يوم عرفة وبيان فضله

عناصر الخطبة

  1. منزلة يوم عرفة
  2. فضائل يوم عرفة
  3. بعض الأذكار الواردة في يوم عرفة
  4. دعوة لاستغلال يوم عرفة
اقتباس

يوم عرفة من جملةِ أيامٍ طيبةٍ لا تُقَارَنُ بغيرها على مدار العام في قيمتها ولا في تنزل الرحمات فيها وهي أيام العشر من ذي الحجة، كما أن العشر الأواخر من ليالي رمضان لا تضاهيها في الفضل أي ليالٍ على الإطلاق…

الخطبة الأولى:

الحمد لله على تمام المنة وكمال النعمة، ومزيد الأجر وطيب الذكر، لا إله إلا الله رب الأكوان وجامع الناس في عرفات للثواب وزيادة الإيمان. اللهم لك الحمد على أن رضيت لنا الإسلام ديناً، وشرفتنا بالانتساب إلى أوفى الأمم إيماناً، ولك الحمد على فيض المغفرة للمؤمنين ورفع الإصر عن المذنبين.

يا أخا الإسلام يا زائراً أقدسَ المناسكِ والمشاعرِ:

إلى عرفات الله يا خير زائرٍ *** عليك سلامُ الله في عرفاتِ

ويوم تولى وجهة البيت ناضراً *** وسيم مجالي البشر والقسماتِ

على كل أفق بالحجاز ملائكٌ *** تزفُّ تحايا الله والبركاتِ

لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم *** لبيتٍ طهورِ السَّاحِ والشرفاتِ

أرى الناس أفواجاً ومن كُلِّ بُقعةٍ *** إليكَ انتهواْ من غُرْبَةٍ وَشَتَاتِ

تساوَوْا فلا الأنسابُ فيها تفاوتٌ *** لديْكَ ولا الأقْدَارُ مخْتلفاتِ

ويا رب هل تُغْني عن العبدِ حَجةٌ *** وفي العمر ما فيه من الهفواتِ؟

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، سبحانه تفرد بالعز الأسنى وهو العليُّ الأعلى. وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، خير داعٍ إلى الهدى، من أقام الله به الملة وأكمل برسالته الدين وجعله ختام الأنبياء والمرسلين. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فيا لبشرى أمة الإسلام بيوم عرفة؛ أكرمِ الأيام وأفضلِها واعزها وأشرفها، إنه يوم المغفرة العامة وحمل التبعات ونشر البركات وتوارد النعم من لدن رب الأرض والسماوات، وفيه كان الحج الأكبر على عهد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي أتم الله فيه الملة وأكمل الدين ونزل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة:3]، شهد بها اليهود وقال قائلهم لسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- كما أورد الإمام مسلم: جاء رجلٌ من اليهودِ إلى عمرَ. فقال: يا أميرَ المؤمنينَ! آيةٌ في كتابكم تقرؤونها. لو علينا نزلت معشرَ اليهودِ، لاتَّخذنا ذلك اليومَ عيدًا، قال: وأي آيةٍ؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة:3] فقال عمرُ: “إني لأعلمُ اليومَ الذي نزلت فيهِ والمكانَ الذي نزلت فيهِ؛ نزلت على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعرفاتٍ في يومِ جمعةٍ”(رواه مسلم).

وهو يوم مشهودٌ من أهل السماء لحسن صنيع أهل الأرض من الحجاج والعابدين في يوم عرفة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ، على يومٍ أفضلَ منه، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه“(صححه الألباني في صحيح الجامع).

ويوم عرفة من جملةِ أيامٍ طيبةٍ لا تُقَارَنُ بغيرها على مدار العام في قيمتها ولا في تنزل الرحمات فيها وهي أيام العشر من ذي الحجة، كما أن العشر الأواخر من ليالي رمضان لا تضاهيها في الفضل أي ليالٍ على الإطلاق؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما مِن أيَّامٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن أيَّامِ عشْرِ من ذي الحجَّةِ“، قال: فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ هنَّ أفضلُ أم عِدَّتُهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ؟ قال: “هنَّ أفضلُ مِن عِدَّتِهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ؟ وما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرَوْا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عِتْقًا مِن النَّارِ مِن يومِ عرفةَ“(رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه شعيب الأرناؤوط).

وفي يوم عرفات تسقط التبعات ويضمنها الله -تعالى- بين الناس، وهي حقوق الخلق فيما بينهم وذنوبهم على بعضهم، وليس يكون ذلك في أي موقفٍ آخر ولا في مكانٍ آخر إلا يوم عرفات وفي موقفه العظيم؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال: وقف النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بعرفاتٍ وقد كادت الشَّمسُ أن تَؤوبَ فقال: “يا بلالُ أنصِتْ لي النَّاسَ” فقام بلالٌ فقال: أنصِتوا لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأنصت النَّاسُ فقال: “معشرَ النَّاسِ أتاني جبرائيلُ -عليه السَّلامُ- آنفًا فأقرأني من ربِّي السَّلامُ، وقال: إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- غفر لأهلِ عرفاتٍ وأهلِ المَشعَرِ وضمِن عنهم التَّبِعاتِ” فقام عمرُ بنُ الخطَّابِ -رضِي اللهُ عنه- فقال يا رسولَ اللهِ هذا لنا خاصَّةً قال “هذا لكم ولمن أتَى من بعدِكم إلى يومِ القيامةِ” فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه كثُر خيرُ اللهِ وطاب”(أخرجه ابن العقيلي في الضعفاء الكبير، وقال الألباني: صحيحٌ لغيره).

وعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ. فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟”(رواه مسلم)

وأشد شيء على الشيطان في يوم عرفة تنزل الرحمات وغفران الخطيئات؛ ولهذا فإن الذلة والصغار والغيظ ستكون كلها قواسم مشتركة تأكله من البغضاء لبني آدم أهل عرفات؛ فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما رُؤِيَ الشيطانُ يوما هو فيه أصغرَ، ولا أَدحرَ، ولا أحقرَ، ولا أغيظَ منهُ يومَ عرفةٍ، وما ذاكَ إلا لما يرَى من تنزلِ الرحمة، وتجاوزِ اللهُ عن الذنوب العظامِ إلا ما كانَ من يوم بدرٍ، فقيل: وما رأَى من يومِ بدرٍ؟ قال: أما إنهُ قد رأَى جبريلَ وهو يزعُّ الملائكة“(1).

وخير الدعاء في يوم عرفة هو كثرة الثناء والتقديس لرب الأكوان سبحانه فإنه يوم ذكر وحسن تعبد؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ“(رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

“ويُرْوَى عن الحسين بن الحسن المرزوي قال: سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يوم عرفة، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فقلت له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: أما تعرف حديث مالك بن الحرث قال: يقول الله عز وجل: “إذا اشتغل عبدي بثنائِه عن مسألتي أعطيتُه أفضلَ ما أُعطي السائلين“(ابن حجر العسقلاني في الكافي الشافي 246 وقال: مرسل)(2).

وروي من حديث سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: “يا عليُّ إنَّ أكثرَ دُعاءِ مَن قبلي يومَ عرفةَ أن أقولَ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريك له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ اللهمَّ اجعَلْ في بصَري نورًا وفي سمعي نورًا وفي قلبي نورًا اللهمَّ اشرَحْ لي صدري ويَسِّرْ لي أمري اللهمَّ إني أعوذُ بك من وسواسِ الصَّدرِ وشَتاتِ الأمرِ وفتنةِ القبرِ وشرِّ ما يَلِجُ في الَّليلِ وشرِّ ما يَلِجُ في النَّهارِ وشرِّ ما تهبُّ به الرِّياحُ ومن شرِّ بوائقِ الدَّهرِ“(أخرجه العراقي في تخريج إحياء علوم الدين، وضعَّفَ إسناده).

ورُوِي أيضاً عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا كان يومُ عرَفَةَ، إنَّ اللهَ يَنزِلُ إلى السماءِ الدنيا فيُباهِي بِهِمُ الملائكةُ فيَقولُ: انظُرُوا إلى عِبادِي أتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ من كلِّ فجٍّ عميقٍ، أُشهِدُكُمْ أنِّي قدْ غفَرْتُ لهمْ، فتَقولُ الملائكةُ: يا ربِّ فُلانٌ كان يَرْهَقُ، و فلانٌ و فُلانةٌ، قال: يَقولُ اللهُ عزَّ و جلَّ: قدْ غفرْتُ لهمْ” قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “فمَا من يومٍ أكثَرَ عَتيقٍ من النارِ من يومِ عرَفَةَ“(أخرجه ابن خزيمة، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة).

والصيام بالذات من أهم الأعمال وأرجاها ثواباً لغير الحجاج؛ فقد جعله النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- سبباً مباشراً بأمر الله في تكفير ذنوب سنتين، والحديث عن أبي قتادة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ“(رواه مسلم).

وفي سياقة الحج الأكبر خطب الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في مواقع وأوقاتٍ شتى؛ ليعلم الدنيا كلها معنى الإنسانية الحقة، وقد سبق بيانه تاريخاً وانتظاماً وقدراً مواثيق السابقين واللاحقين في إرساء أول منظومة عبر التاريخ العام للبشرية لحقوق الإنسان بقطع النظر عن جنسه ولونه ودينه وثقافته؛ حفظاً لحياته وصوناً لشرفه وإعلاءً لكرامته؛ فعن جابرٍ -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ“(أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).

وفي يوم العيد في الحج الأكبر نجد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يضع سياج الأمان على الروح والمال والعرض لجموع الناس؛ فعن عبد الله بن عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما-: أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خطَبَ الناسَ يومَ النحرِ فقال: “يا أيُّها الناسُ أيُّ يومٍ هذا؟” قالوا: يومٌ حَرامٌ، قال: “فأيُّ بلدٍ هذا؟” قالوا: بلدٌ حَرامٌ، قال: “فأيُّ شهرٍ هذا؟” قالوا: شهرٌ حَرامٌ، قال: “فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحُرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، فأعادَها مِرارًا ثم رفَع رأسَه فقال: اللهمَّ هل بلَّغتُ، اللهمَّ هل بلَّغتُ؟” قال ابنُ عباسٍ -رضي اللهُ عنهما-: فو الذي نفسي بيدِه إنها لوَصِيَّتُه إلى أُمَّتِه، ثم قال: “فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ لا تَرجِعوا بعدي كفارًا يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ“(رواه البخاري).

وليحرص المسلم أشد الحرص على أن يخطط في يوم عرفة لاغتنامه فيما يرضي الله -تعالى-، ولا يضيع هذا الوقت الزاخر بالطاعات؛ ليكتنز المثوبة والأجور العاليات، فيرتحل ويقيم بين الذكر والصيام والتلاوة والفكر والصدقة والصلة والإنفاق وثني الركب إلى العلماء في حلقات العلم، وليتخذ له خلوة بينه وبين ربه يثني عليه بما هو أهله، ويدعوه ويسأله طلبته، ويجأر إليه من ذنوبه ونفسه وهواه ودنياه، ويكثر من الدعاء لإخوته المسلمين وأهله ووطنه وأمته، ويدخر من قيم عرفات الله قيمة الوحدة الغائبة بين أشتات الدول والمجتمعات والأفراد على قدر طاقته؛ فيعمل على رأب الصدع، واصطناع المعروف، ومحاولة الإصلاح بين العباد، وتقريب الوجوه والأبدان حتى تقترب القلوب والأرواح، إن ذلك من فريضة الوقت وواجب الأخوة بين المؤمنين.

فهيا إلى تحقيق الآمال بقمم الأعمال وأفضلها وأكبرها وأغزرها ثواباً في يوم عرفات، تزودوا فيها الهدى وتجنبوا فيها الردى وأروا الله -تعالى- من أنفسكم خيراً؛ لأن المحروم الحق هو من حرم أجور يوم عرفة.

ليس في تاريخ البشرية على السواء من أعراف الأولين والآخرين يوم كيوم عرفة وما اجتمعت أعيادٌ في أيامٍ متتابعة كما أكرمنا الله -تعالى- بالتروية وعرفة والنحر خير أيام الدنيا وأيام التشريق؛ ألا فلنحسن إلى أنفسنا كما أحسن الله -تعالى- إلينا.

وإنه ليوم عظيم يمنحُ فرصةً سانحةً على وجهها لا ينبغي أن تضيع، وهو كذلك مسؤوليةٌ إيمانيةٌ عظمى على كاهل الأمة بوجوب استثماره في جوانب الإصلاح والعطاء، وحسن استخلاف الله -تعالى- في الأرض.

——————

(1) رواه البغوي في شرح السنة 4 /94 وقال ابن عبدالبر في التمهيد: مرسل حسن.

(2) الشيخ سيد سابق – فقه السنة ص 243 ج2 / دار الفتح للإعلام العربي ط3 2008م – القاهرة.