الإنفاق والإيثار زمن القصف والدمار

عناصر الخطبة

  1. الأنصار والإيثار
  2. ضرورة الإيثار في الأزمات
  3. الأزمات موسم كسب الحسنات
  4. إطعام الطعام وثوابه
  5. دعوة تنفيس الهموم وإزالة الكروب
اقتباس

أسئلةٌ إن تمعنّا في مضمونها وحللناه سنعرف الفرق بيننا وبين الصحابة، بين المؤمنين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وبين الأشِحّاء الطمّاعين الذين لا يتراحمون ولا يتعاطفون، إن فهمنا هذا الفرق عرَفنا لمَ نصرَهم الله ولمّا ينصُرنا بعد، عرفنا لم مالت قلوب الناس إليهم ولمَ أحبَّهم أهل الشرق والغرب ولم يعتبروهم ..

الخطبة الأولى:

الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكُفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله فاستدرج الكُفَّار بمكرِه، وجعل العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأظهر دينه على الدين كُلِّهِ.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء والحاكِم بما يريد فلا يُدافع ولا يُراجع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه.

وأشهد أنَّ نبيّنا محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشِّرك، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة، وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد؛ من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

أمّا بعد:

الأنصار والإيثار

عباد الله: قال الله -تعالى وهو أحكم القائلين-: ﴿وَالَّذِينَ تبوؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9].

إخوة الإيمان: هذه الآيات الكريمة تصف لنا حال الأنصار -رِضوانُ الله عليهم-، أولئك المفلحون الذين امتدحهم الله بحسن استقبالهم لإخوانهم، المهاجرين الذين فرُّوا بدينهم، فأكرموهم ووطنوهم وقاسموهم الدور والأراضي والأموال نصرةً لله ليكون المجتمع المسلمُ بالمتانةِ والقوة التي يستطيع أن يصمد بها أمام مختلف الضغوط والصدمات، فلم يتبرّموا بإخوانهم ولم يضايقوهم ولم يَمنُّوا عليهم في رزقٍ أتى لهم، ولم يشعروا بأنّهم زاحموهم في أرزاقهم، وما ذاك إلّا انعكاسٌ حقيقي لحسن إيمانهم وإسلامهم، وجودهم وكرَمِ طباعهم وخصالهم، ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9].

أولئك الذين تاجروا مع الله فربحت تجارتهم، أولئك الذين فهموا المعنى الذي قصده رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: "المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً" وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ، وهو القائل -روحي فداه-: "مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى" (والأحاديث في البخاري ومسلم).

ضرورة الإيثار في الأزمات

إخوة الإيمان: كلُّنا يشهد هذه الظروف المأساوية التي تمرّ بها بلادنا نتيجة القصف الهمجي الفظيع الذي دفع بالناس العُزَّل لهجر بيوتهم والنزوح هرباً.

ذلك القصف العشوائي الذي لا يُميِّز بين الجبهات العسكرية والمناطِق الآمنةِ المدنيَّة، ذاك القصف الذي لم يوفِّر صغيرًا ولا كبيرًا، ذاك القصف الذي لا يُفرِّق بين مجاهد قائم أو عاجزٍ كليلٍ قاعد.

في هذه الظروف وفي مثل هذه الأوضاع تظهر معادن الرجال وتبين أصولهم الطيِّبة، ويتميَّز الكريم المعطاء المؤثر عن الشحيحِ البخيل الطمَّاع، ذاك الذي لا يرأف بحال المسلمين، ويظن أنّه معصومٌ عمّا آلت إليه حالهم، فيبخل بما يفيض عن حاجته فضلاً، عن أن يؤثر على نفسه ..

وهذا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا -معاشر المسلمين- في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أَبي سعيد الخُدري -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ"، قال: فَذَكَرَ مِنْ أصْنَافِ المالِ مَا ذَكر، حَتَّى رَأيْنَا أنَّهُ لاَ حَقَّ لأحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ. (أي: لا حقَّ لأحدٍ فيما يزيد عن حاجته).

وروى البخاري ومسلم عن أَبي موسى -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الأشْعَرِيِّينَ -اسم قبيلة ينسب إليها سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه- إِذَا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بالمَديِنَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ في إنَاءٍ وَاحدٍ بالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأنَا مِنْهُمْ".

هكذا وصف رسول الله من هم منه وهو منهم، من أيقنوا أن الله هو الرزَّاق ذو القوَّةِ المتين، من أيقنوا أنّهم وإخوانهم جسدٌ واحد؛ فإمَّا أن يحيا الجسد كلُّه، أو أن يموت كلُّه عزيزًا كريمًا على كلّ حال.

أولئك الذين عرَفوا وفهموا المعنى الحقيقي للأخوة في الله، وقد روى البخاري ومسلم عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ. وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً، فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَر مُسْلِمًا، سَتَرَهُ الله يَوْمَ القِيَامَة".

هلَّا سمِع هذا مَن يتململ مِن الإنفاق على إخوانه وأرحامِه، هلّا سمعه مَن يتململ ِمن السعي في حاجاتهم، هلّا سمع ذلِك من يترك بيته فارغًا لا يؤوي إليه مُسلِمًا شُرِّد عن داره، ألم يسمع أنَّ من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة؟!.

الأزمات موسم كسب الحسنات

إخوة الإسلام: هذه الأوقات العصيبة التي نمرُّ بها هي موسمٌ لا يُفوَّتُ عند أهل الإيمان. هي موسمٌ لا يُفوَّتُ لكسب الحسنات، ومغفرة السيئات وطاعة الله بالصالحات والقُرُبات، بإغاثة الملهوفين وإيواء النازحين، وكُسوة العارين، وإطعام الجائعين، وفوق كلِّ هذا رحمة وتخفيف من ربِّ العالمين بقوله -تعالى-: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة:286].

نبهني الله وإيَّاكم من نومة الغافلين، وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين المُفلحين قال الله -تعالى وهو أحكم القائلين-: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [الحشر:9].

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّةُ ربِّ البَرايا: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء:131].

فاتقوا الله -عباد الله-؛ فبتقوى الله العصمة من الفِتن، والسلامة من المِحَن.

أمّا بعد:

إطعام الطعام وثوابه

إخوة الإيمان: يقول الله -تَعَالَى- واصفًا عباده المؤمنين مِن ورثَة جنّة النعيم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً﴾ [الدهر:8]، يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ، يؤثرون إخوانهم به رغم محبَّتِهم وحاجتهم له.

لِمَ يُطعمون الطعام؟ لِم يكرمون العباد؟ لِم يغيثون خلق الله؟ أ للرياء؟ أم للسمعة؟ أ للشهرة؟ أم للمنِّ على الآخرين بما فضلهم الله به؟ يأتي الجواب القرآني: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا(10)﴾ [الإنسان:8- 9].

فما كان عاقبتهم وما كان جزاؤهم تتبع السورة الكريمة .. ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا(12)﴾ [الإنسان:9-12].

تلك عاقبة المؤمنين المُنفقين، تلك عاقبة من جعلوا أنفسهم مفاتيح للخير والإحسانِ بتوفيق الله؛ ففي الحديث الحسن الذي رواه ابن ماجه والطبراني، عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ -رضي الله عنه- عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، وَمِغْلاقًا لِلْخَيْرِ".

دعوة تنفيس الهموم وإزالة الكروب

عباد الله: رغم كلِّ ما ذكرنا ومع كثرةِ ما حذَر العلماء وحذّرنا، تستعرضنا حالات يندى لها الجبين، ويحزن لها القلب وتدمع لها العين.

حالات إن دلَّت على شيء فإنّما تدلُّ على ضعف ديننا، وقِلة أخلاقنا، حالات تذكرنا بقول الشاعر:

لعَمرك ما ضاقت ديارٌ بأهلها *** لكنَّ أحلام الرجال تضيق

فكم مِمَّن يتضايق من سُكنى أمِّه وأبيه أو أخته أو أخيه نعم! كم ممن يتضايق من سكناهم معه في داره، ونحن الآن في زمن الحرب والشِّدة!!

بل كم من أخ لم يستقبل أخاه أصلًا في داره؟! أين نحن من أخلاق المسلمين؟! أين نحن من تعامل المؤمنين؟! أين نحن من وعظِ الزوجات والأولاد بالعطفِ والرحمة على الآخرين، إن لم نعطف على بعضنا ونرحم إخواننا ونحن في هذه الحال فمتى نعطِف ونرحم؟

إن لم نتب عن عاداتنا وأخلاقنا السيئة ونتراجع عنها في مثل هذه الأوقات والطائرات تقصف من فوقنا والراجمات ترجم عن يميننا وعن شمائلنا؛ فمتى نتوب إلى الله عمّا نحن فيه؟! متى نصل أرحامنا فضلا عن أن نصِل إخواننا؟! قال تعالى ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد:22].

كم رأينا ممن يأخذ المواد الإغاثية ولا يستهلِكُها، يكدِّسُها في داره ويسجِّلُ في أكثر مِن جمعية ليأخذ ما يزيد عن حاجته ويَحرِم غيره، ومن ثُمَّ يبيعها (لا بارك الله له).

كم رأينا ممن يتنافسون على المواد الإغاثية وهم لا يحتاجون لها مِمن أغناهم الله من فضله، وكأنّهم لم يسمعوا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: "ثَلاَثَةٌ أُقْسمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزّاً، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسألَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقرٍ" (الترمذي وقال حسن صحيح).

أين نحن ممن يترك داره السليمة ويأتي مُزاحمًا النازحين في المزارع المهجورة التي أباح العلماء بضوابط شديدةٍ سُكناها للمضطر الذي لا يجد سقفا يؤويه ريثما يعود أصحابها، ألم يعرف ذاك أنَّه بهذا الفعل غاصبٌ لا تصح الصلاةُ في مسكنه لأنّه ليس مضطرًا؟.

بل ولعلَّ شرًا منه مكانًا وأضلَّ سبيلا من يزاحم النازحين في الدور المهجورة ويؤجِّر داره لهم بالمال.

ألم يسمع أولئك وأمثالهم من الذين يطلبون الإيجارات الباهظة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء".

ألم يسمع ذلك من يسكن في أحضانِ النظام الكافر ويأتي لهذه المناطِق ليؤجِّرَ مزرعته ومصيفه بباهظ الأسعار لهؤلاء المُهَجَّرين النازحين المُستضعفين؟!

أسئلةٌ نطالب الجهات القضائية والهيئات الشرعية أن يجدوا لها حلًا في أقرب وقت ممكن.

أسئلةٌ إن تمعنّا في مضمونها وحللناه سنعرف الفرق بيننا وبين الصحابة، بين المؤمنين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وبين الأشِحّاء الطمّاعين الذين لا يتراحمون ولا يتعاطفون، إن فهمنا هذا الفرق عرَفنا لمَ نصرَهم الله ولمّا ينصُرنا بعد، عرفنا لم مالت قلوب الناس إليهم ولمَ أحبَّهم أهل الشرق والغرب ولم يعتبروهم غُزاةً معتدين، بل عدُّوهم في جهادهم فاتحين مُبشِّرين.

أحسن إلى الناس تستعبِد قلوبَهُم *** فلطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ

من كان للخير منّاعاً فليس له *** على الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ

من جادَ بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً *** إليه والمالُ للإنسان فتّانُ

فكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ *** يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ

واشْدُدْ يديك بحبلِ اللهِ معتصماً *** فإنّه الرّكنُ إنْ خانتك أركانُ

اللهم إنّا نعتصم بك وحدك ونرجو فضلك.. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك..

بطاقة المادة

المؤلف محمد أبو النصر
القسم خطب الجمعة
النوع مقروء
اللغة العربية