العيد عيد الإيمان بالله – خطبة عيد الفطر لعام 1424هـ

عناصر الخطبة

  1. الغاية من الأعياد
  2. حمد الله تعالى وشكره على نعمه
  3. الفرح بما من الله به من المباحات
  4. الفرق بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم
  5. الاعتناء بمعرفة الإيمان وتحقيقه وتكميله
  6. مبادئ الإسلام الخمسة
  7. محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل الإيمان
  8. عوائق السير في طريق الله
  9. طرق التغلب على الشرك والبدع والمعاصي
  10. الاهتمام بالطاعات والعبادات في رمضان وبعده
اقتباس

اشكروا الله -جلّ وعلا- أن منّ عليكم بهذا العيد المبارك عيد الإفطار، إنه -عباد الله- عيد الإفطار عيد الفرح والاستبشار، عيد الفضل والمنّ والعطاء المدرار، عيد امتلأت به قلوب المؤمنين فرحًا وسرورًا، وأضاءت به نفوسهم بهجة وحبورًا، إنه عيد الإيمان عيد الإحسان عيد التكبير والذكر للرحمن.

الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان وعلى نعمة القرآن وعلى نعمة الصحة والمعافاة، نحمد الله -جلّ وعلا- حمْد الشاكرين، ونثني عليه ثناء الذاكرين، له الحمد أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، لله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله ومبلغ الناس شرعه، أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فما ترك خيرًا إلا دلّ الأمة عليه، ولا شرًا إلا حذرها منه، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله تعالى واذكروا نعمته عليكم بالهداية لهذا الدين القويم والصراط المستقيم، وببعثة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، واشكروا الله -جلّ وعلا- أن منّ عليكم بهذا العيد المبارك عيد الإفطار، إنه -عباد الله- عيد الإفطار عيد الفرح والاستبشار، عيد الفضل والمنّ والعطاء المدرار، عيد امتلأت به قلوب المؤمنين فرحًا وسرورًا، وأضاءت به نفوسهم بهجة وحبورًا، إنه عيد الإيمان عيد الإحسان عيد التكبير والذكر للرحمن.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: لقد جعل الله -عز وجلّ- للمسلمين في هذا العيد مقصدين عظيمين وهدفين جليلين:

الهدف الأول -عباد الله-: أن يحمدوا الله -عز وجلّ- وأن يشكروه وأن يُثنوا عليه على ما منّ به عليهم من صيام رمضان وقيامه، وعلى ما يسر لهم من طاعته والقيام ببرّه والإحسان في طاعته.

والمقصد الثاني -عباد الله-: أن يفرحوا بما منّ الله به عليهم من المباحات وما يسر لهم من أنواع المطاعم والمآكل والمشروبات، يفرح بنعمة الله عليهم ومنّه، أمرهم -جلّ وعلا- بالصيام فصاموا وامتثلوا وأمرهم بالإفطار فأفطروا وحمدوا وشكروا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: إن لكل أمة من الأمم عيدًا مختصًّا بهم، أو أعيادًا متنوعة مختصة بهم، تنطلق -عباد الله- من أديانهم المحرفة ومذاهبهم الزائفة ونزواتهم البهيمية، ويبقى -عباد الله- عيد المؤمنين متلألئًا بضياء الإيمان وسنا التوحيد ونور الاعتقاد الصحيح، والطاعة للرحمن -سبحانه وتعالى-، عيد مبارك لأهل الإيمان يُشرَعُ لهم فيه من المظاهر الحميدة، الاجتماع وذكرُ الله والتكبير والتآلف والتحاب، والصلاة والخطبة الجامعة، يجتمعون جميعًا على طاعة الله -جلّ وعلا-، ويتلاقون على محبته والقيام بأمره، وكل واحد منهم يهنئ الآخر على منّة الله عليه بالطاعة، ويدعو كل واحد منهم للآخر بالقبول، ولقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يلقى بعضهم بعضًا يوم العيد، بالدعاء بالقبول، يقول الواحد منهم للآخر: تقبل الله منا ومنكم.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: شتّان بين هذا العيد السعيد -عيد أهل الإيمان، عيد أهل الطاعة للرحمن، عيد أهل الصيام والقيام والذكر لله -جلّ وعلا-، وبين تلك الأعياد المنحرفة والتجمعات الزائفة، القائمة على غير طاعة لله، بل القائمة على التحلل والانحراف والاجتماع على الرقص وشرب الخمور، واللهو والفجور وفعل العصيان، شتّان بين عيد أهل الإيمان وعيد أهل الانحراف والضَّياع والعصيان، ألا فليهنأ المؤمنون بهذا العيد السعيد، عيد الفرح بطاعة الله والإيمان به، عيد يجتمع فيه أهل الإيمان على رجاء القبول وأمل الفضل والمنّ من واسع المنّ والفضل والعطاء، عيد -عباد الله- شعاره تكبير الله، وغايته طلب رضاه.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: إن هذا العيد، عيد الإيمان بالله -جلّ وعلا-، وإن من آكد ما ينبغي أن نهتم به، وأن نُعنىَ به دومًا وأبدًا، معرفة الإيمان وتحقيقُه وتكميله، والسعي بالإتيان به على أتم وجه وأحسن حال، ولقد بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام-، بيّن الإيمان ووضح أصوله وبيّن فروعه وذكر شُعَبَه -عليه السلام- في أحاديث كثيرة، ثبت في الصّحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان"، وللإيمان أصول عظيمة بينها -صلى الله عليه وسلم-، في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان، قال: "أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره".

وللإيمان طاعاتٌ زاكية، وعبادات عظيمة يتقرب بها المؤمنون إلى الله -جلّ وعلا-، أجلّها شأنًا وأعظمها مكانة، مباني الإسلام الخمسة التي بينها النبيُّ عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بني الإسلام على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمّدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام"، وفي حديث وفد عبد قيس المخرّج في الصحيحين وغيرهما، قال -عليه الصلاة والسلام-: "آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟!"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "الإيمان بالله: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم".

عباد الله: ومن الإيمان بالله، محبة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وتقديم محبته على النفس والنفيس، وعلى الوالد والولد والناس أجمعين، محبة مُبلِّغِ هذا الدين والمرسَل من رب العالمين الداعي إلى رضوان الله والجنة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، ولما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله: والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه"، فقال عمر: والله لأنت الآن أحب إليّ حتى من نفسي.

عباد الله: ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست كلمة تقال باللسان، وإنما هي طاعة له فيما أمر، وتصديق له فيما أخبر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.

عباد الله: ومن الإيمان محبة أهل الإيمان ومودتهم، والعطف عليهم ورحمتهم، والإحسان إليهم، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، أي من الخير، فالإيمان -عباد الله- ينشر بين أهله الفضيلة، والوئام والمحبة والتآخي والتعاون في طاعة الله، ومن الدعوات العظيمة المأثورة: اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا.

وإن من مواطن الألفة ومجالاتها العظيمة، هذا العيد السعيد -عباد الله-، فلنجتمع فيه على التآلف والتآخي والتحاب، والتعاون على طاعة الله وطرح الشقاق والخلاف ونحو ذلك، مما لا يجر لأهل الإيمان إلا النهايات السيئة والمآلات المردية.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: إن الواجب علينا في كل حين، أن نحذر من العوائق التي تعوق الإنسان في سيره إلى الله، وفي بلوغ رضوان الله، وهي عوائق ثلاثة خطيرة: العائق الأول: الشرك بالله، والعائق الثاني: البدعة والإحداث في دين الله، والعائق الثالث: المعاصي والمخالفات بأنواعها.

أما عائق الشرك -عباد الله-: فإن التخلص منه يتم بإخلاص التوحيد لله، وإفراده -جلّ وعلا- بالعبادة، وأما عائق البدعة: فيتم التخلص منه بلزوم السنة، والاقتداء بهدي إمام الأئمة محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه-، وأما عائق المعصية: فيتم التخلص منه بمجانبته وبالتوبة النصوح حال الوقوع فيه. فنسأل الله -جلّ وعلا- أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في العمل، وإصابة هدي النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وأن يقينا شرور المعاصي والآثام، وأن يمنحنا توبة نصوحًا وإنابة إلى الله -جلّ وعلا-.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: لقد مرّ شهر رمضان، ومضَى بأيامه الغُرَر ولياليه الدُرر، مضى معمورًا من أهل الإيمان والصلاح، بالقيام والصيام وتلاوة القرآن وذكر الله -جلّ وعلا-، ثم إن أهل الإيمان في هذا اليوم، يؤمِّلون من الله -عز وجلّ-، موعودَهم الكريم وفضله العظيم، بالعتق من النار وإقالةِ العثرات ورِفعة الدرجات وتكفير السيئات، فنسأل الله -جلّ وعلا- أن يبلغكم جميعًا ما أمَّلتم من رضوان الله، ومن العتق من النار، وأن يوفقنا جميعًا لطاعته والقيام بعبادته، على الوجه الذي يرضيه عنا، ونسأله -جلّ وعلا- أن يعيننا وإياكم على حسن الاستفادة من شهر رمضان، بالمداومة على طاعة الله والمحافظة على عبادته، فليست عبادة الله مختصةً بشهر من الشهور، ولا بوقت من الأوقات، وإنما يُعبد الله -جلّ وعلا- في كل وقت وحين، كما قال الله -جلّ وعلا-: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، ولقد قال بعض السلف عن أقوام ينشَطُون في العبادة في رمضان، ثم يتخلَّون عنها في غيره، قالوا: "بئس القوم؛ لا يعرفون الله إلا في رمضان".

إن رب الشهور واحد، إن ربَّ رمضان هو ربُ شوال، وربُ سائر الشهور، والواجب علينا أن نحافظ على طاعته، وأن نثبت على دينه، وأن نلازم عبادته إلى أن يتوفانا وهو راضٍ عنا، اللهم ثبتنا على دينك القويم، وعلى صراطك المستقيم، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين يا ذا الجلال والإكرام.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: تذكّروا بجمعكم هذا، وقوفكم يوم القيامة بين يدي الله، عاريةً أجسامكم حافيةً أقدامكم، تعرضون على الله -جلّ وعلا-، عرضًا لا تخفى عليه منكم خافية، فاتقوا الله -جل وعلا-، وأعدوا لذلك اليوم عُدَّته، واستعدوا له بتقوى الله والقيام بطاعته والمحافظة على عبادته، ستقفون -عباد الله- يومًا كان مقداره خمسين ألف سنة، وقد جاء في الحديث الصحيح الثابت، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله يهون الوقوف على أهل الإيمان في ذلك اليوم العظيم، فيكون وقوفهم فيه كما بين صلاة الظهر والعصر، أسأل الله -جلّ وعلا- أن يجعلني وإياكم من هؤلاء، وأن يثبتنا وإياكم على دينه القويم، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يوفقنا لكل خير، وأن يعيد علينا هذا العيد السعيد، أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن نعيش في أمن وإيمان وسلامة وإسلام، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولي سائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

عباد الله: فوصيتي لنفسي ولكم تقوى الله -جلّ وعلا-، ومراقبتُه في السر والعلانية؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

عباد الله: اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية، والغيب والشهادة، واعلموا أنه -جلّ وعلا- لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية، أحصى كل شيء عددًا، وأحاط بكل شيء علمًا.

عباد الله: اتقوا الله -جلّ وعلا-، وراقبوه في أعمالكم وفي جميع حركاتكم وسكناتكم، مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.

واعلموا -رحمكم الله- أنكم في هذه الحياة، في دار عمل، وستنتقلون منها إلى دار جزاء وحساب، فالكيِّسُ -عباد الله- من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

عباد الله: اتقوا الله تعالى، وقوموا بالمسؤولية التي وُكلت إليكم، تجاه النساء والأولاد، أحسنوا تأديبهم، وأحسنوا تربيتهم: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾ [التحريم: 6]، احرصوا على تربية الأبناء وتأديبهم بآداب الإسلام الحميدة، وأخلاقه الرشيدة، خذوا بأيديهم إلى الخير واجتهدوا في إبعادهم عن أماكن الشر والريبة.

عباد الله: وشبابُ الإسلام في هذا الوقت، يبتلُون بأنواع من الابتلاءات تستهدف دينهم وإيمانهم وأخلاقهم وأعراضهم، من خلال مجالات كثيرة وسبل متنوعة، فهم بحاجة -إي والله- إلى توجيه رشيد، ودعوة رؤوفة وحنان وعطف بأن يبصروا بدين الله، وأن يبين لهم محاسن الإسلام ومحاسن المحافظة على طاعة الله.

والمرأة كذلك يُكادُ لها في هذا الزمان، ويُتَربَّص بها الدوائر من خلال مجالات عديدة وسبل شتى، فينبغي على المرأة أن تتقيَ الله في نفسها، وفي عِرضِها وفي شَرفِها، وأن تكون محافظة على طاعة ربِّها -جلّ وعلا-، وأن تتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صامت المرأة شهرها وصلَّت فرضها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها، قيل لها يوم القيامة: ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت"، نسأل الله -جلّ وعلا- أن يهديَ شباب المسلمين، وأن يوفقَهم لما يُحبُ ويرضى، وأن يحفظ بنات المسلمين ونساءهم وأن يجنبهن الفتن بمنه وكرمه وجوده وإحسانه.

هذا، وصلُّوا وسلموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبى بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبى الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، واحْمِ حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضَى وأعنه على البرّ والتقوى وسدده في أقواله وأعماله، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وَفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمةً ورأفةً على عبادك المؤمنين، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا وأزواجنا وذرياتنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.

اللهم اغفر لنا ذنبنا كله: دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  

بطاقة المادة

المؤلف عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
القسم خطب الجمعة
النوع مقروء
اللغة العربية