نظرات في سورة البقرة (3)

عناصر الخطبة

  1. أنواع الإيمان بالغيب
  2. فلسفة الصلاة في الإسلام
  3. البعد الاجتماعي في الصلاة
  4. فلسفة الإنفاق في الإسلام
  5. شمول رسالة الإسلام
  6. أحياء عند ربهم يرزقون
اقتباس

هذا إيمان بالغيب يتصل بالسلوك، هناك أيضًا إيمان بالغيب يتصل بالسلوك في الجهاد أو في الكفاح أساسه أن أصحاب الدعوات غالبًا يبدؤون سلوكهم أو سيرتهم أو دعايتهم في وجه جبابرة يفرضون سلطانهم ويقذفون بالرهبة في قلوب غيرهم، وعندما… ومن ناحية مهمة فإن الناس يتصورون غالبًا أن العطاء حرمان، والحقيقة أن العطاء يشبه الشجرة عندما تقلّم، تنقطع غصونها، وتقل أوراقها، ولكنها بعد حين تعود أكثر فروعًا وأغزر أوراقًا، كذلك العطاء يقلل ما لديك الآن ولكنه…

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن محمدًا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أما بعد:

فحديث الجمعة اليوم نظرات أخيرة في سورة البقرة، السورة التي وضعت منهاج التقوى، وشرحت حقيقته، وقسمت الناس بحسب عقائدهم ومسالكهم إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين.

وسنرى -بإذن الله- كيف أن السطور الأولى في هذه السورة قد تغلغل معناها، واطرد ما فيها من عبرة وحكمة إلى السطور الأخيرة في هذه السورة المباركة.

نبدأ بالجملة الأولى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ(3)﴾.

الإيمان بالغيب نوعان: نوع يتصل بالسلوك، ونوع يتصل بالعقيدة؛ فالذي يتصل بالسلوك يمس حينًا المال، وحينًا الحياة.

إن الله يأمر بالصدقة، والصدقة تجعل الإنسان ينزل عن المال الذي يملكه، والمال حبيب إلى الإنسان، عزيز عليه، فإذا قيل له: أنفق في سبيل الله وسيخلف الله عليك في المستقبل، فإن نفسه سوف تحدثه: لمَ أفقد ما بيدي اليوم في انتظار ما قد يجيء خلفًا في الغد؟! فإذا قال الإنسان لنفسه: إن الله وعد وينبغي أن أثق في أنه سبحانه سيخلف. ربما حدثته نفسه: عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة!! هنا يتدخل الإيمان بالغيب في النفقة أو في الصدقة فيجعل الإنسان -لصدق إيمانه بربه وبوعده- يعطى ما بيده الآن موقنًا بأن ما غاب لا بد أن يتحقق، وأن الخلف الذي لا وجود له الآن هو موجود حتمًا، وسوف يجيء، وهو معنى قوله تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

هذا إيمان بالغيب يتصل بالسلوك، هناك أيضًا إيمان بالغيب يتصل بالسلوك في الجهاد أو في الكفاح أساسه أن أصحاب الدعوات غالبًا يبدؤون سلوكهم أو سيرتهم أو دعايتهم في وجه جبابرة يفرضون سلطانهم ويقذفون بالرهبة في قلوب غيرهم، وعندما يتحرك أصحاب الحق وهم ضعاف فإن وساوس الشيطان ستتجه إليهم: ما الذي يجعلكم تناوشون الأقوياء وتتعرضون لبطشهم؟! وما الذي جعلكم تفقدون طمأنينتكم الآن في انتظار نصر يعدكم الله به في المستقبل، والمستقبل غيب لا ندري متى يجيء أو متى يتحقق!! هذا المعنى شرح في سورة هود في قوله تعالى -وهو يجعل الداعين إليه والمتحدثين باسمه يرقبون المستقبل بأمل وتفاؤل-: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(123)﴾.

هذا الغيب إلى أن يجيء ربما تعرَّض حَمَلَةُ الحق لمتاعب في أموالهم أو أجسادهم أو أعراضهم أو حقوقهم، لكن تجيء سورة البقرة فتقول: ليكن، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

إنه قريب لأن كل آتٍ محقق قريب مهما تطاول الزمن في انتظاره، فما دام لا بد منه فهو قريب، ومن هنا جاء المثل العربي: "إن غدًا لناظره قريب".

هذا نوع من الإيمان بالغيب يتصل بالسلوك، فالإيمان برزق الله، والإيمان بنصر الله غيب ينبغي أن يطمئن إليه المحرومون والمحروبون.

هناك إيمان بالغيب يتصل بالعقيدة، فإن الله -عز وجل- إنما يُعرف بأوصافه، وأوصافه إنما تُعرف بآثارها فيما بيننا، فإن الله ليس مادة تحس بالأيدي، ولكن الذات الأقدس يُعرف بآثاره بيننا، وقد صورت سورة البقرة الغيب من هذه الناحية فيما وقع من حوار بين نبي الله إبراهيم وبين أحد الجبابرة الذي كفر بالله لأنه ملك السلطة الواسعة والسطوة البالغة، وروت السورة القصة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

فإبراهيم عرف ربه بصفاته، نحن الذين نؤمن بالله نعلم أن الله حاضر في قلوب العارفين، وأن أنوار وجوده تتزاحم بها آفاق السماوات والأرض، ولكنّ هناك ناسًا نُسجت على بصائرهم غشاوات سميكة، وعلى عيونهم حُجب غلاظ، هؤلاء يكفرون بالغيب، ويكفرون بوجود الله، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان، ولكن لا وزن لهم في منطق العقل ولا في منطق العلم.

هذه كلمة الإيمان بالغيب، معناها يترقرق داخل صفحات السورة في أماكن كثيرة شرحنا نماذج لها.

بعد الإيمان بالغيب: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾. جاء ذكر الصلاة مرات في هذه السورة، مرة في أنها تعين على الخشية والتحمل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. 

ومرة في أنها من أركان البر والتقوى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.

وليست الصلاة عبادة فردية يناجى فيها المرء ربه وانتهى الأمر، لا، الصلاة في الإسلام تعاون الجماعة في تنظيم صفوفها والاحتشاد لها وبناء مساجدها وترويج هذه الشعيرة بحيث تشرف على بقية ساعات النهار والليل، وبحيث تكون ظاهرة في البرنامج الفردي والاجتماعي للأمة، ولذلك وجدنا هذه السورة تأمر بالصلاة في الحرب والسلم على سواء: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ)، أي عند الحرب، ﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾، أي صلوا مشاة أو راكبين، فإذا انتهت الحرب، ﴿أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.

فالصلاة ركن اجتماعي، ولذلك -في هذه السورة- بيّن -جل شأنه- أن كل محاولة لجعل المساجد ثانوية في المجتمع، أو تدمير هذه المساجد بالحروب أو تأخير رتبتها بالفسوق، كل هذا ظلم فادح: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾.

هكذا تحدثت سورة البقرة، ثم أشارت السورة إلى أن بقاء المساجد عامرة بالمؤمنين هو أثر دفاع المؤمنين عن هذه الشعيرة وعن هذه البيوت التي رفعت قواعدها في الدنيا بذكر الله، وهذا معنى قوله -جل شأنه-: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

هذا المعنى شُرح في سورة أخرى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

فإقام الصلاة شعيرة اجتماعية إلى جانب أنها شعيرة فردية، وقد تبيّن فعلاً أن المسلمين لو أنهم أقاموا الصلوات اجتماعيًّا واهتم بها كيانهم العام لضبطوا الشهوات، وحبسوا الأهواء، وربوا جيلاً يحكم غرائزه لا جيلاً تحكمه غرائزه، وقد وصف الله الأجيال المنهارة التي ترنو إلى الدنايا، وتنكس رؤوسها وراء الضلالات والغوايات فقال: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾.

بعد هاتين الكلمتين: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ تأتي الصفة الثالثة: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.

النفقة عند أغلب العلماء ما دامت مقترنة بالصلاة فهي الزكاة المفروضة، لكن التحقيق العلمي أنها أوسع من الزكاة المفروضة، فإن الله يأمر هنا بأن ينفق كل مسلم مما رزقه الله، وحديثنا عن الإنفاق الآن يقتصر على ناحيتين اهتمت بهما السورة اهتمامًا شديدًا؛ فقوله تعالى -في أول السورة-: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون﴾ جملة قصيرة، لكن استغرق الكلام عن الزكاة في آخر السورة نحو ثلاث صفحات، بدأ بذكر الأجر العظيم، والأضعاف المضاعفة التي يكتبها الله لمن أنفق.

ومن ناحية مهمة فإن الناس يتصورون غالبًا أن العطاء حرمان، والحقيقة أن العطاء يشبه الشجرة عندما تقلّم، تنقطع غصونها، وتقل أوراقها، ولكنها بعد حين تعود أكثر فروعًا وأغزر أوراقًا، كذلك العطاء يقلل ما لديك الآن ولكنه بعد قليل يضاعفه: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). 

ناحية أخرى يهتم الإسلام بها جدًّا جدًّا وهي: احذر أن تعطي لتُذِل، احذر أن تعطي لتكسير النفوس، احذر أن تمتنَّ بما أعطيت مهما كان كثيرًا، احذر أن تطلب وجوه الناس بما تتصدق به: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾.

لا تكسر نفوس الناس بما تسديه إليهم من معروف فإن هذا العطاء هو حق الله عليك إذ موَّلك وكثَّر ما عندك. وقد ضرب القرآن مثلاً غريبًا لحاجة الإنسان إلى ثواب معروفه حاجة ماسة: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون﴾.

تفسير هذا المثل: تصوّر نفسك أعددت لشيخوختك -من الآن- بستانًا كثير الشجر، كثير الثمر، مليئًا بالخير، أعددته لعجزك أيام الشيخوخة وضعفك أيام الكبر وحاجة أولادك -في هذه الآونة- إلى هذه الكفالة التي يسَّرها الله لك، أيسرُّك أن تجيء جائحة سماوية، أو أن تستعر نار محرقة في جنبات البستان فتقوضه وتحوله إلى ركام؟!

أي فجيعة تصيب من أدركته الشيخوخة عندما يفقد ماله؟! فجيعة ضخمة، إن الله يقول للإنسان: فجيعة هذا المخلوق في ماله الذي ارتبط به أمله هي فجيعة المنان والمرائي في صدقاته التي ضاع أجرها بالمن والأذى، بالرياء والمكاثرة.

جملة رابعة في السورة تتغلغل ويطول تغلغل ما في هذه الجملة من معان: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾.

والحقيقة التي ينبغي أن يعلمها الناس أن نبينا محمدًا -عليه الصلاة والسلام- عندما جاء وشرفه الله بهذا القرآن الكريم لم يجئ بدين يمكن أن يكون مع الأديان الأخرى فرعًا لها أو فرعًا مساويًا لها، يعني كما تقسم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف يمكن أن تقسم الأديان إلى يهودية ونصرانية وإسلام، لا، القرآن قال: رسالة محمد بالدين كله، بالإسلام كله!! 

إن هذه الرسالة استوعبت الحقائق التي تلقاها -من قبل- نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجمهور الأنبياء.

ولذلك -في هذه السورة- يقول الله لليهود والنصارى -عندما يجادلون أهل الإسلام وأبناء القرآن-: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(136)﴾.

فكأن محمدًا -عليه الصلاة والسلام- جاء يقول: أنا أكرّر وأؤكد وأشرح وأنقّي الوحي الذي نزل على الأنبياء من قبلي وأومن بهم واحدًا واحدًا وأدعو أمتي إلى هذا الإيمان لي وبمن سبقني على أننا جميعًا -معشر الأنبياء- نمثل وحدة كاملة.

وروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى -صلى الله عليه وسلم- كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني".

هذه الحقيقة هي التي تجعل السورة هنا تقول لأهل الكتاب -في بساطة-: لماذا الجدل؟! ﴿قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون﴾.

فنحن نؤمن بالأنبياء جميعًا وبالكتب التي نزلت عليهم لا بكتب نسبت إليهم وهم أبرياء منها. 

هذه الجمل التي رسمت منهاج التقوى انضم إليها شيء لا بد من توجيه النظر إليه وهو أن كل حقيقة ليس لها حارس يمكن أن تضيع، وإذن لا بد من حراسة لهذه الحقائق التي جاء بها الإسلام. لكن ما ضرورة الحراسة؟!

ضرورة الحراسة أن ناسًا كثيرين لا تطيب خواطرهم، ولا يهدأ بالهم، ولا تستريح أعصابهم إلا إذا أتعبوا المسلمين وفتنوهم عن دينهم!!

هذا النوع من الناس ما خلا منه عصر من العصور، فالذين يكفرون بالله كفرًا أصليًّا، وينكرون وجوده بدءًا كالماديين الآن، والذين يؤمنون بالله إيمانًا زائغًا مزورًا على نحو ما قال القرآن: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾. كلا الفريقين يستميت في أن يوقف حركة الإسلام، وأن يمنع الناس من أن يدخلوا فيه!! فماذا نصنع؟! أنترك هذه الحقائق للصوص العقائد ينهبونها ويأتون عليها ونعيش ضُلاَّلاً أم ندافع عنها؟!

كان القرآن طبيعيًّا جدًّا عندما قال للناس: إن القتال صعب، وإن فرضه يشق على المكلفين لأنه تعب؛ لأنه ترك للأوطان حيث استراح الإنسان بين أهله وأولاده وعشرائه وأصدقائه، وتعريض للتلف، وفقدان الحياة بعضًا أو كلاً!! لكن الله -جل شأنه- يقول للإنسان: كذب العاطفة الأولى التي تجعلك تؤثر حياة الهدوء والراحة، كذب هذه العاطفة فإن الذين يؤثرون حياة الهدوء والراحة لا بد أن يفقدوها ويفقدوا شرفهم معها، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وسورة البقرة نزل أغلبها في السنتين الأوليين من الهجرة، وفي السنتين الأوليين من الهجرة كان اشتباك المشركين مع المؤمنين في بدر، وكان اشتباك المسلمين مع اليهود في بني قينقاع تقريبًا، وسبق قبل ذلك اشتباك كلامي حول القبلة.

على كل حال حدث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بسرية من السرايا أن ترصد الطرق، وأن تحصي على العدو حركاته، وأن توقع به بعض الخسائر إذا كان سيتجه إلى كذا وكذا.

وفعلاً أدت السرية واجبها، لكن شيئًا حدث جعل عملها تكتنفه ريب ومجادلات، فقد وقع القتال في آخر رجب، أي في الشهر الحرام!! وهنا أحدث المشركون دعايات واسعة ضد محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه، قالوا: إن هؤلاء قد استباحوا الشهر الحرام وقاتلوا فيه وصنعوا كذا وكذا!

وتضايق المسلمون وحزن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكثر في ذلك القيل والقال حتى نزل الوحي حاسمًا هذه الأقاويل ومؤيدًا مسلك عبد الله بن جحش تجاه المشركين: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾.

كلمة الفتنة يظنها العوام أنها النميمة، لا، ليس هذا صحيحًا، المقصود بالفتنة هنا الضغط على المستضعفين، ومحاولة ردهم عن دينهم، وتحويلهم بالقوة عن إيمانهم، والفتنة هنا هي ما يصنعه المستبدون بأهل الإيمان عندما ينظرون إليهم نظرة استضعاف، ويحاولون أن يبطشوا بهم حتى يردوهم عن دينهم، هذا معنى قوله تعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ أي أكبر من القتال، وأكبر من قتل الأنفس، لأنها قتل للمبادئ، وقتل للأرواح، وإحراج لأصحاب العقائد، وخنق للضمائر الحية، وترويع للمؤمنين، وذلك كله لا يجوز.

وكشفت السورة أن الجهاد عندنا ليس جهاد عدوان ولكنه جهاد لرد العدوان: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، وفي هذه السورة أيضًا: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. 

وفي هذه السورة أيضًا: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

ولهذه الحرب ضحاياها، وسوف يموت ناس -بغير شك- في كل صراع بين الهدى والضلال، في كل كفاح بين الحق والباطل، لكن ينبغي أن يعلم الأحياء جميعًا -والمؤمنون خاصة- أن الذي يقتل في سبيل الله لا ينتقل إلى موت، إنما ينتقل إلى غرس، إلى حياة أرقى وأزكى وأنضر وأشرف!! ولذلك رفض الإسلام أن يسمي هؤلاء موتى، ورفض أن يقال: إنهم أموات، ففي هذه السورة: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾.

ما أكثر الذي لا نشعر به في دنيانا، إنك في عالم وحدك من إحساسك، لكن أنت في إحساسك الخاص لا تسمع دبيب كل متحرك على ظهر الأرض وهم ملايين الملايين، ولا تبصر إلا ما أمامك، لكن وجه الكرة الأرضية -وهي جزء تافه في الوجود كله- مبسوط أمام البصير بكل شيء، جل شأنه!

فنحن لا نشعر بالكثير، ولهذا لا نشعر بوجود الشهداء، لكنهم موجودون، وسيبقى وجودهم مغيبًا حتى تبقى فترة الاختبار في هذه الدنيا قائمة لا غش فيها، ثم يترك الناس هذه الدنيا ليلحق ميتُ الغد بميت اليوم، وهل الناس إلا كذلك؟!

هكذا الدنيا، حقيقة لا بد منها، وإن كان أغلب الناس لا يعترفون بها! وصدق الحسن البصري عندما قال: "ما رأيت حقًّا أشبه بباطل من الموت". هو حق، ولكنه شبيه بالباطل، لماذا؟! لأن الناس لا تريد أن تعترف به!

سورة البقرة -التي تحدثنا فيها ثلاث جُمَع الآن- سورة متماسكة، وأنا أريد أن أنفي ما يتصوره البعض من أن سور القرآن ركمت فيها الآيات بطريقة عشوائية جزافية، لا، السور كلها نظمت على أساس أن لها محورًا تدور عليه وهدفًا، ولذلك فإن آخر أدعية هذه السورة ضم الإيمان بالله، إلى الإيمان بالغيب، إلى السلوك البشري، إلى الأخطاء التي تحتاج إلى مغفرة الله، إلى الجهاد وانتظار المجاهدين أن ينصرهم الله على الكافرين.

﴿آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)﴾.

هذا النصر هو تحقيق للحراسة على حقائق الدين التي يقوم بها جمهور المجاهدين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. 

الخطبة الثانية:

الحمد لله ﴿الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ(26)﴾.

وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين.

وأشهد أن محمدًا رسول الله إمام الأنبياء وسيد المصلحين. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أما بعد:

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-. وأريد أن أشرح إشارة ظهرت -على هذا المنبر- في الأسبوع الماضي.

لقد قلت: إن الذين عاشوا سماسرة الاستبداد لا يجوز لهم أن يقترحوا إصلاحات لأمتنا. وسألني البعض: ماذا تريد بهذه الإشارة؟! وأنا أجيب بشىء من التوضيح: إن بعض الناس ألَّفوا -من أنفسهم- جماعة أطلقوا عليها "التعمير الحضاري"، وعندما نظرت إلى أسماء الذين يشتغلون بالتعمير الحضاري -كما كونوا أنفسهم- وجدت جماعة من الماديين الذين يكفرون بالله وينكرون وجوده، وجماعة من الصليبيين الذين لا تنتهي أحقادهم على الإسلام ولا تخمد نارهم يومًا!!

إن أمتنا لا تدرى جيدًا كم يحقد الآخرون عليها، ولو كنتم أصحاب حس دقيق لشعرتم بهذا الحقد.

إن بابا روما ركب حنطورًا في روما وسار به كي يؤيد إجراءات التقشف، لم يا رجل؟! ما السبب في هذه الإجراءات؟! من أجل اليهود، إن الحقد في نفوس هؤلاء يجعلهم -لأنهم يكرهون محمدًا وأمة محمد وأتباع محمد إلى آخر الدهر- يفعلون هذا.

أما سألتم أنفسكم: ما الذي يجعل العالم يتحمل البلاء من أجل هؤلاء اليهود؟! السبب أنهم يكرهون محمدًا والإسلام والمسلمين، وهذه الكراهية تأخذ طريقها بأساليب ملتوية.

إننا نحن الذين ملأنا الدنيا بالحضارة، وعرفنا الناس حريات العقل والضمير، صحيح أننا تأخرنا في القرون الأخيرة، لكن من الذي تقدم في القرون الأخيرة؟! من يكفرون بالله؟! من يعبدون الطاغوت؟! من يعيشون أحلاس الشهوات؟! لا، إن الذي يعمر الحضارة الغاربة هم الذين يؤمنون بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، أما الكفرة فلا يقبل منهم هذا، وقد رأينا هؤلاء كانوا يرسلون زغاريد النساء عندما كان الإيمان في محنة في بلدنا، وعندما كانت كلمة التكبير جريمة تلصق أصحابها بالهوان! الآن يتحدثون عن الحضارة؟!

هؤلاء آخر من يتكلم عن معالم الحضارة وعن التعمير الحضاري، أنا رجل مسلم أعرف أن ديننا كفل حرية الرأي، وأنه الدين الوحيد الذي أعطى "الأقليات" في كنفه أن تبلغ مناصب كبيرة! أما غيرنا فهو قاتل "الأقليات" وقاتل العقائد، وقاتل الحقائق!!

فهل يجيء هؤلاء -وهم مرضى- ليجعلوا أنفسهم أطباء لأمة تنظر إليهم باحتقار؟!!

هؤلاء كانوا سماسرة الاستبداد، وكانوا دعائم الإلحاد، فلا نقبل منهم أن يعمروا حضارة، وليفعلوا ما يفعلون فنحن أيقاظ لهم، وسوف يبقى الإسلام بدعاته ورجاله وأمته إلى آخر الدهر يؤدون حق الله عليهم أداءً كاملاً إن شاء الله رب العالمين. 

"اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر". 

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

أقم الصلاة.

نظرات في سورة البقرة (1)

نظرات في سورة البقرة (2)