الخيانة وأنواعها

عناصر الخطبة

  1. ذم الخيانة وبيان حقيقتها
  2. من أنواع الخيانة
  3. آثار الخيانة على الفرد والمجتمع.
اقتباس

مما يؤسَفُ له أن الخيانةَ أخذت تنتشرُ في كثيرٍ من الميادين، تَقِلُّ في ميدانٍ وتكثرُ في آخر, ألا وإن أعظم الخيانة: خيانةُ الدين؛ كالطعن في أصول الإسلام ومبادئه, والتشكيك في ثوابته ومسلماته، وتحريف نصوص الكتاب والسنة وما دلت عليه, وأن يكون المسلم مطية لأعداء الله في تنفيذ مخططاتهم وما فيها من دمار للبلاد والعباد, أو يكون دليلاً لهم على عورات المسلمين…

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)﴾[الأحزاب:70-71]، أما بعد:

عباد الله: اهتم الإسلام بسلامة المجتمع، ومنع ما يقوض بنيانه, ويؤثر على علاقة أفراده، ومن الأخلاق السيئة التي حذر منها الإسلام خلق الخيانة؛ فهي خصلة ذميمة تسبب انعدام الثقة بين أفراد المجتمع, وينفر منها كل ذي طبع سليم ونفس كريمة.

وحين بعد الناس عن زمن الوحي ضعف فيهم الإيمان, وفشت بيتهم المنكرات والأخلاق المذمومة, ومن ذلك الخيانة, فقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنها تنتشر بين الناس بعد القرون المفضلة؛ كما قال -عليه الصلاة والسلام-: “خَيْرَ القرون قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يأتي أقوامٌ يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ, وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ, وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ“(البخاري).

أيها الإخوة: الخيانة ضد الأمانة، وقد عرفها ابن الجوزيّ فقال: “الخيانة: التّفريط فيما يؤتمن الإنسان عليه“, وهي صفة في الكافرين كما قال الله عنهم: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ(56)﴾[الْأَنْفَالِ:55-56]، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ﴾[الْأَنْفَالِ:71], وهي صفة متأصلة في اليهود؛ كما قال الله -تعالى-: ﴿وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ﴾[المائدة: 13].

أيها المؤمنون: ولقد تنوعت نصوص الكتاب والسنَّة في تحذير المسلمين من هذا الخلق وذمه, وبيان سوء عاقبته؛ فمن ذلك قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[الأنفال: 27]، ونهانا ربنا أن نجادل عن الخائنين وأخبر أنه يبغضهم؛ كما قال -سبحانه-: ﴿وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾[النساء: 107]، وقال -جلَّ وعلا-: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾[الأنفال: 58], وكيد الخائن يعود عليه, أخبر بذلك -تعالى- فقال: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾[يوسف: 52].

وأما في السنة فقد وردت أحاديث تبين قبح هذا الخلق الذميم؛ إذ هو صفة من صفات المنافقين, يقول -صلى الله عليه وسلم-: “أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ من هذا الخصال كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ“(متفق عليه)، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من شر الخيانة فيقول: “اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها سوء الخيانة“(أبو داود والنسائي, حسنه الألباني).

وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن الله خصم الخائن في أمانته, فيقول -صلى الله عليه وسلم-: “قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ“(البخاري), وبين أن الخيانة مرتعها وخيم في الآخرة؛ إذ يُفضح أصحابُها على رؤوس الأشهاد, قال -صلى الله عليه وسلم-: “يُنْصَبُ لكل غَادِرِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ“(متفق عليه), وتوعد -صلى الله عليه وسلم- الخائن في أمر رعيته بعدم دخول الجنة, فقال: “ما مِن عبدٍ يَسترعيهِ اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وَهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجنَّةَ“﴿مسلم﴾.

أيها المسلمون: إن ظهورَ الخيانةِ في المجتمع من علامات السوء والفساد، ومما يؤسِفُ له أن الخيانةَ أخذت تنتشرُ في كثيرٍ من الميادين؛ تَقِلُّ في ميدانٍ وتكثرُ في آخر, وأعظم الخيانة: خيانةُ الدين؛ كالطعن في أصول الإسلام ومبادئه, والتشكيك في ثوابته ومسلماته، وتحريف نصوص الكتاب والسنة وما دلت عليه, وأن يكون المسلم مطيَّة لأعداء الله في تنفيذ مخططاتهم وما فيها للبلاد والعباد, أو يكون دليلاً لهم على عورات المسلمين، قال تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾[التحريم:10], و”خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما, فكانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت به الجبابرة, وأما امرأة لوط فإنها كانت تدل قومه على أضيافه“(تفسير البغوي).

فما أُسقطت الخلافةُ الإسلامية إلاَّ بالخيانة، ولا تمزَّقت أوطان المسلمين إلاَّ بالخيانة، ولا تمكن أعداؤنا علينا إلاَّ بخيانة بعض المسلمين؛ فبسلاح الغدر والخيانة تجرعت الأمة المرارات، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ“(صحيح الجامع).

ومن خيانة الدين: القدح في حملة الشريعة لاسيما أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-, الذين بلغونا كتاب الله ونقلوا لنا سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-, وجدوا واجتهدوا في ذلك؛ فأولئك يجب احترامهم، والطعن فيهم خيانة, قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[الحشر: 10].

ومنها: خيانة الأوطان بنشر الفساد فيها, أو زعزعة أمنها, وبالتستر على المجرمين والمفسدين, وبتوليه الفاسدين ومن لا يستحق في مواضع صنع القرار, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ“, قيل: كَيفَ إضَاعَتُهَا؟ قال: “إذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ“(رواه البخاري).

ومنها: نشر المخدرات والمسكرات وترويجها بين أفراد المجتمع؛ فمن يبيع المخدرات ويروج في المجتمع المسلم, ويكون رصدًا لأعداء الإسلام يأخذها ويروجها ويبذلنها بين شباب الأمة لإفساد الأمة وتدمير أخلاقها وقيمها من أعظم الخائنين.

ومنها: الخيانة في الأعراض؛ فيجب على المسلم المحافظة على عرضه؛ فإياكِ -أيتها المسلمة- أن تخوني زوجك بأي أنواع من الخيانة, والرجل أيضًا يحافظ على أمانته مع امرأته؛ فلا يخونها بارتكاب الحرام الذي قد يفسد عشرتهما، أو ينقل إليها الأمراض الخبيثة، وكذلك المحافظة على البيت من أي سلوك سيء, وعلى المسلم أن يحمي بيته من الأفلام الخليعة والصور الفاتنة والأغاني الماجنة؛ فهي سبب في هدم الأخلاق والفضائل.

ومنها: خيانتك فيما اؤْتُمِنت عليه من الأموال والودائع؛ فإن الله يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾[النساء: 58]؛ فالمسلم يؤدي الأمانة التي أتمن عليها, ويوصل الحقوق إلى أهلها؛ فلا يخون ولا يجحد أموال وضعت عنده, أو بصائر أو أوقاف, أو صدقات للتوزيع أو نحو ذلك.

ومنها: الخيانة في الكسب؛ فالمسلم الحق يحرص على الحلال في مطعمه ومشربه؛ فلا غش ولا خداع ولا كذب، جاء في الحديث أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أصابِعُهُ بَلَلاً، فَقَالَ: “مَا هذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟” قَالَ: أصَابَتهُ السَّمَاءُ يَا رسول الله, قَالَ: “أفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوقَ الطَّعَامِ حَتَّى يرَاهُ النَّاسُ ! مَنْ غشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا“(رواه مسلم).

كما يجب على أرباب المصانع أن يؤدوا الأمانة بتحقيق المواصفات المطلوبة, وعدم خداع الناس بإدخال الغش فيها، أو إدخال شعار يدل على الجودة والطيب وهو خلاف ذلك، والتاجر المسلم لا يخون أمانته باحتكار السلع ومحاولة تقليلها وإخفائها؛ لأجل رفع السعر على الناس.

ومنها: خيانة المنصب؛ وذلك باستغلال الشخص منصبه الذي عُيِّن فيه لجرّ منفعة إلى شخصه أو قرابته, أو كسب مادي غير مشروع؛ كالاختلاس والرشوة ونحو ذلك.

ومنها: خيانة الوظيفة؛ بإهمال أداء واجبه الذي أسند إليه, أو التهاون بالدوام الوظيفي الحكومي؛ فلا يحضر إلا متأخرا، أو ينصرف مبكرا، أو يتأخر في إنجاز العمل الموكول إليه، وقد يترتب على تأخره في إنجاز معاملات الناس مضرة تلحق بهم من تعطيل مصالح، أو إضاعة أوقات.

ومنها: خيانة الشريك شريكه؛ فيجب على الشريك والشركاء أداء الأمانة لمستحقها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا” (أبو داود).

ومنها: خيانة أخيك المسلم فيما سألك من نصيحة واستشارك من مشورة؛ فإن من حق المسلم على المسلم إذا نصحه أن ينصح له ويصدقه ويمحض الحق له, فأدِ النصح الطيب والمشورة التي تعتقد صحتها, وإياك أن تشير إليه أو ترشده إلى ما تعلم أنه خلاف الواقع.

ومنها: حفظ أسرار الناس، وحرمة إفشائها, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ : فَهِيَ أَمَانَةٌ“(رواه أبوداود والترمذي), ومن ذلك نشر ما يكون بين الزوجين من أسرار؛ فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها“. (رواه مسلم), وفي رواية أخرى عند مسلم: “إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها“, ومعنى “من أعظم الأمانة” أي: من أعظم خيانة الأمانة .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين, والصلاة والسلام على نبيه الأمين, وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد:

واعلموا -عباد الله- أن الأخلاق السيئة خبثٌ لا يخرج إلا نكدا, ولذا فللخيانة آثارٌ سيئة على المجتمعات، ومن هذه الآثار:

ضعف الثقة والمودة الصادقة بين الناس، وتحذير كلُ واحد من الآخر.

انقطاع المعروف بين الناس؛ مخافة الغدر والخيانة.

التهاون في إرجاع الحقوق لأهلها.

نزع البركة من حياة الفرد والمجتمع بسبب الوقوع في استباحة حقوق الغير.

إيجاد بيئة مناسبة لمرضى النفوس والمتطفلين في المجتمع.

ضياع الحقوق وفساد الأعمال العامة والخاصة.

زعزعة أمن واستقرار المجتمع.

تسلط الكافرين، والظالمين على المسلمين؛ فيسفكون دماءهم ويستبيحون أعراضهم ويأخذون خيارهم.

أيها الإخوة: فلنقم بواجبنا على أكمل وجه, ولنتحلى بأخلاق الإسلام, ولنؤدي الأمانات إلى أهْلها، ولا نخن من خان بقصد مقابلةً للسيئة بمثْلها؛ ففي الحديث عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ“(الترمذي وأبو داود).

اللهم اهدنا بهداك واجعل عملنا في رضاك.

ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

———-

الخطبة مختصرة ومصدرها: الخيانة وأنواعها