كيف ترضي ربك

صالح بن عبد الرحمن الخضيري
عناصر الخطبة
  1. إن سعيكم لشتى .
  2. أعظم أسباب رضوان الله تعالى .
  3. العمل الصالح من أسباب رضا الله عن العبد .
  4. صور لأعمال صالحة تُرضي الله تعالى .
  5. فضل الخوف من الله وخشيته .
  6. بر الوالدين طريق لرضا الله .
  7. احذر إرضاء الناس بسخط الله تعالى. .

اقتباس

العمل الصالح الذي يرضاه الله -جل جلاله- هو كل عمل مشروع جاء به النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأمر به، قال عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، فلا بد أن يكون هذا العمل عليه أمر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ليكون صالحا، وإن أولى الأعمال الصالحة أن تحرص على ما افترضه الله عليك قولا وفعلا واعتقادا كالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الوالدين وإلى الأرحام، والصدق وحفظ الأمانة والعدل والتوكل والتقوى، والتعاون على البر والتقوى، وغير ذلك من صالح الأعمال...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد: فيا أيها الإخوة المؤمنون: الناس في هذه الحياة كلهم يسعى، ولكن سعيهم مختلف (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [الليل:4]، وإذا اختلف السعي اختلف الجزاء (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) [الليل: 5- 10].

إنه مقرر عند العقلاء أن الخير ليس كالشر، وليس الهدى كالضلال، وليس الصلاح كالإفساد، وليس من أعطى واتقى كمن بخل واستغنى، وليس من صدق وآمن كمن كذب وتولى، وليس من رضي الله عنه كمن سخط الله عليه. إن لكلٍّ طريقًا، ولكل مصيرًا، ولكل جزاءً وفاقًا، ولا يظلم ربك أحدًا.

يا عبد الله: أين تسعى؟! ومن ترضي؟! وما الهدف من مسعاك وما نتائج هذا المسعى؟ تلك أسئلة مهمة حق على كل إنسان مسلم أن يسأل نفسه إياها؛ فهي موجهة لمسيرته وقائدة -بإذن الله- له لفلاح الدنيا وسعادة الآخرة.

واعلم يا مسلم أنه لا وقوف في الطريق البتة، لكن هل تتقدم أم تتأخر (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر:37].

وإذا ضل سعي أكثر العالمين (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) فعلى عباد الرحمن أن يضبطوا مسيرهم، وأن يحددوا أهدافا عالية لمسعاهم، وأن يحرصوا على رضا ربهم جل جلاله.

أيها المسلمون: وأعظم سبب لرضوان الله -عز وجل- هو التمسك بدين الإسلام (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3].

الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [الحج: 34- 35].

ومن أسباب رضا الله: العمل الصالح (وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ) والعمل الصالح يتمناه المحتضر في سياقة الموت (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) [المؤمنون: 99 - 100]، ويتمناه أهل النار حين يلقون فيها ويصب من فوق رؤوسهم الحميم (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ).

أيها المسلمون: العمل الصالح الذي يرضاه الله -جل جلاله- هو كل عمل مشروع جاء به النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأمر به، قال عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".

فلا بد أن يكون هذا العمل عليه أمر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ليكون صالحا، وإن أولى الأعمال الصالحة أن تحرص على ما افترضه الله عليك قولا وفعلا واعتقادا كالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الوالدين وإلى الأرحام، والصدق وحفظ الأمانة والعدل والتوكل والتقوى، والتعاون على البر والتقوى، وغير ذلك من صالح الأعمال.

وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ركب مسافرا أن يقول: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والقوى ومن العمل ما ترضى".

والذي يوفق للعمل الصالح المرضي يوفَّق للقبول ويوفق للعافية في الدنيا والآخرة، قال الله -عز وجل-: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) [الأحقاف: 15- 16].

ومن أسباب رضا الله خشيته –سبحانه-، وخاصة في الغيب قال -عز وجل-: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)، وقال عز من قائل: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك:12]، وقال سبحانه: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور:52].

ومن علامة الإيمان أيها المؤمنون: الخوف من الله والخشية عند ذكر الله -جل جلاله-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2]، وفي الحديث: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" (رواه الترمذي).

والذين ينتفعون بالذكر والتذكير هم الذين يخشون ربهم -سبحانه وتعالى-، قال جل وعلا: (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى)، وقال سبحانه: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) [يس:11].

وإنه لعجيب حالنا فإذا كان الصم الجبال وصلابة الحجارة تتصدع وتهبط من خشية الله، فما بالنا نحن الضعفاء لا نخشى الله، وقد أنزل الله القرآن علينا: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر:21].

أيها المسلمون: ومن الأسباب التي ترضي الله عنك: الاتباع الحسن، قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ)، وقال جل وعلا (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر: 17- 18].

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور".

ومن أسباب رضا الله –تعالى- قول الخير، قال -عز وجل-: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114].

وفي الحديث الصحيح: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" .

هذا الجزاء لمن تكلم بكلام لا يلقي له بالاً، فما ظنكم لو كان بحسن نية أو كان بسوء نية قد ألقى له بالا؟! لا شك أن الجزاء سيكون أعظم وأكثر.

أيها المسلمون: ومن أسباب رضا الله –تعالى- شكره سبحانه: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)، وفي حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى قال في آخر الحديث للأعمى الشاكر: "قد كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وفقيرًا فأغناني، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك".

أيها المسلمون: ومن أسباب رضا الله –تعالى- الصدق في القول والعمل (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة:119]، وقال سبحانه: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)، وقال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، وفي الصحيحين: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا".

وقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: "عليكم بالصدق، فإنه مع البر وهما في الجنة"، وقال بعضهم: "ثلاث لا تخطئ الصادق: الحلاوة، والملاحة، والهيبة".

ولقد حاز مرتبة الصدِّيقية أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ لصدقه وتصديقه وجهاده وإيمانه وثباته (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر:33]، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "والذي نفسي بيده إن الله سمّى أبا بكر في السماء صدِّيقًا".

وكان سعد بن معاذ -رضي الله عنه- يقول: "ثلاث أنا فيهن قوي، وفيما سواهن ضعيف؛ ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي حتى أفرغ منها، ولا شيعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة وما هو مقول لها حتى يفرغ من دفنها، وما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إلا علمت أنه حق"، قال سعيد بن المسيب: "ما ظننت أن هذه الخصال تجتمع إلا في النبي -صلى الله عليه وسلم-".

فعلينا أن نلزم الصدق في الأقوال والأعمال وسائر الأحوال، وأن نخلص في تحري الصدق، ومن أخلص في تحري الصدق وفَّقه الله لذلك، وأحبه وهداه ورضي عنه.

اللهم اجعلنا من الصادقين، اللهم ارضَ عنا وأرضنا يا ذا الجلال والإكرام، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.

 أما بعد: فيا أيها الناس: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان:33].

أيها المسلمون: ومن أسباب رضا الله –تعالى- إرضاء الوالدين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد" (رواه الترمذي). والمراد بالوالد الأب والأم، قال -عز وجل- (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).

أيها المسلم: احرص على إرضاء والديك والبر بهما (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وبرهما في الحياة وبعد الوفاة أوجب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا؟ فقيل حارثة بن النعمان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "فذالكم البر فذالكم البر"، وكان أبر الناس بأمه. (رواه الإمام أحمد وغيره).

وفي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة هو بها بارّ، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم"، وأويس الذي منعه من القدوم على النبي -صلى الله عليه وسلم- هو برّه بأمه.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" (رواه مسلم).

ومن أسباب رضا الله –تعالى-: الإكثار من ذِكره سبحانه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله -عز وجل".

ومن أسباب رضا الله: "السواك" قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" (رواه البخاري).

ومن أسباب رضا الله "صلاة الليل" قال سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ).

ومن أسباب رضا الله: الصبر على البلاء والرضا بالقضاء، وفي الحديث عند الترمذي: "إن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوم ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط".

أيها المسلم: احذر أن تُرضي مخلوقا بسخط الخالق -عز وجل-، ففي الحديث عند الترمذي "من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس".

اللهم وفقنا إلى ما تحبه وترضاه، اللهم وفقنا للأسباب التي ترضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي