خلق الأمانة

عناصر الخطبة

  1. حقيقة الأمانة
  2. منزلتها وشأنها
  3. فضائل الأمانة
  4. صورها ومجالاتها
اقتباس

لا تنظر لهذا الدين من زاوية معينة، هذا الدين ليس خاصا بالصلوات والعبادات؛ بل هو دين يشمل جميع شؤون الحياة، ينظمها قليلها وكثيرها؛ فالأمانة شاملة لعباداتنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا الداخلية والخارجية وشؤون حياتنا،هذه كلها أمانة في أعناق الجميع…

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾[الأحزاب:7071].

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عن الساعة،قال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة“، قال : وكيف إضاعتها؟ قال: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” (رواه البخاري).

إن الأمانة مسؤولية عظيمة، وحمل ثقيل إلا مَن قدّره الله على ذلك، وحقيقتها: أداء حق الله بعبادته، وإخلاص الدين له، والقيام بحقوق الخلق من غير تقصير. ولها شأن في حياة المسلم كبير؛ لاشتمالها على جوانب ما ينفع الفرد والمجتمع من إخلاص لله على موافقة كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

أيها المسلم: إنَّ لأداء الأمانة فضائلَ عظيمةً، دل عليها كتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -جل وعلا في بيان وصف المؤمنين المفلحين-: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾[المعارج:32]، فأثنى عليهم بأنهم مراعون للأمانات والعهود، غير خائنين لها.

ومن فضائل الأمانة: أنها صفة لأنبياء الله، فلقد ذكر الله خمسةً من رسله، كل رسول موصوف بالأمانة، قال -تعالى-: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(107)﴾[الشعراء:105-107]، وكذا عن هود وصالحٍ ولوطٍ وشعيب -عليه السلام-،كلٌ يقول لقوه: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾.

ومن فضائل الأمانة: أنها صفة لمن يتحمل المسؤولية، تقول بنت شعيب لشعيب في حق موسى -عليه السلام-: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾[القصص:26].

ومن فضائلها: أنها وصف للمؤمن، والتخلف عنها علامة النفاق؛ لعظيم شأنها، وفي الحديث في صفة المنافق: “وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ“. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: “الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وأَمْوَالِهِمْ”، ويقول أيضا: “لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ“.

أيها المسلم: وهذه الأمانة لها صور عديدة، ومجالات واسعة؛ فهي تشمل أصول الدين عقيدة وشريعة، وهي تشمل المعاملات والعلاقات الفردية والجماعية بين المسلمين، فهي منتظمة لكل حياة المسلم؛ إذ المسلم يعيش بالأمانة في كل أحواله.

فمن مجالات الأمانة: أن هذا الدين الإسلامي أمانة في أعناق الجميع، أمانة في عنق المسلم بالإيمان بالله، وإخلاص الدين لله، وصرف جميع أنواع العبادة لله -جل وعلا-، وهو أمانة من حيث الدعوة إلى الله، وتبصير العباد، والأخذ على أيدي السفهاء والمفسدين، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾[آلعمران:104].

وإن العبادات العملية؛ من صلاة وزكاة وصوم وحج أمانة في عنقك، تؤديها بصدق وإخلاص واتباع لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)[الكهف:110]. فالإخلاص والمتابعة شرطان لقبول الأعمال.

ومن مجالات الأمانة: المحافظة على القيم والأخلاق التي دعا الإسلام إليها؛ فالمحافظة على أخلاق الإسلام وقيمه وفضائله من الأمانات المؤتمن عليها المسلمون؛ لينشروا دين الله، ويبينوا فضائل هذا الدين وخصائصه ومميزاته.

ومن مجالات الأمانة: نفسك -أيها المسلم- أمانة عندك، فاتقِ الله فيها، يجب أن تحليها بالفضائل والأخلاق، وأن تنقذها من عذاب الله. ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)﴾[الشمس:910]،وفي الحديث: “كُلُّكم يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا“.

جوارحنا أمانة في أعناقنا؛ السمع والبصر: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسؤولاً﴾[الإسراء:26]، فسمعنا نحن مسؤولون عنه أن لا نصغي لحرام، وبصرنا أن لا ننظر إلى ما حرم الله علينا: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾[النور:30].

فرجك أمانة عندك، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: “الأجوفان: الْفَرْجُ والْفَمُ“. والله يقول: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾[المعارج:29].

وعمرك أمانة عندك، وعاء تملؤه بالخير والتقى إذا وفقت لذلك، وسوف تسأل عن هذا العمر؛ وفي الحديث: “لا تزال قَدمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرُهِ: فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ: فِيمَا أَبْلاهُ؟ ..”.

ومن مجالات الأمانة: صيانة العرض؛ سواء عرضك في نفسك، وأهل بيتك، وعرض الآخرين؛ وفي الحديث: “كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ“.

ومن مجالات الأمانة: المال الذي بيدك؛ فإنه أمانة عندك أنت مسؤول عن هذا المال؛ من أين اكتسبت هذا المال؟ أكان طرق الاكتساب طرقا صحيحة ؟ أم كان اكتساب المال من حرام؟ في الحديث: “يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِى الْمَرْءُ من أين اكتسب أَمِنَ حَلاَلِ أَمْ مِنَ حَرَامِ“.

أيها المسلم: الزوجة أمانة عند زوجها من حيث رعايته لها ونصيحتها وتوجيهها والتعامل معها بالمعروف والقيام بما أوجب الله من النفقة والكسوة وحسن المعاشرة؛ كما أنها مسؤولة مؤتمنه على أولادها وعلى بيت زوجها وعلى ماله، وعلى فراشه.

أيها المسلم: ما بين الزوجين من علاقات زوجية سر يجب أن يحفظ؛ ففي الحديث: “تَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ الرَّجُلَ يُفضي إلى امرأته، والمرأة تُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا“، وهذه رذيلة وقلة حياء.

أيها المسلم: أولادنا أمانة في أعناقنا يجب أن نوجههم ونربيهم التربية الصالحة على قدر استطاعتنا، ونكون قدوةً لهم في الخير والتقى والتمسك بالآداب والقيم، يقول الله -جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].

الفتيات والبنات أمانة في أعناق الآباء؛ إذا تقدم ذو الكفاءة والدين والأخلاق على الأب ألا يقف حجر عثرة أمام زواجها لبعض الترهات التي لا قيمة لها، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وأمانته فَزَوِّجُوهُ؛ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كبير“.

الأبوان الأم والأب أمانة في أعناق الأبناء والبنات، لا سيما عند كبر سنهما، ورقة عظمهما، وضعف قوتهم: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً(24)﴾[الإسراء:2324]؛ فهم أمانة عندك أن ترعاهما حق الرعاية، وأن تحسن إليهما، وأن تتذكر فضائلهما وجميلهما.

أيها المسلم: ومن مجالات الأمانة: الجار؛ أن تحسن إليه، وتكف الأذى عنه، وتبذل له المعروف، في الحديث: “لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ” أي: غدراته وخياناته.

ومن مجالات الأمانة: العقود والعهود؛ بأن تؤدي العقود كاملة من غير تقصير: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾[المائدة:1].

ومما يؤتمن المسلم عليه: الوصية؛ فالوصية أمانة فلا تكتب وصية جائرة فيها ظلم وعدوان وحرمان لبعض الورثة، وانتقاص لحق بعضهم؛ فإن الله -جل وعلا- يقول: ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾[البقرة:182].

أيها المسلم: الشهادةُ أمانةٌ عند الشاهد؛ يؤديها بصدق وأمانة؛ فلا يكتمها ولا يبخس شيئا منها، بل يؤديها كاملة كما تحمّلها كاملة، قال -جل وعلا-: ﴿وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾[البقرة:283].

أيها المسلم: كل صاحب مهنة هو ملازم لمهنته التي يؤديها؛ فإن أداها بصدق وأمانة كان مؤمنا، وإن غش ودلس لم يكن كذلك: “فمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا”. والموظف في وظيفته مؤتمن على عمله أن يؤديه وقتاً وأداء، ويؤدي المعاملات كاملة لا يقدم أحدا على أحد؛ لأجل جاهٍ أو قرابة، أو لأجل رشوة يأخذها؛ بل يؤدي عمله طاعةً لله، وتقربا إلى الله، وإبراء للذمة، وقياما بالواجب.

أيها المسلم: المجتمع المسلم أمانة في أعناق الأمة؛ لاسيما العلماء والخطباء والمربون والمسؤولون جميعا، المجتمع المسلم بأمسّ الحاجة إلى التكاتف والتعاون لحماية المجتمع وتقوية بنائه ورص الصفوف، والبعد عن كل ما يصدّع بنيانه أو يهدد كيانه أو يضعف شأنه.

والعلم أمانة؛ فالعالم مؤتمن في فتواه وقوله، والخطيب يبين، والمربي يبين.

والطلاب والطالبات أمانة في أعناق المعلمين والمعلمات؛ ليؤدوا واجبهم نحو هذا الجيل، فيربى الشباب والناشئة تربية صالحة إسلامية، ويكونوا قدوة خيّرة لهم في القول والمظهر والعفة والحشمة والأخلاق.

ومن الأمانة: المجالس العامة؛ كما في الحديث: “الْمَجَالِس أَمَانَةٌ، إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بحَدِيث والْتَفَتَ فَإنها أَمَانَةٌ” إلا مجالس يستحل فيها فروج محرمة، أو تسفك الدماء أو تنتهب الأموال فهذه لا بد من إيضاحها وبيانها.

أيها المسلم: ومن مجالات الأمانة -أيضا-: الإعلام؛ فرجل الإعلام مؤتمن في وسيلته التي يلقي فيها، وعلى كلماته، وعلى أطروحاته وبرامجه وما يعد، فكلمته أمانة في عنقه، والله سائله عما يقول: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[ق:18].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

عباد الله: وطن الإسلام أمانة في أعناق الجميع؛ في حمايته والدفاع عنه وعدم التستر على المجرمين والتغاضي عن المفسدين، وأن نكون سدا منيعا أمام كل من يريد إفساد بلادنا أو الإخلال بأمننا؛ ففي الحديث: “لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا“، أي: تستر عليه أو أعانه على شره وفساده.

المخططون للأمة في اقتصادها وفي سياساتها وفي إعلامها وفي تعليمها وفي مجتمعها وصناع القرار أمناء، فليتق الواحد منهم ربه، وليعلم أن الله سائله عن كل ما قرر وكل ما خطط؛ سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا، ولتكن كل القرارات مبنية على أسس من الحق والثبات، وتحري الصواب.

كلنا مسؤول ومؤتمن، وفي الحديث: “كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته“؛ فعلينا أن نحافظ على هذه الأمانة وأن نؤديها حقا.

أيها المسلم: لا تنظر لهذا الدين من زاوية معينة، هذا الدين ليس خاصا بالصلوات والعبادات؛ بل هو دين يشمل جميع شؤون الحياة، ينظمها قليلها وكثيرها؛ فالأمانة شاملة لعباداتنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا الداخلية والخارجية وشؤون حياتنا، هذه كلها أمانة في أعناق الجميع؛ فليتقِ العبد ربه فيما يأتي ويذر.

هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله…