محبطات الأعمال (1) الكفر والشرك

عناصر الخطبة

  1. عظم مهانة الكفر وحقيقته
  2. مجازاة الكفار على صالح أعمالهم في الدنيا فقط
  3. مآل سيئات وحسنات من أسلم فحسن إسلامه
  4. من صور الكفر التي تحبط العمل
  5. الهدف من الاسترسال في هذا الموضوع
اقتباس

ومنها ما يحبط كل الحسنات. ومثل هذه الذنوب هي ما تعرف بمحبطات الأعمال؛ فمحبطات الأعمال هي أشد ما ينبغي على المسلم الحذر منه؛ لأنها تنقص الأجر والثواب. أما الذنب الذي يحبط جميع الأعمال ويخرج صاحبه من الملة فهو الكفر والردة عن الدين والنفاق الاعتقادي والوقوع في الشرك الأكبر…

الخطبة الأولى:

إن من كرم الله -عز وجل- على عباده أن من همَّ منهم بحسنة فعملها كتبها الله له عشر حسنات إلى أضعاف مضاعفة، ومن همَّ بسيئة كتبها الله -عز وجل- سيئة واحدة؛ فمن ثقلت موازينه يوم القيامة فقد أفلح ومن خفت موازينه فقد خاب وخسر.

وإن مما ينبغي التنبه له أن عواقب هذه الذنوب يوم القيامة على أنواع؛ فمنها ما يكتب لك بها سيئة واحدة، ومنها ما تحبط لك حسنات عديدة، ومنها ما يحبط كل الحسنات.

ومثل هذه الذنوب هي ما تعرف بمحبطات الأعمال؛ فمحبطات الأعمال هي أشد ما ينبغي على المسلم الحذر منه؛ لأنها تنقص الأجر والثواب.

أما الذنب الذي يحبط جميع الأعمال ويخرج صاحبه من الملة فهو الكفر والردة عن الدين والنفاق الاعتقادي والوقوع في الشرك الأكبر -والعياذ بالله-؛ فقد قال تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة:217]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[المائدة:5].

والكفر بالإيمان هو: الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

ومما ينبغي أن نَعْلمه أن الذين ماتوا وهم كفار لكنهم عملوا بعض الأمور الحميدة في حياتهم فإن الله -عز وجل- لا يضيع ذلك عليهم؛ بل يجازيهم عليها في الدنيا فقط، قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[هود:15-16].

ولذلك جاء في الصحيح من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : “إِنَّ اللَّه لا يَظْلِم مُؤْمِنًا حَسَنَة يُعْطِي بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَة، وَأَمَّا الْكَافِر فَيُطْعَم بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَة لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَة يُجْزَى بِهَا“(رواه مسلم).

وَفِي رِوَايَة قال -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ الْكَافِر إِذَا عَمِلَ حَسَنَة أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَة مِنْ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَإِنَّ اللَّه -تعالى- يَدَّخِر لَهُ حَسَنَاته فِي الآخِرَة، وَيُعْقِبهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَته“.

قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على هذا الحديث: “أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْكَافِر الَّذِي مَاتَ عَلَى كُفْره لا ثَوَاب لَهُ فِي الآخِرَة، وَلا يُجَازَى فِيهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَله فِي الدُّنْيَا، مُتَقَرِّبًا إِلَى اللَّه -تعالى-، وَصَرَّحَ فِي هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّهُ يُطْعَم فِي الدُّنْيَا بِمَا عَمِلَهُ مِنْ الْحَسَنَات؛ أَيْ : بِمَا فَعَلَهُ مُتَقَرِّبًا بِهِ إِلَى اللَّه -تعالى- مِمَّا لا يَفْتَقِر صِحَّته إِلَى النِّيَّة؛ كَصِلَةِ الرَّحِم وَالصَّدَقَة وَالْعِتْق وَالضِّيَافَة وَتَسْهِيل الْخَيْرَات وَنَحْوهَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَيُدَّخَر لَهُ حَسَنَاته وَثَوَاب أَعْمَاله إِلَى الآخِرَة، وَيُجْزَى بِهَا مَعَ ذَلِكَ -أَيْضًا- فِي الدُّنْيَا، وَلا مَانِع مِنْ جَزَائِهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْع بِهِ فَيَجِب اعْتِقَاده” ا.هـ.

أما لو أسلم الكافر ومات على الإيمان، كفَّر الله عنه سيئاته، وكتب له حسناته التي عملها في جاهليته؛ فقد روى النسائي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ -عز وجل- عَنْهَا“.

وعندما سألت عائشة -رضي الله عنها- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حال الكفار الذين ماتوا على كفرهم ولكنهم كانوا يقدمون للناس الخير هل ذلك نافعهم يوم القيامة؟ فماذا قال لها؟ روت عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ؛ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: “لا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ“(رواه مسلم وأحمد).

فهذا عبد الله بن جدعان الذي كان كثير الإطعام للضيوف، ويصل أرحامه، ويطعم المساكين لم ينفعه ذلك في الآخرة؛ لكونه مات وهو كافر جاحد بيوم البعث والنشور.

فإذا علمنا ذلك علمنا خطأ بعض الناس الذين يتألون على الله -عز وجل- ويقولون أن مخترع السيارة أو الكهرباء أو المكيف مثلا سيدخل الجنة بسلام؛ لأنه قدم للبشرية خدمة عظيمة، وبعضهم قد يدعون لهم بالرحمة على ما قدموه من عمل؛ فهذا أمر خاطئ؛ لأنه من ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، وكل كافر قَدَّمَ خيرا فالله -عز وجل- سيعطيه أجره في الدنيا؛ في صورة مال أو صحة أو شهرة أو نحو ذلك؛ لأن جنته في دنياه فقط، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ﴾[الأحقاف:20].

فيجوز للمسلم أن يثني على الكافر على جهوده ولكن لا يجوز الترحم عليه، وقد نهى الله نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن يدعو لوالده الكافر فقال تعالى ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾[التوبة:114].

ومعنى قوله -تعالى- ﴿تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾: أي ترك الاستغفار لأبيه بعد أن علم أنه سَيُصِرُّ على الكفر ويموت عليه.

وبعض الناس قد يدعو للاعب غير مسلم سجل هدفا فيقول داعيا: ينصر دينك!

أيها الأخوة في الله: ومن صور الكفر التي تحبط العمل:

أولا: السخرية بالدين وأهله، قال تعالى ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ(66)﴾[التوبة:65-66].

ثانيا: كراهية شيء من الدين؛ فقد قال عز وجل: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد: 9]؛ لذلك فليحذر من لا يعجبه شيء من شرع الله أو سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،  وأن لا يوافق هواه فيكرهه فيحبط عمله.

لذلك رغبنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن نقول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ثلاث مرات في الصباح والمساء، ومن قال ذلك فله ثواب عظيم، حيث روى ثوبان -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “ما من عبدٍ مسلمٍ يقولُ حين يصبحُ وحين يمسي ثلاثَ مرَّاتٍ رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، إلا كان حقًّا على اللهِ أنْ يُرضيَهُ يومَ القيامةِ“(حسنه الشيخ ابن باز-رحمه الله-).

ثالثا: اتباع ما يسخط الله -تعالى- من المعاصي وكراهية العمل بما يرضيه -عز وجل- من الطاعات؛ لقوله -تعالى-: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد:28].

أسأل الله -تعالى- أن يعصمنا من الزلل وأن يوفقنا لصالح القول والعمل، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الكبير المتعال، ذي الطول والإنعام، المتفرد بالجلال والكمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن محبطات الأعمال عديدة ينبغي الحذر منها أولها:

الكفر والردة عن الدين.

ومن محبطات الأعمال التي تحبط كل الحسنات وتخرج صاحبها من دائرة الإسلام: الشرك بالله -عز وجل-. والشرك نوعان أكبر وأصغر؛ فأما الشرك الأكبر فهو يحبط العمل كله ويخرج صاحبه من الملة. وهو أعظم ذنب عصى ابن آدم ربه به؛ فهو أبغض ذنب عند الله -عز وجل-، ومن مات عليه فلن يغفر الله له، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾[النساء:48].

ولقد بلغ الخطاب الإلهي في تقرير هذه الحقيقة الشرعية وهو يخاطب نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-  على سبيل التغليظ على أمته؛ فالرسول -صلى الله عليه وسلم على شرف منزلته- لو أشرك لحبط عمله؛ فكيف بسائر الناس؟ لكنه -صلى الله عليه وسلم- لا يشرك بالله لعلو مرتبته، ولأن الردة تستحيل منه شرعا؛ فهو المعصوم الذي عصمه الله -تعالى-، ومع ذلك قال له: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[الزمر:65]، وقال تعالى في سورة الأنعام مخبرا عن الرسل جميعا -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾[الأنعام:88].

أيها الأخوة في الله: قد يقول قائل: نحن نعلم بأن الشرك والكفر مبطل للأعمال، ويخرج صاحبه من الملة؛ فما الداعي للاسترسال في مثل هذا الموضوع؟

فأجيبه بأن الهدف من ذكر ذلك عدة أمور منها:

أولا: التخويف من خطر الشرك بالله -عز وجل- أو النفاق، وأن المسلم قد يخرج من الإسلام بكلمة كما دخله بكلمة؛ لذلك ينبغي الحذر كل الحذر من الشرك، وأن نحفظ جناب التوحيد من أي مثلب من مثالب الشرك؛ كالاستغاثة بالجن وبالصالحين من أهل القبور وطلب المدد منهم أو الطواف حول قبورهم، وصرف أي عبادة لغير الله -عز وجل- وما أكثر من يفعل ذلك في دول العالم الإسلامي.

ثانيا: لرفع معنوية المسلم وإحساسه بالعزة بدينه وتمسكه به إذا علم بأن مآل هؤلاء الكفار يوم القيامة هو جهنم، وأنه لن يقبل منهم عملهم؛ فلا ينبغي أن نغترَّ بأيّ كافر ولا ينبغي أن تعجبنا أموالهم ولا أولادهم ولا نغترَّ بما هم فيه من مدنية وما وصلوا إليه من حضارة قال تعالى: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197)﴾[آل عمران:196-197].

ثالثا: ليس هناك ارتباط بين ما وصل إليه هؤلاء الكفار من تطور ورقي في العلم وبين ما هم عليه من دين، فإنما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من قوة وحضارة وتمكين؛ لأنهم أخذوا بأسباب العلم، فهذه هي سنة الله في خلقه، وسنة الله في خلقه لا تحابي أحدا؛ فمن أخذ بها وصل إلى ما وصلوا إليه، ولقد كان المسلمون منذ عدة قرون هم أهل الحضارة والقوة والزعامة، فلما ركنوا إلى الدنيا انطفأ نورهم؛ فمن لهى وغفل وأنفق ماله ووقته في الملهيات كان في مؤخرة الركب.

رابعا: أن لا نشهد لأي إنسان منهم بجنة مهما قدم للبشرية من خير، بل ولا نشهد بذلك للمسلم، إلا لمن شهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بذلك، وإنما نرجو للمسلم خيرا.

أيها الأخوة في الله: بقي العديد من الأعمال التي تحبط العمل أرجئها إلى خطب قادمة بإذن الله.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا…

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق…

اللهم أحينا على أحسن الأحوال…

اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات…

اللهم أصلح لنا ديننا…

اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا…