الوصية بالتقوى

عناصر الخطبة

  1. التقوى أجل وصية
  2. منزلة التقوى ومكانتها
  3. حقيقة التقوى
  4. بعض صفات المتقين
  5. ثمار التقوى
  6. كيفية التقوى
اقتباس

أيها المؤمنون -عباد الله-: إذا كنا نحسِن فيما يتعلق بأمور الدنيا أن نتقي ما نخشاه منها من مضارٍ ومفسدات؛ فنتقي الشمس بلزوم المكان الظليل، ونتقي البرد بلبس الثياب الدافئة، وهكذا في اتقائنا لما نخشاه من أمور الدنيا، كالشوك نتقيه بالبعد عنه إما أن نقصُر دونه، أو أن نتجاوزه، أو نميل عنه.فإن الواجب علينا -عباد الله-: أن نتقي الله -عز وجل-: بأن نجعل بيننا وبين ما نخشاه من سخطه -جل وعلا- وعقابه وقايةً تقينا، وذلك لا يكون إلا…

الخطبة الأولى:

الحمد لله وليِّ المتقين، وإلهِ الأولين والآخِرين، وقيُّومِ السماوات والأرضين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الملكُ الحقُّ المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ الصادقُ الوعدِ الأمين؛ صلى الله وسلَّم وعليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:

أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإنَّ في تقواه خلَفًا من كل شيء، وليس من تقوى الله خلَف.

أيها المؤمنون -عباد الله-: إن خير الوصايا وأعظمها، وأجلَّها وأرفعها: الوصية بتقوى الله -جل وعلا-؛ فهي -معاشر المؤمنين-: وصية الله -جل وعلا- للأولين والآخرين من العباد: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾[النساء: 131].

وهي -عباد الله-: خير زاد: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾[البقرة: 197].

وهي العاقبة الحميدة، والنجاة يوم المعاد، قال الله -عز وجل-: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾[الأعراف: 128].

عباد الله: ما أعظم شأن التقوى! وما أجلَّ مقامها! وهي وصية نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- لأمته في عموم وصاياه وخطبه صلى الله عليه وسلم، وهي وصية السلف فيما بينهم، فشأنها عظيم ومقامها رفيع، وعليها قيام دين الله -تبارك وتعالى-.

أيها المؤمنون: وحقيقة التقوى: العمل بطاعة الله -تبارك وتعالى- إيمانًا واحتسابا أمرًا ونهيا؛ فيعمل العبد ما أمره الله -تبارك وتعالى- به إيمانًا بالوعد وطمعًا في المثوبة، ويترك ما نهاه الله عنه إيمانًا بالوعيد وخوفًا من العقوبة.

قال طلق ابن حبيب -رحمه الله- عندما وقعت الفتنة: "اتقوها بالتقوى" قالوا: أجمِل لنا التقوى؟ قال: "تَقْوَى الله: عَمَلٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ رَجَاءَ ثواب اللَّهِ، وتَرْكٌ مَعْصِيَةَ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ خِيفَةَ عَذَابَ اللَّهِ".

وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى، وبيان حقيقتها.

وقد جمع رحمه الله بين الأمرين؛ لأن كل عمل يُتقرب به إلى الله -جل وعلا- لا بد له من مبدأ ولا بد له من غاية؛ أما مبدؤه وهو أساسه الذي عليه يقوم فهو الإيمان، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: "عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ".

وأما غايته، فنيل ثواب الله، والفوز برضاه سبحانه وتعالى، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: "رَجَاءَ ثواب اللَّهِ".

أيها المؤمنون -عباد الله-: لقد جاء في القرآن الكريم آياتٌ عديدة فيها تفسيرٌ للتقوى، وبيانٌ لحقيقتها، جديرٌ بعباد الله المتقين: أن يتأملوا تلك الآيات، وأن يتدبروا مضامينها؛ قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ ثم ذكر صفاتهم: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5)﴾ [البقرة: 2-4].

وقال الله -جل وعلا-: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133] ثم ذكر جل وعلا صفاتهم: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135)﴾[آل عمران: 133-135].

ويقول الله -تبارك وتعالى- في ذكر أوصاف المتقين، وأنها تجمع الدين كله عقيدةً وشريعة: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾[البقرة: 177].

وبهذا يُعلم -معاشر المؤمنين-: أن التقوى أمرٌ عظيمٌ يقوم في قلب المؤمن يثمِر الطاعات الزاكية، والعبادات المتنوعة، والأخلاق الفاضلة، والآداب الكاملة.

وفي الحديث عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه أشار إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وقال: "التَّقْوَى هَاهُنَا" أي هذا منبعها ومصدرها، فمتى استقام القلب على التقوى تبِعته الجوارح؛ كما في الحديث الآخر: "أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ".

وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ".

وقدَّم القلوب؛ لأنها الأساس، ولأنها متى استقامت على تقوى الله -جل وعلا- حقًا وصدقا؛ استقامت الجوارح كلها عملًا بطاعة الله، وطلبًا لنيل رضاه جل في علاه.

أيها المؤمنون -عباد الله-: والتقوى تُثمر لأهلها ثمراتٍ عظام، وخيراتٍ كثيرة، ينالها المتقون في دنياهم وأخراهم، بل إن الخيرات كلها، واندفاع الشرور والمحن؛ ثمرةٌ من ثمار التقوى، وجنًى من جناها.

ومن ثمار التقوى -عباد الله-: البصيرة والضياء والنور والعلم؛ كمال قال الله -جل وعلا-: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾[الأنفال: 29].

أي نورًا تميزون به بين الحق والضلال، والهدى والباطل.

ويقول جل وعلا: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾[البقرة: 282].

ومن ثمارها -عباد الله-: تفريج الكروب، وتيسير الأمور؛ كما قال الله -عز وجل-: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7)﴾[الليل: 5-7].

وقال جل وعلا: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾[الطلاق: 4].

ومن ثمارها -عباد الله-: تكفير السيئات، وعِظم الأجور؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾[الطلاق: 5].

ومن ثمارها -عباد الله-: النجاة من الفتن والسلامة من المحن، وحصول الأرزاق المتنوعات؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(3)﴾ [الطلاق: 2-3].

ومن ثمارها -عباد الله-: رفعة الدرجات، وعلو المنازل؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾[البقرة: 212].

ومن ثمارها -عباد الله-: الفوز بالجنات؛ كما قال الله -جل وعلا-: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا(33)﴾ [النبأ: 31-33].

وقال جل وعلا: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [القلم: 34].

وقال جل وعلا: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(55)﴾ [القمر: 54-55].

وثمار التقوى وآثارها لا حدَّ لها ولا عد؛ فعلينا -عباد الله-: أن نجاهد أنفسنا على تحقيق تقوى الله؛ لننال رضاه، ولنفوز بسعادة الدنيا والآخرة، ولنفوز بالفلاح فيهما: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[البقرة: 189].

نسأل الله -جل في علاه-: أن يجعلنا أجمعين من عباده المتقين وأوليائه المقربين، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله -تعالى-.

أيها المؤمنون: سأل رجل أبا هريرة -رضي الله عنه- عن حقيقة التقوى، فقال له: "هل سلكت يوما طريقًا ذا شوك؟" قال: "نعم" قال: "فما صنعت؟" قال: "إما أن أقصر دونه، أو أن أتجاوزه، أو أن أميل عنه" قال: "فكذلك التقوى".

أيها المؤمنون -عباد الله-: إذا كنا نحسِن فيما يتعلق بأمور الدنيا أن نتقي ما نخشاه منها من مضارٍ ومفسدات؛ فنتقي الشمس بلزوم المكان الظليل، ونتقي البرد بلبس الثياب الدافئة، وهكذا في اتقائنا لما نخشاه من أمور الدنيا، كالشوك نتقيه بالبعد عنه إما أن نقصُر دونه، أو أن نتجاوزه، أو نميل عنه.

فإن الواجب علينا -عباد الله-: أن نتقي الله -عز وجل-: بأن نجعل بيننا وبين ما نخشاه من سخطه -جل وعلا- وعقابه وقايةً تقينا، وذلك لا يكون إلا بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر.

أيها المؤمنون -عباد الله-: إن الكيِّس من عباد الله من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

واعلموا: أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهُدى هُدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة فإنَّ يد الله على الجماعة.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله-: على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56].

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر من نصَر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.

اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينا وحافظًا ومؤيِّدا.

اللهم وعليك يا ربنا بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم ولِّ على المسلمين أينما كانوا خيارهم واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين.

اللهم جنِّبنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهم يا ربنا اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين.

اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

اللهم واغفر لنا ذنبنا كله؛ دقَّه وجلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسرَّه.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23].

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].