البعث والنشور [الحوض]

عناصر الخطبة

  1. عطش الناس في المحشر
  2. وصف حوض النبي الكريم ومائه
  3. أصناف الشاربين منه
  4. الطرد من الحوض وأسبابه
  5. أعمال تكون سببا لنيل شرف ورود الحوض
  6. خطأ الاعتقاد بأن السقيا ستكون بيد النبي الشريفة
  7. ما يُعْرَفُ به أهل الحوض
اقتباس

لقد قرر المحققون من أهل العلم أن أول معلَم كبير من معالم يوم المحشر هو الحوض، ومجموع النصوص يدل على أنه قبل الصراط، ونقف عنده قليلا، نسأل… إن للماء في الحياة الدنيا أكبر قيمة، فالإنسان قد يصبر على الجوع ولكنه لا يصبر عن الماء، سرعان ما يتصحر جسده إذا فقد الماء ويموت؛ ولذلك رُبط بين الماء والحياة…

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أمـَا والله لَو عَلِم الأنَامُ *** لِمَا خُلِقُوا لَمَا هَجَعُوا ونَامُوا

لَقَد خُلِقُوا لأمْرٍ لَو رَأتْـه *** عُيُون قُلُوبِهم تَاهُوا وهَامُوا

مَمَاتٌ ثُم قَـبْر ثُم حَشْرٌ *** وتَوْبِيخٌ وأهْـوَالٌ عِظَـامُ

لِيَوْمِ الحَشْرِ قَدْ عَمِلَتْ رِجَالٌ *** فَصَلَّوْا مِنْ مَخَافَتِهِ وَصَامُوا

نعم والله ليوم الحشر قد عملت رجال! اللهم يسر لنا أعمالا صالحة لذلك اليوم الذي فيه تدنو الشمس من رؤوس الخلائق بحرارتها المحرقة، ويحتدم الكرب، ويدلهمّ الخطب، ويشتد الزحام، ويكاد الناس يموتون من العطش، فمنهم من يأتي العرق إلى كعبيه، ومنهم من يصل العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يصل العرق إلى صدره، ومنهم من يصل العرق إلى أذنيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما.

ويزلزل الناس زلزالا شديدا، وهم في ذلك كالسكارى يتخبطون في أهوال عظيمة، فيلحقهم من الهمّ والغم ما لا يطيقون، في يوم طويل جدا يفوق طوله آلاف السنين.

معاشر المسلمين: لقد قرر المحققون من أهل العلم أن أول معلَم كبير من معالم يوم المحشر هو الحوض، ومجموع النصوص يدل على أنه قبل الصراط، ونقف عنده قليلا، نسأل الله أن يسقينا منه في ذلك اليوم العظيم.

فإن رحمة الله تتجلى يوم القيامة للمؤمنين حين تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، ويتمكن العطش من الناس حتى يكاد الناس أن يموتوا من العطش.

إن للماء في الحياة الدنيا أكبر قيمة، فالإنسان قد يصبر على الجوع ولكنه لا يصبر عن الماء، سرعان ما يتصحر جسده إذا فقد الماء ويموت؛ ولذلك رُبط بين الماء والحياة في قوله -تعالى-: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء:30]، فكل شيء يهون طلبه، إلا الماء.

ولذلك يذكر الماء في أول مراحل حساب العبد، كما صح في الترغيب من حديث أبي هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح لك جسمك، وأروك من الماء البارد؟".

بل الماء من أول ما يطلبه أهل النار من أهل الجنة: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ﴾ [الأعراف:50].

فالناس في المحشر في عطش قاتل يتلهفون لقطرة ماء يرطبون بها أفواههم، ويكسرون بها سطوة العطش، والمؤمنون بين الناس ولكن الله -تعالى- لا يترك عباده المؤمنين يعانون الظمأ مع المجرمين؛ بل يكرمهم بحياض يشربون منها، ولقد جعل سبحانه لكل نبي من الأنبياء حوضا يشرب منه هو وأتباعه.

ففي صحيح الجامع من حديث سمرة -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة".

والحوض مصدره نهر الكوثر في الجنة، ففي وصفه قال -صلى الله عليه وسلم-: "أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغث فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من ورِق"، أي: من فضة، صح ذلك في مسلم. ويغث: أي يتابع الدفق في الحوض، لا ينقطع الدفق من الجنة إلى الحوض.

وفي سنن أبي داود من حديث أنس بإسناد جيد قال -صلى الله عليه وسلم- في وصف الكوثر: "فإنه نهر وعَدَنِيه ربي، عليه خير كثير, عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب".

ومن حديث أبي برزة من حديث صححه الألباني من كتاب السنة لابن أبي عاصم الشيباني أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ لِي حَوْضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَرْضُهُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْهُ".

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ"، قال ابن كثير: هما قريتان في الشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام، "فِيهِ أَبَارِيقُ كَالنُّجُومِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا."

وفي الجمع والتوفيق بين تلك الراويات يقول الإمام القرطبي: "ظن بعض الناس أن في هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب، وليس كذلك، وإنما تحدث النبي -صلى الله عليه وسلم- بحديث الحوض مراتٍ عديدة، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة، مخاطباً كل طائفةٍ بما كانت تعرف من مسافات مواضعها، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها".

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافات للتقريب، فقد جاء في شرح سنن ابن ماجة قوله: "وهذه الاختلافات تشعر بأن ذكرها جرى على التقريب دون التحديد، وبأن المقصود بأن بعد ما بين حافتيه وسيعة، لا التقدير بمقدار معين".

أما الشاربون من حوضه -صلى الله عليه وسلم- نسأل الله من فضله، فقد ذكر -صلى الله عليه وسلم- صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه في ذلك اليوم.

الصنف الأول: فقراء المهاجرين، ويدل على ذلك ما جاء في الجامع الصحيح من رواية ثوبان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول الناس ورودا عليه -أي على الحوض- فقراء المهاجرين، الدنس ثيابا، الشعث رؤوسا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد".

والصنف الثاني: أناس من أهل اليمن، فعن ثوبان -رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لبعقر حوضي -أي بمؤخر الحوض- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفضّ عليهم" أي تسيل مياه الحوض عليهم. رواه مسلم.

 قال الإمام النووي في شرحه: "معناه: أطرد الناس من أجل أهل اليمن؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام".

ولا يعني كون الأنصار والمهاجرين هم أول واردي حوضه -صلى الله عليه وسلم- أن غيرهم لا يرده، غير أنهم -في الجملة- قلة، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، رأى -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة في ذلك اليوم.

قال -صلى الله عليه وسلم-: "بينا أنا قائم -أي عند الحوض- فإذا زمرة -أي جماعة- حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم وهو الملك الموكل، فقال: هلم، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم".

أنه لا يرد منه إلا القليل، لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره، وواضح أن القلة هنا نسبية، أي أن نسبة من يرد الحوض كبيرة؛ لكن الذين يطردون أكبر من الذين يشربون.

وقد وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين عن حوضه -صلى الله عليه وسلم- وأسباب طردهم نسأل الله العافية والسلامة، لعلنا نحذر من سلوك طريقهم.

فمن ذلك ما ورد في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد، قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إِنِّي فَرَطُكُمْ -أي سابقكم- عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي!".

قال القرطبي في شرحه ، قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين: فكل من ارتد عن دين الله، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين عن الحوض، المبعدين عنه، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم، كالخوارج على اختلاف فرقها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع". كل هؤلاء مبدلون مطرودون عن الحوض.

أيها المسلمون: حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- يرده في الجملة كل مؤمن لم يتلبس بمانع من موانع وروده، وقد تضمنتها الأحاديث الماضية.

غير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر بعض الأعمال الخاصة التي هي أسباب لنيل شرف ورود حوضه.

ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن زيد أنه قال للأنصار بعد توزيع غنائم حنين: "إنكم سترون بعدي أثرة -أي سترون استئثارا بالدنيا- من قبل الولاة دونكم، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". فالصبر عند الأثرة دفعا للفتن وسفك الدماء من أسباب ورود الحوض.

وكذلك التنزه عن الدخول على أمراء الجور والبعد عنهم والحذر من إعانتهم على ظلمهم، فقد صح في سنن الترمذي من حديث كعب بن عجرة -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اسمعوا: هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض؟ ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض".

معاشر الإخوة: يعتقد كثير من الناس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يسقى الناس بيديه من ماء ذلك الحوض؛ لذا نسمع ونقرأ في دعائهم قولهم: "واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً".

وهذا الاعتقاد غير صحيح؛ لعدة أسباب:

منها عدم ثبوت ذلك في جميع روايات أحاديث الحوض قاطبة، لم يثبت أنه سيسقي أحدا بيديه.

ومنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه من ورد الحوض شرب منه، فعلق الحديث على وروده لا على سقياه -صلى الله عليه وسلم-.

ومنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن عدد آنيته بعدد نجوم السماء من كثرتها، حتى تستوعب أعداد الآنية الواردين بلا تزاحم عليها، وهذا يشير إلى أن كل من يرد الحوض يشرب منه بنفسه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما هو صاحب الحوض الذي يتقدم أمته إليه ثم يُسر برؤيتهم وهو يردون هذا الخير العظيم الذي أعطاه الله إياه وأكرمه به لتشرب منه أمته.

يُسر -صلى الله عليه وسلم- عندما يرى كثرتهم نسبة إلى سائر الأمم فهم أكثر الأمم، ويتألم -صلى الله عليه وسلم- عندما يرى أن أقواما يبعدون عنه، فالنصوص كلها على أن أهل الحوض يردون ويشربون منه بأنفسهم، والمبعدون عنه يطردون منه. أما السقيا من يده الشريفة -صلى الله عليه وسلم- فلا أصل لها ولا دليل.

أسأل الله تعالى أن يبلغنا حوضه وأن ينعم علينا بالشرب منه، والله ذو الفضل العظيم.

أستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد: فالوضوء والصلاة مما يعرف به أهل الحوض؛ فأكثروا من الوضوء وأكثروا من الصلاة، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. ودِدتُّ أنّا قد رأينا إخواننا"، قالوا: أوَلَسْنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد"، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: " أرأيت لو أن رجلا له خيل غُرٌّ محجَّلة -أي لها غُرَر بيضاء وأطراف بيضاء- بين ظهري خيل دُهْمٍ بُهْمِ -أي سود- لم يخالط لونها لون آخر، ألا يعرف خيله؟"، قالوا: بلى يا رسول الله ، قال "فإنهم يأتون غُرَّاً محجَّلين من الوضوء، وأنا فرطهم -أي متقدمهم- على الحوض".

هذا هو حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الصراط، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وآنيته بعدد نجوم السماء؛ ذكرتُه بأوصافه وأوصاف أهله، وكذلك أوصاف المطرودين عنه؛ حتى يعلم المسلم السبيل إليه في يوم عظم خطره، واشتد حره.

ولعنا نواصل الحديث عن معالم يوم القيامة في مقام آخر إن شاء الله تعالى…

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقائك…