سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم – (16) الإسراء والمعراج – مشاهد وعظات- 4

عناصر الخطبة

  1. أهمية مدارسة السيرة النبوية
  2. في رحلة الإسراء والمعراج آيات عظيمة وأحداث عجيبة
  3. تحريم الربا وأكله وسوء حال أهله
  4. النَّار مخلوقةٌ منذ زمن بعيد
  5. رفع الإسلام درجة الشهيد م
  6. بشارة عظيمة لعمر بن الخطاب
اقتباس

هكذا رفع الإسلام درجة الشهيد دلالة على أن الإسلام لا يرضى لأهله إلا العيش بعزة، نعم بعزة الإسلام ورفض الظلم والقهر، كما يحض الإسلام أهله على الدفاع عن حقوقهم حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم، فالحياة في سبيل الله أرفع عند الله من الموت في سبيل الله…

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن نهج نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.

 أما بعد إخوة الإيمان: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، والسعيد من راقب الله وأحسن تعامله مع ربه واتبع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- خاصة في عصر الشبهات والشهوات، فسلامة المنهج في اتباع هدي القرآن والسنة، وما أحوجنا في واقعنا المعاصر لتتبع لتدبر كتاب الله والوقوف مع آيات الله، وتتبع سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-  والوقوف على دروسها وعبرها، وقد كنا تحدثنا في خطب سابقة عن المعجزة الربانية العجيبة رحلة الإسراء والمعراج، وأثرها في الإيمان بالغيبيات، وثبات القلب على التوحيد.

 وذكرنا أنه قد جرت في هذه الرحلة آيات عظيمة، وأحداث عجيبة، ومشاهد لحبيبنا  -صلى الله عليه وسلم- غريبة، جرت في السماوات، ورأى الملائكة، والجنة وسدرة المنتهى، وغير ذلك مما أطلعه الله تعالى عليه في تلك الليلة من عجائب القدرة الإلهية ما يكون تثبيتًا له على تحمل أعباء دعوته ورسالته، وتثبيتا للإيمان.

 فما أحوجنا للوقوف على مثل هذه المشاهدات الغيبية في زمن أصبح الكثير ربما لا يؤمن إلا بالمحسوسات، أما الغيبيات والإيمان بالغيب التي هي صفة المؤمنين التي أثنا الله تعالى بها عليهم في أول سورة البقرة، فقد ذكر أول صفة من صفات المؤمنين: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة/3] نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يؤمن بالغيب ويؤمن بالله وبوحدانيته.

عشر آيات من مشاهداته -صلى الله عليه وسلم- أثناء رحلة الإسراء والمعراج: 

الأولى: موقف ماشطة بنت فرعون، والثانية: الزرع والحصاد من المجاهدين في سبيل الله وجزاؤهم عند ربهم، والثالثة: المتثاقلون عن أداء الصلاة ورضخ رؤوسهم. والرابعة: رؤية الجنة ومقامه -صلى الله عليه وسلم-  في جنة عدن، ورؤية أنهار الجنة.

والخامسة: شربة اللبن وفيه دلالة على أن الإسلام دين الفطرة. والسادسة: نهر الكوثر، والسابعة:حال المغتابين، أكلة لحوم البشر. والثامنة: عقوبةُ الكذب بالرجل الذي يُشقشق شدقيه بكلّوب من حديد، والتاسعة: عقوبةُ من خالف عملُه قولَه.. والعاشرة: عقوبة الزنا عياذًا بالله، أولئك الناس الذين في التنور، يتضاوون ويصرخون.

اليوم نواصل ذكر بعض المشاهد الأخرى مما وقف عليه -صلى الله عليه وسلم- في تلك الرحلة السماوية، لعلها أن تزيدنا ثباتًا بالإيمان بالغيب، ولعلنا نؤمن بما نقله وشاهده -صلى الله عليه وسلم- في تلك الرحلة فنقله لأمته.  

الآية الحادية عشرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : "فَإِذَا نَهَرٌ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا دَنَا لِيَخْرُجَ، رَمَى فِي فِيهِ حَجَرًا، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ، فَهُوَ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يا جبريل؟، فَقَالَا:انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ"، ثم فسَّر جبريلُ  عليه السلام هذا الْمَشهد لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: "وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ فِي النَّهَرِ، فَذَاكَ آكِلُ الرِّبَا" (رواه البخاري 7047، ومسلم 2275).

نعوذ بالله من الربا وأكله وحال أهله،  فالرِّبا زيادة بالمال في غير حق ليزيد الغنيَّ غنًى على غناه على حساب استغلال الفقير والمسكين وذي الحاجة، فتتسع الهوة الاقتصادية بين الطبقتين، فيأكل القوي الضعيف، وتغيب العدالة الاجتماعية التي أسسها الإسلام، فالربا الذي يلجأ إليه المغبونون في أزماتهم وحاجاتهم لا يزيد الأزمات إلا تفاقمًا؛ مما أوصل الدول الكبرى لأزمة اقتصادية خانقة مازال الكثير منها تترنح لم تجد لها مخرجًا إلا خفض نسبة الفائدة إلى الصفر؛ كما فعلت الكثير منها.

فالمرابون محاربون لعامة المجتمع بجشعهم؛ لا رحمة في قلوبهم لإخوانهم فدخلوا في دنياهم في حرب مع الله؛ كما أخبر الله -سبحانه وتعالى- بنفسه عن هذه الحرب بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ(279)﴾ [البقرة: 278: 279]. فهذا مشهد من المشاهد السماوية التي أخبرنا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن آكلة الربا.

الآية الثانية عشرة من مشاهداته في تلك الرحلة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : "فَإِذَا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، فَإِذَا فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَإِذَا شَيْخٌ فِي أَصْلِهَا حَوْلَهُ صِبْيَانٌ"، فسأل عنها -صلى الله عليه وسلم- فقال جبريل: "وَأَمَّا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، فَذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، وَأَمَّا الصِّبْيَانُ الَّذِين رَأَيْتَهم فَأَوْلَادُ النَّاسِ" (رواه البخاري: 7047، ومسلم: 2275).

أي: الصغار الذين ماتوا، فإذا مات الصغير قبل البلوغ مات على الإسلام دين الفطرة؛ ويكون مصيره للجنة سواءٌ أكان أبواه مؤمنينِ أم كافرينِ، وفي هذا سلوان للوالدين اللَّذين ابتُلِيَا بفقد الولد عندما يعلمان أن أبناء الناس يتعلمون في المدارس والجامعات؛ بينما ابنُهما قد اصطفاه الله سبحانه وتعالى في بعثةٍ تعليميةٍ خاصةٍ ليتعلم القرآن على يد خليل الرحمن -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.

 الآية الثالثة عشرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : "وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ، فَهُوَ يَحْشُشُهَا وَيُوقِدُهَا"، فسأل عنها -صلى الله عليه وسلم-  فقال جبريل: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ يُوقِدُ النَّارَ وَيَحْشُشُهَا فَذَاكَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَتِلْكَ النَّارُ" (رواه البخاري: 7047، ومسلم: 2275).

فهذا دليل على أن النَّار مخلوقةٌ منذ زمن بعيد، وأن الله -جل وعلا- وكَّل بها خازنها مالكًا لينشغل بتهيئتها، وإعدادها لأهلها نعوذ بالله من النار، فلنتق النار إخوة الإيمان فهي محفوفة بالشهوات كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- فمن خشي النارَ حق الخشية فعليه أن يتخذ بينه وبينها حجابًا كثيفًا من العمل الصالح بدءاً بالفرائض ثم النوافل. 

الآية الرابعة عشرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : "فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ دَارًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فَإِذَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَفِيهَا نِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، فَأَخْرَجَانِي مِنْهَا، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ، وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ"، فسأل عنها  -صلى الله عليه وسلم-  فقال جبريل عليه السلام: "وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي دَخَلْتَ أَوَّلًا فَدَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا الدَّارُ الْأُخْرَى فَدَارُ الشُّهَدَاءِ" (رواه البخاري : 7047، ومسلم: 2275).

والشهادة لا تبذل لكل من هب ودب إخوة الإيمان، فقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- عن الشهيد في أحاديث؛ منها قوله -صلى الله عليه وسلم- : "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"(صحيح رواه النسائي: 4094، وأبو داود 4772، والترمذي 1421، وابن ماجه2580).

هكذا رفع الإسلام درجة الشهيد دلالة على أن الإسلام لا يرضى لأهله إلا العيش بعزة، نعم بعزة الإسلام ورفض الظلم والقهر، كما يحض الإسلام أهله على الدفاع عن حقوقهم حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم، فالحياة في سبيل الله أرفع عند الله من الموت في سبيل الله..

 تأملوا هذا المعنى النفيس إخوة الإيمان، الحياة في سبيل الله أرفع عند الله من الموت في سبيل الله، فالموت ليس مطلباً لذاته، بل إعلاء لا إله إلا الله هو المطلب، فابحث عن إعلاء لا إله إلا الله وليس عن قتل النفس، فإن كتب الله له أن قُتل لإعلاء كلمة لا إله إلا الله فهنيئاً له الشهادة، تأمل هذا المعنى عبد الله، تأمل هذا المعنى النفيس الذي اختلط عند الكثير، نسأل الله برحمته الواسعة أن يتفضل علينا وعليكم بمحض فضله، وجوده بالفقه بالدين، وأن يرزقنا الجنة والشهادة في سبيل إعلاء دينه، ورفع لوائه عز وجل  مخلصين له الدين.

الآية الخامسة عشرة: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثُمَّ قَالَا لِيَ -أي: جِبْرِيلُ، ومِيكَائِيلُ- : ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا كَهَيْئَةِ السَّحَابِ. فَقَالَا لِي: وَتِلْكَ دَارُكَ. فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَانِي أَدْخُلْ دَارِي. فَقَالَا: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَكَ عَمَلٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَهُ دَخَلْتَ دَارَكَ"(رواه البخاري: 7047، ومسلم 2275).

فلم يؤذن حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- بدخوله داره في الجنة قبل أن ينتهيَ عمره -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا وِفْقًا لما قضى الله -سبحانه وتعالى- به في السنن الربانية التي لا استثناء فيها؛ ولو مع خير الخلق -صلى الله عليه وسلم-، وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ [فاطر: 43].

وفي ذلك إشعال شوق الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه – إلى سرعةِ انقضاء الأجل ليتمكن بعده من دخول داره بالجنة، نسأل الله بفضله مرافقة حبيبنا  -صلى الله عليه وسلم- بجنات عدن، اللهم اجمعنا ووالدينا وأهلنا وأحبابنا بجنة الخلد مع حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- برحمتك ومنك وفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

الآية السادسة عشرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ؛ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً [صوتًا]، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ" (رواه البخاري: 3679، ومسلم: 2394).

فيا لها من كرامة أن يبشر المرء بالجنة وهو على قيد الحياة، وما كان اللهُ ليطلعه على ذلك لولا علمه -سبحانه وتعالى- بصلاح قلب الحبيب، وأنه لن يغير بعد ذلك، أو يبدل. كما تشير الآية أن المبشرين بالجنة ليسوا عشرة فقط؛ بل هم كثيرون، ووردت البشرى لهم في نصوص متعددة؛ وليس في نصٍ واحدٍ.

 وحريٌ بنا أن نذكر بأنه لا يجوز أن نجزم لأحدٍ كائنًا ما كان بالجنة مهما بلغ صلاحه، ومهما رأينا من تقواه ولو كان من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إلا لمن شهد له بذلك الله سبحانه وتعالى، أو نبيه  -صلى الله عليه وسلم- الموحى إليه بوحي السماء، وما عدا ذلك فلا يجوز البتة الجزم لأحد بالجنة، ولو كان صحابيًا. 

فاللهم إنا نسألك الجنة، ونسألك بوجهك الكريم إن كنت تعلم من فوق عرشك أن قلوبنا تفيض حبًّا لرسولك -صلى الله عليه وسلم- وحبًا لصحبه الكرام وشوقًا للقائهم فاللهم أنعم علينا برحمتك وفضلك وجودك وبرك بأن تحشرنا معهم بجنة الفردوس وإن لم نقو على العمل بعملهم تحقيقًا لوعدك كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- : لما سئل عن الرَّجُل يُحِبُّ القَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- :"المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" (رواه البخاري: 6170).

فبشراكم إخوة الإيمان، بشراكم هذه البشرى من الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فاللهم إنا نُشهدك أننا نحبك ونحب رسولك وصحبه الكرام، فلا تحرمنا بذنوبنا وضعفنا اللحاق بهم بجنات الفردوس يا رب العالمين، برحمتك يا أرحم الرحمين.

ولبقية المشاهد العجيبة لليلة الإسراء والمعراج حديث قادم بمشيئة الله، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.