصعد إليه الكَلِم الطيب، فقال: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10].

ولا يستوي الخبيث والطيب من الأموال، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله لا يقبل الصدقة إلا إذا كانت من مال طيب، أما إن كانت من مال خبيث، فإنه لا يقبلها، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما تصدَّق عبد بصدقة من مال طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه" [متفق عليه].

وفي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول".

والغلول، ما أخذ من الغنيمة أو من بيت المال بغير حق.

وفي مسند الإمام أحمد -رحمه الله- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يكتسب عبد مالاً من حرام، فينفق منه، فيبارك فيه، ولا يتصدق به، فيتقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيّئ، ولا يمحو السيّئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث".

وكذلك لا يستوي الخبيث والطيب من الأطعمة والأشربة، فقد أحلّ الله الطيبات، وحرّم الخبائث، قال تعالى في وصف رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) [الأعراف: 157].

لأن تناول الطيبات من المآكل والمشارب له تأثير طيب على القلب والبدن والسلوك.

وتناول الخبائث من المآكل والمشارب، له تأثير سيّئ على القلب والبدن والسلوك، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -تعالى- طيّب لا يقبل إلا طيّباً، وإن الله -تعالى- أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) [المؤمنون: 51]. الآية.

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172].

ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعر أغبر يمدّ يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟" [رواه مسلم].

ومعناه: أن الله -تعالى- مقدس منزّه عن النقائص والعيوب، لا يقبل إلا الطيب من الأعمال، وهو ما كان خالياً من المفسدات كالرياء والسمعة والعجب وسائر أنواع الشرك، ولا يقبل من الصدقات إلا ما كان من مال طيب حلال، ولا يقبل من الأقوال إلا ما كان طيباً، كما قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر: 10].

ولا يقبل من الأشخاص إلا مَن كان طيباً وهو المؤمن، فالمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده، وكذلك بما يسكن قلبه من الإيمان، ويظهر على لسانه من ذكر الله، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان، وداخلة في اسمه، فهذه الطيبات كلها يقبلها الله، كما في حديث التشهد: "التحيات لله والطيبات".

ومن أعظم ما يحصل به طيب الأعمال للمؤمن: طيب مطعمه، وذلك بأكل الحلال.

ومن أعظم ما يفسد العمل ويمنع قبوله: أكل الحرام، كما في الحديث في الذي يمدّ يديه: "يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك؟".

فدلّ على أن أكل الحرام وشربه ولبسه، يمنع من قبول الدعاء.

وفي هذا أكبر زاجر وأعظم رادع لهؤلاء الذين أطلقوا لأنفسهم العنان في جميع الأموال المحرّمة، والمكاسب الخبيثة، من الربا، والرشوة، والكذب، والغش في البيع والشراء والمقاولات، والاستيلاء على أموال الناس بالخصومات الفاجرة، والإيمان الكاذبة، وشهادات الزور.

وفي ذلك أكبر زاجر وأعظم رادع لهؤلاء الذين يتغذون بالمحرمات، ويشربون المسكرات والمخدرات من الخمور والحشيش والأفيون، أو يستعملون المفترات، فيشربون الدخان، ويمضغون القات، فيتغذون بهذه الأشياء الخبيثة التي تفسد العقل والمزاج، وتمرض الجسم، وتقتل الرجولة، وتجرّ إلى الرذيلة، وفعل الفواحش والمحرّمات، وأنّى يُستجاب لهم دعاء؟ وكيف ينشط في الطاعة جسم غذي بمحرم؟ وكيف يكون في عداد الصالحين شخص يتغذى بالخبائث؟

فاتقوا الله -عباد الله-، واستغنوا بما أحلّ الله لكم عمّا حرّم عليكم، ففي الحلال غنية عن الحرام: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ) [الحـج: 30].

عوِّدوا ألسنتكم النطق بالكلم الطيب، من تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد لتكونوا من الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحـج: 24].

وتجنبوا الكلام الخبيث، كالكذب والغيبة والنميمة والشتم، وشهادة الزور، وأيمان الكذب والفجور، لا تنطقوا بهذا الكلام، ولا تستمعوا إليه، لتكونوا من الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [القصص: 55].

ومن الكلام الخبيث واللغو المحرم الذي لا يجوز استماعه: الأغاني التي سمّاها الله: (لَهْوَ الْحَدِيثِ) [لقمان: 6].

الذي توعد مَن استمع إليه، وانشغل به عن القرآن بالعذاب المهين.

وقد فسّر كثير من أكابر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَهْوَ الْحَدِيثِ) بأنه الغناء، وحلف بالله على ذلك عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ثلاث مرات، مما يدل على خطورة الاستماع إلى الأغاني.

وقد تفشى هذا البلاء في هذا الزمان، فصار الغناء والطرب فناً من الفنون التي يشجع عليها.

ولوسائل الإعلام دور كبير في ترويج هذه الأغاني، وتشجيع المغنين والمطربين.

وهي أغان ماجنة تشتمل على وصف العشق والغرام، وتبعث على فعل الفواحش والآثام، وتصحب بالمعازف والموسيقى المحرمة بالنص والإجماع، وقد خصص لبث هذه الأغاني الماجنة والموسيقى المحرمة كثير من برامج الإذاعات لإفساد الدين، وتسفيه العقول، وتضييع الأوقات، وصرف المسلمين عن العمل الجاد المثمر إلى الانشغال بالعشق والغرام، وفساد الأخلاق.

فاتقوا الله -عباد الله-، وتجنبوا خبائث المطاعم والمشارب والأعمال والأقوال.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ) [المائدة: 87 – 88].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربّ العالمين، خلقنا ورزقنا ولم يتركنا سُدىً، بل جعل لنا موعداً يجازَى فيه المحسنُ بإحسانه، والمسيءُ بإساءته: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46] أحمده على نعمه التي لا تحصى.

وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقام على قدميه الشريفين حتى تَفَطَّرتا من طول القيام شكراً لله، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسّكوا بسنّته، وساروا على نهجه.

أما بعد:

أيّها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وكونوا مع المؤمنين الصادقين الطيبين، وابتعدوا عن الخبثاء والمفسدين، فقد أمركم الله بذلك في محكم كتابه المبين، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].

وقال تعالى: (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73].

وقال تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) [النــور: 26].

أي الخبيثات من النساء، أو من الكلمات للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء أو الكلمات.

والطيبات من النساء أو من الكلمات للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء أو من الكلمات.

وهذا معناه: أن كلاً من الصنفين يُعامل بما يليق به، فيتزوَّج بما يليق به من أمثاله، ويخاطب بما يليق به، وكما أن الله ميَّز بين الطيبين والخبيثين في الدنيا، فإنه يميّز بينهم في الآخرة، كما قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) [الروم: 14 -  16].

فالجنة دار الطيبين، كما قال تعالى: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر: 73].

وقال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل: 32].

والنار دار الخبيثين، قال تعالى: (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الأنفال: 37].

فاتقوا الله -عباد الله-، وميِّزوا بين الخبيث والطيب.

فكونوا مع الطيبين من المؤمنين، وتمتعوا بالطيب من الطعام، وانطقوا بالطيب من الكلام، وتقربوا إلى الله بالطيب من الأعمال، وتصدقوا بالطيب من الأموال، لتصلوا إلى دار الطيبين، وهي الجنة، وتجنبوا الخبيث من القول، ومن المطاعم والمكاسب والأعمال والخبثاء من الناس، لعلّكم تنجون من دار الخبثاء يوم القيامة.

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ... إلخ.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي