تذكير البرية بِصفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلقية -1

عناصر الخطبة

  1. من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
  2. وجوب معرفة النبي صلى الله عليه وسلم
  3. سمات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية
  4. صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية
  5. دعوة إلى التأسي بمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
اقتباس

تذكير البرية بصفات النبي الخلقية؛ وهي صفاته الخلقية لنعرف رسولنا وحاله، ومدخله ومخرجه، وملبسه ونعله، وسواكه وطيبه، وطوله وعرضه، ولونه وشعره، واتكاءه وجلوسه، إن معرفة صفاته نوعٌ من معرفته، ولونٌ من حقوقه، إذ كيف يكون الإنسان متبوعه ورسوله لا يعرف من حاله ولا من أوصافه ولا من خلاله شيئًا! بيد أن البعض يحفظ من الفنانين واللاعبين والمفكرين والغربيين، وقصص الأولين والآخرين، والأجهزة الحديثة، والتقنيات السريعة، ولا يعرف لرسوله إلا اسمه، ولا من حقه إلا رسمه.

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي جمَّل رسوله بأجمل الأوصاف، وأناله أكمل السمات والألطاف، وأشهد أن لا إله إلا الله كمَّل خلق رسوله خُلقًا وخَلقًا ورزقه العفاف، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نال الشرف والعزة والكفاف، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وكل من سعى وطاف.

أما بعد، فاتقوا الله يا مسلمون، وحققوا توحيدكم يا مؤمنون، واتقوا الله لعلكم تُفلحون، معشر المسلمين ألذ ما على الإنسان وأرقى ما سمعت الآذان حينما تسمع عن صفات محبوبه، وجمال وكمال مطلوبه، إن اللسان ليطرب، والفؤاد ليرغب لما تُعدد له صفات من أحب، فيُصغي ويُلقي ويطرب، كيف إذا كانت صفات شخصيةٍ عظيمة كبيرةٍ رحيمة!

وكل من أحب شخصًا تطلع إلى صفاته، وتشوف إلى طباعه، وربما حاكاه في جميع أحواله، كيف بشخصيةٍ صفاته عظيمة وأوصافه جليلة! ليس على وجه الأرض أفضل منه ولا أجل منه، ولا أكرم ولا أفضل منه، لعلكم عرفتموه واشتقتم لتعرفوه، إنه أفضل البشر، وزهرة الدهر البشير النذير، والسراج المنير، كيف لا تشتاق النفوس إليه! وتتطلع إلى سيرته العطرة، وسماته وصفاته النيرة.

إن مال غيري للإحسان فإن لي *** قلبًا شغوفًا للشفيع يميلُ

صلى عليك الله يا خير الورى *** مادام يُسمع للحمام هديلُ

وصفاته -أيها المسلمون- تنقسم إلى قسمين: خَلقية وخُلقية، وكلاهما داخلٌ في قوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4].

فمعنا في هذه الجمعة الحلقة الأولى تذكير البرية بصفات النبي الخلقية؛ وهي صفاته الخلقية لنعرف رسولنا وحاله، ومدخله ومخرجه، وملبسه ونعله، وسواكه وطيبه، وطوله وعرضه، ولونه وشعره، واتكاءه وجلوسه، إن معرفة صفاته نوعٌ من معرفته، ولونٌ من حقوقه، إذ كيف يكون الإنسان متبوعه ورسوله لا يعرف من حاله ولا من أوصافه ولا من خلاله شيئًا!

بيد أن البعض يحفظ من الفنانين واللاعبين والمفكرين والغربيين، وقصص الأولين والآخرين، والأجهزة الحديثة، والتقنيات السريعة، ولا يعرف لرسوله إلا اسمه، ولا من حقه إلا رسمه.

إن مما لا شك أن رسولنا يمثِّل الكمال الإنساني، أعلى صورة وأبهى جمالٍ وحُلة، فهو قمة في الجمال وغايةٌ في الكمال، وكمال جسمه وجلال صفاته أعظم وازعٍ لقبول حكمه، وأقوى عاملٍ لإتباعه، إذ كم رجلٍ دخل في الإسلام بمجرد رؤيته، ومشاهدة نور وجهه وبشاشته وابتسامته، فاسمع لعبد الله بن سلام -رضي الله عنه- حبر اليهود وأعلمهم بالتوراة يقول: “لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناس إليه، فجئت إليه لأنظر إليه، فلما تأملت وجهه واستثبته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب“.

فرسولنا ونبينا أحسن الناس وأجمل الناس، لم يصفه واصفٌ إلا شبهه بالقمر ليلة البدر، بل أجمل وأعظم وأزهر، حتى يقول قائلهم: “لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر، فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر“، أحسن الناس وجهًا وأنورهم لونًا، يتلألأ تلألؤ الكوكب، وصفه صاحبه ورفيقه بأبلغ وصفٍ، فقال أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-:

أمينٌ مصفى للخير يدعو *** كضوء البدر زاله الظلامُ

وكان عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثيرًا ما يُنشد قول زُهير بن أبي سُلمى:

لو كنت من شيءٍ سوى بشرٍ *** كنت المضيء لليلة البدر

فيقول عُمر: كان النبي كذلك، ولم يكن كذلك غيره.

وعاتكة بنت عبد المطلب وصفته وهي على دين قومها:

عيني جودا بالدموع السواجم *** على المرتضى كالبدر من آل هاشم

أيها المسلمون: وإن فاتكم رؤيته بأبصاركم، فإن في تأمل شمائله وصفاته متعةً لكم، وسلوةً لأحزانكم، وفرحةً لقلوبكم، فالعالمون بشمائله وصفاته إن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا.

إن فاتكم أن تروه بالعيون *** فما يفوتكم وصفه هاذي شمائله

مكمل الذات في خلقٍ وفي خُلقٍ ***  وفي صفاتٍ فلا تُحصى فضائله

كان أبهى الناس، فهذه طائفة مختارة من بعض صفاته الدارة من وصف الواصفين، ونعت الناعتين لرسول رب العالمين، ممن حضره وعاصره ورآه وجالسه باختصارٍ وإيجاز، وعباراتٍ وإنجاز، كان أبهى الناس مُحيى، وأزهرهم جبينًا، وأنورهم طلعة، رقيق البشرة، طيب الرائحة، عرقه كالجُمان، وأنفاسه كالمسك والريحان.

يقول أنس -رضي الله عنه-: “ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا شممت مسكًا ولا عنبرًا أذكى من رائحته“.

“كان عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق“؛ أي: شديد البياض، “ولا الآدم”؛ أي: الأسمر، “ولا بالجعد القطط”؛ أي: لم يكن ذا شعرٍ ملتويٍ قصيرٍ، “ولا السبط”؛ أي: المسترسل، رجل الشعر بين البسط والجعد، “أزهر اللون، أبيضٌ مشرق مشربًا بحمرة، في بياضٍ ساطع كأن وجهه القمر حسنًا، ضخم الكراديس”؛ أي: المفاصل، “أوطف الأشفار”؛ أي: طويل شعر الجفنين، “أدعج العينين”؛ أي: شديد سوادها وبياضها مع اتساعها، في بياضهما عروقٌ حمر رقاقٌ، “حسن الثغر واسع الفم، حسن الأنف، إذا مشى كأنه يتكفأ”؛ أي: يندفع إلى الأمام، “إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الأرض، ضخم اليدين، قليل لحم العقبين، ليس في لحيته ولا في رأسه عشرون شعرةٍ بيضاء، كان مربوعًا ما بين المنكبين، عظيم الجُمة إلى شحمة أذنه، عليه حُلةٌ حمراء، أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خُلقًا وخَلقًا، كان ضليع الفم، أسفل العينين، منهوس العقبين“.

عليك منا صلاة الله دائمةً *** ما سبحت مهجةٌ أو رف وجدانُ

أنقذت بالوحي أرواحًا مكبلةً *** وأنت للبر والإحسان عنوانُ

“وجهه مثل السيف، لا، بل مثل القمر كان أبيض مليحًا مقصدًا”، والمقصد: هو الذي ليس بالجسيم ولا بالنحيف ولا بالطويل ولا بالقصير، “كأنما صيغ من فضة، خاتم النبوة بين كتفيه مثل: ذر الحجلة“، أي: بيض طائرٍ معروفٍ مثل: بيضة الحمامة، يشبه جسمه.

كانت أم خالد بنت خالد صغيرةٌ عليها قميصٌ أصفر، تقول: ذهبت ألعب بخاتم النبوة بين كتفيه فزجرني أبي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “دعها”، رحيمٌ شفيقٌ كريمٌ حليم، كان يُرجِّل شعره ويصلحه ويتعاهده، وكان يدَّهِن وله مكحلة لعينيه، وكان ينام على الفراش تارة، وعلى النطع؛ وهو البساط من جلدٍ تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة، وكان فراشه من جلدٍ مدبوغ حشوه ليف وكذا وسادته، صلوات الله وسلامه عليه.

و”كان يُكثر التطيب ويحب الطيب ولا يرده، ويحب السواك ويستاك صائمًا ومفطرًا، وكان يلبس ما يتيسر من اللباس من الصوف تارة، والقطن تارة، والكتان تارة، ويلبس القميص، ويلبس البرود اليمانية؛ وهي الثوب الذي فيه خطوط، ولبس البرد الأخضر والجبة والقباء، وهو ثوب ضيق الكمين والوسط مشقوقٌ من الخلف، يُلبس في السفر والحروب؛ لأنه أعون على الحركة، ولبس السراويل والإزار والرداء، والخف والنعل والعمامة والمغفر، ولبس الثوب الأسود والحلة الحمراء، والقميص وهو أحب اللباس إليه، ويلبس البياض ويُرغب فيه ويحبه -عليه الصلاة والسلام-، ولبس خاتمًا من فضة، وكان يجعل فصه مما يلي باطن كفه، وكان يلبسه باليد اليمنى تارة وباليسرى تارةً أخرى في خنصره”.

“وكان يضحك مما يُضحك منه، وكان جُل ضحكه التبسم”، فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، ولم يكن ذا قهقهةٍ، وكان دائم الابتسامةِ والبشاشة، وكان يبكي ولم يكن بكاؤه بشهيقٍ ونعيقٍ ورفع صوتٍ، كانت عيناه تدمعان ويظهر البكاء على جسده، ويُسمع لصدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء، وكان يخضب شعره؛ أي: يدهن شعره بالحناء والكتم، “وكان شديد الحياء، وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان يُسلم عند المجيء والانصراف، ويبدأ من لقيه بالسلام، وإذا سلم عليه أحدٌ رد عليه مثلها أو أحسن منها، وكان يُسلم على الصبيان، ويسلم على أهله، ويمسح رؤوس الصبيان، وكان أرحم الناس بالصبيان والعيان، كان رحيمًا لا يأتيه أحدٌ إلا وعده وأنجز له وعده“.

و”كان إذا دخل منزله استاك، وإذا دخل بدأ بالسؤال أو سأل عنهم، وإذا دخل على أهله بالليل سلم تسليمًا يُسمع اليقظان، ولا يُوقظ النائم، وكان يغتسل ويتنظف ويتجمل ويدهن، وكان إذا استأذن استأذن ثلاثًا، فإن لم يؤذن له انصرف، وكان يعلم أصحابه التسليم قبل الاستئذان، والسلام قبل الكلام، وكان إذا أتى باب قومٍ لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، بل كان ينحرف عنه يمينًا أو شمالاً، وكان يركب الإبل والخيل والبغال والحمير والفرس، وكان يُردِف خلفه وأمامه، وبلغ الذين أردفهم أربعون نفسًا، وكان يجلس على الأرض وعلى الحصير وعلى البساط، وكان يتكئ على الوسادة، وكان يستلقي أحيانًا ويضع إحدى رجليه على الأخرى“.

نورٌ أطل على الحياة رحيمًا *** وبكفه فاض السلام عميمًا

لم تعرف الدنيا عظيمًا مثله *** صلوا عليه وسلموا تسليمًا

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

عباد الله:  ومن صفاته وسماته وجميل خلقه وأوصافه:  كان أفصح الخلق، وأعذبهم كلامًا، وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقًا، كان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما فيه منفعة أو يرجو ثوابه، وكان كلامه يسمعه ويفهمه من سمعه، كان يتكلم بجوامع الكلم وبكلامٍ مفصلٍ يعده العادّ، ليس بهزٍ مسرع ولا منقطعٍ تتخلله السكتات، وكان يتخير في خطابه أجمل الألفاظ، وأبعدها عن الجفاء والفُحش والخناء.

صلى عليك الله يا خير الورى *** ما أمطرت مزنٌ وما سيلٌ جرى

صلوا عليه وسلموا لا تفتروا *** إن الصلاة عليه غنمٌ يُشترى

“كان إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر“، وكان إذا أقبل عُرف برائحةٍ طيبة وأطيابٍ فائحة، و”كان لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته، كان أجود الناس وأشجع الناس وأقوى الناس، كان أبغض الأخلاق السيئة إليه الكذب، لا صخاب ولا سباب ولا فحاش، وكان لا ينتقم لنفسه ولا يحب العتاب“.

“يحب الحلوى والعسل، وكان لا يعيب طعامًا، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، هكذا جبَله الله على أجمل الصفات وأكمل الهبات، فكان مشرق المحيى، قريبًا من القلوب، حبيبًا إلى الأرواح، سهل الخليقة، ميسر الطريقة، تعلوه المهابة، وتزهره الحلاوة، وترافقه الجلالة، على وجهه نور الرسالة، وعلى ثغره بسمة المحبة والطلاوة، يسعد به جليسه، وينعم به رفيقه، حباه ربه بأخلاقٍ راقية، ومناقب سامية“.

كان أسوةٌ حسنة وقدوةٌ واقعية، كان أحسن الناس منظرًا، وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا، وأكثرهم حياءً، وأنصحهم دلالةً وهدى، وأرجحهم عقلًا، وأكثرهم أدبًا، وأوفرهم حلمًا، وأكملهم شفقةً ورحمة، وأكرمهم نفسًا، وأعلاهم قدرًا، رحيمًا حليمًا رفيقًا، طيبًا كريمًا سخيًا شفيقًا، فمدخله ومخرجه، ومسكنه ومأكله، وظاهره وباطنه على أكمل الأحوال، وأجل الصفات والأفعال، فصلوات الله وسلامه عليه.

شهد له العدو والصديق، والموالون له والمعادون له على أخلاقه الحسنة وصفاته الجميلة، وخلاله الجليلة، وذلك معلومٌ من الدين بالضرورة، ولما أوحى الله إلى نبيه في غار حراء، ورجع إلى خديجة وأخبرها الخبر، وقال: “لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا والله ما يُخذيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتُقرض ضيف، وتعين على نوائب الحق“.

وقال البراء: “ما رأيت شيئًا قط أحسن منه“، وقال أنس: “لم أر قبله ولا بعده مثله“، ولما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثته تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان هو ففرحوا وقالوا: “جاء الأمين“.

ولما صعد على الصفا وجعل يُنادي قومه: “يا بني فلان يا بني فلان، وقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقين! قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا“، وقال أبو جهل له: “إنا لا نكذبك، ولكن نُكذب ما جئت به“، وقال للأخنس: “والله إن محمدًا صادقًا، وما كذب محمدٌ قط“.

ولما سأل هرقل أبا سفيان عنه أجابه: “بأنهم لا يتهمونه بالكذب، وأنه لا يغدر بل يفي“، وبالجملة كل خلقٍ محمود وصفةٍ وصدق لخلق محمود وصفة حسنة فله منها القسط الأكبر والحظ الأوفر، وكل صفةٍ ذميمة فهو أسلم الناس منها وأبعدهم عنها.

وهذا جزءٌ من كل ونقطةٌ في بحر، ولا أبلغ ولا أكمل ولا أعظم ولا أجل من وصف الرب الكريم الأجل ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ومن كمحمدٍ خُلقًا وخَلقًا!

ومن كمحمدٍ خُلقًا وخَلقًا *** أطل فكان إشراق الحياةِ

عليه صلاة ربي ما أعادت *** شفاه الكون حي على الصلاةِ

ومن يبلغ مدحه! ومن ينتهي وصفه!

ماذا أُسطر في ثنائك سيدي ***  غير الصلاة مع السلام السرمدي

قلبي وأشعاري وأفكاري حكت *** أني بغير محمدٍ لن أقتدي

فإذا مدحت محمدًا بقصيدتي *** فلقد مدحت قصيدتي بمحمد

شرُف اللسان بذكر أحمد سيدي *** فبذكره نُكفى الهموم ونهتدي

وحبيبنا أوصى فهيا رددوا *** يا رب صلِّ على الحبيب محمد

هذه صفات خَلقه، وسيأتي -بإذن الله- صفات أخلاقه، ليكون ذلك جمعٌ بين الحُسنيين في حلقتين وخُلقين، هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه.

والله أعلم.