خطر الحوثيين الروافض

عمر عبد الرحمن محمد العمر
عناصر الخطبة
  1. العدو الحقيقي للمسلمين .
  2. الحوثية نبتة نفاق رافضية .
  3. أقول السلف في من سب الصحابة .
  4. الحوثيون والشعارات الزائفة .
  5. العلاقة بين الرافضة واليهود .
  6. من أسباب ضعفنا. .

اقتباس

ومن العجب العجاب أنّ الروافض الحوثيين يرفعون شعارات برّاقة كاذبة ويطلقون عبارات مخادعة ماكرة حيث يقولون: "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل, اللعنة لليهود, النصر للإسلام". فكيف نصدقهم عندما يقولون: "النصر للإسلام"؛ وهم الذين هدّموا المساجد في اليمن وفجروها بالقنابل والمدافع وحرّقوا المصاحف وقتّلوا المسلمين؟!...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد: فاتقوا الله -معاشر المسلمين- وكونوا على الصراط المستقيم, وتمسكوا بالهدي القويم واحذروا أعداء الدين (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام: 55].

معاشر المسلمين: المجرمون هم أعداء الله وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الملحدين والكفار والمنافقين, وأشدهم خطرًا وأعظمهم كيدًا ومكرًا هم المنافقون الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر والفسوق والعصيان ويخادعون أهل الإيمان, وقد قال الله تعالى عنهم: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4]. قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في قوله تعالى (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ): "أي هم العدو على الحقيقة؛ لأن العدو البارز المتميز أهونُ من العدوّ الذي لايشُعرُ به وهو مخادع ماكر, يزعم أنه ولي وهو العدو المبين" ا.هـ.

معاشر المسلمين: ومن الأمثلة الحيّة على وجود المنافقين في واقع أمتنا المعاصر وما يمثلونه من خطر عظيم على بلدان المسلمين: تلك الفرقة الرافضية الخبيثة والجماعة الإرهابية الحقيرة التي تسمى بـ (جماعة الحوثيين).

هؤلاء الروافض الحوثيون يتفقون في أصولهم العقدية مع الروافض الموجودين في إيران وفي لبنان والعراق وسوريا وفي بعض بلدان الخليج -قطع الله دابرهم وكفى الله أهل السنة شرهم-.

نعم -يا عباد الله- الحوثيون الحاقدون عقيدتهم هي عقيدة الروافض في الشرك والزندقة وسب الصحابة واستنقاصهم, كما نطق بذلك زعيهم الهالك بدر الدين الحوثي وتبعه في ذلك ابنه الهالك حسين بن بدر الدين الحوثي عندما قال أخزاه الله: "إن الصحابة منحطون وإن أهل السنة يلمِّعونهم" -حطه الله في نار جهنم وبئس المصير-.

ومن أقواله الخبيثة عن الصحابة ومنهم الشيخين أبو بكر الصديق وعمر الفاروق, قال عنهم -أخزاه الله-: "إنهم مخطئون عاصون ضالون". ومن شدة بغض الحوثيين للصحابة -رضي الله عنهم- ما يفعلونه -قبحهم الله- في حق الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-, حيث جعلوا جبلاً في مدينة صعدة شمال اليمن أطلقوا عليه اسم (معاوية) يخرجون إليه في يوم عاشوراء ثم يقومون برميه بالقذائف والبنادق حقدًا وبغضًا لصحابي جليل من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ورحمَ الله أبا زرعة الرازي حينما قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق". وقال الإمام مالك -رحمه الله-: "الذي يشتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس له نصيب في الإسلام". وسئل الإمام أحمد عمّن يشتم أبابكر وعمر وعائشة -رضي الله عنهم- فقال: "ما أراه على الإسلام".

معاشر المسلمين: إن خطر الرافضة من الحوثيين وغيرهم على المسلمين خطر عظيم, وهم دائمًا على مرّ التاريخ يكونون مع الكفار في قتال المسلمين, كما قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: "هم دائمًا أي الرافضة يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم". وذكر عنهم -رحمه الله- أنهم كانوا يعاونون التتار عندما غزوا بلاد المسلمين. وقال عنهم أيضًا: "الرافضة ليس لهم سعيٌ إلا في هدم الإسلام ونقض عراة وإفساد قواعده" ا.هـ.

ومن العلماء الذين تكلموا عن الروافض وخيانتهم ومكرهم العالم اليمني محمد بن علي الشوكاني حيث قال -رحمه الله-: "وهكذا من ألقى مقاليد أمره إلى رافضي وإن كان حقيرا، فإنه لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض، بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له؛ لأنه عنده مباح حلال الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية، يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة، وقد جربنا هذا تجريبا كثيرا، فلم نجد رافضيا يخلص المودة لغير رافضي، وإن آثره بجميع ما يملكه".

ومن العجب العجاب أنّ الروافض الحوثيين يرفعون شعارات برّاقة كاذبة ويطلقون عبارات مخادعة ماكرة حيث يقولون: "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل, اللعنة لليهود, النصر للإسلام".

فكيف نصدقهم عندما يقولون: "النصر للإسلام"؛ وهم الذين هدّموا المساجد في اليمن وفجروها بالقنابل والمدافع وحرّقوا المصاحف وقتّلوا المسلمين؟!.

كيف نصدقهم عندما يقولون خداعًا وكذبًا "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" وهم لم يقتلوا أمريكيّا واحدًا, ولم يهاجموا سفارة أمريكا في صنعاء فضلًا عن مهاجمتهم لإسرائيل؟!.

والحقيقة التي ظهرت للعيان أنّ الأمريكان هم الذين مكنوا الروافض الحوثيين في اليمن كما مكنوا الروافض في العراق, فبالأمس خدموا إيران في العراق, واليوم خدموهم في اليمن.

وأما قول الحوثيين في شعائرهم "اللعنة لليهود" فهذه أيضًا من شعاراتهم الكاذبة المخادعة, فإن العلاقة بين الرافضة واليهود علامة حميمية وهما وجهان لعملة واحدة, بل إنّ فرقة الرافضة إنما نشأت وظهرت على يد رجل يهودي اسمه (عبد الله بن سبا) ادّعى الإسلام وزعم محبة آل البيت, وغالى في علي -رضي الله عنه- وادعى له الوصية بالخلافة ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية -والعياذ بالله-.

إذا تبين هذا -أيها المسلمون- فإننا نقول: إن شعار الروافض الحوثيين الذي ينبغي أن يكون مطابقًا لعقيدتهم الفاسدة ومخططاتهم الحاقدة: "الموت للموحدين الموت لأهل السنة الموت للسعودية والنصرُ لإيران". نعم هذا هو شعار الحوثيين الذي ينبغي أن يكون مطابقًا للحقيقة والواقع. ومما يؤكد ذلك ما قاله هالكهم حُسين بن بدر الدين الحوثي: "الإرهابيون الحقيقيون هم الوهابيون".

معاشر المسلمين: لقد كشَّر الروافضُ الحوثيون في اليمن عن أنيابهم وظهرت أحقادهم وبانت عداوتهم هذه العداوة لأهل السنة ليست لأمور دنيوية أو لأجل مصالح سياسية, وإنما هي عداوة دينية, عداوةٌ لكل من تمسك بالسنة وما كان عليه سلف الأمة. وصدق الله ومن أصدق من الله قيلًا: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة: 217].

وكما قال القائل:

كل العداوات قد ترجى مودتها *** إلا عداوة من عاداك في الدين

فكونوا -أيها المسلمون- على حذر من الأعداء ومخططات ومؤامراتهم عملًا بقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) [النساء: 71].

نسأل الله تعالى أن ينصر أهل السنة في كل مكان وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وإفساد المفسدين, كما نسأله –سبحانه- أن يحفظ إخواننا أهل السنة في اليمن من كيد الروافض الحوثيين وإفساد الخوارج المارقين, إنه -سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه فنعم المولى ونعم النصير.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي هدانا للتوحيد والسنة والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 أما بعد:

فيا معاشر المسلمين: اتقوا الله تعالى لعلكم تفلحون وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.

معاشر المسلمين: وقد يتسائل سائل ويقول: كيف ظهر هؤلاء الروافض وهم شرذمة قليلة في اليمن, وتمكنوا من غالب مدنها وقراها وصارت لهم السلطةُ والغلبة على أهلها؟.

أقول لم يتمكنوا من ذلك إلا بسبب الذنوب والمعاصي فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة, وكما تكونوا يولى عليكم, قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129], وقال -سبحانه-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30], ومن جملة الذنوب التي كانت سببًا في تسلط هؤلاء على اليمن تلك الثورات الشيطانية التي سميت زورًا وبهتانًا بالربيع العربي وهي الشر العربي؛ لأنها جـرّت الشـر والبلاء والبأساء والضراء على بلدان المسلمين, وخير شاهد على ذلك ما نراه من الدمار والخراب والقتل والتشريد في بلاد الشام سوريا وكذلك في ليبيا واليمن.

وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- حينما قال: "لايكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا كان في فساد خروجها ما هو أعظم من الفساد الذي أرادت إزالته", وقال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين: "هاتوا لي ثورة كان الناس  بعدها أفضل من قبلها". وصدق -رحمه الله- والواقع على ذلك خير شاهد.

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إلى دينه ردًا جميلًا وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.

وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي