رمضان والمراقبة

إبراهيم بن محمد الحقيل
عناصر الخطبة
  1. فضائل مراقبـة الله في السر والعلن .
  2. مراقبة الله سبـب من أسبـاب تفريج الكربات فـي الدنيا والآخرة .
  3. دور الصيام في التربية على المراقبة .
  4. سبب اختصاص الله بالجزاء على الصوم .
  5. من أعظم الخلل في فهم حقيقة الصوم. .

اقتباس

من دلائـل الصـلاح والتقوى مراقبـة الله -عزَّ وجـلَّ- في السر والعلن، وتلك هي درجة الإحسان التي تفوق درجتي الإسلام والإيمان.. وإن المراقبة سبيلٌ يوصل العبد إلى الطاعات، ويحجزه عن المعاصي والمحرمات، وهي سببٌ لأنْ يستظل العبد بظل الرحمن يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، فمن لازم مراقبة الله -تعالى- في سرّه وعلنه، فهو حري أن يستظل بظل الله -تعالى- في عرصات القيامة. والمراقبة سبب رئيس لتفريج الكربات، والخلوصِ من المضائق والأزمات في الدنيا قبل الآخرة،..

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله..

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله –تعالى-، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون:

من دلائـل الصـلاح والتقوى مراقبـة الله -عزَّ وجـلَّ- في السر والعلن، وتلك هي درجة الإحسان التي تفوق درجتي الإسلام والإيمان، وقد فسَّره النبي -صلى الله عليه وسلم- «بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»(أخرجه مسلم: 8).

 مراقبة دائمة لله -عزَّ وجلَّ-، يشعرُ العبد معها بأنه لا يستطيع أن يعصي الله -تعالى-؛ لأنه يعلم أنه إن غـاب عـن أعين الناس فإنـه لا يغـيب عـن الله -تبـارك وتعالى-.

إن المراقبة سبيلٌ يوصل العبد إلى الطاعات، ويحجزه عن المعاصي والمحرمات، وهي سببٌ لأنْ يستظل العبد بظل الرحمن يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، فإن عدداً من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة. (حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، أخرجه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- البخاري: 660، ومسلم: 1031).

بسبب طاعات أدوها أو معاصٍ تركوها إنما دفعهم إلى ذلك مراقبتهم لله -تعالى-.

فالإمام العادلُ راقِب الله -تعالى- في رعيته فعدل بينهم، ولو كان عادلاً بلا إيمان لما نفعه عدله في الآخرة. فإيمانه دفعه إلى مراقبة الله -تعالى- في رعيته فعدل بينهم، فاستحقَّ ظل الله يوم القيامة.

والشابُ الذي نشأ في عبادة الله -تعالى- الظنُّ أنه دائم المراقبة لله -تعالى-، وكذلك الرجلُ الذي قلبه قد عُلِّق بالمساجد قد راقب الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الفريضة العظيمة.

ومثلهما الرجلان المتحابان في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، فمراقبتهما لله -تعالى- جعلت حبهما لبعضهما لا يتغير في حال افتراقهما؛ لأنها محبة خالصة لله -تعالى-، وهما يراقبانه، ويعلمان أنه مطلع عليهما، ويعلم ما في قلبيهما.

وتتجلى المراقبةُ واضحة في الثلاثة المذكورين في آخر الحديث وهم: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، فخوفه من الله -تعالى- كان بسبب مراقبته لله -تبارك وتعالى-.. تيسرت له سبلُ الفاحشة، ودعته إليها دواعٍ كثيرة؛ فالمرأة جميلة تدفعه إليها غريزته الفطرية، وهي ممتنعة من أن يلحق بها أو بمن يعاشرها أي أذى؛ لأنها ذاتُ منصب.

فالخوف من أذى الناس وعقابهم غير موجود بسبب منصبها، وما بقي مانع يمنع من وقوع الفاحشة إلا مراقبةُ الله -تعالى- التي أسعفت هذا الرجل التقي، فقال: إني أخاف الله.

ومثله ذلك الرجل الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، فهو يعلم أن الله -تعالى- يراقبه، وهو يستحضر تلك المراقبة عند كل صدقة يتصدق بها؛ ولذلك أخفاها عن أعين الناس لئلا يطلع عليها إلا الله -تعالى-، وبالغ في إخفائها أشد المبالغة حتى صار بعض جسمه لا يطلع عليها.

وكذلك الرجل الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، فمراقبته لله -تعالى- حركت قلبه حين ذكر الله -تعالى-، فجادت عيناه بالدمع.

فمن لازم مراقبة الله -تعالى- في سرّه وعلنه، فهو حري أن يستظل بظل الله -تعالى- في عرصات القيامة. والمراقبة سبب رئيس لتفريج الكربات، والخلوصِ من المضائق والأزمات في الدنيا قبل الآخرة، ففي قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانحدرت عليهم صخرة فأغلقت عليهم الغار فسألوا الله -تعالى- بأعمال صالحة عملوها فأزال الله عنهم الصخرة، وفرج كربتهم (أخرجه البخاري: 2272، ومسلم: 2743).

والملاحظ أن مراقبتهم لله -تعالى- كانت سبباً في أعمالهم الصالحة التي عملوها، وكانت هذه الأعمال سبباً لخلوصهم من شدتهم.

فأولهم: كان يحلب بهائمه لوالديه وأولاده، فيسقي والديه أولاً ثم يسقي أولاده، فتأخر يوماً فما عاد إلا وقد نام والداه، فلم يوقظهما بل وقف بالحليب عند رأسيهما ينتظر استيقاظهما، وكره أن يسقي أولاده قبلهما، وصبيته يصيحون من الجوع يريدون الحليب حتى طلع الفجر، واستيقظ والداه فسقاهما.

فلولا مراقبته لله -تعالى- في والديه الكبيرين لنام وتركهما، أو سقى أطفاله قبلهما ولاسيما أنهما نائمان لا يدريان بأفعاله؛ ولكنه راقب الله -تعالى- فعمل معهما في نومهما ما يعمله معهما في يقظتهما.

وأما الثاني: فكان له ابنة عم قد أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وقد راودها عن نفسها فامتنعت منه، فلما احتاجت إليه علَّقَ قضاء حاجتها على مواقعتها، فوافقته على ذلك حتى استمكن منها، وجلس بين رجليها فقالت له: «يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه»، فقام عنها ولم يقض منها حاجته، وترك لها ما أعطاها من مال.

فلولا مراقبته لله -تعالى- لما أثرت في قلبه كلمتها حينما قالت له: «يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه»، ولا سيما أنه يحبها وقد استمكن منها، فغلب خوفُه من الله -تعالى-، ومراقبته له، شهوته، ومحبته لها.

وأما الثالث منهم: فاستأجر أجيراً فأدى عمله، فأعطاه حقه؛ لكن الأجير لم يأخذ حقه ورحل عنه، فعمل صاحب العمل على تنمية مال الأجير حتى صار مالاً عظيماً من زرع ونعم، فجاء الأجير يوماً من الدهر يطلب حقه، فأخبره أن كل ما يرى من الزرع والنعم هو له قد نمَّاه خلال غيبته، فأخذه الأجير.

فلولا مراقبة صاحب العمل لله -تعالى- لأكل مال الأجير، أو على الأقل لأعطاه حقه واحتفظ بما نتج عنه من أرباح كثيرة، ولا سيما أن الأجير لا يعلم ذلك حتى إنه قال له لما أخبره أن كل ما يرى له: اتق الله ولا تستهزئُ بي، فقال له: إني لا أستهزئ بك. لكن صاحب العمل علم أن الأجير إن لم يكن يراقبه فإن الله -تعالى- رقيب عليه.

فكانت هذه الأعمال الصالحة التي نتجت عن مراقبة الله -تعالى- سبباً لتفريج كربتهم، وإزاحة الصخرة عنهم، فخرجوا يمشون. فمراقبة الله -تعالى- سبـب من أسبـاب تفريج الكربات فـي الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا دلَّ عليها حديث الغار، وفي الآخرة دلَّ عليها حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله".

عن زيد بن أسلم قال: «مرَّ عبدالله بن عمر براع فقال: يا راعي الغنم، هل من شاة؟ قال الراعي: ليس ههنا ربها، فقال له ابن عمر: تقول له: إنه أكلها الذئب، قال: فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله؟ قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول: أين الله؟ فاشترى ابن عمر الراعي، واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم» (شعب الإيمان: 8614 - 5291، وصفة الصفوة: 2/188).

وقد سئل ابن المبارك عن تفسير المراقبة فقال: «كن أبداً كأنك ترى الله عزَّ وجلَّ» (جاء من حديث زيد بن أرقم مرفوعاً وموقوفاً كما في جامع العلوم والحكم (1/72) ونقله عن ابن المبارك الغزالي في إحياء علوم الدين (4/397).

وقال رجل للجنيد -رحمه الله-: "بم أستعين على غض البصر؟ فقال: «بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه» (جامع العلوم والحكم: 1/162، وإحياء علوم الدين: 4/397).

وقال أبو عثمان النيسابوري: قال لي أبو حفص: «إذا جلست للناس فكن واعظاً لنفسك وقلبك، ولا يغرنك اجتماعهم عليك؛ فإنهم يراقبون ظاهرك، والله رقيب على باطنك»(مدارج السالكين: 2/66، وإحياء علوم الدين: 4/397)؟

تلك هي المراقبة يا عباد الله، من حقّق العمل بها، ونال منزلتها كان حقيقاً بعمل الخيرات، واجتناب الموبقات، وكان حرياً بأن تفرج له الكربات في الدنيا والآخرة.

أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يراقبه في السر والعلن، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا إنه سميع مجيب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) [طه: 7- 8].

الخطبة الثانية:

الحمد لله، حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - فإنكم قد أدركتم شهراً تتأكد فيه التقوى، نسأل الله -تعالى- أن يبلغنا آخره، وأن يحسن عملنا فيه، وأن يتقبل منا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

أيها المسلمون:

بين المراقبة والصيام صلة وثيقة؛ ذلك أن الصيام يبنى على المراقبة، وترك المفطرات سِرٌّ لا يطلع عليه إلا الله -تعالى-؛ فإن العبد قد يدَّعي الصيام، ويجلس مع الصائمين وهو مفطر، والناس يظنونه صائماً، ولا يعلم حقيقته إلا الله -تعالى-.

ولذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عزَّ وجلَّ-: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي» رواه الشيخان. (أخرجه البخاري: 1894، ومسلم: 1151).

إن الصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله -تعالى-، وليس من أجل الناس؛ لخفاء أمره على الناس، واطلاع الله -تعالى- على حاله، بخلاف كثير من الأعمال الصالحة الأخرى؛ فالمصلي قد يصلي من أجل الناس، وكذلك الحاج والمعتمر والمتصدق إذا أظهر صدقته، وهكذا كثير من الأعمال الصالحة، ولا يعني ذلك أن الصيام لا يدخله الرياء -ولاسيما صيام التطوع- فإن العبد قد يصوم تطوعاً ويظهر صيامه للناس بإخبارهم به، أو بتعمد إظهار ما يدل على صيامه، لكن من ادعى الصوم من الناس فـلا يعلـم بحقيقـة صومـه إلا الله -عزَّ وجلَّ-؛ إذ قد يفطر سراً والنـاس لا يدرون، فالصيام سر بين العبد وربه؛ ولذلك كان الجزاء عليه من الله -تعالى- مباشرة بلا واسطة، وإلا فإن كل الأعمال جزاؤها من الله -تعالى-.

على أنه قد ذكر سبب آخر لاختصاص الله -تعالى- بالجزاء على الصوم، وهو أن كل العبادات التي يتقرب بها المؤمنون لله -تعالى- قد تقرب بها المشركون إلى آلهتهم من الصلاة والحج والطواف والصدقة وغيرها، إلا الصوم فإنه لم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين في الأزمان المتقادمة قد عبدت آلهتها بالصوم، ولا تقربت إليها به، ولا دانتها به، ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع؛ فلذلك قال الله -عزَّ وجلَّ-: «الصوم لي» أي: لم يشاركني فيه أحد، ولا عُـبِد به غيري، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي، وأنا أتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أكله إلى أحد غيري من ملك مقرب أو غيره. (ذكر ذلك ابن الأثير في جامع الأصول نقلاً عن الأمير مجاهد الدين أبو منصور قيماز، وذكر أنه مما وقع له ابتكاراً ولم يحفظه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، قال ابن الأثير: «لم أسمعه أنا من غيره، ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن وفقه الله بعرفانه» ا هـ. انظر: جامع الأصول (9/454).

ألا فاتقوا الله ربكم، وحققوا المراقبة في صيامكم، راقبوا الله -تعالى- في أسماعكم فلا تسمع حراماً، راقبوه في أبصاركم فلا تبصر حراماً، راقبوه في جوارحكم فلا تعمل حراماً، راقبوه في خطاكم فلا تمشوا إلى حرام، ولا تجلسوا في مجالس اللهو والباطل.

إن كثيراً من الصائمين يراقبون الله -تعالى- في صيامهم من جهة الأكل والشرب وسائر المفطرات الحسية، ويشددون على أنفسهم في ذلك حتى تجدهم يسألون عن قطرة العين والأنف والأذن، وعن الغبار والدخان والطيب هل هي من المفطرات؟ ويجتنبـونها احتياطاً لصومهم، ولكنهم لا يتقون الله -تعالى- ولا يراقبونه فيما يخل بالصوم، أو يذهب أجره كالغيبة والنميمة والزور والبهتان، والنظر إلى المحرمـات وسماعـها.

وهذا من أعظم الخلل في فهم حقيقة الصوم، وهو من الحرمان العظيم؛ إذ حرموا أنفسهم مما أحل الله لهم في غير الصيام.. وأحلوا ما حرم الله عليهم حال صيامهم وحال فطرهم.

فاحذروا -عباد الله- خوارم الصيام، وراقبوا الله -تعالى- في صومكم؛ فإنه لله -تعالى-، والله -تعالى- قد تولى الجزاء عليه، وهو الغني الكريم الذي يعطي العطاء الجزيل، فلا تحرموا أنفسكم عطاياه بشهوات تقارفونها في ليالي رمضان، تذهب حلاوتها ويبقى وزرها، واتقوا الله في ليالي رمضان كما تتقونه في نهاره.

وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي