حكاية الموت

عناصر الخطبة

  1. كل من عليها فان
  2. خطر التسويف بالتوبة
  3. ضرورة الاستعداد للموت بالأعمال الصالحة
  4. حال السلف عند الموت
اقتباس

جاء الموت ليقرر لنا أن هذه الدنيا -يا عباد الله- مهما بلغت، إنما هي متاع زائل، وظل زائل، هذه الدنيا ما هي إلا حياة غرارة، وكأس بالمنية دوارة، إن حلت أوحلت، وإن كست أوكست، وإن علت أوعلت، وكم من ملك رفعت له العلامات فلما علا مات، وفي هذه الأرض مات، موت الأبناء جرح لا يندمل، ورب الأرض والسماء…

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد ولم يترك شيئا مما أمر به إلا بلغه، فتح الله به أعينا عميا، وأذانا صما، وقلوبا غلفا، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره، واهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وما قل وكفى خيرا مما كثر وألهى، وإنما توعدون لأت وما أنتم بمعجزين.

أما بعد:

اعذروني -يا أيها الناس- بحق، اعذروني –والله- ما أردت -يا عباد الله- بطرق هذا الموضوع أن أنغص عيشكم، أو أكدر صفوكم، أو أعطل معايشكم -يا عباد الله-، ولكن سنن في الكون لا تتبدل، وسنن في هذا الكون لا تتغير، كتب الله -عز وجل- على نفسه البقاء، وحكم على عباده بالفناء والانتهاء، فكل نفس منفوسة على هذه المعمورة اعتلت، أو انخفضت، عزت أو ذلت، محكومة أو حاكمة، ملكة أو مملوكة، مسكينة أو ضعيفة، قوية -يا عباد الله- كانت ستشرب من نفس الكأس الذي شرب منه الأولون، وستلبس نفس الخرقة التي لبسها الأولون، وستنزل إلى قبرك بالعمل الذي قدمته بين يديك، ورحمة رب الأرباب فاطر الأرض والسماوات تسبق ذلك.

أما قرأت في ذلك قول الرحمن ذو العزة والاقتدار، وهو يبين لنا أجمعين، ويرسلها مدوية في هذا الكون، فالعربي والعجمي، والأبيض والأسود، والملك والمملوك، والرئيس والمرؤوس، والأمير والمأمور؛ كلنا من هذه الدنيا راحلون، وإلى حفرة مظلمة نازلون، وبين يدينا ما قدمنا -يا عباد الله- معرضون، قال الله في الرحمن: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ [الرحمن: 26].

إذا لطالما كل من عليها فان من سيبقى يا ذا العز والاقتدار؟  قال: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 27].

وقال جل ذكره في سورة عظيمة يبين لنا أننا -يا عباد الله- لن نبقى على هذه الأرض، بل اسمع لكلام الله مع محمد خير من صلى وصام، وطاف بالبيت الحرام، ووحد العلام، يقول له الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 27].

النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول كما جاء عند الإمام البزار في الألقاب، قال صلى الله عليه وسلم واسمع إلى الكلام الذي دار بين جبريل وبين نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاني جبريل، فقال لي: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه في الليل، وعزه في استغناؤه عن الناس".

يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل *** الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد: 20].

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

حكم المنية بالبرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار

هو الموت -يا عباد الله- الذي نساه، أو أراد أن يتناساه، فهو لا محالة -يا عباد الله- وإن تأخر مقدمه سيأتي لا محالة، الموت في كل يوم ينشر الكفن ونحن في غفلة عما يراد بنا.

لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها *** ولو توشحت من أثوابها الْحسنا

أين الأحبة والجيران وما فعلوا *** أين الذين هم كانوا لنا سكنا

سقاهم الْموت كأسًا غير صافية *** صيرتْهم لأطباق الثرى رهنا

أين الأب؟ أين الأم؟ أين الأخ؟ أين الحبيب؟ أين الملوك؟ أين الأمراء؟ أين الذين لبسوا التيجان؟ أين الذين حكموا الدنيا وما فيها؟

لبسوا -يا عباد الله- خرقة، وجاءهم الموت بغتة، وخرجت أنفسهم فلتة، وصاروا رهن الترب كأنهم ما ملكوا وما حكموا وما فعلوا، بل كأنهم ما ضحكوا وما شربوا وما ناموا، وما تلذذوا بهذه الدنيا لذائذ.

فالأصل أن الإنسان يعمل لما بعد موته وينتبه؛ لأن الموت لا يترك بابا ولا يستأذن على داخله، مضى -يا عباد الله- وقت التسويف: سوف أصلي، سوف أتوب، سوف استقيم، سوف أطلق اللحى، سوف أقصر ثوبي، سوف ألتحق بركاب الصالحين.

إياك أن تسوف، اعمل واقطع باب التسويف، وشد الرحال لله -تبارك وتعالى-، ولا تقل سوف أعمل، سوف أبني، سوف أتزوج، سوف وسوف وما يدريك لعلك لا تفعل شيء من ذلك.

ولا ينفع: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ(100)﴾ [المؤمنون: 99] فيزجرهم وينهاهم: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 100].

إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواح حادي

تنادينا المنيةُ كلَ وقتٍ *** فما نصغي إلى قولِ المنادي

فلو كنا جماداً لتعظنا *** ولكنا أشدُ من الجمادى

وأنفاسُ النفوسِ إلى انتقاصٍ *** ولكن الذنوبَ إلى ازدياد

لا ينفع صاحب الملك ملكه ولا ينفع -يا عباد الله- صاحب الجاه جاهه، ولا ينفع -يا عباد الله- صاحب الجمال جماله.

لا تركننّ إلى القصور الفاخرة ***واذكر عظامك حين تمسي ناخِرة     

وإذا رأيت زخارف الدنيا فقل ***يا رب إن العيشَ عيشُ الآخرة

وأعظم شيء -يا عباد الله- أن يقبض الله -عز وجل- أحلى وأغلى وأجمل ما تملك في هذه الدنيا فلذات الأكباد، وروح الفؤاد ابنك الذي تحبه، عينك في أركان الدار وتتمنى حياته قبل موته، ولكن إذا جاء الأجل لا تتقدم ساعة ولا تتأخر.

هذه أعرابية لها ولد لطالما قبلته ضمته شمته عطرته، وإلى حجرها أجلسته، تقول له من شدة حبه له:

يا حبذا ريح الولد *** ريح الخزامى في البلد

أهكذا كل ولد *** أم لم يلد غيري أحد

تقول فيه شعرا، تترنم فيه الليل والنهار، فاخترقته المنية يوم أن صار شابا، وبلغ أشده، فأخذت تنعيه، وتقول بعد أن قبض الله روحه:

يا فرحة القلب والأحشاء والكبد *** يا ليت أمك لم تحبل ولم تلد

لمّا رأيتك قد أُدرٍجت في كفن *** مطيًّبا للمنايا آخر الأبد

أيقنت بعدك أنّي غيرُ باقية *** وكيف يبقى ذراع زال عن عضد

الولد سيموت، والوالد سيموت، والحاكم سيموت، والمحكوم سيموت: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)   وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)﴾[الرحمن: 26-27].

جاء الموت ليقرر لنا أن هذه الدنيا -يا عباد الله- مهما بلغت، إنما هي متاع زائل، وظل زائل، هذه الدنيا ما هي إلا حياة غرارة، وكأس بالمنية دوارة، إن حلت أوحلت، وإن كست أوكست، وإن علت أوعلت، وكم من ملك رفعت له العلامات فلما علا مات، وفي هذه الأرض مات، موت الأبناء جرح لا يندمل، ورب الأرض والسماء.

بكى أبو الحسن التهامي ولده، وأنزل عليه الدمع مدرارا، بكي ابن الرومي بالأشعار، بكى الشعراء والأدباء، بكى كل من في الأرض -يا عباد الله-.

بكيتك يا بني بدمع عيني *** فلم يغني البكاءُ عليك شيَّا

وكانت في حياتك لي عظاتٌ *** وأنت اليوم أوعظ منك حيَّا  

ستموت ولن يبقى إلا ذو العز والجبروت، لكنني أعزي الذين فقدوا أبناءهم، أو فقدوا أعز الناس إليهم؛ بحديث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فيما يرويه عن ربه، يقول المطيبة بالأفواه ذكره -صلوات ربي وسلامه عليه-:"يقول ربنا وتعالى: إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللَّهُ -عز وجل- لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ".

هذا عزاء كل من فقد ولده، أو والده، أو أمه، أو حبيب له -يا عباد الله- يعزي نفسه بموت النبي -صلى الله عليه وسلم-، كل مصيبة دون مصيبة موت النبي -صلى الله عليه وسلم- تهون، مات عليه الصلاة والسلام وكان يعاني مما يعاني منه أي عبد، بل صارع الحمى، تقول عائشة –رضي الله عنه-: "كان يوعك كما يوعك الرجلين منكم".

بل أمر بكوز فيه ماء، وكان يدخل صلى الله عليه وسلم يمينه الطاهرة، ويمسح بها على جبينه الأزهر، ليخفف من سعار الحمى، وهو يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات".

اللهم حسن ختامي وختام الحاضرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، ولا تمتنا إلا وقد رضيت عنا، يا أكرم الأكرمين.

استغفروه إنه كان بكم غفارا، وسيرسل السماء عليكم مدرارا، وسيرزقكم بأبناء وبنين، وسيجعل لكم جنات وسيجعل لكم أنهارا.

استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على الإنعام والشكر له على التفضل والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشام، وأصلي وأسلم على حبيبي، وتاج رأسي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- الذي مات وشرب من نفس الكأس الذي ستشرب منه أنت -يا عبد الله-.

قيل لأعرابي: ما أحسن عزاءك في ابنك؟ قال: إن مصيبتي فيه أمنتني من المصائب بعده، ما جزاء المحتسب الذي يصبر على موت حبيبه، أو ابنه، أو أمه، أو أقرب الناس إليه، يقول المطيبة الأفواه بذكره -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه: "يقول الله -عز وجل- ما لعبد مؤمن لي عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة".

نعم -يا عباد الله-: أبواب تشرع، أبواب تفتح -يا عباد الله- للجنان، للمشتقين إليها، والمشمرين السواعد للولوج إليها، والشوق والدخول فيها، والنظر إلى وجه ربها -سبحانه وتعالى-، احتسب وارض بما كتبه الله لك، تكن -بإذن الله- أسعد الناس، لا أشقاهم.

سبحان الله، هذا هو الموت مهما لونه الملونون، وتحدث عنه المتحدثون، حتى وإن تكلم فيه الفلسفيون، الموت -يا عباد الله- معروف عند كل إنسان، سبحان الله، أرحام تدفع، وأرض تبلع، والكفن -يا عباد الله- مصير كل إنسان.

العبرة والدرس المستفادة: أن يعمل العبد عملا يجعله على فراش الموت متهللا ضاحكا مستبشرا، يقال لبلال -رضي الله عنه- عند موته وأرضاه زوجته تصرخ، وتقول: "واحزناه!" فقال لها: "لا تقولي واحزناه، بل قولي وافرحتاه، غدا ألقى الأحبة محمدا وصحبه".

ها هو المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يخيره ملك الموت أن يبقى على هذه الدنيا، أو يقبض روحه، استأذن ملك الموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، استأذن عليه أن يقبض روحه، أو أن يبقى على هذه الدنيا، قال: "بل الرفيق الأعلى".

علمتم لماذا؟ لأن ما عند الله خيرا لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، انتبه أن تخرج من هذه الدنيا صفر اليدين، أبو هريرة -رضي الله عنه- الذي يحفظ أكثر من خمسة آلاف حديث يرويها عن نبي الله، وهو رجل من الصحابة الذي مآلهم بإذن رب الأرض والسماوات، إلى جنة رب الأرض والسماوات لما حضرته الوفاة أخذ يبكي بكاءً شديدا، قالوا: سبحان الله تبكي وأنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه، وعلى آله وصحبه وسلم، وأخذوا يذكروه عند موته، وعلى فراش نزعه الأشياء التي كان يفعلها مع النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "والله ما أبكي على دنياكم هذه -أنا لا أبكي على خروجي من هذه الدنيا- ولكن أبكي على قلة زادي، وولوجي ودخولي إلى كفني، ونزولي إلى حفرتي، وما قدمت شيء لربي خالقي ومولاي".

إذا كان هذا قول أبو هريرة، وما أدراكم من هو أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- فما حالي حالكم -يا عبد الله- إذا كان هذا حال أبو هريرة، وحال السلف الأجداد، فما حال وحالك؟! نسأل الله السلامة والعافية، ونسأل الله أن نلقاه، ونحن بيض الوجوه تقول ألسنتنا: "لا إله إلا الله" محمد رسول الله، عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نلقى الله.

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

وكم من عروس زينوها لزوجها *** وقد قبضت أرواحهم في ليلة القدر

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم *** وقد أدخلت أرواحهم في ظلمة القبر

وكم من فتى أمسى وأضحى ضاحكا *** وأكفانه تنسج وهو لا يدري

وكم ساكنا عند الصباح بقصره *** وعند المساء كان من ساكن القبر

فداوم على تقوى الإله فإنها أمان *** من الأهوال في موقف الحشر

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

اللهم أحسن ختامي وختام من قال: آمين، أصلح نيتي ونية من قال: آمين، بيض وجهي ووجه من قال: آمين.