الصبر والصابرين

عناصر الخطبة

  1. مكانة الصبر والصابرين
  2. فوائد الصبر وثمراته
  3. حقيقة الدنيا
اقتباس

إن مما يبين للمسلم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة والرتبة المنيفة لعبادة الصبر أن الله -سبحانه وتعالى- قرن في كتابه الكريم، قرن الصبر بأنواع عظيمة من العبادات والطاعات والأخلاق الفاضلة، وذلك كله للتنويه بمنزلة الصبر والصابرين من عباد الله، قرن ربكم -عز وجل- في كتابه بين الصبر وبين اليقين من مبادئ الإسلام وعقيدة التوحيد، ورتب على ذلك الإمامة في الدين ..

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ عنهم شذ في النار.

أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله -عز وجل- في أقوالكم وأفعالكم وفي جميع ما تأتون وما تذرون، فإن في تقوى الله فلاحكم وسعادتكم وفوزكم في الدنيا والآخرة، جعلني الله وإياكم من عباده المتقين وأوليائه المفلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

أيها الإخوة المسلمون: حديث اليوم موصول بحديث الجمعة الماضية، حيث لا زال الكلام موصولاً عن الصبر والصابرين.

أيها الإخوة في الله: إن مما يبين للمسلم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة والرتبة المنيفة لعبادة الصبر أن الله -سبحانه وتعالى- قرن في كتابه الكريم، قرن الصبر بأنواع عظيمة من العبادات والطاعات والأخلاق الفاضلة، وذلك كله للتنويه بمنزلة الصبر والصابرين من عباد الله، قرن ربكم -عز وجل- في كتابه بين الصبر وبين اليقين من مبادئ الإسلام وعقيدة التوحيد، ورتب على ذلك الإمامة في الدين فقال -عز وجل-: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾.

ذكر ابن القيم -رحمه الله- عن شيخه ابن تيمية -رحمه الله- قوله: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين". وقرأ ابن عيينة الآية فقال: "أخذوا برأس الأمر بجعلهم رؤساء".

إن اليقين في آيات الله وأحكامه واليقين بهذا الدين كله يتطلب صبرًا على العمل بموجب هذا اليقين، ومن ثمَّ قرن الله -عز وجل- بينه وبين الصبر في هذه الآيات الكريمة، ثم إن فساد الإنسان إنما يحصل في هذه الدنيا بسبب الشبهات والشهوات، وإنما يسلط الشيطان وأعوانه من الجن والإنس سهامهم ومكائدهم إلى المؤمن عن طريق هذين الأمرين الخطيرين: "الشبهات والشهوات"، ولا يستطيع المؤمن مجابهة الشبهات إلا باليقين ولا مواجهة الشهوات إلا بالصبر.

وفي آية أخرى يجمع الله -عز وجل- بين الصبر والشكر للإشارة إلى أن الدين والإيمان إنما هو صبر وشكر، فيقول الله -عز وجل- في كتابه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر"، وبيّن -صلى الله عليه وسلم- أن المؤمن في جميع أحواله في الدنيا إنما يتقلب بين عبادة الصبر وعبادة الشكر، يقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".

وفي آية أخرى يجمع الله -عز وجل- بين الصبر والتوكل: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(42)﴾، وفي آية أخرى: (نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

أيها الإخوة في الله: إن نجح الإنسان في تحقيق مراده وفي الوصول إلى مبتغاه يتوقف على أمرين اثنين: أمر من جانبه وفي وسع الإنسان بذله وفعله، وذلك من خلال ما يبذله من جهود ويتكلفه من أعباء ومشاق، وهي أمور تحتاج إلى صبر عظيم، والأمر الآخر أمر لا يملكه العبد وليس في وسعه، وذلك من الأمور التي قدّرها -عز وجل- للعبد في حاضره ومستقبله، وهي أمور لا يملك العبد المؤمن إزاءها إلا التوكل على الله والالتجاء إليه والثقة بتدبيره: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، عزيز سبحانه لا يذل من التجأ إليه، حكيم سبحانه لا يضيع من وثق بتدبيره، ومن يتأمل كتاب الله -عز وجل- يجد آيات عديدة ذكر فيها الصبر مقرونًا بعبادات عظيمة، فقد قُرن الصبر بالصلاة كما في قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وقُرن الصبر بالتسبيح والاستغفار في مثل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾، وقُرن الصبر بالجهاد كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ…﴾.

وقرن الصبر في القرآن بالتقوى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، إلى غير ذلك من الآيات الكريمات التي ينبئ اقتران الصبر فيها في كتاب الله -عز وجل- بأعظم أنواع العبادات، ينبئ بمعانٍ عظيمة وأسرار بليغة محصلتها الإشادة بمنزلة الصبر والصابرين، والتنويه بعلو مقامه ورفعة درجته، بل إن خيرات الدنيا والآخرة مرتبة في كتاب الله -عز وجل- على الصبر، كمعية الله وحفظه وتأييده تنال بالصبر: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، والله -عز وجل- يحب من عباده الصابرين: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.

ثم تأمّل تلك البشارة العظيمة للصابرين من الرب الكريم: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)﴾ [البقرة: 155-157]، فجمع الله لهم بين الصلوات من الله -وهي الثناء على العبد في الملأ الأعلى- والرحمة والاهتداء، كان عمر -رضي الله عنه- يقرأ هذه الآية الكريمة: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾، فيقول: "نعم العدلان ونعم العلاوة للصابرين"، يعني بالعدلين: الصلاة والرحمة وبالعلاوة الهدى .

ثم تأمل -أيها المسلم- ذلك الوعد الكريم من الرب الرحيم -سبحانه وتعالى- للصابرين من عباده المؤمنين، ذلك الوعد الذي يبعث في النفس الأمل، ويملأ القلب باليقين ويقوي العزائم ويحرك الهمم: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 96].

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا في هذه الدنيا صبرًا على الطاعة وصبرًا عن المعصية وصبرًا على أقدار الله المؤلمة، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من عباده الصابرين في البأساء والضراء، والشاكرين في السراء والنعماء: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: 100].

الخطبة الثانية:

الحمد لله، ضمن الله سبحانه النصر والمدد للصابرين من عباده، فقال -عز وجل-: ﴿بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عمران: 125]، والصلاة والسلام على رسول الله الذي قرن النصر بالصبر في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "واعلم أن النصر مع الصبر"، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله في السراء والضراء، وراقبوه في الشدة والرخاء، وكونوا على الحق أعوانًا، وفي إصلاح ذات البين وإخوانًا، وفي إعلاء كلمة الله أركانًا، جعلني الله وإياكم من عباده الذين اصطحبوا التقوى في حياتهم وأعمالهم وسلوكهم وأقوالهم.

إخوة الإسلام: لو لم يكن من فوائد الصبر وثماره إلا أن الصبر سبب لدخول الجنة ونيل متاعها وخيراتها، وهل يعمل الإنسان شيئًا أعظم من دخول الجنة والفوز بالرؤيا والنظر إلى وجه الله الكريم فيها، لو لم يكن من ثمار الصبر إلا هذا لكان ذلك أكبر حافز للمسلم على التحلي بخلق الصبر في جميع جوانب حياته: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ [الإنسان: 12]، ﴿أولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾ [الفرقان: 75]، ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ(24)﴾ [الرعد: 23، 24].

ومع ذلك فإن مما يعين المسلم على الصبر في هذه الحياة الدنيا، على الصبر على الطاعة، الصبر على العبادة، الصبر على الاستقامة، الصبر عن المعاصي، الصبر على أقدار الله المؤلمة، إن ما يعين المسلم على الصبر بمعانيه المختلفة وأنواعه المختلفة: وقوف المسلم على حقيقة الدنيا وتقلباتها وتغيرنها، وللإمام ابن القيم -رحمه الله- كلام نفيس في هذا الموضوع حيث قال -رحمه الله- في بيان علاج حر المصيبة وحزنها: "ومن علاجه أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب، وليعلم أنه في كل واد بنو سعد، ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة، ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة؟! وإنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى، إما بفوت محبوب أو حصول مكروه، وإن سرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيرًا، وإن سرت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما ملأت دارا حبرة -أي سرورًا وبهجة- إلا ملأتها عبرة، ولا سرته في يوم بسرور إلا خبأت له يومَ شرور".

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لكل فرحة ترحة، وما ملئ بيت فرحًا إلا ملئ ترحًا".

وقال ابن سيرين: "ما كان ضحك قط، إلا كان من بعده بكاء".

وقالت هند بنت نعمان بن المنذر ملك العرب: "لقد رأيتُنا ونحن مِن أعزِّ الناس وأشدِّهم مُلكًا، ثم لم تَغِبِ الشمسُ حتى رأيتُنا ونحن أقلُّ الناس، وأنه حقٌ على الله أن لا يملأ دارًا حيْرة إلا ملأها عَبرة، وسألها رجلٌ أن تُحَدِّثه عن أمرها، فقالت: أصبحنا ذات صباح، وما في العرب أحدٌ إلا يرجونا، ثم أمسينا وما في العرب أحد إلا يرحمُنا، وبكت أختها حُرقَةُ بنت النُّعمان يومًا، وهي في عِزِّها، فقيل لها: ما يُبكيكِ، لعل أحدًا آذاك؟! قالت: لا، ولكن رأيتُ نضارة في أهلي، وقلَّما امتلأت دارٌ سرورًا إلا امتلأت حُزنًا. قال إسحاق بنُ طلحة: دخلتُ عليها يومًا، فقلتُ لها: كيف رأيتِ عبراتِ الملوك؟! فقالت: ما نحنُ فيه اليومَ خيرٌ مما كنا فيه الأمس، إنَّا نجِدُ في الكتب أنه ليس مِن أهل بيت يعيشون فى خيْرة إلا سيُعقَبون بعدها عَبرة، وأنَّ الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بَطَن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت:

بينا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمرُنا *** إذا نَحنُ مِنهم سوقة نَتنصف فَـأُفٍّ لِـدُنْيَا لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا *** تَـقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ

هذه -أيها الإخوة المسلمون- حقيقة الدنيا، هيهات أن ترى فيها لذة لا يشوبها ألم، أو صحة لا يقدرها سقم، أو سرورًا لا ينغصها حزن، أو راحة لا يخالطها تعب، أو اجتماع لا يعقبه افتراق، أو أمنًا لا يلحقه خوف، أو سلطانًا لا يلحقه زوال، أو عزًّا لا يتطرق إليه ذل.

فمتى ما أدرك المسلم هذا واعتبر به أعانه ذلك على الصبر، على شدائد الدنيا وفتنها ومحنها ومكائدها وعلم حق العلم، وتيقّن حق اليقين أن الغبطة ليست لذي السلطان في سلطان، ولا لذي المال على ماله، ولكن الغبطة لدى المسلم لدى المؤمن، قبضة المطيع على طاعته، قبضة الصالح على صلاحه واستقامته، قبضة من كان له في هذه الدنيا ذكر حسن وثناء حسن وسمعة طيبة يعقبها ذكر حسن في الآخرة، هذه هي الغبطة التي ينبغي أن يستحضرها المسلم، ويأخذ درسًا وعبرة من تقلبات الدنيا وتغيرات الزمن.

نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا جميعًا ممن إن ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وإذا أُنعم عليه شكر، فإن هؤلاء الثلاث من عنوان السعادة.

هذا، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبينا محمد بن عبد الله؛ فقد أمركم الله تعالى في كتابه فعزَّ من قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وسلم.