وكم من أناس في هذا الزمن تولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم! وهجروا كلام الله -تعالى- فلا يقرؤونه، ولا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد. بيوت يحيا ليلها، ويقضى نهارها بسماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران، مبالغة في الجهر بالعصيان. بيوت خلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ فانتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها، فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والانفعالات العصبية، والأحلام المزعجة (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ)..
الحمد لله..
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، فمن بعُد عن التقوى في هذا الموسم فمتى يتقي؟ ومتى ينال حظه من التقوى؟ وهل يأمن في الدنيا والآخرة إلا المتقون؟ (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35].
أيها الإخوة في الله:
في رمضان يقبل كثير من الناس على كتاب الله -تعالى- قراءةً وحفظاً، وأحياناً تفسيراً وتدبراً، وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات، وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
وكان جبريل يدارس فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فالحديث عن القرآن في رمضان، له مناسبته وله خصوصيته ولا سيما مع إقبال الناس عليه.
وُصِفَ هذا القرآن بأنه (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2]، يهتدون بآياته ومعانيه فيخرجهم من ظلمات الشرك والجهل والذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة. يهتدون به فيما يعود عليهم بالصلاح في دنياهم وأخراهم (إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9].
عبره أعظم العبر، ومواعظه أبلغ المواعظ، وقصصه أحسن القصص، (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ) [يوسف:3] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57]، شفاء للصدور من الشبه والشكوك، والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان. (انظر: تفسير ابن كثير: 2/652).
ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنون (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء:82]، (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصِّلت:44].
وهو مع هدايته للمؤمنين حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم، كاختلافهم في عيسى وأمه عليهما السلام، واختلافهم في كثير من أنبيائهم (المصدر السابق: 3/597).
(إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [النمل: 76- 77].
فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي (لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) [فصِّلت:42]، لكن كيف يفعل ذلك أهل الكتاب وكثير من المؤمنين قد زهدوا في كتابهم، وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة؟! فالمؤمن بهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهم الذي زورت كثيرٌ من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء، ورهبان الكذب.
ثم إن هذا القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً أو تلميحاً، أو إشارة أو إيماء. ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان والحيوان، والنبات والثمار، والأرض والبحار، والفضاء والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن قبل قرون طويلة، مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون. (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا) [النحل:89]، (مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام:38].
ويتميز هذا القرآن بميزة تظهر لكل أحد وهي سهولة لفظه، ووضوحُ معناه، (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17] قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: «أي: سهلنا لفظه، ويسرنا معناه لمن أراد ليتذكر الناس» (المصدر السابق: 4/411).
وقال مجاهد: «هَوَّنَّا قراءته» (أخرجه ابن جرير في تفسيره: 27/96)، وقال السدي: «يسرنا تلاوته على الألسن» (تفسير ابن كثير: 4/411)، وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: «لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل» (المصدر السابق: 4/411)، (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) [مريم:97].
وهذه آية من أعظم الآيات، ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن؛ فحفظه وإتقانه أيسر وأهون من سائر الكلام. وقراءته ميسرة حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف من العربية سواه، وحتى إن كثيراً من الأميين لا يستطيع أن يقرأ غيره.
وأما المعنى فتجد أن الواحد من الناس يأخذ منه حسب فهمه وإدراكه، فالعامي يفهمه إجمالاً، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه، والعالم البحر يغوص في معانيه التي لا تنتهي، حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره في سورة أو آية واحدة ولم ينته من فوائدها ومعانيها.
قيل: إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي -رحمه الله تعالى- عقد على تفسير قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنَى) [الأنبياء:101] ثلاثمائة وستين مجلساً (سير أعلام النبلاء: 18/514).
وتصانيف العلماء في سورة أو آية واحدة كثيرة ومشهورة، وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي حواها هذا الكتاب العظيم.
والمقصود الأعظم من إنزاله: فهم معانيه، وتدبر آياته، ثم العمل بما فيه (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29]، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) [الفرقان:50]، (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء:82]، (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]، وكلما كثر تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به، وزاد خشوعه وإيمانه.
ولذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله –تعالى-. قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اقرأ عليَّ القرآن» فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري»، قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) [النساء:41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل» (أخرجه البخاري: 5055، ومسلم: 800).
ولا شك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة. يقول الحسن -رحمه الله-: «يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك»(الحلية: 2/134 و 6/198، والسير: 4/575).
كم اهتدى بهذا القرآن من أناس كانوا من الأشقياء؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن الضلال إلى الهدى، ومن النار إلى الجنة.
قوم ناوَءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وناصبوه العداء، وأعلنوا حربه؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتى دخلوا في دين الله أفواجاً، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.
ولعل من عجائب ما يذكر في هذا الشأن: قصة توبة الإمام القدوة الفضيلِ بن عياضٍ -رحمه الله تعالى- حيث كان شاطراً يقطع الطريق، وكان سببُ توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلو (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ) [الحديد:16]، فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: «أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام». (السير: 8/423).
فرحم الله الفضيل بنَ عياض، قادته آية من كتاب الله إلى طريق الرشاد فكان من العبّاد المتألهين، ومن العلماء العاملين، فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤه ونسمعه بكثرةٍ هذه الأيام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15- 16].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا أن أكثر الناس انتفاعاً بالقرآن هم المؤمنون المتقون.
وأما الكفار فإنهم لا ينتفعون به بسبب إعراضهم عنه، وتكذيبهم له. وأما أهلُ المعاصي والفجور فهم أقلُ انتفاعاً به بسبب هجرانهم له، وانكبابهم على شهواتهم (وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) [الإسراء: 45- 46]، هذا حال الكفار قد حجبوا عن الانتفاع به.
أما أهلُ المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلاً عنه حتى هجروه؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله منهم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآَنَ مَهْجُورًا) [الفرقان:30] ذكر ابن كثير رحمه الله: «أنهم عدلوا عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره». (تفسير ابن كثير: 3/507).
وكم من أناس في هذا الزمن تولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم! وهجروا كلام الله -تعالى- فلا يقرؤونه، ولا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد. بيوت يحيا ليلها، ويقضى نهارها بسماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران، مبالغة في الجهر بالعصيان.
بيوت خلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ فانتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها، فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والانفعالات العصبية، والأحلام المزعجة (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ) [المجادلة:19].
ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء، وأن ينعقد لسانه حال احتضاره عن شهادة الحق، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك. وما راجت سوق الغناء والمعازف، وكثر المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
أما أهل الإيمان والقرآن ففرحهم بلقاء ربهم لا يوصف؛ عظموا كتاب الله -عز وجل- فرزقهم الله حسن الختام، وأكثروا قراءته وتدبره والعمل به فاستقبلتهم الملائكة في مواكب مهيبة تبشرهم بالرضا والجنان، فشوهدوا حال احتضارهم وهم في أمن وطمأنينة. هذا الإمامُ المقرئ المحدثُ الفقيهُ أبو بكر بن عياش -رحمه الله تعالى- لما حضرته الوفاة بكت أخته! فقال لها: «ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة»( السير: 8/504). فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني، وقضى آلاف الساعات في العصيان؟ كلا والله لا يستويان.
ومما يؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف، ويفاخر بهم في هذا الشأن!! وكان الأولى؛ بل الواجب أن يربوا على كلام الله تعالى.
فاتقوا الله ربكم، وعظموا كلامه، واقرؤوه واحفظوه واعقلوه وتدبروه واعملوا به، واحذروا المعاصي والآثام، فلا سعادة في الدنيا ولا نجاة في الآخرة إلا بسلوك صراط الله المستقيم، ألا وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي