والانتخابات من جملة التراتيبِ الإداريةِ الإجرائيةِ التي يمكن أن يستفاد منها،.. الانتخاباتُ إذا تمَّ استبعادُ الجاهلِ، والضعيفِ العاجزِ، وأصحابِ الفكر المنحرف، وذوي الخيانةِ وقلَّةِ الديانةِ، ونحوِ هؤلاء من قوائم الناخبين والمرشَّحين، كان هذا الأسلوبُ المنضبِطُ أشبهَ بنظامِ "أهل الحلِّ والعقد" المعروفِ فقهيًّا وتاريخيًّا....
أيها المسلمون:
تشهد الساحةُ المحليَّةُ هذه الأيامَ إِعْلانًا عن انتخابات المجالس البلدية في خُطوةٍ لتوسيع مشاركة المواطنين؛ تطويرًا لنهضة البلاد.
ولكن يبدو أنَّ المشاركةُ جاءتِ أقلَّ ممَّا ينبغي.
وإنَّ العَجَبَ يأخذُ بِلُبِّ الإنسانِ حينما يرى سلبيةً تلازمُ كثيرًا من المواطنين.
لماذا أيها الناس؟ أين الناس؟ ما لهم لا يُقيِّدون؟ ولماذا لا يُسجِّلون؟
ما لهم لا ينطقون؟ ولماذا لا يصوِّتون؟
هل السببُ حداثةُ التجرِبةِ وجِدَّتُها؟
هل السببُ ضعفُ الثقافةِ الانتخابيةِ وعدمُ فهمِها؟
هل السببُ الاتكاليَّةُ على الآخرين؟
أم السببُ هو الاعتقادُ بعدم جدوى هذه المجالس، لا في التغيير ولا في الإصلاح. إنما هي مجالس صوريةٌ تنفيسيةٌ، لا فائدة منها؟
ما هو السبب؟
أقول أيها الأخ العزيز: ربَّما كانت هذه الأسباب لها اعتبارها لديك، لكنْ أنت أمام واقعٍ قائمٍ، وليست أمام خيالٍ حالم. شاركْ وغيِّر وطوِّر، وفوِّت الفرصة على ذوي الأغراض المشبوهة.
يا أخي المسلم: إنْ كنتَ تحمل رُوْحًا يائسةً، أو نفْسًا محبطةً في التغيير والإصلاح،
فهل الحلُّ أن تبقى مُنْزوِيًا، ناقدًا دون جدوى! كثيرٌ من الإصلاحيين يُوَجِّهون الانتقاداتِ على أداء البلديات، بل المجتمعُ بعمومِه يوجِّهُ انتقاداتٍ كثيرةً على أعمال البلديات (معظمُهما حقيقيٌّ صحيحٌ)، وهذه ظاهرةٌ صِحِّيَّةٌ لا غبارَ عليها.
ولكنِ جاء دَوْرُك الآنَ، والكُرَةُ في مَرْمَاكَ، هل أنت قادرٌ على أن تحوِّلَ الانتقادَ إلى إنجازٍ من خلال الترشيح والانتخاب؟
أو أنَّك تحِبُّ أنْ تُسْمِعَنا جَعْجَعَةً دونَ أنْ نرى طِحْنًا؟
قال الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
معاشر المسلمين:
الانتخابات عمَّت فكرتُها ميادينَ الحياةِ المعاصرةِ، سواءً كانت جمعيةً أو بلديةً أو برلمانيةً أو حتى رئاسيةً.
الانتخابات وسيلةٌ من وسائل الشورى، قال تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) والآيةُ عامَّةٌ للناس كلِّهم.
والانتخابات من جملة التراتيبِ الإداريةِ الإجرائيةِ التي يمكن أن يُستفاد منها، إذْ تحكُمُها قاعدةُ "جلبِ المصالح ودرءِ المفاسد" وتنبثقُ من دليل "المصلحة المرسلة" الذي أُعمِلَ كثيرًا في العهود الإسلامية، ولا سيما في العهد العمري.
الانتخاباتُ إذا تمَّ استبعادُ الجاهلِ، والضعيفِ العاجزِ، وأصحابِ الفكر المنحرف، وذوي الخيانةِ وقلَّةِ الديانةِ، ونحوِ هؤلاء، من قوائم الناخبين والمرشَّحين، كان هذا الأسلوبُ المنضبِطُ أشبهَ بنظامِ "أهل الحلِّ والعقد" المعروفِ فقهيًّا وتاريخيًّا.
أيها الناس: إنَّ تأديةَ خدماتِ الناسِ ومصالِحِهم من الواجبات الشرعية، ولذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناس إلى الله أنْفَعُهم للناس ..ثم قال.. ولَأَنْ أمشيَ مع أخي المسلم في حاجةٍ أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أعتكفَ في هذا المسجد شَهْرًا» (يعني مسجدَ المدينة) رواه الطبراني وغيره بسند حسن.
بل إنَّ خدمةَ الحيوان، وتسهيلَ طريقِه مسؤوليةٌ جماعيةٌ، وقربةٌ إلى الله، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والله لو أنَّ بغلةً عثرتْ في أرضِ العراق لسألني اللهُ عنها: لِمَ لَمْ أمهِّدِ الطريقَ لها؟" فكيف بخدماتِ الناس، ونظافةِ بيئتهم؟!
جاء في مسند الإمامِ أحمدَ بسندٍ جيِّدٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الْحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ النَّعْلِ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ...»
فيا سبحان الله! هذا في الخدمات الفردية الاختيارية، فكيف بالخدمات العامة الواجبة كتعبيد الطرق وإنارتِها، وإيصالِ الخدمات من ماءٍ وكهرباءَ واتصالاتٍ وصرْفٍ صحيٍّ، وتخطيطِ الأحياءِ مساجدُها موزَّعةٌ بشكلٍ جيدٍ، وفيها حدائقُ وملاعبُ مناسبةٌ، وكيف بمراقبةِ الأسواق في المواد والأسعارِ، إلى آخر الأعمال الكثيرة. فهذه بعضٌ من صَلاحِيَاتِ المجالسِ البلدية.
عباد الله:
لِتسْمعُوا بوركتم أقوالَ بعضِ أهل العلم في مسألة المشاركة في الانتخابات البلدية:
قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: "نظراً لأهمية هذه الانتخابات، وآثارِها المنتظرةِ في تحسين وضع البلاد، واختيارِ ما له أهميةٌ ومصلحةٌ في البلاد والعباد، فإنَّنا نرى أهميةَ المشاركة في هذه الانتخابات،واختيارَ الأفضلِ من المرشحين من أهل الخبرة والمعرفة والصلاحية لخدمة المشاريع البلدية، ورجاءَ أن يكون المرشَّحون من أهل الصلاح والإصلاح، والعملِ فيما يكون سبباً في الاستقامة واختيارِ ما يناسب البلاد، ممن يرجون الله والدار الآخرة، وينصحون لولاة الأمر وللمواطنين، فمتى تقدَّم أهلُ الخبرة والمعرفة والاستقامة لاختيار من لهم صلاحٌ ومعرفةٌ، فإنَّ ذلك خيرٌ في الحال وفي المآل، والله أعلم".
وقال الشيخ البراك حفظه الله: "إذا طُلِب من الناس أن ينتخبوا، فينبغي لطلابِ العلمِ وأهلِ الخير أن يشاركوا باختيارِ الأصلحِ في أمور الدين والدنيا من المرشَّحين؛ حتى لا يسْتَبِدَّ الجُهَّالُ والفُسَّاقُ وأهلُ الأهواء باختيار مَنْ يوافقُ أهواءَهم، ومْن هو على شاكِلَتِهم، ففي مشاركة أهل الخير تكثيرٌ للخير وتقليلٌ للشر، بحسب الاستطاعة، وقد قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال الله عز وجل: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ).
وحذَّرَت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله من انتخاب غير الكفء، وهذا فرعٌ عن تجويز المشاركة في الانتخابات،
السؤال هو: هل يجوز للمسلم أن يَنتخِبَ للمجالس البلدية أو غيرِها من الدوائر شخصًا يعتنق الشيوعيةَ،أو يسْخَر بالدين، أو يعتنقُ القوميةَ؟
فأجابت اللجنة بقولها: لا يجوز للمسلم أن ينتخب للمجالس البلدية أو الدوائر الأخرى من عُلِمَ أنَّه شيوعيٌّ، أو يسْخَرُ بالدين الإسلاميِّ، أو اعتنق القوميةَ؛ لأنه بانتخابه إيَّاه رَضِيَه مُمَثِّلًا له، وأعانه على تولِّي مركزٍ يتمكَّن من الإفساد فيه، ويُعَيِّنُ فيه من يُشايعُه في مبدئه وعقيدته، وقد يَستَغِلُّ ذلك المركزَ في إيذاء من يخالفه، وحرمانِه من حقوقه أو بعضها في تلك الدائرة أو غيرها بحكم مركزه، وتبادلِ المنافع بينه وبين زملائه في الدوائر الأخرى؛ ولما فيه من تشجيعه من استمراره على المبدأ الباطل وتنفيذه ما يريد. وبالله التوفيق. أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:
فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله في الولايات والأمانات والمشاركات.
أخي الناخب: إنَّ تسجيلك في قيد الناخبين يعني إثباتَ وجودٍ، وإنَّ تركَ ذلك بغير سببٍ صحيحٍ يعني أنَّك مُهمَلٌ مهَمَّشٌ.
فهل ترضى لنفسك هذا؟! هل ترضى ألَّا تصنع قرارًا؟! هل ترضى أنْ تذوبَ الأكثريةُ في الأقليَّة؟! هل ترضى أنْ يُولَّى عليك من لا تصلح ولايته؟!
إذًا بادر أخي المواطن إلى تسجيل اسمك، إذا كنتَ بلغتَ الثامنةَ عشَرَ من عُمُرِك.
تَوَجَّهْ نحوَ أحدِ المراكزِ الانتخابيةِ القريبةِ منك، مُصْطحِبًا الوثائقَ المطلوبةَ، لتحصل على بطاقة (ناخب).
أيها الناس: وكما أنَّ المشاركةَ تكونُ بقيد الناخبين، فكذلك تكون بتسجيل المرشَّحين. (والمرشَّح أخطر من الناخب).
فيا أيها المرشَّح: إيَّاك إيَّاك أن تترشَّح لولايةٍ أنتَ لستَ كُفْئًا لها، إمَّا لضعف قُدْرتِك، أو لقلَّة أمانتِك.
أيها المرشَّح: لا بدَّ أن تكون أميْنًا دَيِّنًا صيِّنًا مصلِّيًا، حفيظًا لحدود الله، معظِّمًا لمحارم الله، تخشى الله، وتُراقبَ الله، ولديك القدرةُ والقوةُ والفَهْمُ، وإلَّا فأنْجِ نفسك، "انْجُ سَعْدُ! فقد هَلَك سُعَيْدٌ" يُضْربُ مثَلًا عند العرب للتحذير من الخطر.
أيها الناس: هل يصلح للترشُّحِ ضعيفٌ؟ وهل المرأةُ من الضَّعَفة؟
قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ t: «يا أبا ذَرٍّ، إنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وإنِّي أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسِي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثْنَيْنِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم عن المرأة: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» رواه البخاري.
وأمَّا كونُ المرأةِ من الضَّعَفَة، فقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجه بإسنادٍ قويٍّ.
وقال صلى الله عليه وسلم: «يَا أَنْجَشَةُ! رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ» متفق عليه. قال العلماء: شبَّههُنَّ بالقوارير لرِقَّتهِنَّ وضعفِهِن وسهولةِ كسرِهِنَّ.
فليس كلُّ عملٍ يكون ملائمًا لطبيعة المرأة وأنوثتِها وضعْفِها.
الأعمالُ التي تُفضي إلى ابتذالِها واختلاطها بالرجال وخروجِها لغير ضرورةٍ أو حاجةٍ لا يجوز لها ممارستُها.
تأملوا عباد الله الإيماءَ اللطيفَ في كلام الخبيرِ اللطيف، حيث أضاف البيوتَ إلى النساء في أربعِ آياتٍ محْكَماتٍ، مع أنَّ غالبَ البيوتِ ملكيتُها ترجع للأزواج،
قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، وقال سبحانه وتعالى: (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ)، وقال عز وجل: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ)، وقال جل جلاله: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ)،
لماذا أضيفتْ البيوتُ للنساء؟ مراعاةً لاستمرار لزومِهنَّ لها، لتنهض بواجباتها تِجاهَ زوجِها وولدِها.
إنَّ عملَ المرأةِ الأساسَ بيتُها, مملكتُها الغاليةُ, تتولاها بالرعاية والعناية، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا» رواه ابن السُّنِّيِّ وصححه الألباني
عباد الله:
وكلُّ مُرشَّحٍ رأى في نفسه الكفاءةَ والأمانة، وأحبَّ نفعَ أمَّتِه، وقطْعَ الطريق على تولِّي الأشرارِ زمامَ الأمور، فهو مأجورٌ مشكورٌ معانٌ مُسدَّدٌ بإذن الله تعالى، فقد طلبَ يوسفُ الصدِّيقُ عليه السلام مَهَامَّ الخزائنِ: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
إنَّ الإيجابيةَ تقتضي التفاعلَ مع هذا الحدث، مع السعي الحثيث لتطويره، ومعالجة قصوره. [وإذا رأيتَ مِنَ الهِلالِ نُمُوَّهُ * أيْقَنْتَ أنْ سيَصيرُ بَدْرًا كَامِلًا]
قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
اللهم إنَّا نسألك لبلادنا وبلاد المسلمين كلَّ توفيقٍ وازدهار، وأمنٍ واستقرار. اللهم إنَّا نسألك أن تحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوءٍ ومكروهٍ. ومن كلِّ بلاءٍ ومعصيةٍ، وزِدْنا اللهم تمسُّكًا بكتابك وسنةِ نبيِّك صلى الله عليه وسلم.
اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وولِّ على المسلمين خيارهم، ولا تولِّ عليهم شرارهم.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم البطانة الفاسدة الحاقدة. نسألك اللهم أن تنصر إخواننا المسلمين في كل مكان. ونعوذ بك اللهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اكفِ أمَّتنا مكر الأشرار، وكيد الفجَّار، وشرَّ طوارقِ الليلِ والنهار.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي