العيدُ مظهرٌ من مظاهرِ الدين، وشعيرةٌ من شعائرِهِ المعظمة، التي تنطوي على حكمٍ عظيمةٍ؛ ومعانٍ جليلةٍ وأسرارٍ بديعة؛ لا تعرِفُها الأممُ في شتى أعيادِها.. فالعيدُ بمعناه الديني عندنا معاشر المسلمين: شكرٌ لله على تمامِ العبادةِ، لا يقولها المؤمنُ بلسانِه فحسب، ولكنها تعتلجُ في سرائرِهِ رضاً واطمئناناً، وتنبلجُ في علانيتِه فرحاً وابتهاجاً، وزينة في مظهره وإشراقاً... والعيدُ في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمنِ خُصصت لنسيانِ الهمومِ، واطراحِ الكُلف، واستجمامِ القوى الجاهدةِ في الحياة. والعيدُ في معناه الاجتماعي: يومُ الأطفالِ يفيضُ عليهم بالفرحِ والمرحِ، والهدايا من الأهل والجيران..
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذي الفضل والبركات.. والله أكبر أحسَن تدبير الكائنات، والحمدُ لله قدّر الأرزاقَ والأقوات، والله أكبر أنزَل الماءَ من المعصرات، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشكره أن منَّ علينا بإتمام شهر الصيام والبركات.. وله الحمد أن بلّغنا عيد الفطر وجعل وقته من أجل الأوقات..
الله أكبر عدد ما كبّر مكبر وهلل.. ولا إله إلا الله عدد ما تقابل الناس في هذا العيد بوجه متهلل.. والحمد لله على التمام وإن نقص الشهر فأجره عند الله مُكَمَّل..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم عليه، فرح بالعيد وحث على الفرح به، بل وجعل الفرح به من العمل المفضل.. وعلى آله وصحبه أولى العزم والتشمير عدد ما طلع نجم وأفل وسلم تسليما..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد: أيها الأحبة عيدُكم مبارك، وعيدُكم بإذن الله سعيدٌ، وأدمَ الله مسرّاتكم، وتقبّل طاعتكم، وزادَكم إحسانًا وتوفيقًا، وأعانكم على ذكرِه وشكرِه وحسن عبادته.
الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ بالتّكبير، والله أكبر ما تصافَح المسلمون وتصافَوا بكل حب وتقدير في هذا اليومِ الكبير، والله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا.
الله أكبر ما أشرقَت شمسُ هذا اليومِ الأغرّ، والله أكبر ما تعاقب العيدان: عيدُ الفطر وعيد الأضحى والنحر.
أيها المؤمنون والمؤمنات: في هذا اليوم الأغر وفي كل وقت نتواصى بما وصنا فيه ربنا حين قال: (..وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ..) [النساء:131]، فالتقوى خيرُ الزادِ ليومِ المعادِ، اتّقوه فيما أمرَ، واتّقوه فيما نهى عنه وزجَرَ، زيِّنوا بواطنَكم بالتّقوى والإخلاصِ والتّوبةِ؛ كما زيّنتم أبدانَكم بجميلِ اللّباسِ والمظهَرِ، وتذكَّروا باجتماعِكم هذا يومَ العرضِ الأكبر، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة:18]. جعلنا اللهُ ممن ذُكِّرَ فتذكَّر، وغفرَ لنا ذنوبَنا ما تقدَّمَ منها وما تأخّر؛ فهو الكريم الجواد، يقبلُ التوبةَ عن عبادِه ويغفِرُ لمن استَغفَر.
العيدُ أيها الإخوةُ والأخوات: مظهرٌ من مظاهرِ الدين، وشعيرةٌ من شعائرِهِ المعظمة، التي تنطوي على حكمٍ عظيمةٍ؛ ومعانٍ جليلةٍ وأسرارٍ بديعة؛ لا تعرِفُها الأممُ في شتى أعيادِها..
فالعيدُ بمعناه الديني عندنا معاشر المسلمين: شكرٌ لله على تمامِ العبادةِ، لا يقولها المؤمنُ بلسانِه فحسب، ولكنها تعتلجُ في سرائرِهِ رضاً واطمئناناً، وتنبلجُ في علانيتِه فرحاً وابتهاجاً، وزينة في مظهره وإشراقاً...
والعيدُ في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمنِ خُصصت لنسيانِ الهمومِ، واطراحِ الكُلف، واستجمامِ القوى الجاهدةِ في الحياة.
والعيدُ في معناه الاجتماعي: يومُ الأطفالِ يفيضُ عليهم بالفرحِ والمرحِ، والهدايا من الأهل والجيران..
والعيدُ يومُ الفقراءِ يلقاهم باليسرِ والسعةِ، ويومُ الأرحامِ يجمعُها على البرِ والصلةِ مهما كان بينَهم من خلافاتٍ أو مشكلات.
والعيدُ يومُ المسلمين يجمعُهم على التسامحِ والتزاورِ، ويومُ الأصدقاء يُجددُ فيهم أواصرَ الحبِ ودواعيَ القربِ.
والعيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسى أضغانها، فتجتمعُ بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافحُ بعد انقباضٍ، ولسانُ حالِهْم يقول: عيدنا يجب أن يكون خاليًا من الكدرِ، ويجلِلُه الودُ والبِشْرُ، ويجتمعُ الناسُ في تواؤمٍ على الطعامِ وهو شعيرةٌ من شعائرِ الإسلامِ التي سنَّها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كما قالَ ذلك شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمه الله-، وفي هذا كلِه تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكونُ من الحبِ والوفاء والإخاء.. وفيه أروع ما يضفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.
وفيه من المغزى الاجتماعي أيضا تذكير لأبناءِ المجتمعِ بحقِ الضعفاءِ والعاجزين؛ حتى تشمل الفرحة بالعيد كلَ بيتٍ، وتعمُ النعمةُ كلَ أسرةٍ..
في العيدِ يستروحُ الأشقياءُ ريحَ السعادةِ، ويتنفسُ المختنقونَ في جوٍ من السَعَةِ، وفيه يذوقُ الْمُعْدَمونَ طيباتِ الرزقِ، ويَتَنَعْمُ الواجدونَ بأطايبِه..
في العيدِ تسلسُ النفوسُ الجامحةُ قيادَها إلى الخيرِ، وتَهِشُ النفوسُ الكَزَّةُ إلى الإحسانِ..
وللعيدِ فرحةٌ بالهدايةِ يومَ ضلتْ فئامٌ من البشرِ عن صراطِ اللهِ المستقيمِ، فصارت تتقربُ إلى جمادٍ أو حيوانٍ، أو تتعبدُ لله كما تظن بدينٍ قد حَكَمَ اللهُ ببطلانِه وانتهاءِ أوانِه..
فأيُّ فرحةٍ وأيُّ نعمةٍ أعظمُ، وأيّ منٍّ أمنُّ وأفضلُ من أنَّ اللهَ هدانَا للإسلامِ فلم يجعلْنا مشركينَ نَجْثُو عند أصنامٍ، ولا يهوداً نَغْدُو إلى بيعةٍ، ولا نصارى نَرُوحُ إلى كنيسةٍ، وإنما اجتبانا على ملةِ أبينِا إبراهيمَ ودينِ نبيِنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- (..هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ..) [الحج:78].
وللعيدِ فرحةٌ بما يكون فيه من تواصل المسلمِ بإخوانِه المسلمين، فيحس بعُمْقِ انتمَائِه لهذه الأمةِ ولهذا الدينِ، فيفرحُ بفضلِ اللهِ الذي هداهُ يومَ ضَلَّ غيرُه (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].
وللعيدِ فرحةٌ بإتمامِ شهرِ رمضانَ يومَ تَصَرَّمَتْ أعمارٌ عن بُلُوغِه، أو ضَلَ أناسٌ عن التوفيقِ لاستثمارِه..
وفرحٌ بتوفيقِ اللهِ وعَوُنِه على ما يَسَّرَ من طاعَتِه، فقد كانت تلك الأيامُ الغُرُّ والليالي الزُّهْرُ مُتَنَـزلِ الرحماتِ والنفحاتِ، اصطَفْتْ فيها جُموعُ المسلمين في سَبْحٍ طويلٍ تُقَطعُ الليلَ تسبيحاً وقرآناً، فكم تَلَجْلَجَتْ الدعواتُ في الحَنَاجِرِ، وتَرَقْرَقَتْ الدمُوعُ في الْمَحَاجِرِ، وشَفْتِ النفُوسُ ورَقْتْ حتى كأنَمَا يعرجُ بها إلى السماءِ تعيشُ معَ الملائكةِ، وتَنْظُرُ إلى الجنةِ والنارِ رأيَ عينٍ، في نعمةِ ونعيمٍ لا يَعْرِفُ مذَاقَها إلا من ذاقَها.. فحُقَّ لتلك النفوسِ أن تفرحَ بعدُ بنعمةِ اللهِ بهذا الفيضِ الإيماني الغامرِ..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
تزاوَروا، وانشُروا المحبّةَ والألْفةَ، وثِّقُوا روابِطَكم، تبادلوا التهاني والدّعوات بعُمرٍ مَديد وعملٍ صالحٍ سَديد، افرَحوا بيوم فِطرِكم كما تفرَحون بيومِ صومِكم، فَرحةَ القيامِ بالواجبِ وامتثالِ الأمرِ، وفرحةَ حُسنِ الظنِّ بالله الكريمِ المنّان والثّقةِ بحسنِ جزائِه، فللصائِم فرحتان: إذا أفطرَ فرِح لفطرِه، وإذا لقيَ ربَّه يوم القيامة فرحَ لصومِه. وبفضل الله أدّيتم فرضَكم، وأطَعتُم ربَّكم، صُمْتُم وقُمتُم، وقرأتم وتصدقتم، فهنيئًا لكم.
عيدنا عيدٌ سَعيد يستَقبِلُه المسلِمون بالتّكبير، وتجمعُهُم فيه صلاةٌ جامعة، يحمَدون اللهَ ويسبّحونه، ويهلِّلونه ويكبِّرونه، المسلمون في أعيادهم يتَّصلون بربهم ويتواصَلون مع إخوانِهم، أرأيتم أعظمَ وأجملَ من هذا المنهَج في الاجتماع والاحتفال الجامِع بين صلاحِ الدّين والدنيا؟!
هذا هو العيد بأبهى صوره وكلا طرفي العيد في معناه الإسلامي جمال، وجلال، وتمام وكمال، وربط واتصال، وبشاشة تخالط القلوب، واطمئنانٌ يلازم الجنوب، وبسطٌ وانشراح، وهجرٌ للهموم واطراحٌ، وكأنه غصن عاوده الربيع فوخزته الخضرة.
وليس السر في العيد يومه الذي يبتدئ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السر فيما يَعْمُرُ ذلك اليوم من أعمال، وما يغمره من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد لا اليوم نفسه.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيّها الإخوة والأخوات: وفي غَمرةِ البهجةِ والابتهاجِ والفَرح والسرور والاستبشار ثمَّة أمرٌ مهم يجب أن نوليه جُلَ اهتمامنا.. بل نجعل العيد فرصة سانحة للأخذ به والمحافظةِ عليه.. ألا وهو تنقية القلب من الحقد والحسد والشحناء المسببة للتباغض والتدابر والتهاجر.. نعم العيدُ فرصتنا.. العيدُ وقتٌ لذلك.. العيدُ فرصةٌ سانحة لاطراح تلك القيود الأرضية وآثارها الشيطانية البغيضة المفضيةِ لآثارٍ دنيويةٍ وأخروية.
التنازع والشحناء تفرق وضعف وهوان: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46].
من مات وهو هاجر لأخيه توعده رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بسوء الخاتمة فقد قَالَ "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ" (رواه أبو داود وصححه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
وإن هجر أحدكم أخاه لأي سبب من أسباب الدنيا فلا يطيل ولا يتجاوز ثلاثة أيام قال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَحِل لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ". (متفق عليه عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه).
وقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا" (رواه مسلم وغيره).
أيها الإخوة أيها الأخوات: ما أعظمَها من فاجعةٍ وما أشدَها من عقوبةٍ عاجلةٍ! يغفرُ اللهُ لجميعِ المسلمين.. ويُنْظَر المتشاحنون..!!
فيا من يروم مغفرة الله ورضوانه.. ويا من تريدين مغفرة الله ورضوانه والدخولَ لجنتِه أخرجوا الشحناء والعداوة والبغضاء الآن من قُلُوبِكم.. الآن قبل أن تتجاوز عتبة باب هذا المسجد وقبل أن تذهبوا لملتقيات عيدكم الأسرية والاجتماعية..
وكما نظفتم وطيبتم وزينتم ظواهركم؛ طهروا بالعفو والصفح بواطنكم.. وزينوا بالحب والتصافي نفوسكم..
وهذا العيد أيها المؤمنون والمؤمنات والصائمين والصائمات والقائمين والقائمات.. فرصة للتغيير ونقطة للتحول والتطهير..
ما أجمل لقاء العفو بين المتخاصمين.! وما أحر لقاء الصفح بين المتشاحنين..! وما أعذب كلمات الود بين المتجافين..!
أرجوكم.. أرجوكم أيها الإخوة والأخوات: لننطلق من هذا المسجدِ وهذا الجمعِ السعيدِ المباركِ وقد عقدنا العزم على العفو والصفح..
أقبلوا أنتم على من بينكم وبينه موقف أو خصومة أو وقفت نفس، وبادروه بمد يد المعايدة.. وأبلجوا له أساريرَ وجوهِكم.. خذوه بأحضانِكم وأعلنوا عفوَكم وصفحَكم.. وإن تـَمَنَّعَ عليكم فأعلنوا له بأن هذا يوم العيد وهو يومُ التصافي والتحاببِ والتسامحِ والفرحِ بفضل الله..
وعانقوا رؤوساً طالما تلوت.. وقابلوا وجوهاً طالما صدت وأشاحت وقربوا أجساداً طالما تدابرت وولت.. وآنسوا بين نفوسٍ تجافت وتباعدت وقلوبٍ بالغيظ امتلأت وفاضت..
ماذا ننتظر وماذا نرجو وتلك البلايا نعيشها وهذه الأكدار نتحملها.. رفقاً بقلوب من لحم ودم.. أَظْنَها الغمُ وأجسادٍ هدها الهم..
إن لم نتقارب ونتصافَ في العيد فمتى يكون الصفو..؟! وإن لم نتحابب ونتصافح في العيد فمتى يكون الحب والصفح..؟! وآهٍ من قلوبٍ قاسية ونفوسٍ مظلمةٍ لا تلين لموعظة.. ولا تهتبلُ فرصةَ صفاءٍ ولا ترعوي..
الله أكبر ما تنزّلت الرحماتُ من العليّ الكبير، والله أكبر ما سعَت الأقدامُ لزيارةِ قريبٍ كبيرٍ كان أو صغير، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
وعلاج هذا الداء إبداله بسلامة الصدر..
ومن العلاج كذلك: صيامُ ثلاثة أيام من كلّ شهر، فقد قال: "أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" (رواه النسائي وصححه الألباني). أي: تزيل الحقد والغيظ والعداوة والوساوس من الصدر.
ومن العلاج: الهَدِيةُ وإفشاء السلام، وقد جاء في الحديث: "تهادَوا تحابّوا"، وقوله: "أفشوا السلام بينكم".
والصدقة كذلك والكلمة الطيبة من العلاج لهذا المرض، يقول سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا) [التوبة:103]، ويقول سبحانه: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء: 53].
أيها الأخ والأخت المباركين: تعالوا بنا ندعو الله أن يسلّ سخيمة قلوبنا، ويزيل عنا الشحناء..
وليعزم كل واحد من المتشاحنين على حل مشكلته ويتنازل عن حقه الذي يراه أو بعضه في سبيل مغفرة ذنبه.. وليعفو وليصفح وقد حث ربنا على ذلك فقال: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22]، ألا تحبون أن يغفر الله لكم.. إذاً هيا بادروا الآن لا تؤجلوا ولا تترددوا.. والله إني لكم من الناصحين..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة: ونحن في غمرة الفرح بهذا العيد السعيد لا ننسى من الذكر والدعاء رجالاً فضلاء وإخواناً كرماء وقفوا بأجسادهم وعقولهم وحملوا أرواحهم على أكفهم يذودون عن حياض الوطن، ويقومون بأمنه الداخلي والخارجي قد تركوا الأهل والعشيرة في هذه الأيام السعيدة ولبوا النداء مرابطة ودفاعاً عن الوطن وأهله.
اللهم اكتب لهم من الأجر أوفر الحظ والنصيب واحفظهم بحفظك الذي لا يضام وعينك التي لا ترام وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين.. واجزهم عنا خير الجزاء..
وحيث اجتمع اليوم لنا عيدان عيد الفطر وعيد الأسبوع الجمعة فلمن حضر صلاة العيد الخيار إن أحب أن يصلي الجمعة صلى وهو على خير، وإن صلى ظهراً في بيته فيجوز له ذلك. ومن فاتته صلاة العيد تجب عليه صلاة الجمعة، ولا تقام صلاة الجماعة في عموم المساجد..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي