الأضحية وقصة الاستسلام

عناصر الخطبة

  1. واتخذ الله إبراهيم خليلا
  2. ابتلاء الله لإبراهيم بترك ابنه وزوجه في مكان قفر
  3. ابتلاء الله لإبراهيم برؤيا ذبح ابنه إسماعيل
  4. أهمية الاستسلام لله والدعوة إليه
اقتباس

ما أعظمَ هذا التَّسليمَ عندَ اللهِ -تعالى-، شَيخٌ كَبيرٌ مُهاجرٌ إلى اللهِ -تعالى- من الأرضِ والوَطنِ، مَقطوعٌ من الأهلِ والقَرابةِ، جاءَه غلامٌ حليمٌ بعدَ طُولِ عُمرِ وإلحاحِ دُعاءٍ، وها هو يضعُ ابنَه وزوجتَه الضُّعفاءَ في…

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسـولُه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آلعمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾[الأحزاب:70-71].

أما بعد: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾[النساء:125]، والخُلَّةُ هِي َأَعْلَى أَنْوَاعِ المَحَبَّةِ ولا تَكُونُ في البَشرِ إلا لِشَخصٍ وَاحدٍ فَقَط، وإِنَّمَا سُمِّيَ الْخَلِيلُ خَلِيلًا؛ لِأَنَّ مَحَبَّتَهُ تَتَخَلَّلُ الْقَلْبَ فَلَا تَدَعُ فِيهِ خَلَلًا إِلَّا مَلَأَتْهُ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي *** وَبِهِ سُمِّيَ الْخَلِيلُ خَلِيلًا

مكثَ الخليلُ إبراهيمُ -عليه السَّلامُ- طويلاً لم يُرزقْ وَلداً، ثُمَّ دعا ربَّه -عزَّ وجلَّ- أن يَهِبَه ولداً ينفعُه في حياتِه وبعدَ مماتِه، فقالَ: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾[الصافات:100]، فاستجابَ اللهُ -تعالى- له، وجاءَتهُ البُشارةُ بإسماعيلَ -عليه السَّلامُ- ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾[الصافات:101]؛ فما أجملَها من بُشارةٍ بغلامٍ ذَكرٍ، وحليمٌ ذو خُلُقٍ وصَبرٍ.

وعندما وُلدَ الغُلامُ، أحبَّه أبوهُ محبةً شديدةً، فكانَ لا بُدَّ من الاختبارِ: هل محبةُ الولدِ زاحَمتْ محبةَ اللهِ -تعالى- في قلبِ الخليلِ؟ فجاءَ الاختبارُ الأولُ:

أُمرَ إبراهيمُ بتركِ ابنِه وزوجتِه هاجرَ في مكانٍ قَفرٍ ليسَ فيه ماءٌ ولا أحدٌ، فتَوجَّهَ -عليه السَّلامُ- مع زوجِه وابنِه الرَّضيعِ إلى مَكةَ؛ تنفيذاً لأمرِ اللهِ -تعالى-، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ مَكانِ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: أَاللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ.

ما أعظمَ هذا التَّسليمَ عندَ اللهِ -تعالى-، شَيخٌ كَبيرٌ مُهاجرٌ إلى اللهِ -تعالى- من الأرضِ والوَطنِ، مَقطوعٌ من الأهلِ والقَرابةِ، جاءَه غلامٌ حليمٌ بعدَ طُولِ عُمرِ وإلحاحِ دُعاءٍ، وها هو يضعُ ابنَه وزوجتَه الضُّعفاءَ في مكانٍ ليسَ فيه ماءٌ ولا إنسٌ ولا أحدٌ، وليسَ بينَهم وبينَ الموتِ إلا أن ينفدَ ما في الجرابِ من تمرٍ وما في السِّقاءِ من ماءٍ، لا لشيءٍ إلا لأنَّ اللهِ -تعالى- أمرَه بذلكَ، ثُمَّ ماذا كانتْ نَتيجةُ هذا التَّسليمِ؟:

فجَّرَ اللهُ -تعالى- من تحتِ قدميِّ الغلامِ عيناً مباركةً إلى يومِ القيامةِ، وكانَ هو من بنى الكعبةَ بيتَ اللهِ -تعالى- الذي تهوى إليه أفئدةُ المسلمينَ، وجُعلَ سعيُ هاجرَ بينَ الصَّفا والمروةِ من مناسكِ الحجِّ والعمرةِ تخليداً لذكرِها إلى يومِ القيامةِ، وبعثَ اللهُ في هذا الوادي من نسلِه خاتمَ وخيرَ الرُّسلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.

ثُمَّ لما كَبُرَ الغلامُ، جاءَ الاختبارُ الثَّاني:

﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾[الصافات:102]، وبَلغَ سِنَّاً يَكونُ في الغَالبِ، أَحبُّ ما يَكونُ لوالديهِ، قد ذَهبتْ مَشقتُه، وأَقبلتْ منفعتُه، وعادةُ قلوبِ الآباءِ أن تتعلَّقَ بأبنائهم في مِثلِ هذه السِّنِ، كيفَ بقلبِ الأبِّ الرحيمِ، بابنِه الوحيدِ الحليمِ، فأرادَ اللهُ -تعالى- أن يختبرَ قلبَ خليلِه، فأرسلَ إليه رؤيا في المنامِ، ورؤيا الأنبياءِ حقٌّ -عليهم السَّلامُ-.

﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾، رأى الرُّؤيا فما ناقشَ في أمرِ اللهِ العليمِ الخبيرِ، ولم يسألْ عن الحكمةِ من ذَبحِ ولدِه الصَّغيرِ، ولم يعترضْ: لماذا يجبُ أن يذبحَه بيدِه وهو الأبُّ الكسيرُ؟، ولا قالَ كيفَ سيكونُ حالُ أمِّه صاحبةِ القلبِ الكبيرِ؟، وحُقَّ لمثلِ هذا أن يكونَ خليلُ اللهِ -تعالى- السَّميعِ البصيرِ.

﴿فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾، ليسَ استشارةً، وإنما أخبرَه ليتهيأَ لأمرِ اللهِ -تعالى- الذي لا بُدَّ منه، وليختبرَ صبرَه وطاعتَه للهِ ولأبيه، وليتدرَّبَ على التَّسليمِ لأمرِ اللهِ -تعالى-.

فماذا كانَ جوابُ الابنِ؟، ما هو جوابُ الشَّابِ الصَّغيرِ الذي يُحبُ الحياةَ؟، ما هو موقفُ غلامٍ صغيرٍ وهو يُخبرُ أنَّه سيُذبحُ بيدِ أبيه؟، وماذا عسى أن يكونَ الذَّنبُ الذي اقترفَه فاستحقَّ هذه العقوبةَ؟. ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾، اللهُ أكبرُ .. كأنَّه يقولُ: يا أبتِ هذا أمرٌ من اللهِ -تعالى-، ليسَ لي ولا لكَ فيه نظرٌ، وإنما هو المبادرةُ بالفعلِ واحتسابُ الأجرِ، ﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾؛ فلن أزيدَ حُزنَك بالجزعِ والبُكاءِ، ولا التَّوسلِ إليكَ بعدمِ الذَّبحِ والدُّعاءِ، ولأنَّ الأمرَ أمرٌ عصيبٌ، قالَ: ﴿إِن شَاءَ اللَّهُ﴾، لأنَّه لا ثباتَ في مِثلِ هذه المواقفِ إلا بتثبيتِ اللهِ -تعالى-.

عجباً لهؤلاءِ .. لم يسألْ الأبُ عن الحكمةِ، ولم يسألْ الابنُ عن الجريمةِ، وهو ما عبَّرَ عنه القرآنُ بكلمتينِ: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾[الصافات:103]، كلمتانِ فيهما الرِّضا والطَّاعةُ والثِّقةُ والطُمأنينةُ والانقيادُ، فهكذا يكونُ كمالُ الاستسلامِ؛ فهل نحنُ إلا عبيدٌ لذي الجلالِ والإكرامِ.

كم من أبٍّ قد انهارَتْ قُواهُ لأنَّ ابناً من أبنائهِ قد ماتَ في حادثٍ!، وكم من أبٍّ قد كساهُ الحُزنِ لأنَّ ابنَه قُد قُتلَ بطريقةٍ ما!؛ فكيفَ لو قيلَ لمثلِ هؤلاءِ: اذبحْ ابنَك بيدكَ؟!.

﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾، أضجعَه على وجهِه؛ لئلا ينظرَ إليه وقتَ الذَّبحِ، وحتى لا تأخذه رأفةُ الأبوَّةِ، فوضَعَ السِّكينَ ليَشرعَ في الذَّبحِ، ولكَ أن تتخيلَ حالَهما في تلكَ اللَّحظةِ من البَلاءِ، وإذا بالنِّداءِ الرَّحيمِ يأتي من السَّماءِ، ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(105)﴾[الصافات:104-105]، فقد حصلَ المقصودُ من هذا الاختبارِ، وظهرَ صِدقُ تسليمِكَ للعزيزِ الجبَّارِ؛ فليسَ المقصودُ هو سَفكُ الدِّماءِ، وقتلُ النَّفسِ، بل العزمُ الصَّادقُ على تنفيذِ أمرِ اللهِ -تعالى- والاستسلامُ لأمرِه، وقد حصلَ ذلكَ كلُّه، ولقد كانَ هذا من أعظمِ الاختباراتِ لإبراهيمَ؛ كما قالَ -تعالى-: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ﴾[الصافات:106].

ثُمَّ قالَ -تعالى-: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾[الصافات:107]، ففداهُ اللهُ -تعالى- بذِبحٍ من الغنمِ عظيمٍ، ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾[الصافات:108]، فأصبحَ سُنَّةً وقُربةً إلى يوم يبعثون، وهيَ سُنةُ الأضحيةِ التي تكونُ في عيدِ الأضحى ويتقرَّبُ بها المسلمونَ إلى ربِّهم -تعالى- في كلِ عامٍ، ذِكرى لموقفٍ عظيمٍ من مواقفِ الاستسلامِ.

بارَك اللهُ لي ولكم في الكتابِ والسُّنةِ، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ والمسلماتِ من جميعِ الذنوبِ والخطيئاتِ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لغفورٌ رحيمٌ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عُدوانَ إلا على الظالمينَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأشهدُ أن مُحمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وسلمَ تسليماً.

أما بعدُ:

أيُّها الأحبَّةُ: ينبغي على أحدِنا وهو يذبحُ أضحيتَه أن يتذكَّرَ قصةَ الاستسلامِ العظيمةِ، الذي كانتْ خلفَ تشريعِ هذه الشَّعيرةِ الكريمةِ .. نُريدُ أن نُحييَ في قلوبِنا عبادةَ التَّسليمِ للهِ العزيزِ العليمِ.

وهل الدِّينُ إلا الاستسلامَ؟، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ تعالى- مُعرِّفًا الإسلامَ: “هو الاستسلامُ للهِ لا لغيرِه، بأنْ تكونَ العبادةُ والطَّاعةُ له والذِّلُّ له سبحانَه، وهذه حقيقةُ لا إلهَ إلا اللهُ”، وصدقَ رحمَه اللهُ، فقد قالَ -تعالى-: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾[لقمان:22].

ولذلكَ المنافقونَ لم يكنْ لهم إسلامٌ فلم يكنْ لهم تَسليمٌ: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً﴾، وهكذا هم في كلِّ زمانٍ يصدُّونَ عن أحكامِ اللهِ -تعالى-.

وتأملوا هذه الآيةَ: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾[النساء:65]؛ إذاً التَّسليمُ الخالصُ للهِ -تعالى- في أقدارِه وأحكامِه، الذي لا يجدُ الإنسانُ في قلبِه مثقالَ ذرةٍ من حرجٍ، هو الأساسُ الذي يُبنى عليه الإيمانُ الصَّادقُ، ولذلكَ قالَ الطَّحاويُّ -رحمَه اللهُ- في عقيدتِه: “ولا تَثبتْ قَدمُ الإسلامِ إلا عَلَى ظَهرِ التَّسليمِ والاستسلامِ“.

اللهمَّ إنا نسألُكَ أن تجعلَنا مؤمنينَ بكتابِك، مستسلمينَ لقضائك، أَحينا على سنةِ مُحمدِ بنِ عبدِ اللهِ وأمتنا عليها يا ربَّ العالمينَ.

اللهم إنا نسألُك الفِقهَ في الدينِ، واتباعَ سنةِ سيدِ المرسلينَ.

اللهم اغفر لنا أجمعينَ، وتب علينا إنك أنت التوابُ الرحيمُ، اغفر لنا ذنوبَنا كلَّها دقَها وجِلَها، سرَها وعلانيتَها، لا تغادر لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، واهدِ ضالَنا يا أرحمَ الراحمينَ، استر عيوبَنا، ونفِّسْ كرباتِنا.

اللهم توفنا مع الأبرارِ، وأدخلنا الجنةَ مع الأخيارِ، وأدخلنا برحمتِك في عبادِك الصالحينَ، أدخلنا الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ، وأعذنا من النارِ إنها ساءتْ مستقراً ومقاماً.

اللهم اهدنا، وأصلح نياتِنا وذرياتِنا يا ربَّ العالمينَ، آمنا في الأوطانِ والدورِ، وأصلح الأئمةَ وولاةَ الأمورِ، واغفر لنا يا عزيزُ يا غفورُ، واجعل ولايتَنا فيمن خافَك واتقاك واتبع رضاك يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفِنا وعن أيمانِنا وعن شمائلِنا ومن فوقِنا ونعوذُ بعظمتِك أن نغتالَ من تحتِنا، وأصلح حالَنا يا أرحم الراحمين، واهدنا سبلَ السلامِ، وأخرجنا من الظلماتِ إلى النورِ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ)[الصافات:180-182].