فالبدعة في الدين من أخطر الأمور على الإنسان؛ لأنه يعتقدها ويحبها ويعملها على أنها عمل صالح وقربة إلى الله، فرجوعه عنها من أصعب الأمور؛ وأما المعصية فإن الإنسان يعملها وهو يقر بذنبه وخوفه من الله وأنه على خطأ، فرجوعه عن المعصية أمر يسير.
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واعتصموا بكتاب ربكم وسنة نبيكم فإن أجسامكم على النار لا تقوى، واستعدوا ليوم ترجعون فيه إلى الله، فتوفى كل نفس ما كسبت ولا تظلم شيئاً، قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].
عباد الله: قد يدعي الإنسان المحبة والاتباع، والطاعة والانقياد، في أمر قد أمر فيه بأن يحب ويتبع ويُطيع وينقاد، وهو يفقد الدليل والبرهان على هذه المحبة والاتباع، وهذه الطاعة والانقياد، فهل يكفي -عباد الله- في الحكم بصدق هذا في المحبة والاتباع مجردُ الدعوى؟.
أبداً، لا تكفي مجرد الدعوى الخالية عن البرهان الساطع، والدليل الصحيح القاطع، فقد قالت اليهود والنصارى: نحن أبناء الله وأحباؤه، والمراد بالابن في لغتهم الحبيب ولم يريدوا البنوة الحقيقية، فإن هذا ليس من مذهبهم إلا مذهب النصارى في المسيح، قال الله -سبحانه وتعالى- في تلك الدعوى الباطلة: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)، فرد الله عليهم هذا الادعاء الباطل بقوله: (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [المائدة:18].
وقالوا -قاتلهم الله- لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)، فرد الله عليهم بقوله: (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:111-112].
فكل من يدعي محبة الله -عز وجل-، ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-... ويدعي الاتباع والطاعة والانقياد، مجرد دعوى لا دليل عليها ولا برهان، فدعواه عليه مردودة؛ لأنها دعوى كاذبة.
ولهذا أنزل الله -عز وجل- في كتابه الكريم آية هي في الحقيقة قاصمة لظهر كل من كذب في دعوى محبته لله -عز وجل- ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، سماها بعض السلف بآية المحنة، أي: آية الاختبار والامتحان، وهي ميزان لكل دعوى في هذا الأمر وهذا الشأن، هذه الآية هي قوله -سبحانه وتعالى- مخاطباً فيها رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31].
فليضع كل إنسان نفسه أمام هذه الآية العظيمة، أمام هذا الميزان الدقيق السليم الواضح هل هو صادق في دعواه، محبة الله ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أم كاذب فيها، إن كان متبعاً لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في جميع ما جاء به -عليه الصلاة والسلام- من عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاق وآداب، قولا كان ذلك أو فعلاً أو تركا، فهذا دليل صدقة في دعواه، وليهنأ -بإذن الله عز وجل- ببشارتين عظيمتين:
البشارة الأولى: محبة الله له، ومن أحبه الله -عز وجل- فهو على خير وهدى وتوفيق ورشاد، ولا يضره لو أبغضه من في الأرض جميعاً.
البشارة الثانية: مغفرة ذنوبه جميعاً.
وليعلم كل متبع للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ينقص من هذه المحبة ومن هذه المغفرة بمقدار ما نقص من الاتباع، فإن كان الاتباع كاملاً صارت المحبة والمغفرة كاملتين، وإن كان الاتباع ناقصاً نقص من المحبة ومن المغفرة بمقدار ما نقص من الاتباع. والعاقل خصيم نفسه، فليزن نفسه بهذا الميزان الدقيق.
ومن هذا يتبين لنا -عباد الله- كذب طائفتين من الناس اليوم، وكلا الطائفتين تدعي محبة الله -عز وجل- ومحبة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالطائفة الأولى إذا سمعت دعواها تلك ونظرت في أفعالها وأقوالها وجدتها على غير هدى النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل مخالفة لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كذب في الدعوى، فلو كانت تحب الله حقيقة وتحب رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- لاتبعت رسوله في كل ما جاء به من الكتاب والسنة الصحيحة، وقد قال أحدهم:
وكُلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرُّ لهم بذاكَ
والطائفة الثانية اتبعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض ما جاء به -عليه الصلاة والسلام-، وخالفته في البعض الآخر، وزادت أن أحدثت في دين الله -عز وجل- ما لم يشرعه في كتابه ولا على لسان رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وادعت بأن هذا الذي أحدثته هو من محبة الله -عز وجل- ومحبة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وهي -بهذا- قد استدركت على الله -عز وجل- وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله -عز وجل- قد قال في كتابه الكريم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3]، فالله -عز وجل- قد أتم هذا الدين وأكمله فلا يحتاج إلى زيادة أو يقبل النقصان، لكن هذه الطائفة بإحداثها في الدين وابتداعها فيه تجعل هذا الدين لم يكمل -والعياذ بالله!-، فهي تكمله بهذه المحدثات وهذه البدع.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال في الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي: مردود عليه، وإذا ما بَيَّنْتَ لهذه الطائفة خطأها في ذلك أَوْرَدَتْ عليك الشبه والضلالات، وتأولت بتأويلات مظلمة موهمة تنطلي على عوام الناس وأهل الجهل وقلة البصيرة في دين الله، ولكنها البدعة في الدين والمحدثة فيه، التي هي أحب إلى الشيطان من المعصية.
فالبدعة في الدين من أخطر الأمور على الإنسان؛ لأنه يعتقدها ويحبها ويعملها على أنها عمل صالح وقربة إلى الله، فرجوعه عنها من أصعب الأمور؛ وأما المعصية فإن الإنسان يعملها وهو يقر بذنبه وخوفه من الله وأنه على خطأ، فرجوعه عن المعصية أمر يسير.
وفي هذا الزمان انتشرت البدع والمحدثات في الدين، وصار لها دعاة ومؤسسات تنافح عنها تارة وتدعو إليها وتحسنها في النفوس تارة، وقد يصل بعض هذه البدع وهذه المحدثات إلى الشرك بالله -عز وجل- والكفر به، والعياذ بالله!.
وسبب انتشارها هو قلة العلم الشرعي، وضعف البصيرة فيه، ولا سيما ما يتعلق بجناب التوحيد، واتباع الهوى ودعاة الشر والضلالة.
وللقنوات الفضائية المنتشرة في هذا الزمان والتي لا يخلو منها بيت ولا مكان في الأغلب والأكثر، لها نصيب في نشر هذه البدع وهذه المحدثات في الدين.
وبعض هذه البدع وهذه المحدثات، تجر في الحقيقة من اتبعها وعمل بها إلى الشرك والكفر بالله من حيث لا يشعر. نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية والثبات على الدين وعقيدة التوحيد.
والبدع والمحدثات كثيرة، ولكن من أشهر البدع والمحدثات التي راجت في هذا الزمان ووقع فيها كثير من الأنام، بدعتان:
الأولى: بدعة كفرية شركية لو مات صاحبها عليها ولم يتب إلى الله منها مات كافراً وجزاؤه يوم القيامة نارُ جهنم خالداً فيها أبد الآباد ودهر الداهرين، تلكم -عباد الله- بدعة الطواف بالقبور ودعاء أهلها من دون الله في جلب المنافع والطيبات، ودفع البلاء والمكروه قبل نزوله، ورفع البلاء والمكروه بعد نزوله، والتقرب لأصحاب القبور بالنذر والذبح لها من دون الله، وحصول كثير من المنكرات والأفعال التي تدل على ضعف تلك العقول وجهلها.
إنك لَتقول: أين عقول هؤلاء التي أكرمهم الله -عز وجل- بها ليفرقوا بها بين النافع والضار وبين الصحيح والسقيم؟ ولكنه الجهل واتباع الهوى، نسأل الله -عز وجل- أن يحمينا من هذه البدعة ويميتنا على توحيده ومحبته واتباع رسوله.
الثانية: وهي بدعة لا تصل إلى الكفر والشرك بالله، ولكنها قد تجر إلى الشرك بالله، وهي ما تسمى ببدعة المولد، أي مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذه البدعة انتشرت في كثير من بلاد المسلمين، إن لم أقل في جميع بلاد المسلمين، وصار لهذه البدعة مكانة وقدر واهتمام عند من ابتدعها وأحدثها، وعند العوام الذين اغتروا بأهلها والداعين إليها والمحسّنين لها، حتى صارت عندهم مناسبة من أهم المناسبات وأعظمها شأناً.
وصار أغلب الاحتفالات بتلك المناسبة لا يخلو من منكرات قولية وفعلية تخالف هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وتناقض دعوى محبته واتباعه، من اختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور والمفاسد.
بل قد يقع فيها ما هو أكبر من ذلك وأعظم وهو الشرك بالله -عز وجل- من خلال الغلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب.
ويصل الحد ببعضهم أنه يعتقد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحضر هذا المولد فيقوم له محيياً ومرحباً، وغير ذلك مما هو من أعظم الباطل وأقبح الجهل.
وأنت إذا رأيت أهل البدع والمحدثات في الدين -ولاسيما بدعة المولد- عند الواجبات التي أمروا بها من حضور الجمُع والجماعات، رأيت أكثرهم لا يحضر الجُمع والجماعات، فيتركون ما أمروا به، ويفعلون ما لم يؤمروا به، بل لو رأيت حالهم مع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- لرأيت بعضهم من أبعد الناس من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنها البدعة إذا أشربها القلب وأحبها القلب تُعمي وتُصم.
فالواجب على المسلمين هو الحذر من البدع والمحدثات في الدين، وسؤال أهل العلم والبصيرة وأهل التوحيد الخالص، عن كل ما يشكل في أمور الدين وأمور الدنيا من حلال وحرام، حتى لا يقع المسلمون في شراك تلك البدع وتلك المحدثات.
والواجب عليهم التمسك بكتاب الله وسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسنة خلفائه الراشدين، والحذر من محدثات الأمور كما أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك أمته فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
فإننا في زمان انتشرت فيه البدع بأنواع وأشكال كثيرة، وقد وقع فيها كثير من الناس إما جهلاً بحالها وحكمها، وإما اتباعاً للهوى ودعاة البدعة والضلالة؛ ولذا كان من الواجب على علماء الإسلام أن يبينوا هذه البدع التي انتشرت في بلاد المسلمين، وأنها ليست من دين الله -عز وجل- في شيء، وأنها خطر على المسلمين في معاشهم ومعادهم، وأنها تصد عن سبيل الله -عز وجل- وطريقه المستقيم.
عليهم أن يبينوها ويحذّروا منها في خطبهم وكتبهم ورسائلهم ومواعظهم، ويبينوا الطريق الصحيح والسبيل الأقوم الذي يوصل إلى مرضاة الله -عز وجل- ودار كرامته، وينجي -بإذن الله- من خطر البدع والمحدثات في الدين.
وعلى القائمين على وسائل الإعلام أن يقوموا بدورهم في هذا بالتحذير من البدع والمحدثات في الدين، وأن لا يجعلوا تلك الوسائل منبراً لنشر البدع والمحدثات في الدين، فإنهم مسؤولون عن هذه الوسائل أمام الله -عز وجل-، فليحذروا أن تكون تلك الوسائل محاربة للسنة موالية للبدعة، فكم من رقبة ستتعلق بهم يوم القيامة أمام الله -عز وجل- عندما يفصل الله القضاء بين عباده.
فلنتق الله عباد الله، ولنعلم أنه لا طريق إلى الله -عز وجل- ولا إلى جنته دار كرامته، ولا سبيل إلى النجاة من عذابه ودار الإهانة والخزي، إلا باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به من كتاب الله وسنته الصحيحة، واجتناب البدع والمحدثات في الدين، قال الله -عز وجل-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء:69].
وقال -جل وعلا-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء:13-14].
اللهم إنا نعوذ بك من البدع والمحدثات في الدين، ونسألك أن توقفنا للاعتصام بكتابك المبين، وسنة سيد المرسلين.
اللهم اكفنا شر دعاة البدع والمحدثات في الدين، اللهم أظهر السنة وأعل شأنها وشأن أهلها في الدارين، واقمع البدعة، أذِلّها وأذلّ أهلها في الدارين.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، وارزقنا الفقه في دينك يا رب العالمين.
... عباد الله: البدع والمحدثات في الدين طريق لترك الدين والوقوع في معصية رب العالمين، فالحذر الحذر منها أيها المسلمون!.
لو كانت البدع والمحدثات في الدين من دين الله -عز وجل- وفيها خير للعباد في المعاش والمعاد لسبقنا إليها صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين عصورهم وقرنهم أفضل العصور والقرون، فلو كان خيراً لسبقونا إليه، ولكن لم يحصل منهم شيء مما حصل من أهل القرن الخامس عشر...
فلا نجاة لنا -عباد الله- إلا بركوب سفينة النجاة وهي شرع الله -عز وجل-: كتابه وسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولقد أحسن القائل:
شـــرع الرســول ســفيـــنـــة مأمونة *** من يعتـــصـــــم بركـــوبـــها يـــوماً نجـا
ومحجة للسالكين فمن يســـــــــر *** فيها على نهــــج الهدى بلــغ المنى
شمس الظهيرة في نهار صائف *** من يستضئ بنورها فقد اهتدى
فلنتق الله -عباد الله- ولنحذر من هذه البدع والمحدثات في الدين فإنها شر وبلاء، وفتنة وابتلاء.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي