ما أجمل أن نعود إلى ديننا فنطبق أحكامه، ونلتزم توجيهاته وآدابه، ونؤدي ما أمر الله به فنسعد في الدنيا والآخرة! ما أجمل أن نعبد الله بما شرع، وأن نتخلق بأخلاق الإسلام، ونقتدي بخير الأنام -صلى الله عليه وسلم-! ما أجمل أن نحتكم في خلافاتنا ومشاكلنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا بعيداً عن العصبيات الجاهلية والنزوات الشيطانية! ما أجمل أن نفهم ونستوعب أن الإسلام حياة وبناء وعمل وأخوة وتراحم وسلوك طيب ومعاملة حسنة وعدل وتسامح! وليس قتلاً أو هدمًا أو بغضاء وشحناء أو ظلمًا أو عداوات تحوّل حياة الناس إلى جحيم لا يُطاق..
الحمد لله الذي عز جلاله فلا تدركه الأفهام، وشهدت أفعاله أنه الحكيم العلام، الموصوف بالعلم والقدرة والكلام، سبحانه هو الله الواحد السلام، يقبل التوبة ويكشف الحوبة، ويغفر الإجرام، تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، شهادة من قال ربى الله ثم استقام..
الله ربـى لا أريــد ســواه *** هل في الوجود حقيقة إلا هوُ؟!
يـا من وجب الكمال بذاته *** فالكل غاية فوزهم لقياهُ
عجز الأنام عـن امتداحك *** إنـه تتصاغر الأفكار دون مـداهُ
من كان يعرف أنـك الحق الذي *** بهر العقول فحسـبه وكفـاهُ
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبدُ الله ورسوله وصفيه من خلقه.. صلى الله وسلم عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
عبـاد الله: لقد جاء الإسلام ليعالج مظاهر الفوضى والتفلت، والاحتكام إلى الأهواء والرغبات والشهوات التي كانت تعيشها الجاهلية، فعالج الإسلام فوضى العقائد والعبادات والسلوكيات، فقد كان الرجل الجاهلي يصنع له إلهًا من تمر فيعبده طوال اليوم، فإذا جاع أكل هذا الإله!
وآخر كان يعبد شجراً أو حجراً، وكانوا يتقربون إلى هذه الآلهة بأنواع العبادات إلى جانب ممارسة سلوكيات لا يمكن أن يتصف بها إنسان سوي، مثل فعل الرذائل والموبقات وقتل الأولاد خشية الفقر، وقتل البنات خشية العار، والحروب والصراعات على أتفه الأشياء، والعصبية الجاهلية بجميع مسمياتها.
فيدرك المرء كيف كانت الحياة في تلك المجتمعات، وأنها قامت على فوضى لا تحتكم إلى دين أو حق وكانت تنبئ عن انحطاط قيمي وأخلاقي وصل إليه هذا الإنسان مع وجود بقية من خير هنا أو هناك.. فجاء الإسلام ليعالج كل هذا بعقيدة سليمة مرتبطة بالإله الحق -سبحانه وتعالى- القائل: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) [محمد: 19]، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]..
وجعل الإسلام جميع العبادات لله وحده، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:162]، وأصبح المسلم يزن أعماله وتصرفاته وسلوكياته بل حتى ورغباته وأمنياته ومدى أهميتها وصلاحها لا على حسب رغبته ومزاجه وشهوته وهواه، بل بقربها من الشرع وموافقتها للمصلحة قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) [الأحزاب:36]..
إنَّها آيةٌ تتضمن الإسلام الصحيح، وهو الاستسلام لأوامر الله والانقياد لها، وأن أوامر الله ورسوله يقبلها المسلم، ويستجيب لها وإن خالفت هواه وعادات المجتمع وآراء الناس ورغباتهم، وأن الحياة لا تنتظم بالفوضى والمزاجية ولكن تعمر وتزدهر بالالتزام والممارسة والتطبيق لأوامر الدين وأحكام الشرع؛ لأنها من عند الله وفيها الخير والفلاح، قال تعالى: (ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الجاثية:18].
ولذلك فسدت الكثير من القيم والأخلاق عند كثير من الناس وساءت تصرفاتهم وتدهورت العلاقات فيما بينهم، وقامت على إثر ذلك الحروب والصراعات والعداوات، وتغيرت حياتهم وارتكبت الذنوب والمعاصي بسبب الاحتكام إلى الهوى والمصلحة الذاتية والمنفعة الشخصية بعيداً عن الشرع وأوامر الدين، والله -سبحانه وتعالى- جعل الحياة الحقيقية والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة مرتبطًا بطاعته -سبحانه- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [لأنفال23:20].
أيها المؤمنون/ عبــاد الله: لقد كان المجتمع المسلم الأول يقود الحياة في جميع جوانبها انطلاقاً من أوامر الدين وتوجيهاته، وكانوا يُخضعون رغباتهم وشهواتهم ويوجهون سلوكياتهم وتصرفاتهم بما يوافق ذلك.. يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من المسلمين يلبس خاتماً وهو محرم على الرجال فأمره بنزعه فماذا فعل الرجل؟.. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده"، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (رواه مسلم).
فأي اتباع هذا؟! وأي استجابة هذه؟ لم يتعلل ولم يناقش ولم يستفسر، ولم يأتِ بالمبررات كما يفعل بعض أبناء المسلمين اليوم والعاقبة هي الحياة الطيبة ورضوان الله وجنته، قال تعالى: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [الرعد: 18]. ..
ويوم فتح خيبر والمسلمون قد بلغ بهم الفقر والجوع مبلغًا عظيمًا حتى إن أحدهم ليربط على بطنه من شدة الجوع ولم يكن لهم طعام سوى الماء والتمر، فتح الله عليهم بعض الحصون فوجدوا حميراً، فاختاروا عشرين منها، ونحروها، وسلخوها، ووضعوها في القدور، وأوقدوا تحتها النار، وراحت القدور تغلي، وبطونهم تغلي معها من الجوع، وحين نضج اللحم وأصبح جاهزاً للأكل، جاء الامتحان الرباني على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأمر أبا طلحة فنادى: "إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الْحُمُر"..
قال أبو ثعلبة -رضي الله عنه-: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر، والناس جياع فأصبنا بها حمراً إنسية فذبحناها، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمر عبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس: "إن لحوم الحمر لا تحل لمن يشهد أني رسول الله" (أحمد والشيخان)..
وانظروا لم يأتِ الأمر بالتحريم قبل النحر أو قبل الذبح، أو قبل السلخ أو قبل الطهي، إنما جاء الأمر الرباني بعد كل هذه الأمور في أعسر امتحان للنفس البشرية، والقدور تفور باللحم، ونفذوا الأمر بدون تردد.. فكُفِئت القدور ولم يتناول مسلم ولو نهشة واحدة، ولم تسجل مخالفة واحدة ولكنه التنفيذ كاملاً من الجميع...
فكانت النتيجة أن فتح الله لهم الحصون فغنموا طعاماً وشراباً وأموالاً كثيرة من الذهب والفضة وعتاداً وسلاحاً كثيراً.. بل كان أعظم ثمرات الاتباع وطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- الهداية والخيرية والثبات على الصراط المستقيم والنصر والتمكين والنجاة والفوز والفلاح في الآخرة.. قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء 66-70].
أما الإعراض عن شرع الله -تعالى- وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكون الشقاء في الدنيا والآخرة للأفراد والمجتمعات، وتكثر الفتن والابتلاءات والمحن قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 124-127].
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً ووفقنا لعبادتك واستعملنا في طاعتك.. قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانـية:
عبـاد الله: يقول تعالى مخاطباً أمة الإسلام: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15-16].. فما جاء من عند الله فهو نور وهدى وطريق للفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة.. هكذا قال ربنا -سبحانه وتعالى-.. فأين نحن من التنفيذ والتطبيق؟ ولماذا نسمع أوامر الدين ونواهيه في العبادات والمعاملات والبيع والشراء وفي السياسة والاقتصاد والإعلام، وفي الأخلاق والسلوك وحتى في العلاقات الزوجية، ومع ذلك تجد الضعف والتساهل واتباع الهوى وحظوظ النفس عند كثير من الناس؟ وذاك والله هو الحرمان والمقت وغضب الله عليهم، وما ساءت الأحوال وحدث الانحراف في السلوك وزادت المعاصي وحلت النكبات على الأفراد والمجتمعات والدول إلا بسبب ذلك، قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً) [الطلاق:8]..
فأين نحن اليوم من قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].. وفعلاً لم تجنِ هذه الأمة بسبب التنازع إلا الفشل والتأخير والضعف، وضياع الهيبة بين الأمم رغم كثرة أعدادها واتساع رقعتها وموقعها الجغرافي وثرواتها الهائلة..
إن التنازع مفسد للبيوت والأسر، مهلك للشعوب والأمم، ومدمر للأوطان، سافك للدماء، مبدد للثروات.. نعم (وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ) [الأنفال:46]، بالخصومات والمشاحنات تنتهك حرمات الدين، ويعم الشر القريب والبعيد.
ومن أجل ذلك سمى رسول الله فساد ذات البين بالحالقة، فهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين فمن خطورتها أنها تذهب بدين المرء وخلقه وأمانته.. فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟" قَالُوا بَلَى، قَالَ: "صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ" (صحيح: رواه أبو داود: 4919)..
وقال النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ" (حسن لغيره، صحيح التَّرغيب والتَّرهيب: 2814).
عبــاد الله: ما أجمل أن نعود إلى ديننا فنطبق أحكامه، ونلتزم توجيهاته وآدابه، ونؤدي ما أمر الله به فنسعد في الدنيا والآخرة! ما أجمل أن نعبد الله بما شرع، وأن نتخلق بأخلاق الإسلام، ونقتدي بخير الأنام -صلى الله عليه وسلم-! ما أجمل أن نحتكم في خلافاتنا ومشاكلنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا بعيداً عن العصبيات الجاهلية والنزوات الشيطانية! ما أجمل أن نفهم ونستوعب أن الإسلام حياة وبناء وعمل وأخوة وتراحم وسلوك طيب ومعاملة حسنة وعدل وتسامح! وليس قتلاً أو هدمًا أو بغضاء وشحناء أو ظلمًا أو عداوات تحوّل حياة الناس إلى جحيم لا يُطاق..
فلنعد جميعاً إلى ديننا ولنعمل بجد على إصلاح أحوالنا وأوضاعنا وعلاقتنا مع بعض البعض، وثقوا بأن الله سيغير أحوالنا إلى ما يحب ويرضى.. وما أجمل أن نتعظ ونعمل بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
اللهم دلنا على الحق، وأعنا على اتباعه، وثبتنا عليه حتى نلقاك... هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي