إن بيتاً تتربى فيه نساؤنا على ما ربّى به القرآن نساء أهل الإيمان؛ لخليق بتكوين جيوش من النساء المفتخرات بحجابهن، المعتزات بدينهن، المتصونات عن مجامع الرجال، وخليق أن يؤسس لداعيات فاضلات، لا يقتنعن مجرد قناعة بالفضيلة والعفاف، بل سيدافعن عنه، وهذا لا يكون إلا بتربية حقيقية على...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فإن من أشد الملفات سخونة هذه الأيام: "ملفُّ المرأة" وإن حديث الغيورين عن هذا الملف قد أخذ صوراً شتى، ولا شك أن طبيعة الوقت تفرض نوعاً معيناً من الاحتساب في كشف أساليب أعداء المرأة المسلمة.
ولعمر الله: إن إنكار المنكر، وكشف مخططات الأعداء من أوجب الواجبات، وهو الضمانة الحقيقة لسلامة الأمة من العقوبات التي تنتظر تاركي الاحتساب على المفسدين في الأرض، خصوصاً في هذا الموضوع الخطير "موضوع المرأة" الذي ما فَسَدَ أمرها في بلد من البلدان، وإلا وجلب معه ألواناً من الفساد العريض الذي لا يعلمه إلا الله.
ومع أهمية هذا الجانب الاحتسابي، فإن الواجب على كل مؤمن يغار على بناته وأخواته أن لا يكتفي بجانب الدفاع، أو الوقوف عند كشف مشاريع التغريب، بل ثمة جانب مهم إن لم يكن الأهم، وهو جانب البناء داخل البيوت، بناء النساء: عقدياً، وإيمانياً، وإشاعة لغة الفضيلة، في عصرٍ كثر فيه دعاة الرذيلة، ذلك أن البيت هو الأساس الأول، واللبنة الأم في البناء التربوي.
إن إعداد المرأة -التي هي الأم، والزوجة، والأخت، والبنت- هو الأصل، وإنكار المنكر هو الطارئ، فلا يصح أن ينقلب الأمر في غمرة تسارع موجة التغريب، وليعلم -أيضاً- أن البناء من أهم وسائل الدفع.
إن بيتاً تتربى فيه نساؤنا على ما ربّى به القرآن نساء أهل الإيمان؛ لخليق بتكوين جيوش من النساء المفتخرات بحجابهن، المعتزات بدينهن، المتصونات عن مجامع الرجال، وخليق أن يؤسس لداعيات فاضلات، لا يقتنعن مجرد قناعة بالفضيلة والعفاف، بل سيدافعن عنه، وهذا لا يكون إلا بتربية حقيقية على مائدة القرآن والسنّة:
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيباً الأعراق
أيها المسلمون: إن أفضل طريقة لهذه التربية هي طريقة القرآن، ومن نظر في سور النساء، والنور، والأحزاب، وغيرها من السور، فإنه سيخرج بأصول واضحة في هذا الباب، لو تشربتها المرأة المسلمة، لم يخرق هذا السياج ألف مشروع تغريبي -بإذن الله-، ولو ساحت المرأة في أرض الله الواسعة، بل لو انتقلت إلى بلاد الكفر، فستحمل معها هذه العزة، وذاك الفخر؛ لأنها تربت على بناء الوحي، لا على بناء هشٍّ، ومن أهم هذه الأصول القرآنية في تربية الأسرة:
1- أن الأصل في المرأة أن تقرّ في بيتها، وتبتعد عن مجامع الرجال ولا تخالطهم، وقد دلّ على هذا الأصل المحكم آيات كثيرة، منها:
1- قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب: 33].
ووجه الدلالة منها: الأمر الصريح بالقرار، ثم إضافة البيت إليها، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن، وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك، وليست هذه هي الآية الوحيدة التي أضيف فيها البيوت إلى النساء، فتأمل قوله سبحانه: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب: 34].
وقوله عز شأنه: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ) [الطلاق: 1]. [ينظر: حراسة الفضيلة، ص58)].
2- تأملوا -عباد الله- في قصة المرأتين اللتين خرجتا للسقي، ففيها أعظم العبرة في تقرير هذه الحقيقة، فإنهما اعتذرتا عن خروجهما بأنهما محتاجتان للسقي، وأن أباهما شيخ كبير لا يستطيع أن يسقي، ثم لما وصلتا إلى مكان الماء وجدتا المكان مكثوراً من الرجال، فتأخرتا! ولم تزاحما! حتى بادر نبي الله موسى -عليه السلام- بخدمتهما في القصة المشهورة، وهل فوق ضرورة الماء للحياة ضرورة؟!
لكن لسان حالهما يقول:
فإن إراقة ماء الحياة *** دون إراقة ماء المحيا
3- ومن ذلك قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب: 32].
يعنى: مرض الشهوة، قال شيخنا ابن باز -رحمه الله-: " فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟ ومن البديهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم وأن يكلموها ولا بد أن ترقق لهم الكلام، وأن يرققوا لها الكلام والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة، حتى يقعوا فريسة له" [التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله (26)].
وإذا كانت الفتنة في عصرنا وقعت بمجرد لين بعض النساء بمكالمات هاتفية، أو عبر "الشات" فما الظن حينما تحصل إلانة الكلام كفاحاً بلا حجاب؟ والعين ترى العين؟ وليس بين الجسدين سوى مسافة يسيرة؟!
4- وكما أن هذا واضح في القرآن، فهو في السنة كذلك، وإلا فما معنى أن يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء المدينة، ويخبرهن أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من الصلاة في مسجده -صلى الله عليه وسلم- ؟ والحكم عام في جميع الدنيا، حتى ولو كانت في مكة؟!.
وخلاصة ما يقال في هذا الأصل العظيم: أن في نصوص القرآن والسنة لمنظومة متكاملةً تتضمن معنى كلياً قطعياً، وهو: أن مقصود الشرع المطهر -في العلاقة بين الجنسين-: التحفظ والصيانة، وسد الذرائع، وإلا فماذا يفهم العربي من هذه النصوص؟ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب: 33].
(فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) [الأحزاب: 53].
(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) [الأحزاب: 32].
(وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب: 33].
(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31].
(يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) [الأحزاب: 59].
(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) [النور: 31].
(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) [النور: 31].
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) [النور: 30].
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) [النور: 31].
وأمثال هذه الآيات العظيمة.
أما إذا ضممتَ إلى هذه النصوص نظائرها من نصوص السنة، فالأمر أكثر وضوحاً؛ مثل إخباره صلى الله عليه وسلم: أنه ما ترك بعده فتنة أضر على الرجال من النساء!.
وتحذيره من الدخول على النساء، وقوله: "الحمو الموت".
في فتح الباري، لابن حجر (9 / 332): "قَوْلُهُ: "الْحَمْوُ الْمَوْتُ" قِيلَ: الْمُرَادُ أَنَّ الْخَلْوَةَ بِالْحَمْوِ قَدْ تُؤَدِّي إِلَى هَلَاكِ الدِّينِ إِنْ وَقَعَتِ الْمَعْصِيَةُ أَوْ إِلَى الْمَوْتِ إِنْ وَقَعَتِ الْمَعْصِيَةُ وَوَجَبَ الرَّجْمُ أَوْ إِلَى هَلَاكِ الْمَرْأَةِ بِفِرَاقِ زَوْجِهَا إِذَا حَمَلَتْهُ الْغَيْرَةُ عَلَى تَطْلِيقِهَا، أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ الْقُرْطُبِيُّ.
وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: "الْمَعْنَى أَنَّ خَلْوَةَ الرجل بِامْرَأَة أَخِيه أَو بن أَخِيهِ تَنْزِلُ مَنْزِلَةَ الْمَوْتِ، وَالْعَرَبُ تَصِفُ الشَّيْءَ الْمَكْرُوه بِالْمَوْتِ".
ومنع سفر المرأة بلا محرم، ومنع التعطر في الطريق، وترك النبي -صلى الله عليه وسلم- مصافحة النساء، ومنع الخلوة ... إلخ.
وبعد:
فما الظن ببنت تتربى على هذه النصوص؟ التي هي كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟ وليست عادات وتقاليد.
ومن ظنّ: أن هذا -أعني حكم القرار في البيت- رأي أفرزته البيئة أو العادات والتقاليد، كما يزعم بعض المتهوكين، والقائلون على الله بغير علم، فليقرأ ما قاله ابن العربي المالكي: (ت: 543هـ): في كتابه: [أحكام القرآن]: "وَلَقَدْ دَخَلْتَ نَيِّفًا عَلَى أَلْفِ قَرْيَةٍ مِنْ بَرِيَّةٍ، فَمَا رَأَيْت نِسَاءً أَصْوَنَ عِيَالًا، وَلَا أَعَفَّ نِسَاءً مِنْ نِسَاءِ نَابُلُسَ الَّتِي رُمِيَ فِيهَا الْخَلِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِالنَّارِ، فَإِنِّي أَقَمْت فِيهَا أَشْهُرًا، فَمَا رَأَيْت امْرَأَةً فِي طَرِيقٍ، نَهَارًا، إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُنَّ يَخْرُجْنَ إلَيْهَا حَتَّى يَمْتَلِئَ الْمَسْجِدُ مِنْهُنَّ، فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ، وَانْقَلَبْنَ إلَى مَنَازِلِهِنَّ لَمْ تَقَعْ عَيْنِي عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْهُمْ إلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى.
وَسَائِرُ الْقُرَى تُرَى نِسَاؤُهَا مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَعُطْلَةٍ، مُتَفَرِّقَاتٍ فِي كُلِّ فِتْنَةٍ وَعُضْلَةٍ.
وَقَدْ رَأَيْت بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى عَفَائِفَ مَا خَرَجْنَ مِنْ مُعْتَكَفِهِنَّ حَتَّى اسْتَشْهَدْنَ فِيهِ" [ينظر: أحكام القرآن (3/569)].
عباد الله: ومن الأصول العظيمة التي ربى عليها القرآن نساء المؤمنين: مشروعية الحجاب:
وموضوع الحجاب موضوع يطول تقصيه، لكنني أنبه عليه بهذه التنبيهات الثلاث:
1- تأمل -أيها المؤمن- هذه الآية العظيمة، التي خاطب الله بها خير نساء مشين على الأرض، في أفضل زمان عرفته الدنيا: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب: 53].
فماذا يقال في زمن ضعف فيه الإيمان، وكثر فيه مرضى القلوب، وتنوعت فيه الفتنة، وكثرت المحرضات عليها من فضائيات، وصور فاتنة، ومقاطع الفيدو التي تحملها الجوالات والوسائط الإلكترونية؟!
2- قال تعالى: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) [النور: 31].
فإذا كان الشرع نهى عن الضرب بالرجل حتى لا يعلم ما تخفيه المرأة من زينة، خشية الفتنة بها، فضلاً عن كشف الرجل؟ أفيحرم الشرع كشف القدم، وعن ضرب الرجل المحلاة بالزينة، ثم يبيح كشف الوجه الذي هو مجمع الفتنة؟!
3- وأختم هذه التنبيهات بهذه القصة التي تقطر غيرة: فقد روى البيهقي في كتابه "شعب الإيمان"، باب الغيرة والمذاء (13/265): عن أبي عبد الله الرازي يقول: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي، وقدمت امرأة زوجها إليه، فادعت عليه مهرها: خمسمائة دينار، فأنكر الرجل! فقال وكيل المرأة: قد أحضرتْ شهودي، فقال واحد من الشهود: أنظر إلى المرأة! فقام الشاهد وقامت المرأة، فقال الزوج: يفعل ماذا؟ ينظر إلى امرأتي؟ قالوا: نعم. قال: فإني أشهد القاضي أن لها عليّ مهرها خمسمائة دينار، كلها ذهباً عيناً مثاقيل، ولا تسفر عن وجهها، قالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبتها له، قال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق".
عباد الله: ومن الأصول التي ربّى بها القرآن المؤمنين ونساءهم: عمارة البيت بذكر الله -تعالى-: قرآناً وسنة، فإن هذا هو الضمانة الوحيدة لصلاح القلوب، وهو أعظم مزكٍّ للنفوس، تأمل خطاب الله -تعالى- لأمهات المؤمنين: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب: 34].
"والمراد بآيات اللّه، القرآن -والحكمة، أسراره، وسنة رسوله- وأمرهن بذكره، يشمل: ذكر لفظه:ٍ بتلاوته، وذكر معناه، بتدبره والتفكر فيه، واستخراج أحكامه وحكمه، وذكر العمل به وتأويله) [تفسير السعدي].
اربطوا -أيها المسلمون- بين هذا المعنى وهذا الأمر النبوي، وبين قول عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان خلقه القرآن!" ليتضح لكم كيف كان القرآن حاضراً في البيت النبوي قولا وعملاً.
إن من أبسط الحقوق على الأولاد والأهل: أن يجلس وليهم معهم ولو جلسة واحدة في الأسبوع، يتلون فيها شيئاً من القرآن، أو السنة، يتربون بها، ويهتدون بهديها، وبذلك يخرج جيل ينشأ على معاني الوحي.
أما إن اعتذر بالأب بكثرة مشاغله، فيقال:
ما هو الأمر الأهم من صلاح أولادك؟! أنا أدعوك لتنقذ نفسك أولاً قبل أولادك، فإن ربك خاطبك، فقال لك: (قُوا أَنْفُسَكُمْ) [التحريم: 6] ثم قال: (وَأَهْلِيكُمْ) [التحريم: 6].
فبدأ بك قبل أولادك!.
وفكّر ملياً في المخرج الذي تنجو به من سؤال الله غداً: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ،ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فهذه جملةٌ من طرق القرآن في تربية المرأة، والبيت عموماً، ها هي بوضوحها، وسمو معانيها، وهذه هي دعوة خالقنا، فلمن نستجيب؟! أنستجيب لولينا -نعم المولى ونعم النصير- الذي خلقنا، وأرشدنا لأصلح أمرنا! أم نستجيب لمن وصفهم الله -وهو العليم الخبير-: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27]؟.
هذا هو الهدى، وذاك هو الهوى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) [القصص: 50].
وإنني أهمس في آذان إخواني الرجال الذين فضّلهم الله بالقوامة، فأقول: "لو أن راعي غنم أهملها، ولم يسلك بها مواضع الخصب ألستم تعدونه مفرطاً؟ ولو أن راعي غنم سلك بها أودية مهلكة، ورعاها في مراعي ضارة ألستم تعدونه ظالماً معتدياً؟
إذن، فلماذا يرضى أحدكم يا رجال! أن يرى أهله مقصرين فيما وجب عليهم، أو منهمكين فيما حرم الله عليهم، ثم لا يأمرهم بالواجب، ولا ينهاهم عن المحرم مع أنه هو راعيهم الذي استرعاه عليهم نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهو القائم عليهم بما فضله الله به عليهم؟" [الضياء اللامع لشيخنا -رحمه الله-].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي