الشيعة وشعارات الزيف ( الموت لأمريكا وإسرائيل )

أبو عبد الله الأنصاري

عناصر الخطبة

  1. للشعارات بريقها الساحر وخداعها الماكر
  2. معتقدات الشيعة معتقداتٌ خرافية
  3. أقبح أشكال الخيانة والتآمر على أمة الإسلام
  4. صور من تاريخ رافضي يقطر خيانة ودمًا
  5. خيانة ابن العلقمي لأهل السنة وتدمير بغداد
  6. أهل السنة هم العدو الأول عند كافة فرق الشيعة
  7. شرور القرامطة.. ليس بعد الكفر ذنب
  8. انكشاف استخدام الشيعة الخادع لشعارات القضية الفلسطينية وشعارات المقاومة
  9. أفعال الحوثيين في اليمنيين تدل على خداع الشعارات وخبث النوايا وسوء الأفعال .

للشعارات واللافتات بريقها الساحر الأخاذ، وخداع الشعارات سياسة اعتمدتها – في الزمن الغابر وفي وقتنا الحاضر – جميع فرق الشيعة على اختلاف درجاتهم وتفاوت دركاتهم بدءًا بالشيعة النصيريين، ومرورًا بالشيعة الإمامية الاثني عشرية، وانتهاءً بالشيعة الحوثيين.

معتقدات الشيعة معتقداتٌ خرافية؛ مرفوضة للعقل، ومصادمة للشرع والفطرة – ولذلك لا تقبلها العقول الناضجة والفِطَر السليمة، وقد أدرك الشيعة ذلك منذ القدم فلجأوا إلى استخدام الشعارات البراقة ليتسللوا منها إلى العقول البسطاء ويلامسوا بها عواطف الجماهير، يهدف الشيعة من رفع تلك الشعارات العاطفية البراقة إلى الوصول إلى عقول البسطاء، للتأثير في ميولهم والاستحواذ على تعاطفهم.

ومع علم الجميع أن ثورة الخميني الشيعية قدم بها على طائرة فرنسية إلا أن الكثير من أهل السنة العارفين بضلالات الفكر الشيعي وانحرافه ونفاق الشيعة تعاطف معها، لندرك بذلك دور الشعارات في تضليل العقول وإخفاء الحقائق.

لقد أدرك الشيعة شعور المسلمين بالانكسار أمام أعداءهم المستكبرين من اليهود والنصارى، فدخلوا من هذا الباب، وكان لا بد للوصول إلى تعاطف الجماهير ودغدغة مشاعر البسطاء من رفع شعارات العداوة والمواجهة لليهود والنصارى، غير أن الخداع مهما استمر فلا بد له من أن ينتهي، والشعار مهما أغرى فلا بد له من الانكشاف.

ورغم أن تلك الشعارات خدعت ولا زالت تخدع وتصطاد الكثير من البسطاء إلا أن الأكثر – من أمتنا – بات يدرك دجل تلك الشعارات، فلا عداوة عند الشيعة لليهود ولا موت للنصارى، بل – على عكس ذلك – تشهد سجلات التاريخ الغابر والحاضر بأن الشيعة كانوا هم الأقرب دائمًا إلى أعداء الأمة، وكان عدوهم الوحيد الذي يطلبون له الموت هم أهل السنة وأهل السنة فقط.

وحين كان الصراع على أشده بين أمتنا وأعدائها من التتار والصليبيين كان الشيعة يباشرون أقبح أشكال الخيانة والتآمر على أمة الإسلام، وكان الشيعة هم الجبهة الخلفية للأعداء المتربصين بالأمة وعقيدتها وديارها.

حتى حملت تلك الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية على تسجيل شهادته التي قال فيها: "الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام، وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين – أي ناصروهم – على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس، وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وباعوهم أولاد المسلمين بيع العبيد وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحمل بعضهم راية الصليب وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم".

ويؤكد ذلك فيقول: "والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم هم الذين أعانوا التتر على قتال المسلمين، وهؤلاء – أي الشيعة النصيرية الذين منهم حكام سوريا الآن – أعظم الناس عداوة للمسلمين، فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى، وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المآتم والحزن وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور، وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد، ووزير بغداد ابن العلقمي الرافضي هو الذي خامر -أي تآمر- على المسلمين وكاتب التتار حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة ونهى الناس عن قتالهم".

وأقسم بالله أيها الإخوة إني تعجبت غاية التعجب وأنا أقرأ هذا الكلام لشيخ الإسلام عن دور الشيعة في إدخال الكفار التتر إلى العراق ومنعهم الناس عن قتالهم، ولكأنه يتحدث عن شيعة العراق في هذا الوقت الذين أدخلوا الكفار الأمريكان إلى العراق ونهوا الناس عن مقاومتهم!!!

ودعونا الآن نقف لحظة مع شهادات التاريخ حول كارثة سقوط بغداد وتآمر الوزير ابن العلقمي الشيعي فيها، يقول ابن كثير عن ابن العلقمي -: "دبَّر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يُؤرخ أبشعُ منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأُنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأشار أولئك الرافضة على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وحسّنوا له قتل الخليفة، فقتلوه رفسًا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنا الوسخ، وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي، وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم.

وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل، منهم من الأمراء مَن هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين.

وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يومًا، وقتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجُمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي – قبحه الله ولعنه – أن يعطل المساجد والمدارس والرُّبط ببغداد، ويستمر بالمشاهد ومحالّ الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم بها، ولما انقضت الأربعون يومًا بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذّ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم، وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولما نُودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنا والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضًا فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى".

ودعوني أذكر لكم شهادة تاريخية أخرى تؤكد أن العدو الأول عند كافة فرق الشيعة ليس اليهود أبدًا ولا النصارى رغم شعارات الزيف والتضليل التي يتشدقون بها، وإنما عدوهم هو هذه الأمة السنية المباركة، إنها واقعة اجتياح الشيعة القرامطة للمسجد الحرام وقتل أهله فيه على يد أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي الذي قال عنه ابن كثير: "ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه" ثم قال: "وتوافت الركوب هناك – أي مكة – من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، وجلس أمير هم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا، أخلق الخلق وأفنيهم أنا، فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فيُقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيُقتلون في الطواف، ثم أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود وقال: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه".

وذكر ابن كثير بعض ما فعله ابنه الحسين في الحجيج "في سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة حين اعترض الحجيج فقطع عليهم الطريق وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأسر خلقًا كثيرًا وانتهب أموالهم وترك بقية الناس بعد ما أخذ جمالهم وزادهم في تلك الفيافي والبرية بلا ماء ولا زاد ولا محمل".

شيعة إيران والعراق ولبنان والشيعة النصيرية المؤلهون لعلي في سوريا، وأخيرًا الشيعة الحوثيون في بلادنا لا يزالون يواصلون خداع عقول أمتنا، فالشعارات في جهة والوقائع في الجهة الأخرى، الشعارات واللافتات ضد اليهود والنصارى، والاستباحة والقتل والمجازر والجرائم في الشعوب المسلمة السُّنية، تهتف الأقوال بشعارات العداء لليهود والنصارى وتسجل الأفعال أقبح صور التآمر والتعاون مع أعداء الأمة وتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية الصهيونية والصليبية.

السؤال ببساطة: هل قدّم شيعة العالم عمومًا وإيران خصوصًا لأمتنا أكثر من الشعارات، وهل واجهوا اليهود والنصارى بشيء أكثر من الشعارات؟!

لقد انكشف استخدام الشيعة الخادع لشعارات القضية الفلسطينية وشعارات مقاومة إسرائيل حينما ظهر شيعة العراق وهم ينفّذون أبشع عمليات القتل للفلسطينيين اللاجئين بالعراق، وحينما رأى العالم شيعة حركة أمل وهم يتعاونون مع النصارى وينفذون أبشع المجازر بحق الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بزعامة حسن عدو الله.

لقد انكشف دجل شعارات الموت لأمريكا حينما رأى العالم شيعة العراق وهم يتآمرون على بلادهم ويستقدمون الاحتلال الأمريكي ويبيحونه أرضهم وثرواتهم، وحينما أصدر مراجعهم وعاهاتهم الفتاوى الصارمة التي تحرم مقاومة للمحتل الأمريكي، وانكشفت شعارات الموت لأمريكا حينما رآهم العالم شيعة إيران وهم يفتخرون بأنه لولاهم لما تمكن الأمريكان من احتلال العراق !! ولولا هم لما تمكن الأمريكيون من البقاء في العراق طيلة هذه المدة !!، وانكشفت شعارات الموت لأمريكا حينما رأى العالم شيعة العراق وإيران وهم يتعاونون مع المحتل الأمريكي في ارتكاب أبشع جرائم القتل والإبادة لأهل السنة، حتى تجاوزت أعداد القتلى من السُّنة العراقيين مئات الآلاف، لم يواجهوا المحتل الأمريكي لبلادهم ولم يقتلوا أمريكيًا واحدًا، ولكنهم تعاونوا معه لقتل أهل السنة بأبشع أشكال القتل والإبادة.

وانكشفت شعارات الموت لأمريكا في نظام الشيعة النصيرية في سوريا الذين سلموا للصهاينة مدن الجولان السورية عام 1967م بدون أدنى مقاومة إلى الآن، بينما ارتكبوا – طيلة ما مضى – ويرتكبون اليوم أقسى المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في حق أهل السنة في سوريا، ولأن القاتل شيعي والمقتول سني يقف العالم كله صامتًا متفرجًا على أبشع الجرائم التي ينفذها النظام الشيعي السوري ويشاركه فيها شيعة إيران وشيعة العراق ولبنان.

وأخيرًا انكشفت شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل الذي يرفعه المجرمون الشيعة الحوثيون في بلادنا في الوقت الذي يقتلون فيه اليمنيين ويستبيحون دمائهم ويزهقون أرواحهم في صعدة والجوف وحجة وسواها، ويحاولون أن يفرضوا سيطرتهم على المحافظات والمديريات اليمنية باستخدام كل أساليب العنف والبطش والترهيب حتى بلغ الأمر إلى قتل الأسرى التمثيل بالجثث وتلغيمها، ومع ذلك كله فالعالم الغربي لا يعتبر كل ما قاموا ويقومون به إرهابًا وإجرامًا ويعترف بهم ويدعوهم للمشاركة السياسية، شعارات الحوثيين الموت لأمريكا وإسرائيل والموت الحقيقي إنما هو لليمنيين، الشعارات النصر للإسلام والحقيقة هي خدمة أعداء الإسلام في تمزيق الأمة وإضعافها.

 


تم تحميل المحتوى من موقع