أصبح كبير السن اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده، إلا من رحم الله، ثقيلاً حتى على أقربائه وأصدقائه، لا يجالسه أحد! هذا إن كان معافًى فكيف بغير ذلك؟! نرى عدداً من صغارنا لا يُوقّرُ كبار السن؛ إذا تكلم قاطعه، وإذا أبدى رأيه سفَّهه فأصبحت حكمته وخبرته في الحياة إلى ضياع وخسران...كبارُنا خيارنا، أهل الفضل والحلم، هم قدوتنا وأئمتُنا إلى الطاعة والبر، هم خبرات تنتظر من يستفيد منها، ويوظّفها لصالح العباد والبلاد بدلاً من إضاعتها سدًى...
الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، والمتفضل بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الحق، والمنقذ من الضلال صلى الله عليه وعلى الصحب والآل وسلم تسليماً..
أما بعد فاتقوا الله عباد الله.. يقول الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]، سبحان من خلق الخلق بقدرته، خلق الإنسان ضعيفًا ثم أمده بالصحة والعافية، فكان به حليمًا رحيمًا لطيفًا، وعمرُ الإنسان يمتد به من طفولة ثم شباب ثم كهولة تحتفظ بذكريات الشباب يعيش بها أجمل الأيام فكأنها نسج خيال وقد ضعف بدنه وانتابته الأسقام والآلام، فأصبح لسانُ حاله..
ولقد بكيتُ على الشبابِ ولُمّتي *** مسودةٌ ولماءِ وجهي رونـقُ
حذِراً عليه قبلَ يومِ فـراقـهِ حتى *** لكدتُ بماءِ جفني أشرقُ
عباد الله.. حديثنا اليوم سيكون عن المسنين، فكبار السن موجودون في مجتمعنا من الأهل والأقارب والجيران، وممن نخالطهم في المساجد والمجالس.. ووجودهم والعناية بهم دليل خير وبركة نظر الله إلى ضعفهم وقلة حيلتهم فرحمهم وعفا عنهم (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 98].
إنها حقوق المسنين التي تضُيِّع، ومشاعره وأحاسيسه التي تجُرح، مع آلامه وهمومه التي كثرت وعظمت فلم يراع عمرُه ولا شيبته..
إن ما نراه من إهمالٍ في دولٍ غربيّة للمسنين تهملهم أسرهم، ولا يراهم أولادهم إلا القليل!! ولكننا نستغرب في مجتمعنا المسلم أن ترى في مراكز المسنين؛ حالات لآباء كبار أُهملوا من قِبل أولادهم وأهلهم، وباتوا في مركز الإيواء لا يسأل عنهم أحد يتصل المشرفون على أولادهم فيتبرءون منهم ويعتذرون مراراً عن زيارتهم، أو التواصل معهم، وإن وُفِّقُوا بجهاتٍ حكومية ورجالٍ سخرهم الله للعناية بهم ورعاية بعضهم حتى في منازلهم..
لقد حزنت كثيراً وأنا أرى بعضهم إما في دار المسنين أو يجلس لوحده؛ حيث لا أنيس ولا صاحب، وأولاده بعيدون عنه لاهون بدنياهم وهو بعجزه وشيبته لا يهتم به أحد.. إن منظر الأب المسن وهو يتفرس في زوّاره يظنهم أبناءه منظرٌ يبكي القلب قبل العين.. ولسان حاله وهو بدار المسنين يقول:
أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها *** لمّا خــُـــطانا إليها مالها سـبلُ
أن تسـأَل الدار إن كانت تذكّرُنا *** أم أنّها نســيت إذ أهلَها رحلوا
هيهاتُ يا دار أن تصفو الحياةُ بنا *** ويرجع الجمعُ بعد النأي مكتمــلُ
إن مِتُ يا ولدي أو طال الفراق بـنا *** فالصبر يا ولدي لا يضعفْ لنا أمــــلُ
أصبح كبير السن اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده، إلا من رحم الله، ثقيلاً حتى على أقربائه وأصدقائه، لا يجالسه أحد! هذا إن كان معافًى فكيف بغير ذلك؟! نرى عدداً من صغارنا لا يُوقّرُ كبار السن؛ إذا تكلم قاطعه، وإذا أبدى رأيه سفَّهه فأصبحت حكمته وخبرته في الحياة إلى ضياع وخسران.. ولاشك أن لدينا من الأمثلة الرائعة في البرّ والإحسان بالوالدين وكبار السن ما يثلج الصدر ويسعد القلب..
أيها الأحبة..كبارُنا خيارنا، أهل الفضل والحلم، هم قدوتنا وأئمتُنا إلى الطاعة والبر، هم خبرات تنتظر من يستفيد منها، ويوظّفها لصالح العباد والبلاد بدلاً من إضاعتها سدًى كما يُفعل بالمتقاعدين ممن أنهى خبرة عملية، ثم لا يُستفادُ من خبرته أو يبذل شيئاً منها لجهةٍ اجتماعية أو خيريّة..
وقد اعتنت الدول بهذه المرحلة من عمر الإنسان، فوجد نظام التقاعد والتأمينات الاجتماعية، وتأسست -بحمد الله- جمعيات خاصة بالمتقاعدين لخدمتهم وتلبية احتاجاهم والاستفادة منهم، وتوظيف خبراتهم، والإسلام يؤكد على ضرورة العناية بكبار السن اقتصادياً واجتماعياً وطبياً ونفسياً..
معاشر كبار السن.. الله يرحم ضعفكم، ويجبر كسركم، إنا لنعلم أنه قد تجعّد جلدكم، وثقل سمعكم، وضعف بصركم، وتغيّر لون شعركم، ومع ذلك فأنتم كبارٌ في قلوبنا ونفوسنا، بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا، فأنتم من علَّم وربىّ وضحى..
ولئن نسي البعض فضلكم ومعروفكم فالله لا ينسى، والمعروف لا يَبْلَى، والخير يدوم ويبقى، ثم إلى ربك المنتهى، وعنده الجزاء الأوفى..
اصبروا على البلاء، واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء، فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حسن العطاء، وأمر المؤمن كله خيرٌ؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له فأحسنوا الظن بما تجدونه عند ربكم..كونوا حليمين ودعوا عنكم سرعة الغضب التي بها تخسرون من حولكم واستمتعوا بحياتكم بالنافع المفيد والنزهة بدلا من الوحدة والعزلة!
وأنتم يا معاشر الشباب، توقير الكبير وتقديره وخدمته من آداب الإسلام وسنةٌ للأنبياء (قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 23- 24].
ارحموا كبارَ السن وقدَّروهم ووقِّروهم وأجلُّوهم؛فالله يحب ذلك ويثني عليه خيرًا قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم"، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا".
إذا رأيت الكبير فارحم ضعفه، وأكبر شيبَهُ، وقدِّر منزلته وارفع درجته، وفرَّج كُربته، يَعظُم لك الثواب، جاء أبو بكر -رضي الله عنه- بأبيه أبي قحافة للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله فقال له: "لو أقررتَ الشيخ في بيته لأتيناه".
أحسنوا لكبار السن، لا سيما الوالدين، (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23- 24].
أحسنوا للأقارب الكبار.. كم تجلسون مع الأصحاب والأحباب من ساعات، وتباسطونهم!! فإذا جلستم مع الأقرباء الكبار مللتم وضقتم وسئمتم، فالله الله في ضعفهم، وما أجمل إسعادهم.. ما كان للكبار من الحسنات فانشروها واذكروها، وما كان من السيئات فاغفروها واستروها، فليس من البر إظهارُ زلتهم، وليس من البر تسمية الأب بالشايب أو الأم بالعجوز كما يفعل البعض، فهذا من قلة الذوق.. سُئل بعض السلف عن أسعد الناس؟ فقال: من ختم الله له بالخير.. ومن حسُنت خاتمته، وجاءت على الخير قيامتُه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله".
أأنعمُ عيشاً بعد ما حلَّ عــارضي*** طلائعُ شيبٍ ليس يغني خضابهـا
وعزةُ عمر المرء قبل مشيبـــه *** وقد فنيت نفس تولى شبابهــا
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره *** تنغّص من أيامه مستطابـهــا
يا ابن آدم، إذا رق عظمك وشاب شعرك فقد أتاك النذير، (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ) [فاطر: 37]، كان بعض السلف -رحمهم الله- إذا بلغ أربعين سنة لزم المساجد وسأل الله العفو عما سلف، وكان يسأله الإحسان فيما بقي من الأزمان، (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) [الأحقاف: 15]، اليوم بعض أبناء ستين وسبعين في الحياة يلهثون في الغفلة واللهو.. وضياع الوقت والإكثار من مجالس الغيبة والنميمة.
واعلم أخي المُسنّ أنه لم ينته البذل لديك فابذله ولا تحرم الناس من خبرتك.. وكن قدوةً لأولادك وأهليك، ومجتمعك، كن محافظًا على الخير والطاعات ليكرموك، وابتعد عن الخطأ فأنت قدوة للصغار ينظرون إليك نظرة إجلال واقتداء، فاحذر يا كبير السنّ من المخالفة والعصيان أو بتصرفات لا تليق بعمرك فلقد عابت العرب على الكبير سفاهته
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده *** وإن الفتى بعد السفاهة يحلُمِ
أحسنوا الختام، وأقبلوا على الله -جل جلاله- بسلام، وودِّعوا الدنيا بأحسن الأعمال وشيم الكرام، فالأعمال بالخواتيم.. ومما يحفظُ الصحةَ والقوة مع كبر السن: طاعة الله –تعالى-، وعدم استخدام الجوارح في معصيته، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله يحفظك"، فمن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله..
كان -صلى الله عليه وسلم- قلّما يقوم من مجلس حتى يدعو الله "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا" (رواه الترمذي)، والمراد إبقاء قوته إلى وقت الكبر..
وبعض الأعمال بسببها يطول عمر الإنسان؛ كبرِّ الوالدين وصلة الأرحام وحسن الخُلق وحسن الجوار وتقوى الله -عز وجل-.
وتعوّذ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم" (رواه البخاري).
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من أن يُرَدَّ إلى أرذل العمر. وعدّها -صلى الله عليه وسلم- آخر مرحلةٍ قبل الموت، قال -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال سبعًا هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا أو غنى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزا؟!".
وإن من إكرام ذي الشيبة المسلم نشرَ الوعي لأولادهم وأقاربهم بفضل القيام عليهم أولاً، ثم مساءلة من يتخلّى عن أحد والديه، كما أن مِن إكرامهم عمل أندية خاصة بهم، ومجالس تجمعهم تناسبهم كما قدمته بلدية المحافظة مشكورة بمنتديات الأحياء ومجلس (أبو علي) الذي يجمع بعضهم.. وكذلك يحتاجون للمدافعة عن حقوقهم ومراعاتهم، وإنهاء إجراءاتهم..
كما أن من إكرامهم: مراعاتهم في الحديث معهم فيما يعرفونه ويخبرونه، فبعض الشباب يتكلم الساعات في أمور رياضية، أو شبابية، أو سياسية بحضور آبائهم وأجدادهم الذين لا يفقهون من حديثهم شيئاً، وهذا خطأ.
ومن إكرامهم رفع روحهم المعنوية، بكلمات التشجيع والبر.. وهو أقل الواجب، نسأل الله طول العمر مع حسن العمل، كما نسأله صحةً في قلوبنا وصحة أبداننا وأن يختم لنا بخير، أقول ما تسمعون..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..فاتقوا الله عباد الله..
أيها المؤمنون..من رحمة الله بالمسنين اختصاصهم ببعض الأحكام؛ مراعاةً لحالتهم الصحية والبدنية؛ فأُمرَ الإمام بتخفيف الصلاة مراعاةً لهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء" (رواه البخاري).
ويُحَج عن كبير السن غير القادر ويُعتمَر، ولو كان حيًّا، جاءت امرأةٌ من خثعم عام حجة الوداع قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: "نعم" (رواه البخاري).
وإخواننا المقيمون الذين لا يستطيع آباؤهم وأمهاتهم الحج يمكن لهم الحج عنهم.. وإذا عجز عن الصيام اُطْعِمَ عنه عن كل يوم مسكينًا.
والسنة تقديم الكبير بالسلام والشراب تقديراً لسنّه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يسلم الصغير على الكبير، والمارّ على القاعد، والقليل على الكثير" (رواه البخاري).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ابدءوا بالكبراء"، وجاءه عيينة بن حصن فأجلسه وقال: "إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه".
ومن رحمة الإسلام بالمسنين أنه شمل بها حتى غير المسلمين، فنهى عن قتل الشيخ الكبير من العدو الكافر في الجهاد، وأعفاه من الجزية؛ لفقره بالصدقة عليه كما فعل عمر، وخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- عندما صالح أهل الحيرة كتب "وجعلت لهم أيّما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيًّا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته، وعِيلَ من بيت مال المسلمين".
فأين منظمات حقوق الإنسان اليوم عن مثل هذه الأحكام في الإسلام والعالم اليوم يدّعي الحقوق، ثم يهملون كبار السن بل يرى بعضهم ما يسمونه بالموت الرحيم لهم بالإبر المميتة حتى لا يكلّفهم بعلاجه ورعايته.. فقيمة الإنسان لديهم ليست في ذاته، وإنما في قدرته على الإنتاج، ومن لا ينتج فمصيره الموت، ولذلك انظر كيف يهملون آباءهم وأمهاتهم إذا كبروا؟!
هذه هي الحضارة التي يُنادى بها في مجتمعاتنا، ويسوّق لها مَن أُعجب بنمط عيشهم وبرّهم، فأخذوا الحسن والسيئ منهم بلا تفريق..
أما الإسلام فقد أعطانا نموذجًا للرحمة يجب أن نتعامل به ونلتزمه فيما بيننا؛ مراعاةً للكبير والصغير والمرأة والفقير.
اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمارنا خواتمها، وخير أيامنا يوم لقائك، اللهم ارحم كبارنا، ووفق للخير صغارنا واجعل عامنا الجديد عام خير وبركة للإسلام والمسلمين..
عباد الله أنتم بشهر محرم، وردت فيه سُنة الصيام، ومنه سُنة صيام يوم عاشوراء الذي يوافق يوم السبت بعد القادم، وصيام يوم قبله أو بعده، تقبل الله منا ومنكم..
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعلِ رايتي الحق والدين، وكن لإخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم يا ذا القوة والمنة انصر جنودنا وإخواننا في اليمن وسوريا وفلسطين، وأنعم علينا بالأمن والأمان يا رب العالمين. اللهم أغثنا...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي