تذكير الجماعة بالإخلاص والمتابعة

عناصر الخطبة

  1. شروط قبول العبادة
  2. أهمية الإخلاص في عبادة الله تعالى
  3. وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  4. المحبة الحقيقية لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم.
اقتباس

الإخلاص والمتابعة: هما ركنا العبادة؛ فلا تصح عبادة إلا بإخلاص العمل لله، ومتابعة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، ومتى اختل هذان الشرطان أو أحدهما؛ فإن العبادة باطلة لا تُقبل، إن هذين الركنين: هما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا رسول الله، فشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإخلاص، وشهادة أن محمدًا رسول الله فيها المتابعة، تفريد التوحيد توحيد المرسِل وتوحيد المرسَل..

الخطبة الأولى:

أبدأ باسم الله مستعينا *** راضياً به مدبرًا معينًا

أحمده سبحانه وأشكره *** ومن مساوي عملي أستغفره

وأستعينه على نيل الرضا *** وأستمد لطفه فيما قضى

وبعد: إني باليقين أشهد *** شهادة الإخلاص أن لا يُعبد

بالحق مألوه سوى الرحمن *** مَن جلّ عن عيب وعن نقصان

وأن خير خلقه محمد *** مَن جاءنا بالبينات والهدى

رسوله إلى جميع الخلق *** من نور والهدى ودين الحق

صلى عليه ربنا ومجَّد *** والآل والصحب دوامًا سرمدا

أما بعد .. عباد الله فاتقوا الله -جل في علاه-، فمَن اتقى الله وقاه، ومَن اتقى الله كفاه، ومَن اتقى الله منحه رضاه، ومَن اتقى الله جعل الجنة مأواه.

أيها الإخوة المسلمون الله -عز وجل- أنعم علينا بنعمةٍ عظيمة ومنةٍ كبيرة أكبر النعم وأجلّ المنن والكرم؛ نعمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، نعمة التوحيد والعقيدة، نعمة الإسلام والإيمان ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات:17].

أكمل الله -عز وجل- لنا الدين وأتمَّ على المسلمين نعمة الدنيا والدين ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة:3]، إن هذا الدين العظيم دين الجمال والكمال، دين العظمة والجلال، دين الأخذ والإعطاء، دين لا يقبل الله -عز وجل- من أحدٍ سواه ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85].

أيها المسلمون هذا ديننا مبنيٌ على أصلين عظيمين، وأساسيين كبيرين كما قال ابن تيمية -رحمه الله:: "الأصل الأول: ألا نعبد إلا الله. الأصل الثاني: ألا نعبد الله إلا بما شرع رسول الله، وهما: الإخلاص والمتابعة.

الإخلاص والمتابعة: هما ركنا العبادة؛ فلا تصح عبادة إلا بإخلاص العمل لله، ومتابعة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، ومتى اختل هذان الشرطان أو أحدهما؛ فإن العبادة باطلة لا تُقبل، إن هذين الركنين: هما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا رسول الله، فشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإخلاص، وشهادة أن محمدًا رسول الله فيها المتابعة، تفريد التوحيد توحيد المرسِل وتوحيد المرسَل..

شرط قبول السعي أن يجتمعا *** فيه إصابة وإخلاص معا لله رب العرش لا سواه *** موافق الشرع الذي ارتضاه

هما عباد الله معنى حديث عمر المُخرّج في الصحيحين "إنما الأعمال بالنيات"، هذا دليل الإخلاص، ودليل المتابعة حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها-: "مَن أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، ولهذا عباد الله حقيقة الإيمان؛ أن نؤمن بالله وبرسول الله ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [النور:62]، وعن هذين الأصلين يُسأَل الأولون والآخرون، يقول أبو العالية في قوله سبحانه: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر:92-93] قال: "كلمتان يُسأل عنهما الأولون والآخرون، ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟".

عباد الله ليست العبرة بكثرة الأعمال، وإنما العبرة بإحسان الأعمال، قال الكبير المتعال: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك:2]، يقول الفضيل بن عياض: "أخلصه وأصوبه، قيل: يا أبا علي ما معنى أخلصه وأصوبه؟ قال: إذا كان العمل خالصًا، ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا لم يُقبل".

فالعبرة عباد الله بإحسان العمل لله -عز وجل- والإتيان به على الوجه الأكمل (إن الله لا يضيع أجر مَن أحسن عملا) ولم يقل: (أكثر عملا) وقال سبحانه: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ [البقرة:112]، وهذا الإخلاص ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ وهذا هو المتابعة، بل قال ربنا -عز وجل-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) [الكهف:110]، فمَن كان يرجو الله والدار الآخرة، فمَن كان يريد أن يكون سعيه مشكورا وعمله مبرورا وذنبه مغفورا (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110].

عباد الله تمام الأجر وثوابه، وعظيم منزلته وقبوله؛ في إخلاص العمل لله -عز وجل- ومتابعة الرسول.. شرط قبول السعي أن يجتمعا *** فيه إصابة وإخلاص معا لله رب العرش لا سواه *** موافق الشرع الذي ارتضاه

أيها الإخوة المسلمون: الإخلاص وما أدراك ما الإخلاص، الإخلاص؛ كما عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بتعريف جميل عظيم: "هو حب الله وإرادة وجهه". يقول ابن القيم في نونيته: "وحقيقة الإخلاص توحيد المراد فلا يُزاحمه مرادٌ ثاني".

الإخلاص عباد الله أن يكون عملك لله -عز وجل-؛ لا تريد به رياءً ولا سمعة ولا مدحًا ولا ثناء، ناهيك أن تعبد غير الله، أو أن تسأل غير الله، أو أن تستغيث بغير الله، أو أن تخاف غير الله، أو أن ترجو غير الله، أو أن تذبح لغير الله، أو أن تستغيث بغير الله فذاك شركٌ أكبر مخرجٌ عن الملة.

ولهذا عباد الله يجب علينا أن نخلص الأعمال إلى ربنا -عز وجل- وبهذا أُمِرنا ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة:5]، ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر:3]، ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ [الزمر:2]، ربنا غنيٌ عنَّا وعن أعمالنا، كما روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة يقول جلَّ في علاه: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك مَن أشرك معي فيه غيري تركته وشركه".

الله أكبر عباد الله .. لا بد أن نخلص العمل لله -عز وجل-، ولهذا عباد الله المخلصون هم الناجون من شياطين الإنس والجان ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر:40].

عباد الله: ولهذا خاف النبي -عليه الصلاة والسلام- الشرك الأصغر على سادات الصحابة فقال فيما رواه الإمام أحمد: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، يقوم الرجل، فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه"، بل عباد الله؛ خاف الخليل إمام الموحدين الذي كسر الأصنام بيده الذي قال الله فيه: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا﴾ [النحل:120]، قال في دعائه: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم:35].

أيها الإخوة المسلمون أتدرون مَن أول مَن تُسعّر بهم النار يوم القيامة؟ أعاذني الله وإياكم من نار جهنم، ومن حال أهل النار، ومن عذاب أهل النار؛ هم المجاهد المرائي، والقارئ المرائي، والمتصدق المرائي عياذًا بالله، فأخلصوا أعمالكم لربكم -عز وجل-.

الصدق عباد الله مع الله؛ هو عين الإخلاص، والصدق والإخلاص ركنا ذلك التوحيد كالركنين للبنيان، الإخلاص عباد الله ثمرته قبول الأعمال، الإخلاص ثمرته عباد الله نتاج الأعمال، الإخلاص ثمرته أن يكون عملك مقبولاً، وأن تسعد في الدين والدنيا والآخرة، فالله الله عباد الله بإخلاص العمل لله -عز وجل-، واحذروا الشرك الأكبر وهو دعاء غير الله وصرف العبادة لغير الله، واحذروا الشرك الأصغر وهو الرياء والسمعة، فإن الله غني عنَّا وعن أعمالنا.

والشرك فاحذره فشركٌ ظاهرُ *** ذا القسم ليس بقابل الغفران والثاني شرك أصغر وهو الرياء *** كما فسره به ختام الأنبياء ومنه: إقسام بغير الباري *** كما أتى في محكم الأخبار  

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو التواب الرحيم.  

الخطبة الثانية:

الحمد لله ولي التوفيق، وأشهد أن لا إله إلا الله منَّ على مَن شاء بأحسن منهج وأقوم طريق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله علَّم أمته كل جليل ودقيق.

أيها الإخوة المسلمون: من نعم الله -عز وجل- علينا أن بعث إلينا محمدًا بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه-، فاحمدوا الله أنكم من أمته، واحمدوا الله -عز وجل- أنكم من أتباعه، قال الله جل في علاه: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران:164]، وقال سبحانه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:128]، صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا يقول عليه والصلاة والسلام فيما رواه أبو داود يقول: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم"، صلوات الله وسلامه عليه.

 فهذا الرسول عباد الله هو الذي تجب طاعته ويجب اتباعه والانقياد له وامتثال أمره، ولهذا الركن الثاني من أركان العبادة: هي المتابعة، تحقيق المتابعة: هي متابعة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- في كل ما جاء به وربنا أعطانا قاعدة قرآنية ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21].

ولهذا عباد الله صح كما في الصحيحين حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها وعن أبيها-: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري: "مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد".

وفي حديث العرباض بن سارية عند الإمام أحمد والترمذي وصححه: "وعظنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- موعظةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبدٌ حبشي، فإنه مَن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور".

عباد الله كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقول ويعلنها في خطب الجمعة: "إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعةٍ ضلالة"، ولهذا عباد الله لا يجوز لنا أن نتعبد لله إلا بما شرع رسول الله، وهذه قاعدة عظيمة وركنٌ في معنى شهادة أن محمدًا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، يعلنها مدوية عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ومعه مائة ألف ويزيدون ويقول لهم منتقلًا بهم من مشعرٍ إلى مشعر: "لتأخذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا"، ويعلنها في الصلوات الخمس "صلوا كما رأيتموني أصلي"، بل في الوضوء "مَن توضأ نحو وضوئي هذا".

ولهذا إخوة الإسلام يجب علينا أن نتبع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، فإن المتابعة موجبة للمحبة، قال الله -عز وجل-: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران:31]، شرط المحبة؛ أن توافق مَن تحب على محبته بلا كتمان.

ولهذا عباد الله المتابعة موجبة للهداية ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور:54]، والمتابعة موجبة للرحمة ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران:132]، والمتابعة موجبة للمرافقة قال الله جل وعلا: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا(70)﴾ [النساء:69-70].

عباد الله: حقيقة المحبة هي المتابعة ولهذا المحبة ينتج عنها المتابعة، وينتج عنها الطاعة فالموفق الذي يتبع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- في جميع أحواله، وفي جميع شئونه، ذات مرة النبي عليه الصلاة والسلام رأى في يد أحد أصحابه خاتمًا من ذهب فقال: "أيعمد أحدكم ويجعل جمرة في يده؟" فقام هذا الصحابي وطرحه، ولما قيل له: خذه انتفع به، قال: لا أخذ خاتمًا طرحه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-. هذه حقيقة المحبة.

وذات مرة يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يُقبل الحجر الأسود ويمسح الركن اليماني فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن أرأيت إن طُردت، أرأيت إن زُحمت، أرأيت إن غُلبت، قال: "اجعل أرأيت في اليمن أقول لك: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وتقول: أرأيت أرأيت".

ولهذا إخوة الإسلام هذه المتابعة للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الجليل وفي القليل وفي الكثير في الصغير والكبير: هي حقيقة محبته -عليه الصلاة والسلام- المتمثلة في قول أنس كما جاء مرفوعًا: "والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله ووالده والناس أجمعين"، بل تجب محبته أعظم من محبة نفوسنا كما قال ذلك النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لعمر -رضي الله تعالى عنه-. يا رب إن ذنوبي في الورى كثرت *** وليس لي عمل في الحشر يُنجيني وقد أتيتك بالتوحيد يصحبه *** حب الرسول وهذا القدر يكفيني

فالله الله بمتابعة نبيكم محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه-؛ فهي سبب لمرافقته والجلوس معه في جنة النعيم، وسبب لسعادة الدنيا والآخرة، وصلاح الدنيا والآخرة؛ هو بمتابعته عليه الصلاة والسلام.

والله أعلم.