الحث على المسارعة إلى الخيرات

صالح بن فوزان الفوزان
عناصر الخطبة
  1. استغلال الفرص .
  2. الحث على المسارعة والمسابقة في الخيرات .
  3. استغلال الإنسان لإمكانياته في المسارعة إلى الخيرات .
  4. حرص الشيطان على تفويت الخير على ابن آدم وبعض صور ذلك .
  5. بعض الطاعات التي يجب استغلال الوقت بها .
  6. بعض صور تهاون الإنسان بالطاعات ومفاسد ذلك .
  7. بعض وسائل الشيطان في صدّ الإنسان عن ذكر الله وعن الصلاة .

اقتباس

إن الإنسان قد أعطي إمكانات يستطيع بها المسارعة إلى الخيرات إذا استغلها لذلك، أعطي صحة في جسمه، ووقتاً للعمل، وفراغاً له، وكل واحدة من هذه الإمكانات لها مضاد يبطلها إن لم تُستغل قبل حصوله، فالصحّة يَعْرِض لها المرض، والوقت ينقضي ويزول، والفراغ يُشغَل بـ...

الخطبة الأولى:

الحمد لله ربّ العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، ومبادرة الوقت قبل الفوات.

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وما له من الأسماء والصفات. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أول مبادر إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وبادروا حياتكم قبل فنائها، وأعماركم قبل انقضائها بفعل الخيرات، والإكثار من الطاعات، فإن الفرص لا تدوم، والعوارض التي تحول بين الإنسان وبين العمل غير مأمونة، وأنت -أيها العبد- بين زمان مضى لا تستطيع رده، وزمان مستقبل لا تدري: هل تدركه أو لا ؟ وزمان حاضر إن استفدت منه، وإلا ذهب منك وأنت لا تشعر، فاستدرك ما مضى بالتوبة مما فرطت فيه، واستغل حاضرك باغتنام أيامه ولياليه، واعزم على الاستمرار في الطاعة فيما تدرك من مستقبلك يُكتب لك ثواب نيتك إن لم تدركه، وتوفق إن أدركته لعمل ما نويته فيه.

عباد الله: إن الله -سبحانه- قد أمرنا بالمسارعة، والمسابقة إلى الخيرات قبل فواتها، قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].

قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد: 21].

والمسارعة والمسابقة، تعنيان المبادرة إلى تحصيل شيء يفوت بالتأخير عن طلبه، ويندم على فواته، لا سيما إذا كان ذلك الفائت شيئا عظيما تتعلق به النفوس، ولا شيء أعظم من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، ومن فاتته فليس له بديل عنها إلا النار، فما أعظم الحسرة! وما أفدح الخسارة! ويا هول المصيبة!.

لقد وصف الله رسله، وصفوة خلقه، ومن اتبعوهم بأنهم يسارعون في الخيرات، فقال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

وقال تعالى: (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].

وهؤلاء هم القدوة؛ لأنهم أصحاب العقول النيّرة، والبصائر التي تدرك العواقب، وتعرف المصالح والمضارّ، بما أعطاهم الله من نور الإيمان، وفهم القران، ولما عرفوا قدر المطلوب وقيمته، وهو الجنة، وسرعة زوال الوقت وفواته، وبادروا بالطلب قبل فوات الأوان، ومدحهم الله، وأثنى عليهم في محكم القرآن، ليكونوا قدوة صالحة لبني الإنسان.

إن الإنسان قد أعطي إمكانات يستطيع بها المسارعة إلى الخيرات إذا استغلها لذلك، أعطي صحة في جسمه، ووقتاً للعمل، وفراغاً له، وكل واحدة من هذه الإمكانات لها مضاد يبطلها إن لم تُستغل قبل حصوله، فالصحّة يَعْرِض لها المرض، والوقت ينقضي ويزول، والفراغ يُشغَل بأمور أخرى.

فالواجب على الإنسان استغلال هذه الطاقات بالخير، قبل أن تُعطّل بالعوارض.

عباد الله: إن الشيطان يحرص على تفويت الخير على ابن آدم، ويحاول حبسه عنه مهما استطاع، فإن استطاع منع ابن آدم من فعل الخير بالكليّة، وشغله بالشرّ، فإنه لا يألوا جهداً في ذلك، كما فعل بالكفّار والمنافقين، وإن لم يستطع منع ابن ادم من الخير بالكلية، فإنه يكسله عنه ويشغله عنه، حتى يفوته عليه، كما يكسل عن الصلاة، وإخراج الزكاة.

وكما يفعل مع كثير من الناس اليوم ممن يرتادون المساجد للجمعة والجماعة، فإنه في صلاة الجمعة يكسلهم عن التبكير بالحضور إليها.

فبعضهم لا يأتي إلا عند دخول الخطيب.

وبعضهم لا يأتي إلا عند الإقامة.

وبعضهم لا يأتي إلا في آخر الصلاة، فيفوّت عليهم ثواب التبكير إلى الجمعة، وقد ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشاً أقرن، ومَن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" [متفق عليه].

ومن الناس مَن يفوته هذا الأجر، ويفوته استماع الخطبة أيضا، فلا يحضر إلا عند الإقامة أو في آخر الصلاة.

واستماع الخطبة أمر مطلوب من المسلم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على استماعها، ونهى عن الكلام والإمام يخطب؛ لأنه يشغل عن ذلك، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يرّيثون الناس إلى أسواقهم" أي: يؤخرونهم "وتقعد الملائكة على أبواب المساجد، يكتبون الناس على قدر منازلهم، السابق والمصلي والذي يليه، حتى يخرج الإمام، فمَن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغِ كان له كِفْلان من الأجر، ومَن نأى" أي: بعُدَ عن الإمام" فاستمع وأنصت، ولم يُلْغِ كان له كِفْل من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كِفْلان من الوزر" الحديث.

قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: سمعته من نبيكم -صلى الله عليه وسلم-" [ورواه أحمد وأبو داود بلفظ آخر].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع، وأنصت غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام" [رواه مسلم وغيره].

ومعنى: "غُفر له" أي: غُفرت ذنوبه الصغائر، وذلك بشرط اجتناب الكبائر.

وفي هذين الحديثين: أن استماع الخطبة أمر مقصود ومطلوب من المسلم يؤجر عليه إذا فعله، ويأثم إذا تركه، ويفوته الانتفاع بما يرد في الخطبة من الوعظ والتذكير والإرشاد إلى ما فيه الخير والتنبيه على الأخطاء التي قد يكون مرتكبا له وهو لا يدري.

وبعض الناس يستهين بشأن الخطبة، ولا يلقي لها بالا، بل يعتبرها أمراً عادياً، فلذلك يحرمون من فوائدها، وأجر الاستماع لها، والله -سبحانه- قد أمر بالسعي إليها، وحضورها في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة: 9].

وذكر الله، هو الخطبة في قول كثير من المفسرين، مما يدل على أهمية الخطبة، وتأكد حضورها واستماعها.

ومما يفوّت على الذي يتأخر في حضوره لصلاة الجمعة: حصوله على مكان في الأول، والتنفّل بالصلاة، وقراءة القرآن قبل الخطبة، وذلك نقص عظيم؛ لما روي عن أوس بن أوس الثقفي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّرَ وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سَنة أجر صيامها وقيامها" [رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: "حديث حسن، والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما].

فاتقوا الله -عباد الله- ولا تفوِّتوا على أنفسكم هذه الخيرات، والذي يطلب منكم إنما هو زمن يسير تتقدمون فيه إلى الجمعة، وتحصلون فيه على هذه الخيرات العظيمة، والوعود الكريمة؛ ولو ذكر لأحدكم طمع دنيوي -ولو كان يسيرا- لبادر إلى طلبه، وصبر على ما يعترضه من المشاق، ولم يتأخر عنه، فهل أنتم ممّن يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة؟ وهل ترضون لأنفسكم بالصفقة الخاسرة؟

فاتقوا الله -عباد الله-، وامتثلوا قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) إلى آخر السورة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، شهد لِعُمَّار بيوته بالإيمان، فقال: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ) [التوبة: 18].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إيّاه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، وسلم تسليماً.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلّتها وهفواتها، وكفّوها عن الإغراق في شهواتها، فالكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجزُ مَن اتبع نفسه هواها، وتمنّى على الله الأماني.

عباد الله: من الناس مَن يتأخر عن حضوره صلاة الجماعة، فلا يأتي إلا عند الإقامة، أو بعد ما يفوت بعض الصلاة أو كلها، فهو يقوم إلى الصلاة ويأتي إليها، ولكنه كقيام وإتيان الذين قال الله فيهم: (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى) [النساء: 142].

وقال فيهم: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى) [التوبة: 54].

والبعض الآخر يتأخر نهائياً عن الحضور، ويصلي في بيته منفردا، وبعدما يخرج وقت الصلاة، فيكون من المضيِّعين للجماعة، والمضيِّعين للوقت، وذلك في الحقيقة تضييع للصلاة، كما قال تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59].

وقال فيهم: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * لَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4 - 5].

وذلك بسبب تلاعب الشيطان بهم، وشغله إياهم بأنواع من الملهيات عن ذكر الله، وعن الصلاة.

بعضهم يشغله بلهو الحديث الذي هو استماع الملاهي والأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، حتى يضيع عليه الجماعة أو وقت الصلاة، وقد يسهر على ذلك وينام عن صلاة الفجر، فيكون من الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [لقمان: 6].

ولهو الحديث، هو الأغاني وما يصحبها من آلات اللهو كالمعازف والمزامير، وما جَدّ في هذا الزمان من الأفلام والمسلسلات، فإنه يدخل في لهو الحديث.

ومن الناس مَن يصدّه الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة: بشرب المسكرات، وتناول المخدرات، ولعب القمار، وقد قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة: 91].

فيجمعون بين ترك الصلاة وفعل المحرمات.

ومن الناس من يصدّه الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة: بطلب الدنيا والبيع والشراء، ومزاولة الأعمال الدنيوية، وقت الصلاة، وقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9].

وقد مدح الله الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ووعدهم بالثواب الجزيل، فقال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ  * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور: 36 - 38].

ومن الناس مَن يحضر الصلاة في الجمعة والجماعة، ولكنه يترك في بيته رجالاً لا يحضرون الصلاة من أبنائه أو إخوانه، أو مَن يسكنون معه، لا يأمرهم ويلزمهم بالحضور معه، وهذا يعتبر قد أدى واجباً بحضوره، لكنه ترك واجباً بترك مَن خلفه ممّن هو مكلّف بأمرهم، وإلزامهم والقيام عليهم.

فاتقوا الله –عباد الله– بأداء ما أوجب الله عليكم في خاصة أنفسكم، وما أوجب الله عليكم نحو أولادكم ومن تحت ولايتكم: "كلّكم راع، ومسؤول عن رعيته".

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي