الثبات على الحق حتى الممات

عناصر الخطبة

  1. أهمية ثبات القلب على الحق واستقامته على الدين
  2. الخشية من زيغ القلوب هو شأنَ أُولِي الألباب
  3. سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الثبات
  4. أسباب السلامة من زيغ القلوب
  5. مُبادرةُ الفتن بالأعمال الصالحة
  6. وجوب حفظ العبد ربَّه بالعمل بما يُرضِيه.
اقتباس

وإذا كان – صلواتُ الله وسلامُه عليه – قد خشِيَ على هذه الثُّلَّة المؤمنة والطليعَة الراشِدة، مع ما بلغَت من رسُوخ الإيمان، وقوَّة اليقين، وصِدق العبوديَّة، ومع كونِ قرنِها خيرَ القرون. فكيف بمن جاءَ بعدهم من أهل العُصور؟! لاسيَّما هذا العصر الذي أطلَّت فيه الفتن، وتتابعَت على المُسلمين المِحَن، فأقبلَت راياتُ الباطل، وخفقَت ألوِيةُ الضلال مُبهرَجةً لامِعة، وعصفَت بالقلوبِ رِيحُ الشُّبُهات والشهَوات، وفُتِح على الناس من أبوابهما ما لا مُنتهَى له، وانبعَثَ سيلٌ من المُغرِيات المُغوِيات فيما يُقرأُ ويُسمعُ ويُرَى، وتوطَّدَت سُبُل الغِواية، واستحكمَت واتَّخذَت من سائر الشهوات المُحرَّمات عمادًا ومحورًا…

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي عمَّ عبادَه بواسِع رحمته، وخصَّ أولياءَه بالمعيَّة والتثبيتِ على شِرعته، وأودعَ في قلوبِهم نورَ معرفته ومحبَّته، أحمدُه – سبحانه – ندبَ عبادَه إلى ذكرِه وشُكرِه وحُسن عبادتِه، وشوَّقهم إلى لقائِه ورُؤيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الذي ثبتَ على تبليغ رسالتِه، وأداء أمانتِه، ونُصح أمَّته، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه حمَلَة رايته، وأتباع سُنَّته، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله – عباد الله -؛ فتقوَى الله خيرُ زاد السالِكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى ربِّ العالمين. فطُوبَى لمن اتَّقَى اللهَ مولاه، وأخذَ من دُنياه لأُخراه.

واستقبِلوا عامَكم الجديد بعهدٍ مع الله على استِدامة طاعته، وتحقيق عبوديَّته، مع سُؤاله الثبات إلى الممات؛ فإن الثباتَ على الطريق، ولُزومَ الجادَّة، واتِّباع الصراط، والحذَرَ من اتِّباع السُّبُل آيةُ رُشد المرء، وبُرهان نُضجه، ودليلُ سداد رأيه.

وإن أرفعَ مراتبِ الثباتِ وأعلى درجاته – يا عباد الله -: ثباتُ القلب على الحق، واستقامتُه على الدين، وسلامتُه من التقلُّب.

ولذا كانت الخشيةُ من الزَّيغ شأنَ أُولِي الألباب، ونهجَ أُولِي النُّهَى، وسبيلَ الراسِخِين في العلم الذين يبتَغون إلى ربِّهم الوسيلة، ويزدلِفون إليه يرجُون رحمتَه، ويخافُون عذابَه.

وقد ذكرَ – سبحانه – تضرُّعهم وسُؤالهم إياه التثبيتَ على الحق، والسلامةَ من الزَّيغ، في قوله – عزَّ اسمُه -: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(8)﴾ [آل عمران: 7، 8].

وإنه – يا عباد الله – لحِسٌّ مُرهَفٌ، وضراعةٌ مُخبِتة، ووَجلٌ طَهورٌ في هدي خيرِ الورَى – صلواتُ الله وسلامُه عليه – ما يبعثُ على كمال العِبرة، وتمام القُدوة، وحُسن التأسِّي، وصِدقِ الاتباع.

فهذه أم سلَمة – رضي الله عنها -، تُحدِّثُ أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – كان يُكثِرُ في دُعائِه أن يقول: «اللهم مُقلِّبَ القلوب! ثبِّت قلبي على دينِك». قالت: قلتُ: يا رسول الله! وإن القلوبَ لتتقلَّبُ؟! قال: «نعم، ما خلقَ الله من بني آدم من بشرٍ إلا إن قلبَه بين أُصبعين من أصابع الله، فإن شاءَ الله – عز وجل – أقامَه، وإن شاءَ أزاغَه» (أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والترمذي في "جامعه" بإسنادٍ صحيح).

وهذا أنسُ بن مالكٍ – رضي الله عنه – يقول: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يُكثِرُ أن يقول: «يا مُقلِّبَ القلوب! ثبِّت قلبي على دينِك». فقلتُ: يا نبيَّ الله! آمنَّا بك وبما جئتَ به، هل تخافُ علينا؟ قال: «نعم، إن القلوبَ بين أُصبعين من أصابِع الله يُقلِّبُها كيف يشاء» (أخرجه الترمذي في "جامعه"، وابن ماجه في "سننه" بإسنادٍ صحيح).

وإذا كان – صلواتُ الله وسلامُه عليه – قد خشِيَ على هذه الثُّلَّة المؤمنة والطليعَة الراشِدة، مع ما بلغَت من رسُوخ الإيمان، وقوَّة اليقين، وصِدق العبوديَّة، ومع كونِ قرنِها خيرَ القرون. فكيف بمن جاءَ بعدهم من أهل العُصور؟!

لاسيَّما هذا العصر الذي أطلَّت فيه الفتن، وتتابعَت على المُسلمين المِحَن، فأقبلَت راياتُ الباطل، وخفقَت ألوِيةُ الضلال مُبهرَجةً لامِعة، وعصفَت بالقلوبِ رِيحُ الشُّبُهات والشهَوات، وفُتِح على الناس من أبوابهما ما لا مُنتهَى له، وانبعَثَ سيلٌ من المُغرِيات المُغوِيات فيما يُقرأُ ويُسمعُ ويُرَى، وتوطَّدَت سُبُل الغِواية، واستحكمَت واتَّخذَت من سائر الشهوات المُحرَّمات عمادًا ومحورًا.

ودأَبَ فريقٌ من الناس على الاستِهانة بالثوابِت، والاستِخفاف بالقطعيَّات؛ كالطَّعن في القرآن وكماله، أو في بعض أحكامه، أو في أهلِه وحمَلَته وحُفَّاظه ودُور تحفيظِه وحلَقَاته، أو في الرسالة وخَتمِها وعُمومها، وصلاحها للعالمين في كل حينٍ، أو في الرسول – صلواتُ الله وسلامُه عليه -، أو في سُنَّته وسيرتِه، أو في نجاح دعوتِه.

كلُّ ذلك في اجتِراءٍ يعزُّ نظيرُه، ويندُرُ مثيلُه، فتارةً تحت شِعار البحث العلمي، والموضوعيَّة فيه والتجرُّد له، وتارةً أخرى باسم حريَّة التعبير وحرية الرأي، إلى غير ذلك مما هو في حقيقتِه من تسميةِ الأشياء بغير أسمائِها، خِداعًا وغِطاءً، ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 9].

وراجَت بين كثيرٍ من المُسلمين بِدعٌ مُحدثاتٌ أُدخِلَت على الدين وليست منه، وأضحَت في أعرافهم دينًا يُتعبَّدُ الله به، وقُربَى يزلِفون بها إليه، ومُجتمعًا يجتمِعون عليه.

وبلغَ السيلُ الزُّبَى باستِباحة الدماء المُحرَّمة، وقتل الأنفُس المعصُومة، اتباعًا للظنِّ والهوَى، وإعراضًا عن وصيّة نبي الرحمة والهُدى – صلواتُ الله وسلامُه عليه – لأمَّته في حجَّة الوداع بقوله: «فإن دماءَكم وأموالَكم»، وفي روايةٍ: «وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا إلى يوم تلقَون ربَّكم، ألا هل بلَّغتَ؟». قالوا: نعم، قال: «الله اشهَد، فليُبلِّغ الشاهِدُ الغائِبَ، فرُبَّ مُبلَّغ أوعَى من سامِع، فلا ترجِعوا بعدي كفَّارًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ».

قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: فوالذي نفسي بيدِه؛ إنها لوصيَّتُه لأمَّته «لا ترجِعوا بعدي كفَّارًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ» (أخرجه البخاري في "صحيحه").

وهي وصيَّةٌ عظيمةٌ لم تجِد لدَى بعض الجماعات والتنظيمات والأحزاب أُذنًا صاغِية، ولا قلبًا مُخبِتًا مُنيبًا، يحجُزُها عن الجُرأة على الدم الحرام، ويزَعُها عن استِحلاله؛ بل أخذَت تُسوِّغُ تلك الجُرأة وذلك العُدوان بالزَّعم الكاذِب الخاطِئ، بأن ذلك من الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمتِه، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ [الكهف: 5].

وكل أولئك – يا عباد الله – مما تعظُمُ به الخشيةُ من الزَّيغ، وتتأكَّدُ معه الحاجةُ إلى تثبيتِ القلوب، ويستَبينُ به عِظَمُ مقام هذا الدعاء النبوي الكريم، وشرَفُ موضعِه، وشدَّةُ الافتِقار إلى اللَّهَج به في كل حينٍ.

ألا وإن للسلامة من الزَّيغ – يا عباد الله – أسبابًا تُرجَى – بفضل الله وبرحمته -، منها:

صِدقُ الإيمان وقوَّةُ اليقين، وإخلاصُ التوحيد لله – سبحانه – في رُبوبيَّته وألوهيَّته، وفي أسمائِه وصِفاتِه؛ إذ لا سعادةَ ولا فوزَ ولا نجاةَ إلا بتحقيق التوحيد والحذَر من كل ما يُضادُّه ويُناقِضُه.

ومن ذلك: الاعتِصامُ بالسنَّة والحذَرُ من البدعة؛ فإن كل بدعةٍ ضلالة، كما أخبرَ بذلك رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله، في حديث العِرباضِ بن سارِية – رضي الله عنه -، قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «وإنه من يعِش منكم فسيرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشِدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدثات الأمور؛ فإن كل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة» (أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه في "سننهم"، وهو حديثٌ صحيحٌ بمجمُوع طُرقه).

ومنها: مُبادرةُ الفتن بالأعمال، والإخلاصُ لله فيها، والاستِدامةُ عليها، عملاً بالتوجيه النبوي الكريم بقوله: «بادِروا بالأعمال فِتنًا كقِطع الليل المُظلِم، يُصبِحُ الرجلُ مُؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مُؤمنًا ويُصبِحُ كافرًا، يبيعُ دينَه بعَرَضٍ من الدنيا» (أخرجه مسلم في "الصحيح").

ومنها: لُزوم جماعة المُسلمين وإمامهم، عملاً بوصيَّة نبي الرحمة – صلوات الله وسلامه عليه – لحُذيفة بن اليَمان – رضي الله عنه -، حين كان يسألُه عن الشر مخافةَ أن يُدرِكَه، وذلك في حديثِه المشهُور في الفتن، الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".

ومن التعاوُن على البرِّ والتقوَى، بالتواصِي بالحقِّ والتواصِي بالصبر، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر الذي هو صِمامُ الأمان لهذه الأمة، وشرطُ خيريَّتها.

فاتَّقوا الله – عباد الله -، وخُذُوا أنفسَكم بهذا النَّهج القَويم، وسلُوا اللهَ السلامةَ من الزَّيغ والثباتَ على الحق.

واستقبِلوا عامَكم الجديد بإحياء ما اندرَس، وتدارُك ما فاتَ باستِباق الخيرات، والتنافُس في الباقِيات الصالِحات، لاسيَّما في شهر الله المُحرَّم الذي يُستحبُّ الإكثارُ من الصيامِ فيه، كما جاء في "صحيح مسلم" و"السنن الأربعة"، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «أفضلُ الصيام بعد رمضان شهرُ الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضَة صلاةُ الليل».

وآكَدُ هذا الصيام: صومُ يوم عاشُوراء، الذي أخبرَ – صلواتُ الله وسلامُه عليه – أنه يُكفِّر السنةَ الماضِية، كما في "صحيح مسلم" وغيره.

وما أحسنَ أن يُستقبلَ العامُ بمثلِ هذا الخير الذي لا يُعرِضُ عنه إلا محرومٌ مغبُون، ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 35].

نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابِه، وبسنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم -، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّة المسلمين من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله الذي اهتدَى بفضلِه المُهتَدون، وضلَّ بعدلِه الضالُّون، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسألُ عما يفعلُ وهم يُسألون، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الصادقُ المأمون، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه.

أما بعد، فيا عباد الله:

إن حفظَ العبد ربَّه بالعمل بما يُرضِيه هو من أظهر أسباب الثبات، ومن أقوَى عوامِل السلامة من الزَّيغ، كما جاء في وصيَّة النبي – صلى الله عليه وسلم – لابن عمِّه عبد الله بن العباس – رضي الله عنهما – بقوله: «يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلمات: احفَظ اللهَ يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أن الأمةَ لو اجتمَعوا على أن ينفَعوك بشيءٍ لم ينفَعوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك، ولو اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، جفَّت الأقلامُ ورُفِعَت الصُّحُف» (أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والترمذي في "جامعه" بإسنادٍ صحيح).

فيحفظُ الله على العبد دينَه من الزَّيغ والشُّبُهات والفتن المُضِلَّة، حتى يتوفَّاه على الإسلام، ويُدخِلَه الجنةَ دارَ السلام، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].

فاتَّقوا الله – عباد الله -، واحرِصوا على كل أسبابِ الثَّبات على الحق، واحذَروا كل أسبابِ الفتنةِ والزَّيغ والضلال.

وصلُّوا وسلِّموا على خيرِ الورَى؛ فقد أمَرَكم بذلك المولَى – جل وعلا -، فقال – سبحانه ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائرِ الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا خيرَ من تجاوزَ وعفَا.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حَوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسِدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.

اللهم انصُر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وعبادكَ المؤمنين المُجاهدين الصادقين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحة، ووفِّقه لما تحبُّ وترضَى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ونائِبَيه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم المعاد.

اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيكَ آمالَنا، واختِم بالباقِيات الصالِحات أعمالَنا.

اللهم أحسِن عاقبتَنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخطِك.

اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً من كل شرٍّ.

اللهم اكتُب النصرَ والتأييدَ والرعايةَ والحفظَ لجنودِنا البواسِل في رِباطهم على حدود هذه البلاد الطيبة المُبارَكة، على هذه الديار السعودية، ديار الحرمين الشريفين.

اللهم رُدَّ كيدَ الكائِدين إلى نُحورهم، اللهم رُدَّ كيدَ الكائِدين إلى نُحورهم، اللهم رُدَّ كيدَ الكائِدين إلى نُحورهم، اللهم رُدَّ كيدَهم إلى نُحورهم يا سميعَ الدعاء.

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201].

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين، والحمدُ لله رب العالمين.