معالم ووقفات مع سورة الفاتحة

عناصر الخطبة

  1. فضل سورة الفاتحة
  2. تفسيرها
  3. وقفات وتأملات فيها
اقتباس

لعل ما سبق من التساؤلات، أو ما ذكر من عناية العلماء، أو ما سمعتم من صحيح الكلم الصادر من مشكاة النبوة عن هذه السورة العظيمة؛ لعل ذلكم يكون عوناً لنا في مدافعة الغفلة والسهو المفرط في الصلاة، وأضحى يتشكى منه الكثير من المصلين، ولعل تدبر معانيها أيضاً يكون سبباً في الخشوع الذي هو روح الصلاة، فنتذوقُها ونستطعمها، فنقبلُ عليها، ونفرح ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. 

أما بعد:

معاشر المسلمين: سورة الفاتحة، هل تساءل أحدٌ منا يوماً ما السر في تكرار قراءتها في كل ركعة من صلواتنا المفروضة والنافلة؟ وجمهور العلماء على أن قراءتها ركن من أركان الصلاة. هل سعى كل مسلم إلى معرفة معانيها، والبحث عن تفسيرها؟ وهل حرص طلاب العلم خاصة على معرفة بعض دقائق معانيها؟.

ولماذا قراءتها على المريض، نفسياً كان أو عضوياً، تغني عن الدواء -بإذن الله- كما هو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري في قصة الرجل اللديغ حين قرئت عليه، فقام كأن لم يكن به قَلَبَه.

هذا ما سأحاول فيه بهذه الخطبة -وربما غيرها- أن أقف معكم على بعضٍ من أصول معانيها، أما الإحاطة بأكثرها وتتبع دقائقها فيحتاج إلى أمرين لا يتوفران هنا: الأول: الرسوخ في العلم. والثاني: الوقت الطويل.

فتعالَوْا بنا نستلهم بعضاً من هدايات هذه السورة التي قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنها، كما صح في المسند والترمذي: "والذي نفسي بيده! ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان -أي القرآن- مثلها، إنها السبع المثاني".

وقال ابن القيم:"أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب، جمع معانيها في التوراة والإنجيل والقرآن، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع معاني القرآن في المفصل، وجمع معاني المفصل في الفاتحة، ومعاني الفاتحة في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾" [الفاتحة:5] اهـ.

وقد كتب العلماء الكثير عن تفسيرها، حتى إن الإمام ابن القيم -رحمه الله- كتب ثلاثة مجلدات لبسط معاني أيةٍ واحدة فيها فقط، هي قوله -تعالى-: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ في كتابه المشهور: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.

وأبلغ من هذا وذاك ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -عز وجل-: "قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، قال الله: مجَّدَني عبدي، فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي، ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)﴾، قال الله: "هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل".

معاشر المؤمنين المصلين: لعل ما سبق من التساؤلات، أو ما ذكر من عناية العلماء، أو ما سمعتم من صحيح الكلم الصادر من مشكاة النبوة عن هذه السورة العظيمة؛ لعل ذلكم يكون عوناً لنا في مدافعة الغفلة والسهو المفرط في الصلاة، وأضحى يتشكى منه الكثير من المصلين، ولعل تدبر معانيها أيضاً يكون سبباً في الخشوع الذي هو روح الصلاة، فنتذوقُها ونستطعمها، فنقبلُ عليها، ونفرحُ بالدخول بها. وفقنا الله للصواب، وهدانا لفهم نصوص السنة وآيات الكتاب.

﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [2]: الحمد: ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. والرب: هو المالك المتصرف، والربوبية تقتضي أمر العباد ونهيَهم، وجزاء محسنهم بإحسانه ومسيئهم بإساءته.

﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [3]: ومع أنه مالك كل شيء وهو على كل شيء قدير لا يعجزه شيء، إلا أنه الرحمن الرحيم، فأطمئن -أيها المسلم-؛ بل افرح وافخر بربك ومولاك الذي تعبده، رحمن رحيم، يعفو ويصفح، ويغفر، حليم لا يعجل، كريم لا يبخل، فسارع إليه بالخروج من الذنوب، والتوبة منها.

فإذا خررت ساجداً -ومظهرك ساجداً يدل على الذلة والخضوع، وهو أقرب ما تكون من مولاك- فاغتنم تلك الفرصة فلعلها لا تعود، واطرح ما لديك في ساحته، واعرض نفسك عليه، مشفقاً من عذابه، مؤملاً عفوه وصفحه، فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.

يقرأ المصلي في كل ركعة: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [4]، ما يوم الدين هذا الذي خصه الله تعالى بالملك، وهو سبحانه المالك كلَّ شيء؟ إن سورة الفاتحة تثير معنى يوم الدين، وتذكِّر به، إنه اليوم الذي لا بد أن يشهده كل إنسان.

آية ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ توقظه ليأخذ أهبة السفر الذي لا بد لكل حي أن يسافر إلى ذلك الموقف، ويشهد ذلك اليوم، وبحسب كمال انتباهه ويقظته يكون عزمه على المسير، وبحسب قوة عزمه وقلة عجزه يكون استعداده لذلك اليوم، [يوم الوعد والوعيد، والجنةِ والنار، يومَ يُبْصِرُ الناسَ وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق، وقد نزلت ملائكة السماوات فأحاطت بهم، وقد جاء الجليل سبحانه، ونُصب كرسيه لفصل القضاء، وأشرقت الأرض بنوره، ووضع الكتاب، وجيء بالنبيين والشهداء، ونصب الميزان، وأخذت الصحف تتطاير، واجتمعت الخصوم، وتعلق كل غريم بغريمه، ولاح الحوض وأكوابه عن كثب، وكثر العِطاش، وقلَّ الوارد، ونُصب الجسر على متن جهنم للعبور، والنار يحطم بعضها بعضاً تحته، والمتساقطون فيه أضعاف الناجين].

كل هذه المعاني تكون شاهدة في قلب المصلي حين يقرأ قول الله تعالى ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ فتنكسر حدة التعلق بالدنيا، والانجذابِ إليها، ليطير إلى الآخرة، وكأنه يسمع هاتفاً يقول: فحـيَّا علـى جـناتِ عـدْنٍ فإنَّها *** منـازلُكَ الأولـى وفيـها المُخَـيَّمُ ولكـننا سبْـيُ العـدوِّ فهـل تَرَى *** نعـودُ إلـى أوطـاننا ونُسـلّم

وأنت في هذا الجو، وقلبك هَلِع فَزِع لا تملكِ إلا أن تتوسل إلى ربك بالدعاء أن يهديك سواء السبيل، ويعينَك ويوفقَك، ويشرحَ صدرك لعبادته وحده، لتنجو من أهوال ذلك اليوم العظيم، وخزاياه، ولتفوز بجنته ورضاه. وكل هذه المعاني وأكثر صيغت بأوجز عبارة وأبلغ بيان في الآية التي تلي الآية السابقة، وهي قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.

وفرق بين لفظ ﴿إياك نعبد﴾ ولفظ (نعبدك)، فلفظ (نعبدك) قد نعبد معك غيرك، وأما لفظ ﴿إياك نعبد﴾ [فلا نطلب العون إلا منك وحدك؛ لأن الأمر كلَّه بيدك وحدك، لا يملك أحد منه معك مثقال ذرة… وفيها إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يُتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر؛ فلا تتوكل عليه أيها المسلم].

والربط بين العبادة والتوكل صُرحِّ به في آيات أخرى؛ في قوله سبحانه: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود:123]، وقوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ [التوبة:129] وقوله: ﴿قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا﴾ [الملك:29]. قال ابن تيمية -رحمه الله-: "﴿إياك نعبد﴾ تدفع الرياء، و﴿إياك نستعين﴾ تدفع الكبر".

نفعنا الله بهدي كتابه، وسنة رسوله، وهدي الصحابة، أقول قولي هذا…

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: أيها المسلمون، فإن أفضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى الإعانةُ على مرضاته، وهو الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لحبِّه معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فقال: "يا معاذ، إني -والله!- لأحبك، فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

قال ابن تيمية: تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العبد ربه العونَ على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.

وهنا -معاشر المؤمنين- لفتة مهمة في الدعاء أرى من المناسب التنبيه عليها: ليعلم العبد المسلم أن إجابة الله لسائليه لا تكون دائماً لكرامة السائل عليه، فقد يسأل العبد ربه مسألة فيقضيها له، ولكن فيها هلاكه وشقوته، ويكون قضاؤها له من هوان العبد عليه، وسقوطه من عينه، في حين أن يكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته إياه، فيمنعه حماية وصيانة وحفظاً، لا بخلاً، فيظن الجاهل إذا سأل الله فلم يجبه أن الله لا يحبه ولا يكرمه، ويراه يقضي حوائج غيره، فيسئ ظنَّه بربه.

أليس أبغض الخلق إلى الله -تعالى- عدوه إبليس؟ ومع هذا فقد سأله حاجة فأعطاه إياها ومتعه بها، ولكن؛ لما لم تكن عوناً له على مرضاته كانت زيادة له في شقوته وبعده عن الله، وطرده من رحمته.

فاعلم -إذاً- أن عطاء الله تعالى ومنعه ابتلاءٌ وامتحان، قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ(16)﴾ [الفجر:15-16]، فعادت سعادة الدنيا إلى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِياَّكَ نَسْتَعِينُ﴾.

عباد الله: يقرأ المسلم ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ في كل ركعة، ليجدِّد حاجته وافتقاره لمولاه أن يهديه، وطلب الهداية هنا [يتضمن الهداية ممن هو قادر عليها، وهي بيده -جل وعلا-، إن شاء أعطاها عبدَه، وإن شاء منعه إياها -ولا يظلم ربك أحداً- كما أن طلبَ الهداية في الآية طلبُ الاهتداء إلى الأعمال الصالحة والتوفيق إليها]، حَذِراً ومشفِقاً، ومتبِّرئاً من طريق اليهود المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وعلموه، لكنهم عاندوا ولم يعملوا به، ومتبِّرئاً من طريق النصارى الضالين الذين ضلوا بعيداً عن الحق والهدى ببدعهم التي لم يشرعها الله لهم.

قال علماؤنا: كل عالم لم يعمل بالحق ففيه شبه باليهود، كما أن كل من يعمل وفقاً لهواه أو بِدعاً في الدين ففيه شبهٌ من النصارى.

ولولا شدة حاجة المسلم -عباد الله- المتجددة يومياً، بل متجددة أثناء اليوم الواحد، لولا شدة حاجته للهداية، وأنه عرضة للوقوع فيما وقع فيه اليهود والنصارى، لولا أن ذلك خطر قد يداهمه، لَما فَرَضَ الله عليه أن يدعو ربه بهذا الدعاء، ولما اختار له مولاه أن يتضرع إليه في اليوم سبع عشرة مرة في أقل تقدير.

وما أجدرنا -نحن المسلمين- دائماً، وفي هذا الوقت على وجه الخصوص أن نتدبر هذا المعنى وقد كشر الكفار عن أنيابهم، وأعلنوا عن نواياهم في ملاحقة الدعوة الإسلامية والترصد لها وتعقب أهلها، حتى الجهات الإغاثية الإسلامية لم تسلم من شرهم في كل مكان بالعالم، وصرحوا مراراً أن الذي ليس معهم فهو ضدهم.

[إجماع دولي على استهداف الدعاة، واتفاق على إذلالِ المسلمين وتبعيِتهم وإهانتِهم، فما أن يُقفل ملف اتهامات، إلا ويفتح آخر، انسجم اليهود مع النصارى، وتلاقى اليهود مع الوثنيين، واتفق أهل النفاق مع كل أولئك الأعداء على ضرب المسلمين، وأما التصدي للمحتلين والغزاة فأصبح محرماً، وصاحبه مجرَّماً ومعارضاً ومطارداً، إجماع غير مسبوق للاعتداء على المسلمين، كان الأعداء يتناوبون ذلك الاعتداء على بعض الأطراف، لكنهم يَدَعون بعضها، ويصادمون بلداً ويصالحون آخر، أما اليوم فهم مجمعون ومجتمعون على الحرب والحصار، وتجميد الأرصدة والأموال في كل حدب وصوب، ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ [الذاريات:53].

ورغم ذلك الكيد والمكر الذي تكاد تزول منه الجبال، فلا تهولنك أيها المسلم ضخامةُ قوتهم، فإنها ضالةٌ عن مصدر القوة الحقيقية، بعيدةٌ شاردةٌ عن الصراط السوي، بل مضادةٌ ومصادمةٌ لقوة الله المتين، فاقدةٌ غذاءها الدائم الذي يحفظ لها قوتها ﴿وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [غافر:25].

وعليك الآن أن تعلم وتفهم لماذا أُمرت أن تتبرأ من طريقهم وطريقتهم في اليوم سبع عشرة مرةً في قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)﴾ [6-7].

جماهير علماء التفسير على أن المغضوب عليهم: اليهود، والضالون: النصارى وقد صح الخبر بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- في قصة إسلامه، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله تعالى: "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" قال: اليهود. ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: "النصارى هم الضالون".

قال ابن كثير رحمه تعالى: وكل من اليهود والنصارى ضالٌ مغضوبٌ عليه، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب، كما قال الله تعالى عنهم: ﴿مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾ [المائدة:60]، وقوله عنهم ﴿فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ [البقرة:90]، وأخص أوصاف النصارى الضلال، كما قال الله تعالى عنهم: ﴿قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة:77].

إن الكفَار أعداءٌ ولن يرحموا، وهم إن لانوا وسكتوا فإنما ذلك لمصلحة، ومتى حانت الفرصة سارعوا للفتك بالمسلمين: ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ [الكهف:20].

اللهم…