معاني الفتنة في القرآن الكريم

عناصر الخطبة

  1. معنى الفتنة لغة وشرعاً
  2. الفرق بين الفتنة والاختبار
  3. معاني الفتنة في القرآن الكريم
  4. منشأ فتنتي الشبهات والشهوات وسبل معالجتهما
اقتباس

وأما الفتنة من حيث الاصطلاح، فقد قال الجرجاني -رحمه الله-: إن الفتنة هي ما يبين حالة الإنسان من الخير والشر. وقال ابن حجر -رحمه الله- كما في الفتح: الفتنة هي ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الرئاسة والملك، بحيث لا يعرف المحق من غيره.

الخطبة الأولى:

أما بعد: فيا عباد الله: نتحدث في هذا اليوم عن الفتنة كما جاء ذكرها في كلام الله -عز وجل-، ثم نثني بذكر الفتنة كما جاء ذكرها في السنة المطهرة في الجمعة القادمة إن شاء الله -تعالى-، ثم نثلِّث بما جاء عن الفتنة كما ذكر السلف رحمهم الله.

أما مصب حديثنا -كما أسلفت- في هذا اليوم، فهو عن ذكر الفتنة، كما جاء في كلام الله -عز وجل-.

يقول أهل اللغة: مادة ﴿فَتَنَ﴾ تدل على الابتلاء والاختبار، تقول: فتنت الذهب بالنار، إذا اختبرته وميزته.

وأما الفتنة من حيث الاصطلاح، فقد قال الجرجاني -رحمه الله-: إن الفتنة هي ما يبين حالة الإنسان من الخير والشر. وقال ابن حجر -رحمه الله- كما في الفتح: الفتنة هي ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الرئاسة والملك، بحيث لا يعرف المحق من غيره.

والفرق بين الفتنة والاختبار، كما قال أهل اللغة: الفتنةُ أعظمُ درجات الاختبار، فأعظم درجات الاختبار ما يسمى بالفتنة.

والفتنة -عباد الله- جاء ذكرها في كلام الله -عز وجل- على معانٍ متعددة، جاءت بمعنى الابتلاء والاختبار، كما في آيات كثيرة، منها قوله -سبحانه- لموسى لما عبد بنو إسرائيل العجل: ﴿فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ﴾ [طه:85]، أي: اختبرناهم، وقال -تعالى- عن الملكين الذين أنزلهما الله لتعليم الناس السحر ابتلاءً واختبارا: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ﴾، أي: ابتلاء واختبار، ﴿فَلاَ تَكْفُرْ﴾ [البقرة:102]. والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿القتل﴾، فالله -عز وجل- أباح لنا القصر في أول الأمر خيفة من أن يقتل الكفار المسلمين، قال -عز وجل-: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾ [النساء:101]، وقال -سبحانه-: ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ﴾ [يونس:83]، أي: يقتلهم.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الشرك والكفر)، قال -تعالى-: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة:191]، وقال -عز وجل-: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة:217]، وقال -تعالى-: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾، أي: كفر وشرك، ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ﴾ [البقرة:193].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿الضلال﴾، قال -تعالى-: ﴿وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ﴾، يعني: إضلاله، ﴿فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً﴾ [المائدة:41]، وقال -تعالى-: ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ(162)﴾، أي: ضالين أهل الحق، ﴿إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات:161-163]، إلا من كتب الله عليه الشقاوة.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿الإثم﴾؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أمر الناس أن يذهبوا إلى  غزوة تبوك، قال بعض المنافقين: اعذرني يا رسول الله، فإني أخشى على نفسي من بنات بني الأصفر -يعني من بنات الروم- أن يفتنني، فقال -عز وجل-: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ﴾ [التوبة:49]، أي: في الإثم سقطوا.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (العبرة والاتعاظ)، قال أصحاب موسى: ﴿فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس:85]، يعني: عبرة للقوم الظالمين.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الصد عن سبيل الله)، قال -تعالى-: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ﴾ [المائدة:49]، يعني: يصدوك عن سبيل الله. وقال -تعالى-: ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ [الإسراء:73]، أي: يصدونك عن هذا القرآن العظيم.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (العقوبة)، قال -تعالى-: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ﴾ [ص:24]، وقال -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ﴾ [ص:34].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (القضاء)، فلما موسى -عليه السلام- عبد قومه العجل اختار سبعين منهم، فلما أتوا ليعتذروا أمام الله -عز وجل- لقومهم أخذتهم الرجفة، فماذا قال موسى؟ ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ﴾، يعني: قضاؤك، ﴿تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء﴾ [الأعراف:155].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (المعذرة)، فإن أهل الكفر يوم القيامة يعتذرون أمام الله -عز وجل- بأنهم ما كفروا ولا أشركوا به، قال -تعالى-: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ﴾، يعني: معذرتهم، ﴿إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:23].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿الشر﴾ الذي هو ضد الشر، قال -عز وجل- عن أصحاب الإيمان الضعيف: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى  وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج:11].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الابتلاء بالحرب)، فإن المؤمنين إذا لم يوالوا المؤمنين وإنما والوا الكفار، سلَّط الله -عز وجل- عليهم ابتلاء بالحرب: ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال:73].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿المرض﴾، كما قال بعض المفسرين في قوله -تعالى- عن المنافقين: ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة:126]، أولا يرون أنهم يصيبهم المرض.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الاستهواء والغلبة)، قال -عز وجل-: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾ [الأعراف:27]، يعني: لا يلهينكم الشيطان ولا يغلبنكم على أنفسكم كما فعل بأبيكم آدم.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الجنون)، فإن كفار قريش زعموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجنون، قال -عز وجل-: ﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ(6)﴾ [القلم:5-6]، أي: من هو المجنون.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى ﴿العذاب﴾، قال -عز وجل- عن أهل الكفر إذا ذاقوا عذاب الله: ﴿يوم هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾ [الذاريات:13]، أي: يعذبون، ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ [الذاريات:14]، يعني: عذابكم.

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الخِبْرة)، لما ذكر -عز وجل- شجرة الزقوم وأنها تنبت في النار، قال الكفار بحسب خبرتهم: إن الشجر لا ينبت في النار، ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64)﴾ [الصافات:63-64].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (العذاب في الدنيا)، قال -عز وجل- عن المنافقين: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ﴾، أي: عذاب الدنيا، ﴿كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت:10].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الحرق بالنار)، لما تسلَّط ذلك الملك الظالم على قومه -أهل الأخدود- الذين أسلموا، ماذا صنع بهم؟ أحرقهم بالنار، قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج:10].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (التسليط)، ولذلك قال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا﴾، يعني: لا تسلط علينا الذين كفروا، ﴿وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الممتحنة:5].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (الفضيحة)، كما في أحد وجوه التفسير في قوله -تعالى-: ﴿وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ﴾، يعني: فضيحته، ﴿فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً﴾ [المائدة:41].

وجاءت الفتنة في كلام الله -عز وجل- بمعنى (النفي عن البلد)، كما يحتمله قوله -تعالى-، كما قال بعض العلماء: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة:191]، يعني أن أخراج الإنسان من بلده أعظم عنده من أن يُقتل.

هذه -عباد الله- معاني الفتنة في كلام الله -عز وجل-. نسأل الله -عز وجل- أن يجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

الخطبة الثانية:

أما بعد: فيا عباد الله: قال ابن القيم-رحمه الله- كما في إغاثة اللهفان: "الفتنة نوعان: فتنة شبهة وفتنة شهوة، وأعظم الفتنتين فتنة الشبهة"، قال: "وهي: أعظمهما"، ثم قال -رحمه الله-: "وقد تجتمع الفتنتان في حق العبد، وقد ينفرد بإحداهما"، بمعنى أن فتنة الشبهة قد تكون عند بعض الأشخاص وقد تكون فتنة الشهوة عن البعض الآخر.

ثم قال -رحمه الله-: "وفتنة الشبهات من ضعف البصيرة، وقلة العلم"، ثم قال: "ولاسيما إذا اقترن بذلك سوء القصد… لا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى، فهنالك الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال من هو سيء القصد، وهو الذي قال الله -عز وجل- عنهم: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم:23]".

ثم قال-رحمه الله-: "إن فتنة الشبهات مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع على حسب مراتبهم".

ثم قال -رحمه الله-: "ومنشأ فتنة الشبهات من فهم فاسد"، بعض الناس قد يفهم النص فهما فاسدا، وتارة تكون من نقل كاذب، وتارة تكون من حقٍ ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به، وتارة تكون من غرض فاسد وهوى متبع"، ثم قال -رحمه الله-: "ولا ينجي من هذا إلا تجريد اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وتحكيمه في دقِّ الدين وجله وظاهره وباطنه".

ثم قال-رحمه الله-: "أما النوع الثاني فهي فتنة الشهوات، وقد جمع الله بينهما في سورة التوبة، لما ذكر -عز وجل- المنافقين قال -تعالى-: ﴿كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾ [التوبة:69]، معنى ذلك أنهم تمتعوا بخلاقهم، والخلاق هو النصيب المقدر، استمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها، هذه فتنة الشهوات، ثم قال: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾، فهذا هو الخرص بالباطل وهو فتنة الشبهات".

ثم قال -رحمه الله-: "وكل فتنة إنما هي من تقديم الرأي على الشرع، أو من تقديم الهوى على العقل، فالأول أصل فتنة الشبهات"، وهو أن يقدم الرأي على الشرع، إذا قدِّم الرأي على الشرع حصلت فتنة الشبهات، "والثاني فتنة الشهوات وهو تقديم الهوى على العقل".

ثم قال -رحمه الله- وما أجمل هذا الكلام!: ففتنة الشبهات تدفع باليقين، وفتنة الشهوة تُدفع بالصبر… ولذلك؛ اليقين الذي تدفع به فتنة الشهوات والصبر الذي تُدفع به فتنة الشهوات جعلهما الله -عز وجل- من أسباب حصول الإمامة في الدين، قال -تعالى-: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة:24]. انتهى كلامه، رحمه الله.