عامنا الدراسي أقبل فمرحبا به

خالد القرعاوي
عناصر الخطبة
  1. أول معلم في حياة الأمة .
  2. نصائح في بداية العام الدراسي .
  3. وصايا مهمة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور .
  4. سمات المعلم الناجح .
  5. سبل تحصيل العلم النافع. .

اقتباس

يا رجالَ التَّربِيَةِ والتَّعلِيمِ، مَنَاهِجُنا سَتَظَلُّ حِبْرًا على وَرَقٍ ما لم نُترجمْها بِسُلُوكِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، فَيَنْشَأُ الطَّالبُ على الصَّدقِ إذا لَمْ تَقَعْ عينُهُ مِنَّا على غِشٍّ أو تَسمَعَ أذنُه مِنَّا كَذِبًا، يتعلَّمُ الطَّالِبُ مِنَّا الرَّحْمَةَ إذا لَم يُعاملْ بِغلظَةٍ وقَسْوَةٍ، يَتَرَبَّى على الأمانةِ إذا قَطَعْنَا دَابِرَ الْخِيَانَةِ، قال ابنُ المباركِ رحمه الله: "نَحنُ إلى قليلٍ من الأدبِ أَحوَجُ مِنَّا إلى كثيرِ من العلم". يا حُمَاةَ التَّربِيَةِ والتَّعلِيمِ: بَعدَ غدٍ يَتَوَافَدُ عليكم طلابٌ مُتَبايِنُونَ فيهم الجاهلُ والْمَتَعلِّم، والسَّفيهُ والمتَّزن، فَعَامِلُوا كلاًّ بِحَسْبِهِ، واصْبِروا -رَحِمَكُمُ اللهُ، وأعَانَكُمُ اللهُ- على تَعلِيمِ الجَاهِلِ وَتَرْبيةِ وَتَأدِيبِ السَّفِيهِ، فالْمُعَلِّمُ النَّاجحُ مَنْ يَتَوَاضَعُ لِطُلاَّبِهِ ويُحسِنُ إليهم...

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ اتَّصفَ بالعلمِ والحِلمِ، أحاطَ علمُهُ بالكائِنَاتِ وأَنَارَ العقولَ بِمُحكمِ الآياتِ، وَفَتَقَ أَذهانَ البَشَرِ لِعُلُومٍ نَافِعاتٍ.

سبحَاَنكَ الَّلهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ *** عَلَّمتَ بالقَلَمِ القُرُونَ الأُولى

أخرجتَ هذا العقلَ من ظُلُمَاتِهِ*** وَهدَيتَهُ النُّورَ المُبينَ سبِيلا

نشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شَرِيكَ لَهُ، رفعَ أهلَ العِلمِ فَكَانُوا قِمَمًا، وَنَشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، بُعِثَ بالعلمِ والأَخلاقِ للنَّاسِ عَرَبًا وعَجمًا، صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه الذين بذَلوا للدِّينِ مُهجًا وهِممًا، والتَّابِعينَ لَهُم بإحسَانٍ وإيمانٍ دَومَا وَأَبَدَاً.

أمَّا بعدُ: فالسَّعيدُ من اتَّقى اللهَ، وأَخَذَ من دُنياهُ لأُخَراهُ: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا) [البقرة: 31]، وَأوَّلُ مُعلِّمٍ في هذهِ الأُمَّةِ هو مُحمَّدٌ –صلى الله عليه وسلم- وَأوَّلُ مَدرَسَةٍ في الإِسلامِ في دَارِ الأَرقَمِ بنِ أَبِي الأَرْقَمِ أسفَلَ جبلِ الصَّفا وَمِنْها صَاغَ رَسُولُ اللهِ صًحَابَتَهُ الكرامَ وربَّاهم على التَّقوى والإيمانِ.

أيُّها الكرامُ: بعدَ غدٍ بإذنِ اللهِ تنطلقُ مسيرةُ العلمِ والتَّعليمِ في أرجاءِ بِلادِنا الغالِيَةِ، وَيَبرُقُ فَجرٌ جَديدٌ بَهيجٌ بإذِنِ الله، فَنَسأَلُ المولى أن يجعلَه عاماً دِراسِيَّاً مُباركاً، مَلِيئاً بالعلمِ والعَمَلِ والهدى والتُّقى، عَامِراً بِالأمْنِ والإيمَانِ والسِّلامَةِ والإسلامِ.

 وَأَنفعُ الوَصَايَا وأجمعُها أنِ استقبِلُوا دِراسَتَكُمْ بفألٍ حَسَنٍ، ونَظْرَةٍ مُشرقَةٍ فقد كَانَ رَسُولُنا –صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ في شَأنِهِ كُلِّهِ، ويَكرَهُ التَّشاؤمَ، ويَستَعِيذُ باللهِ من العجزِ والكَسَلِ، وَمِسكِينٌ مَنْ يَقضِي عَامَهُ مُتَحَسِّراً مُتَأفِّفَاً! وَيَنْسَى نِعمَةَ اللهِ عليهِ

فَرِسالَتُنا الأُولى: لأُمَنَاءِ التَّربيةِ والتَّعلِيمِ، لِمَشَاعِلِ النُّورِ والرَّحْمَةِ والهِدَايَةِ، نعم أنتم أيُّها المعلِّمونَ الأفاضِلُ، يا من تَشَرَّفتُم بِأَعظَمِ مَهمَّةِ وأشرفِ رِسَالَةٍ! هَاهُم أَبنَاؤنا مُقبلونَ عليكم ينتَظِرُونَ مِنْكُم عُلوماً نافعةً، ووصاياً جَامِعَةً، فَخُذُوا بِمَجَامِعِ قُلُوبِهم، ودُلُّوها على مَحَبَّةِ اللهِ ومَرْضَاتِهِ، واغرِسُوا فيها الإيمَانَ والإحسانَ: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33]، فَأَخلِصُوا للهِ في القولِ والعَمَلِ، فَمَا كانَ للهِ دامَ، ومَا كانَ لِغيرِ اللهِ ذَهَبَ وانقطعَ.

أيُّها المعلمونَ الأفاضلَ: كُلٌّ مِنَّا سَاعٍ إلى مَصْدَرِ رِزْقِهِ وعمَلِهِ، فإمَّا أنْ يَخرُجَ بِنِيَّةٍ صالِحةٍ تَعودُ عليهِ بِالأَجْرِ والثَّواب، وإمِّا أنْ يَرجِعَ بِنَصَبِ الدُّنيا وحِرمَانِ الآخِرةِ، والنِّيةُ الصَّالِحَةُ تُعينُ العَامِلَ على ضَبْطِ سُلُوكِهِ، وإِتقَانِ عَمَلِهِ وَحِفْظِ أَمَانَتِهِ، وَتَسْهِيلِ مَهَمَّتِهِ.

 ثًمَّ اعلموا أنَّ رسالةَ التَّعليم اتِّسَاءٌ واقْتِدَاءٌ، بِأَشْرَفِ الرُّسلِ والأنبياءِ، فَقَدْ كَانَ –صلى الله عليه وسلم- حَلِيمَاً رَحِيمَاً رَفِيقاً شَفِيقَاً، فيسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفروا، ولْتَكُنْ طلْقَ الوَجْهِ دائمَ البِشْرِ، فَرَسُولَنا –صلى الله عليه وسلم- ما لَقِيَ أحَداً إلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ.

أيُّها المعلمونَ الأفاضلَ: أبناؤنا أمانةٌ في أعناقِكم، فاقْدُرُوا لِلكَلِمَةِ قَدْرَها، وزِنُوا لِلحرَكَةِ وزنَها فطلابُنا يَعقِلُون بِأَعيُنِهم أكثرَ من آذانِهم، واللهُ –تعالى- يُحَذِّرُ ويقولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2- 3].

يا رجالَ التَّربِيَةِ والتَّعلِيمِ، مَنَاهِجُنا سَتَظَلُّ حِبْرًا على وَرَقٍ ما لم نُترجمْها بِسُلُوكِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، فَيَنْشَأُ الطَّالبُ على الصَّدقِ إذا لَمْ تَقَعْ عينُهُ مِنَّا على غِشٍّ أو تَسمَعَ أذنُه مِنَّا كَذِبًا، يتعلَّمُ الطَّالِبُ مِنَّا الرَّحْمَةَ إذا لَم يُعاملْ بِغلظَةٍ وقَسْوَةٍ، يَتَرَبَّى على الأمانةِ إذا قَطَعْنَا دَابِرَ الْخِيَانَةِ، قال ابنُ المباركِ رحمه الله: "نَحنُ إلى قليلٍ من الأدبِ أَحوَجُ مِنَّا إلى كثيرِ من العلم".

يا حُمَاةَ التَّربِيَةِ والتَّعلِيمِ: بَعدَ غدٍ يَتَوَافَدُ عليكم طلابٌ مُتَبايِنُونَ فيهم الجاهلُ والْمَتَعلِّم، والسَّفيهُ والمتَّزن، فَعَامِلُوا كلاًّ بِحَسْبِهِ، واصْبِروا -رَحِمَكُمُ اللهُ، وأعَانَكُمُ اللهُ- على تَعلِيمِ الجَاهِلِ وَتَرْبيةِ وَتَأدِيبِ السَّفِيهِ، فالْمُعَلِّمُ النَّاجحُ مَنْ يَتَوَاضَعُ لِطُلاَّبِهِ ويُحسِنُ إليهم، فلا يَتَكبَّرُ ولا يَحتَقِرُ، مُتَمَثِّلاً قولَ النَّبِيِّ الأعظَمِ –صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله أوحى إليَّ أنْ تَوَاضَعُوا".

الْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ هو الذي يَكْشِفُ المَواهِبَ ويقَوِّي العَزَائِمَ! الْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ حَسَنُ الأَلفَاظِ، دَقِيقُ المُلاحَظَةِ، إيْجَابِيٌّ في طَرْحِهِ، مُتجدِّدٌ في أُسْلُوبِ عَرْضِهِ.

الْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ مَنْ يَصِلُ إلى قُلوبِ طُلاَّبِهِ وَيُقِيمُ معهم جُسُورَ الْمَحَبَّةِ والإخاءِ، طَيِّبُ الذِّكْرِ نَقِيُّ الفِكْرِ حَسَنُ القُدوَةِ. كفاكَ شَرفاً أيُّها الْمُعَلِّمُ أنَّكَ تَقِفُ مَقَامِ الرَّسُولِ الأعظمِ فَقَدْ بَعَثَهُ اللهُ للنَّاسِ: (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) [الجمعة: 2]، بَعَثَهُ اللهُ لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ومَكارِمَهَا، فهنيئاً لَكَ "فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ".

إنَّ المعلمَ في الوجودِ كنخلةٍ *** تؤتِي مع الثَّمرِ الرَّطِيبِ ظَلِيلاً

يكفيه فَخْرًا أنْ يقالَ: مُعلِّمٌ *** فَمُعلِّمُ الأجيـالِ كانَ رَسُولاً

أعانَ اللهُ الجميعَ على أَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَحَقِّ الرِّعايَةِ، وَجَعَلَنا اللهُ جَمِيعَاً مَفَاتِيحَ خَيرٍ مَغَالِيقَ شَرٍّ.

أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ لي ولكم ، فاستغفروه إنِّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله الوليِّ الحميدِ، نشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريك له يهدي من يشاءُ ويحكمُ مَا يريدُ، ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمداً عبدُ اللهِ ورسولُه صاحبُ الخلقِ الكريمِ والأَدَبِ الحَمِيدِ. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آلهِ وأصحابِه ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ المزيدِ.

أمَّا بعدُ: أبنَائَنا الطُّلابَ: ها هي أيامُ العِلمِ أَقبَلَتْ فَأَقْبِلُوا عليها بجدٍّ وإخلاصٍ. واعلموا أنَّ جهودًا كبيرةً عُمَلت من أجلِكم، فَكُونُوا عند حُسْنِ الظَّنِ بكم، وتَذكَّروا قولَ اللهِ تَعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 283]، فَتَقْوى اللهِ مِنْ أعظَمِ العَوَامِلِ على الازْدِيادِ مِن العِلْمِ! وابْشِروا مَعَاشِرَ الطُّلاَّبِ فَإنَّ رَسُولَنا –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقَاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقَاً إلى الجَنَّةِ".

 أبنائي الطُّلاب: مُعَلِّمُوكُم بِمَنزلةِ آبائِكم فَلا تَظنُّوا بِهم سُوءاً، ولا تَنْطِّقُوا أَمَامَهُم بِسُوءٍ أو تصرُّفٍ مَشِينٍ! تَحلَّوا بالصَّبِر الجميلِ، واحذروا الإهمالَ والكَسَلَ فلا يَنالُ العلمَ كَسُولٌ ولا عَاجِزٌ، وقد كانَ النَّبيُّ –صلى الله عليه وسلم- يَستَعِيذُ باللهِ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، واحذروا رفقةَ السُّوءِ فالقَرِينُ بالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي، واحترموا العلمَ وكُتُبَهُ، وأتقِنُوا ما تَتَعلَّمون، وطبِّقوا ما تأخذون، فالأمَّةُ تنتظرُ منكم عُلماءَ يَنشُرُونَ الدِّينَ وأطباءَ ومُهندسينَ، وجنوداً مُخلصِينَ، وفَّقَكُمُ اللهُ صِرَاطَه المُستَقِيمَ.

مَعَاشِرَ الأَولياءِ: نَحنُ شُرَكَاءُ المَدْرَسَةِ فِي رِسَالَتِها، وأكثرُ مَا يُعاني منه الْمُرَبُّونَ قِلَّةُ تَواصُلِنا مَعَهم. فَبَعضُنا يَظُنُّ أنَّه بِتَوفِير الَّلوازمِ المَدْرَسِيَّةِ قَدْ انتَهى دَورُهُ وقامَ بواجِبِهِ دونَ مُتابعةٍ أو سُؤَالٍ.

علينا معاشرَ الأولياءِ أنْ نَزْرَعَ قي قلوبِ أبنائِنا حُبَّ العلمِ والتَّعلُّمِ والمعلِّمينَ واحترامَهم، فالأدبُ مِفتاحُ العلمِ وأساسُ الطَّلبِ.

معاشرَ الأولياءِ: عظِّموا أمرَ الله في نفوسِ النَّاشِئَةِ، "مُروهم بالصَّلاةِ لِسَبعٍ، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في الْمَضَاجِعِ".

واحذروا الإسرافَ في شِراءِ الأدواتِ فاللهُ تعالى يقول: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

أيُّها الكرامُ: ولإخوانِنا المُحتاجِينَ والمُعوِزِينَ حقٌّ علينا، فهل يَجِدُوا من الْمَدَارسِ والْمُحسنينَ أمثَالِكم رِعَايَةً خَاصَّةً وبطريقةٍ مُناسِبَةٍ بِتَوفِيرِ مَا يَحتَاجُهُ أَبنَاؤُهم مِنْ أدَواتٍ ومُستَلزَمَاتٍ؟ فَجَزَى اللهُ كلَّ من ساهم وأعانَ.

أيُّها الأولياءُ الكِرامُ: بَنَاتُنا أمانَةٌ وَمَسؤولِيَّةٌ فلا يَحِلُّ لَكُم بِحالٍ أنْ يَخلُوَا بِها سَائِقٌ أجنَبِيٌّ عَنْها فإنَّهُ: "مَا خَلا رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ إِلَّا دَخَلَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا"، هَذا كَلامُ الصَّادِقِ المَصدُوقِ.

فَلِمَ التَّهاوُنُ في ذالِكَ مِنْ قِبَلِ بعضِ إخوانِنا؟! كَما أنَّهُ ليسَ مِنْ إكرامِ بَنَاتِنا إهانَتُها لِوقْتٍ طَويلٍ تَنْتَظِرُ مَنْ يَمُنُّ عَليها بِالتَّوصيلِ! فَأَكرِمُوا بَنَاتِكُمْ وأَعِزُّوهُنَّ واحشِمُوهُنَّ. كان الله في عونِ الجميع، وهدانا سواءَ السَّبيل، اللهمَّ أعنِّا على أداءِ الأمانةِ، اللهمَّ نعوذُ بك من السُّوءِ والمَكْرِ والخيانةِ .

اللهم اجعل عامَنَا الدِّراسيَّ عامَ خيرٍ وهدىً ، وفلاحٍ وتُقى، يا ربَّ العلمين. اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه يا ربَّ العالمين.

اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنا لما تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى واجعلهم هداةً مهتدين غيرَ ضالين ولا مُضلين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمينَ.

اللهم وأعزَّ الإسلامَ والمسلمين في كلِّ مكانٍ كن لهم ناصِراً ومُعيناً. اللهم وعليك بأعداء الدِّينِ، الذينَ يُفسِدونَ في الأرضِ ولا يُصلِحونَ. اللهم احمِ حُدُودَنا وجُنودَنا وبلادَ المسلمينَ.

اللهم اغفر لنا ولوالدِينا والمسلمينَ أجمعينَ. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

 عباد الله: اذكروا الله العظيمَ يذكركم، واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي