يا أهل النفاق والشقاق

عناصر الخطبة

  1. تحذير القرآن من النفاق وفضحه لأهله
  2. علامات النفاق وصفات المنافقين
  3. من المنح في الفتن والأزمات.
اقتباس

اليَهُودُ وَالنَّصَارَى وَأذْنَابُهُم مِنْ الرَّافِضَةِ والحَوثِيِّينَ، نُدْرِكُ جَمِيعَاً عَدَاوَتَهُم وَنَتَكَتَّلُ جَمِيعَاً ضِدَّهُمْ، وَأَيُّ فَرْدٍ يَتَعَاوَنُ مَعَهُم؛ فَهُوَ خَائِنٌ، أتَدْرُونَ -عِبَادَ اللهِ- أينَ الخَطَرُ؟ مِنْ زُمْرَةٍ فَلا يُدْرِكُ عَدَاوَتَهُمْ وَخَطَرَهُم إلَّا القَلِيلُ مِنَّا! وَلا يَتَصَدَّى لِحَرْبِهِمْ إلَّا مَنْ جَمَعَ بَينَ الوَعْيِ الكَامِلِ وَالإيمَانِ القَوِيِّ، إنَّهُمُ…

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ العَلِيِّ الأَعلى، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى, نَشهدُ ألاَّ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, لَه الأَسمَاءُ الحُسْنى، والصِّفَاتُ العُلا, وَنَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُه, أَخشى النَّاسِ لِلهِ وَأَتْقَى، اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَليهِ, وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِه، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسَانٍ وَإيمانٍ وَتُقَى، أمَّا بَعدُ:

عِبادَ اللهِ: أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوى اللهِ -تَعَالَى- وَطَاعَتِهِ, فَلنُصْلِحْ بَوَاطِنَنَا, كَمَا عِنَايَتُنَا بِظَوَاهِرِنَا! فإنَّ رَسُولَنَا -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ” (رَواهُ مُسلِمٌ).ِ

إخوَةَ الإيمَانِ: لَقَدْ حَذَّرَ القُرَآنُ الكَرِيمُ عَنْ طَوائِفَ مِنْ الأَعدَاءِ, وَخَصَّ بِالعَدَاوَةِ فِئَةً فَضَحَهُمُ اللهُ فَضْحَاً عَظِيمَاً, وَوَصَفَهُمْ وَصْفِاً دَقِيقَاً! كَشَفَ سِتْرَهُمْ, وَأَبَانَ عَوَارَهُمْ, لِنَحْذَرَ صَنِيعَهُم، وَلِنَتَّقِيَ شَرَّهُمْ، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ، فِئَةٌ انْدَسَّتْ قَدِيمًا، وَلا تَزَالُ حَدِيثًا: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾[المنافقون:4]، اشْتَدَّ خَوفُ نَبِيِّنا -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خِدَاعِهِمْ وَتَزْوِيرِهِمْ، فَقَالَ: “إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ“.

أَيُّها المُسلمونَ: الحَديثُ عن النِّفَاقِ وَالمُنَافِقينَ يَبدَأُ ولا يَنْتَهي، كَيفَ وَقد قَالَ ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: “كَادَ القُرآنُ أنْ يَكُونَ كُلُّهُ فِي شَأْنِهِم“؛ لِذا جَعَلَ اللهُ عُقُوبَتَهُم أنَّهُم: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا﴾[النساء:145].

عِبادَ اللهِ: اليَهُودُ وَالنَّصَارَى وَأذْنَابُهُم مِنْ الرَّافِضَةِ والحَوثِيِّينَ، نُدْرِكُ جَمِيعَاً عَدَاوَتَهُم وَنَتَكَتَّلُ جَمِيعَاً ضِدَّهُمْ، وَأَيُّ فَرْدٍ يَتَعَاوَنُ مَعَهُم؛ فَهُوَ خَائِنٌ، أتَدْرُونَ -عِبَادَ اللهِ- أينَ الخَطَرُ؟ مِنْ زُمْرَةٍ فَلا يُدْرِكُ عَدَاوَتَهُمْ وَخَطَرَهُم إلَّا القَلِيلُ مِنَّا! وَلا يَتَصَدَّى لِحَرْبِهِمْ إلَّا مَنْ جَمَعَ بَينَ الوَعْيِ الكَامِلِ وَالإيمَانِ القَوِيِّ، إنَّهُمُ المُنَافِقُونَ! الذينَ انْخَدَعَ عَدَدٌ مِنْ المُسلِمِينِ بِمَظَاهِرِهِم, وصَدَّقُوا وُعُودَهُمُ الكَاذِبَةُ، وَاغْتَرُّوا بِدِعَايَاتِهِمُ الجَوْفَاءُ الخَاطِئَةُ!َ يا وَيْحَ المُنَافِقِينَ! يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ وَالذين آمَنُوا، وَمَا يَخْدَعُونَ إلَّا أَنْفُسَهم وَمَا يَشْعُرُونَ، وَخَابُوا وَخَسِرُوا وإنْ زَعَمُوا أنَّهُمْ مُصْلِحُونَ: ﴿أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشعُرُونَ﴾[البقرة:12].

لَقَدْ صَدَقَ وَصْفُ نَبِيِّنا -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ: “أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ, وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ, وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ, وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ“.

أتَعْلَمُونَ يَا مُؤمِنُونَ: أنَّ مِمَّا وَصَفَهَمُ اللهُ فِي كِتابِهِ أنَّهُم لَمْ يَرْتَضُوا الإسْلامَ دِينَاً وَلا الكُفْرَ الصَّرِيحَ مَبْدَأً؛ فَكَانُوا مُذَبْذَبِينَ بَينَ الكُفَّارِ وَالمُؤمِنِينَ غَيرَ أَنَّهُم يُبغِضُونَ المُؤمِنِينَ وَيَتَوَلَّونَ الكَافِرينَ، وَأَنَّهُم يَأَخُذُونَ مِن الدِّينِ مَا سَهُلَ عَلَيهِمْ, وَرَاقَ لِأنْفُسِهِمْ! وَيَتَقَاعَسُونَ عَن تَنْفِيذِ مَا يَظُنُّونَ أنَّهُ شَاقٌّ عَلَيهِم! وَإذَا أَرَادُوا قِيَامًا بِعِبَادَةٍ فَكَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إلى المَوتِ سَوْقَاً! ﴿إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُم وَإِذَا قَامُوا إِلى الَصَّلاةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[النساء:142].

عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ صِفَاتِهِمْ: أَنَّهم يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ، يَلْوونَ ألسِنَتهُمْ بِالكلامِ المَعْسُولِ بَينَمَا يُضْمِرونَ الحِقْدَ الدَّفِينَ, وَالمَكْرَ الكُبَّارِ، قُلُوبُهُم قَاسِيَةٌ، وَعُقُولُهم قَاصِرَةٌ، لا يَنْطَلِقُونَ مِنْ مُثُلٍ عُلْيا، ولا يَعتَرِفُونَ بِقِيَمٍ نَبِيلَةٍ، إنَّما مَصَالِحُهُمْ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ! فُصَحَاءُ اللِّسانِ, شُجْعَانٌ فِي السِّلْمِ، فَإذَا جَدَّ الجِدِّ تَرَاهُمْ: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ(51)﴾[المدثر 49]، إي واللهِ: إنَّ ألْسِنَتَهُمْ بَذِيئَةٌ, وَأَيدِيَهُمْ طَوِيلَةٌ, وَقُلُوبَهُمْ خَواءٌ! يَخدِمُونَ الكُفَّارَ, وَيَتَعَاقَدُونَ مَعَهُمْ فِي العَلَنِ والخَفاءِ, لَقَدْ قُلْتَ يَا رَبَّنَا قَولاً كَرِيماً: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ(31)﴾[محمد:30].

فَاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ إِيمَانًا صَادِقًا, وَلِسَانَاً ذَاكِرَاً, وَعَملاً مُتَقَبَّلاً, وَشَرَفَاً وَكَرَامَةً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, وَأستَغْفِرُ اللهَ؛ فاستَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحَمدُ للهِ: ﴿يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ﴾[النور:44]، نَشهَدُ أَلَّا إِلَهَ إلَّا اللهُ الْمَلِكُ العَظِيمُ الجَبَّارُ, وَنَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ المُصْطَفى المُخْتَارُ, صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَاركَ عليهِ وعلى جَميعِ الآلِ والأصْحَابِ والتَّابِعينَ وَمَنْ تَبِعَهُ بإحسَانٍ إلى يَومِ القَرَارِ، أمَّا بَعَدُ:

عِبَادَ اللهِ: لَمَّا حَكَى اللهُ حَالَ المُنافِقِينَ بَيَّنَ أنَّهُم الَكَاذِبُونَ, وأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ, وَلَا يَعْقِلُونَ! ورَحِمَ الإمَامَ الشَّافِعيَّ فَقدْ قَالَ:

جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ *** وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِي بِرِيقِي

وَمَا شُكْرِي لَهَا حَمْداً وَلَكِنْ *** عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي

في الأَزَمَاتِ تَتَمايَزُ الصُّفُوفُ, وَيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ, ويُخْرِجُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِ المُنَافِقِينَ مِنْ أَضْغَانٍ وَأحقَادٍ! عَجِيبٌ حَالُ المُنافِقِينَ! لَقَدْ ازْدَادَتْ عَدَاوَاتُهُمْ, وَسَخَّروا كُلَّ إِمْكَانِيَّاتِ عَصْرِنا لِهَدْمِ قِيَمِ الإسْلامِ وَتَقْويِضِ أَرْكَانِهِ، وَيَتَنَاسَونَ: ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[الصف:8].

لَقَدْ جٌنَّ جُنُونُهُمْ وَهُم يَرَونَ عُلُوَّ دِينِ اللهِ, وَسَعَةَ انْتِشَارِهِ وَكَثْرَةَ المُتَمَسِّكِينَ فِيهِ! رَغْمَ قِلِّةِ إمْكَانِيَّاتِ المُسْلِمينَ, وإلصَاقِ التُّهَمِ فِيهمْ, وَرَغْمَ كُلِّ مَكْرٍ كُبَّارِ يُكادُ لِأهلِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ.

نَحْنُ مُؤمِنُونَ: بِأَنَّ اللَّهَ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ, وَأنَّ دِينَ اللهِ ظَاهِرٌ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ, مُؤمِنُونَ بِقَولِ رَسُولِ الهُدى -صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ-: “لاَ يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبِرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسْلاَمِ إِمَّا بِعِزِّ عَزِيزٍ وَإِمَّا بِذُلِّ ذَلِيلٍ“.

وَلَو سَعَى أهْلُ النِّفَاقِ للفَسَادِ والإفْسَادِ, بِتَيْسِيرِ سُبُلِهِ, وَدَعْمِ وَإبرَازِ الفَاسِدِينَ أمْثَالِهِمْ، فَلَنْ يَضُرُّوا دِينَ اللهِ أبَدَاً, وَلَنْ يَزَعْزِعُوا ثِقَةَ المُسلِمينَ بِدِينِهِمْ وَمَبَادِئِهِمْ وَقِيَمِهِمْ, حَقَّاً كَمَا قَالَ رَبُّنا: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[التوبة: 67]؛ فَقَدْ حَصَرَ الفِسْقَ فِيهم، لِأنَّ فِسقَهُم أَعْظَمُ مِنْ فِسْقِ غَيرِهِم، وَأَنَّ المُؤمِنينَ قَدْ ابْتُلُوا بِهِم، إذْ كَانُوا بَينَ أَظهُرِهِم، والاحْتِرَازُ مِنْهُم شَدِيدٌ، وَقَدْ جَمَعَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالكُفَّارَ فِي النَّارِ وَالخُلُودِ فِيها، لاجْتِمَاعِهِم فِي الدُّنيا عَلى الكُفْرِ، وَمُعَادَاةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.

أيُّها المُؤمِنُونَ: فَكَيفَ إذَا كَانَ مَكْرُ المُنَافِقِينَ يَسْتَهدِفُ بِلادَ الحَرَمينِ الشَّرِيفَينِ, مَعْقِلِ التَّوحِيدِ, وَمَأرِزِ الإيمانِ, مَملَكَةٌ أسِّسَتْ عَلى يَدِ إمَامَينِ مِنْ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ: الإمِامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ و الإمِامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَّهَّابِ عَلَيهِمَا رَحمَةُ اللهِ تَعَالى! وَقَدْ جَعَلَ اللهُ فِي ذُرِّيَتِهَما خَيراً وَصَلاحَاً؛ فَالمُنَافِقُونَ يُخطِئُونَ في التَّقْدِيرَاتِ كَثِيرًا على هذِهِ البلادِ، لِأَنَّ اللهَ خَتَمَ عَلى قُلُوبِهم وَعَلى سَمْعِهِم، وَجَعَلَ عَلى أبْصَارِهِم غِشَاوَةً.

إخْوانِي: لا تَنْزَعِجوا مِنْهُمْ فَقَدْ يَتَظَاهَرُ بَعضُهُمْ بِالإسْلامِ، ولَكِنَّ قُلُوبَهُمْ هُناكَ عِنْدَ اليَهُودِ والنَّصَارى, يَظُنُّ المُنَافِقُونَ أنَّ أمْرَ الدِّينِ مَرْبُوطٌ بِأشْخَاصٍ أو دُولٍ أو جَمَاعَاتٍ؟ كلا وَربِّي فَدِينُ اللهِ مَنْصُورٌ, وَعَدُوُّهُ مَقْهُورٌ مَغْلُوبٌ وَمَخْذُولٌ! وَلَو كَانَ الدِّينُ مُعَلَّقًا بِأحَدٍ لَزَالَ بِزَوالِ مُحَمَّدٍ خَيرِ البَشَرِ! كَفَى اللهُ المُسْلِمِينَ شُرَّ المُنَافِقِينَ وَكَيدَهُمْ, وَمَلاءَ اللهُ قُبُورَهُم وَبُيُوتَهُم وَبُطُونَهَمْ نَارًا.

اللهمَّ اهدنا لِمَا تُحبُّ وتَرضَى, وزيِّنا بِزِينَةِ الإيمانِ والتَّقوى, واجعلنا هداةً مُهتَدِينَ غَيرَ ضَالِينَ ولا مُضلينَ.

اللهمَّ وفِّق وسَدِّد الآمرينَ بالمعروفِ والنَّاهينَ عن المُنكرِ وَقَوِّى عَزائِمَهم وأهدِهم سُبلَ السَّلام, واكفِهم شَرَّ الِّلئامِ, اللهمَّ من أرادَ بنا سوءاً, فَأخرس لِسانَهُ وشُلَّ أركانَهُ وأذهب عقلَهُ, واجعله للنَّاس آيةً.

اللهمَّ وفِّق وُلاةَ أُمورِنا لِمَا تُحبُّ وَتَرضى وأَعنهُم على البِرِّ والتَّقوى, وأصلح لهم البِطانَةِ ووفِّقهم وأعنهم على أداء الأمانةِ,

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.