إنه بسبب ضعف الإيمان وقلة الرغبة في الآخرة والانفتاح الواسع على كل شيء، ووصول أشياء من البضائع المتنوعة من الشرق والغرب إلينا، وسهولة السفر شاع التنافس بين الناس في الشكليات والمظاهر، واستُحدث تناقل الناس هداياهم وسفراتهم وأغراضهم التي اشتروها بتلك السفرات وما يسمى بالانستجرام، فشاع الحسد وأصبحت الكماليات في حياة الناس ضروريات ملحة، واختفى الرضا بالقليل والمقبول عند معظم الناس، فمن الضروري أن الأثاث بالمستوى الفلاني ولا يمكن التنازل إلى أدنى من ذلك بأي حال، والملابس من الماركة الفلانية وأن يكون السفر للنزهة إلى البلد الفلاني والناس ليسوا أحسن منا!..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
في وسط التنافس المستعر على الدنيا، وعدم الرضا بالقليل منها، وتهافت الناس عليها والاستكثار منها بلا حدود، وعدم الرضا بما قسم الله –تعالى- من رزق أو مهنة أو حتى خلقه فمصحات التجميل تعمل ليل نهار نفخًا وإزالة وزيادةً ونقصًا؛ لأن النساء لم يعدن يرضين بخلق الله، ووسط أسفار النزهة وتكبد العناء في أسفار النزهة بتكاليفها الباهظة كل عام، وما يسمى بالماركات وغيرها من المظاهر التي يتهافت الناس عليها ويضيعون في سبيلها المال والوقت والجهد الكبير، في وسط هذا كله تبرز الحاجة إلى خُلق مهم في حياة المسلم يهذّب فيه هذا الشَّرَه لأغراض الدنيا لمًّا وجمعًا ألا وهو خلق القناعة.
أيها الإخوة: القناعة لغة مصدر قنع بالكسر يقنع قناعة إذا رضي، أما قنع فمن القنوع وهو الرضا باليسير من العطاء كما قال تعالى (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) [الحج: 36]؛ فالمعتر هو السائل والقانع هو الذي يرضى باليسير، وسمي كذلك لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيا.
القناعة اصطلاحا: هي الرضا بما قسمه الله -تعالى- وسكون القلب حتى عند عدم حصول المحبوب من أغراض الدنيا فيسكن القلب في الضراء دون جزع ولا سخط ويشكر في السراء، أليس جميلا أن يكون الإنسان متصفا بالقناعة.
أيها الإخوة: كيف نكتسبها كيف نكتسب القناعة؟
القناعة تكون جبلية فطرية في الإنسان أحيانًا، فترى القنوع هادئ النفس عند المصيبة فإن كان مسلمًا استرجع بهدوء وحمد الله، وإن خسر شيئًا تقبل الخسارة ورضي بما حصل له، هكذا قناعته ورضاه بالفطرة ويمكن أن تكون القناعة مكتسبة واكتساب النفس للقناعة يحتاج إلى جهاد وتوفيق من الله، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- للأنصار فيما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال لهم: "وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ".
وجاء في صحيح الجامع أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهْ".
فقصر النفس على القليل بين الحين والآخر، قصر النفس على القليل يهذّبها، قد أورد الهيثمي في الزواجر ما رواه أنس عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت".
وقد روي أن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "رأى عمر بن الخطاب لحمًا معلقًا في يدي، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحمًا فاشتريته، قال عمر: "أوكلما اشتهيت اشتريت يا جابر؟! أما تخاف الآية (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا)".
القناعة تكون في أمور الدنيا -أيها الإخوة- لا الآخرة؛ لأن الآخرة لا قناعة فيها أبداً بل ينبغي فيها التنافس والمسابقة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ).
أعمال البر، الصدقة، الدعوة إلى الله، تعلم القرآن وتعليمه، العلم، الصلة.. هذه الأعمال المتعلقة صافية بالآخرة لا قناعة فيها أبداً. أسأل الله لي ولكم توفيقه -تعالى- للإكثار منها.
أيها الإخوة: قد يظن البعض أننا عندما نتكلم عن القناعة، فإننا نشجع على الرقود والكسل والخمول والضعف، وهذا غير صحيح؛ فإن الطموح والهمة العالية مطلوبة أيضًا في حياة المسلم، ولذا يقوم السؤال: هل يمكن أن يجمع بين الطموح والقناعة؟
الطموح هو نتيجة لوجود الأمل والرجاء والتفاؤل في شخصية وذهن صاحبه، ولا أحد يريد أن يقتل الطموح في النفوس بل هو مطلوب بشدة، والقناعة بمعنى الرضا كذلك مطلوبة في النفس، وبالتالي فإن الطموح والقناعة كلاهما صفات ثناء ومدح، فهل يمكن أن يجتمعا في شخصية واحدة، يعني أن يكون قنوعًا وطموحًا في آنٍ واحد؟
الجواب نعم يمكن، وضابط ذلك القلب، أو ما استقر في القلب؛ فإن العبد لا يزال يطمح في المزيد من المستحبات، ومما أباحه الله -تعالى- فإن حاول فلم يحصل على ما طمح إليه رضي ولم يسخط، هذه هي القناعة والرضا أن يرضى بما قسمه الله -تعالى-.
ثم يمضي بعد ذلك كي يعوض ما فاته وهذا هو الطموح والأمل والرجاء، وبالتالي جمع بين القناعة والهمة العالية والطموح وخلافه ما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- " تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميصة؛ إن أُعطي رضي وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش".
هذا إذا مُنع لم يرضَ، بل يسخط على قضاء الله -تعالى-، وبالتالي يصبح عبدًا للمال، ولهذا قال -تعالى- في المنافقين (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة:58].
وبعدها -جل وعلا- بين الموقف الصحيح السليم فقال: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ) [التوبة:59]، فهم رضوا وهذه هي القناعة والرضا وهم راغبون وهذا هو الطموح والرجاء.
ونجد في سورة الشرح مثال واضح أخر لاجتماع الرضا والطموح فقد نزلت تلك السورة تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أذاه المشركون تعزز فيه الرضا بعد ذكر نعم الله عليه على وجه السؤال (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح: 1- 8]، فبعد الرضا بما قسمه الله لك، بالرغم من اضطهاد المشركين قال -تعالى- له (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ).
الجمع بين الرضا والقناعة والطموح والهمة هو ألا يكون المال في يدك وقلبك، بل أن يكون في يدك دون قلبك، أن ترضى بما قسمه الله -تعالى- لك مهما كان قليلا أو كثيرا، رضا القلب.
وهكذا كان عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما من أثرياء الصحابة يصبرون ويرضون بأمر الله وقضائه في الشراء، ويشكرونه في السراء فجمعوا بين القناعة والهمة العالية.
ومن أمثلة الرضا ما جاء في المسند أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأرضاه اشترى من رجل أرض فأبطأ عليه، أبطأ عليه ليستلم المال ثمن تلك الأرض، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، يقول له الأرض كانت رخيصة، قال: أوذلك يمنعك؟ قال: نعم. قال: فاختر بين أرضك أو مالك. ثم قال: قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: "أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً; مشتريًا، وبائعًا، وقاضيًا، ومقتضيًا".
عثمان يتذكر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، هكذا بكل بساطة ورضا وراحة بال "اختر بين أرضك أو مالك" مع أن البيع قد تم، وليس له حق في أن يأخذ الأرض من جديد لكنها النفس القانعة.
أيها الإخوة: إنه بسبب ضعف الإيمان وقلة الرغبة في الآخرة والانفتاح الواسع على كل شيء، ووصول أشياء من البضائع المتنوعة من الشرق والغرب إلينا، وسهولة السفر شاع التنافس بين الناس في الشكليات والمظاهر، واستُحدث تناقل الناس هداياهم وسفراتهم وأغراضهم التي اشتروها بتلك السفرات وما يسمى بالانستجرام، فشاع الحسد وأصبحت الكماليات في حياة الناس ضروريات ملحة، واختفى الرضا بالقليل والمقبول عند معظم الناس، فمن الضروري أن الأثاث بالمستوى الفلاني ولا يمكن التنازل إلى أدنى من ذلك بأي حال، والملابس من الماركة الفلانية وأن يكون السفر للنزهة إلى البلد الفلاني والناس ليسوا أحسن منا!
وهكذا تشابهت القلوب وقلت العقول وشاع السفه، وأصبح هذا الفكر يظلل المجتمع ويقدم تلك الكماليات والتحسينات على أنها ضروريات، واختفى الرضا وتلاشت القناعة فلابد من مراجعة وتصحيح لهذه العادات التي يذمها الإسلام، التصحيح لا يمكن أن يتم إلا بثلاث، علم وإيمان وإرادة.
العلم ينبغي أن نشخص الخلل نقف ونتساءل هل هذه العادات من علامات المروءة أو من خوارمها؟ وهل انكباب الناس على مثل هذه العادات يكسبها مشروعية؟
أما النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد علمنا أنه مهما ضغط المجتمع وضل كثير من الناس فيه؛ فإن الحق يتبع ولو قل أهله والباطل يجتنب ولو كثر أهله.
في سنن الترمذي من حديث حذيفة قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا".
التكلف في طلب المباحات والتباهي بها ليس من هدي الإسلام وإشغال النفس في الدنيا دون الآخرة معادلة خاسرة مهما اشتغل الناس بها.
أما الإيمان بعد العلم فإن الإيمان إذا عز وتمكن من القلب وأصبح قول الله ورسوله مقدمًا على كل قول وطبع وما يحبه الله -تعالى- ورسوله مقدمًا على كل هوى فسيحل الرضا مكان السخط وسيعتدل المسلم في طلبه للكماليات، هذا عن الإيمان.
وأما الإرادة فالعلم والإيمان يتطلبان بعد جهاد النفس والهوى إرادة قوية للثبات على المبدأ الصحيح، فمهما كثرت الضغوط الإرادة القوية تصمد بصاحبها أمام المغريات ولا يمكن أن نصنع إرادة قوية إلا بجهاد النفس وترويضها ولذلك يقول -تعالى- (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69].
قصر النفس على الأقل بين الحين والآخر يهذبها وأورد الهيثمي في الزواجر ما رواه أنس -رضي الله عنه- أنه عليه الصلاة والسلام قال: "من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت" كما ذكرت من قبل.
لا بد أيها الإخوة من جهاد النفس وترويضها والله –عز وجل- يوفق صاحبها إذا كان صادق في ذلك علم وإيمان وإرادة، فإن السبيل إلى إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح النفس والأسرة التي هي نواة المجتمع، شيئا فشيئا يصلح المجتمع كله تربية الأولاد على القناعة يكون بعدة أمور:
أولا: إعمال القدوة تطبيق القناعة على النفس أولا قبل الأولاد، الاكتفاء بالقليل، القناعة في الملبس والمأكل أمامهم وهم ينظرون.
ثانيا: اتخاذ المواقف التربوية الدالة على القناعة والرضا ومن ذلك عدم التسخط أمامهم عند فقد شيء كبير أو عند حصول أمر مهم بل إحالة ذلك إلى قدر الله -عز وجل- وإظهار الرضا بقضائه والإكثار من الحمد، الحمد لله على كل حال وقول قدر الله وما شاء فعل، أمامهم يتعلمون.
ثالثًا: ذكر أمثلة للقناعة والرضا من سير الصالحين من أعلام الأمة.
رابعا: إذا أمكن ذلك زيارة الفقراء وتفقد أحوالهم واصطحاب الأولاد بتلك الزيارات وإطلاعهم على أحوال الفقراء إن كان عيانا فالحمد لله هذا أفضل، وإن لم يكن عيانا على الأقل بأخبار أولئك الفقراء المحرومين كي يتعرفوا على النعم التي أنعم الله بها عليهم دون أولئك الفقراء والمحرومين، ففي البخاري من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه " وفي صحيح مسلم: "انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله".
أيها الإخوة: إن التطلع للكمال في كل شيء ينافي القناعة، والقرآن نص على ضعف الإنسان (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)، والضعف صفة نقص لا كمال فلا كمال إلا للخالق جلا وعلا، أما فاقد الكمال فلا يعطي الكمال، ولذلك انتهت العديد من النصوص إلى تقويم هذه النزعة وهذا التطلع مثلا التطلع إلى الكمال في الزوجة وعدم القناعة هذا مستحيل فيلزم أن يقنع بما لديها من خير والحمد لله، ولذلك جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال "لا يَفْرَكْ" يعني لا يبغض "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ" لا يمكن أن تحتوي على الكمال.
وعنه أيضًا في صحيح مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المرأة خُلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها".
ذلك الاشتراطات المبالغ فيها في صفات الخاطب والمخطوبة في الشكل أو الجاه أو المال دون الدين "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، لا بد أن يكون المسلم عادلا فيما ينتظره فيمن حوله.
لو تأمل أحدنا في نفسه جيدا لوجد فيها من العيوب الشيء الكثير الكثير.. ولكن كما جاء في الأدب المفرد قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه".
فلنراجع مقدار المسافة بيننا وبين القناعة في حياتنا والله المستعان..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين..
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي