فضل العلم والمعلمين

عناصر الخطبة

  1. العلم مناط العمل والتشريف، والعقل مناط الخطاب والتكليف
  2. العلوم النافعة كلها مشروعة
  3. المعلمون ينوبون عن الأنبياء
  4. احترام المعلم وتقديره أدب شرعي
اقتباس

أيها المعلمون والمعلمات: المسئولية عظيمة، والأمانة الملقاة على عواتقكم كبيرة؛ فأبناءُ الجيلِ أمانةٌ في ذممكم، وودائع الأمة بين أيديكم، ومستقبلها متعلق بمسئولياتكم؛ فاللهَ اللهَ في رعيتكم، اللهَ اللهَ في رعيتكم، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله الذي علَّم بالقلم؛ علَّم الإنسان ما لم يعلم، أحمده على الآلاء والنِّعَم، وأشكره على ما أَوْلَانَا من الفضل والكرم، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا خاتم أنبيائه ورسله، اصطفاه الله على سائر الأمم، وبعثه رحمةً للعالمين إلى العرب والعجم، فبلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة، وجاهَد في الله حقَّ الجهاد حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن القرآن أحسن الحديث والكلام، والدين عند الله الإسلام، وخير الهدي هدي نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لُقْمَانَ: 33].

عباد الله: لقد اختار الله الإنسان ليستخلفه في الأرض؛ فوهَبَه العلمَ مناطَ العمل والتشريف، ومنَحَه العقلَ مناطَ الخطاب والتكليف، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الْبَقَرَةِ: 30]، ثم بيَّن أن العلم مناط الفضل والتشريف فقال: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(33)﴾ [الْبَقَرَةِ: 33]، ففضَّل اللهُ الإنسانَ على كثير ممن خلَق بنعمة العلم والعقل، ورتَّب على ذلك التكليفَ والعملَ.

معاشر المسلمين: يستقبل الطلاب والطالبات هذه الأيامَ بدايةَ فصل دراسي جديد، فهنيئًا لمن جَدَّ واجتهد، وبذل وسعَه في الخير فَسَعِدَ، فإن العلم هو حجر الأساس، وهو الوسيلة التي يتعرف بها الإنسانُ على دينه، وهو الوسيلة التي يستطيع بها الإنسانُ أن يعرف طاعةَ ربه، وأول أمر جاء به جبريل من عند الله إلى نبينا محمد -عليه الصلام والسلام- هو الأمر بالتعلم، وأول آية نزلت من القرآن ﴿اقرأ﴾. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي الْمَنَامِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَهُوَ فِي الغَارِ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. قَالَ: فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ؟ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)﴾ [العلق: 2-5].

عباد الله: لقد حثَّ القرآنُ على التعلم، واللهُ لم يأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأله الزيادةَ من شيء إلا من العلم فقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، وأشاد بمنزلة العلماء؛ فقال: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فَاطِرٍ: 28]، وقرَنَهم اللهُ -تعالى- بنفسه وملائكته في الشهادة بوحدانيته -تعالى- فقال: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 18]، ونوَّه بقدرهم فقال: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزُّمَرِ: 9]، وأمر بالرجوع إليهم؛ فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النَّحْلِ: 43].

وحثَّ عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وبيَّن أنه علامة الخير فقال: “مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ“، وقال: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ“، فخذوا للعلم من أوقاتكم نصيبًا مفروضًا، وحثوا أبناءكم على الاجتهاد في طلبه وتحصيله؛ فإنه أنجعُ وسائلِ التربية وأرسخُ يقينًا في التزكية، وأكثر أمانًا من الفتنة، وأشدُّ ثباتًا في المحنة، وصبرًا عند المصيبة، وأفضل الحسنات، وأعظم القربات، وأعلى الدرجات.

معاشر المسلمين: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا، والعلماء ورثة الأنبياء، والاشتغال بالعلم من الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، والثواب المستمر بعد الوفاة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ“، لكن العلم يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى صبر ووقت وبذل وجَلَد وتضحية، وبقدر العنى تُنال المنى، يحتاج طالب العلم إلى إخلاص النية، وصدق العزيمة، وتزكية النفس، والتجرد من المعوِّقات والمثبِّطات، فلن يُدرك السادةَ مَنْ لَزِمَ الوسادةَ، ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التَّوْبَةِ: 122].

يحتاج طالب العلم إلى الآداب الشرعية في طلبه، حتى يصبح قدوة ومثالا حسنا، وأهلا لتحمُّل الرسالة ومن عدول الأمة، صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ“.

وبعد عباد الله: فإن العلوم النافعة كلها مشروعة، سواء أكان مصدرها القرآن والسنة؛ كعلوم الدين من العقيدة والتفسير والحديث والفقه وغيرها، أم كان مصدرها التجربة والنظر في الكون والحياة؛ كعلوم الطب والفيزياء والهندسة وغيرها، فمن أخلص نيتَه في طلب ذلك فأرجو أن يشمله قولُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ“.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الْجُمُعَةِ: 2-4].

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدا يليق بجلاله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في عظمته وكماله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

عباد الله: إن للعلم أوعية يحفظونه وحماة يحمونه، ورجالا يحملونه، وشيوخا يخدمونه، ينتقل عبر الأجيال عن طريقهم، وينتشر في الآفاق بجهودهم.

أيها المجتمع: إن المعلمين ينوبون عن الأنبياء والعلماء في وظيفتهم التربوية والتعليمية، ويقومون بخدمة الأمة في إعداد الأجيال المستقبلية، ويزرعون في أبناء الجيل بذور الحياة والسعادة الدنيوية والأخروية، فهم أحرى بالاحترام والتقدير، وأجدر بالتبجيل والتوقير، فأقيلوا عثراتهم، أقيلوا عثراتهم وتجاوزوا عن زلاتهم.

أيها المعلمون والمعلمات، أيها المربون والمربيات: كونوا أسوة حسنة، وَتَحَلَّوْا بالعلم وآدابه، فأنتم كبيرون في عيون طلابكم، والطلاب مولعون بمحاكاتكم والاقتداء بكم، فالقدوة القدوة، فالقدوةَ القدوةَ، فإن زينتُم لهم الصدقَ فكونوا من الصادقين، وإن أمرتموهم بالصبر فكونوا من الصابرين.

ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا***فَإِذَا انْتَهَيْتَ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى***بِالْعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ***عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

أيها المعلمون والمعلمات: المسئولية عظيمة، والأمانة الملقاة على عواتقكم كبيرة؛ فأبناءُ الجيلِ أمانةٌ في ذممكم، وودائع الأمة بين أيديكم، ومستقبلها متعلق بمسئولياتكم؛ فاللهَ اللهَ في رعيتكم، اللهَ اللهَ في رعيتكم، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فإن أحسنتُم أحسنتُم لأنفسكم وهذا الظن بكم، ولكم عندئذ من الله فضل كبير، وإن أسأتم فلأنفسكم ولأمتكم.

 

معاشر الطلاب الأخيار: أَصْغُوا إليَّ آذانَكم، وَاعُوا أسماعَكم؛ فهذا حديث خاصّ بكم، من مشفِق عليكم محبٍّ لكم، إن احترام المعلم وتقديره أدب شرعي، وواجب أخلاقي ونجاح علمي وتربوي، وفي رحلة نبي الله موسى مع الخضر -عليه السلام- عبرة وعظة وذكرى، قال: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ [الْكَهْفِ: 66]، فرد عليه العلم: ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا(68)﴾ [الْكَهْفِ: 67-68]، فآنَسَهُ موسى بأنه يعرف حقَّ المعلم وعناء التعلم: ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ [الْكَهْفِ: 69].

إن فضل المعلم عظيم، وبذله وعطاؤه وجهده حق لا يُكَافَأُ إلا بالمعروف، فإياكم ثم إياكم من سوء الأدب معه، فإنه فشلٌ تربويٌّ، وتمرد أخلاقي، وسلوك فوضوي لا يرضى به إلا اللئيمُ، ولكم في السلف أسوة وقدوة؛ فهذا الربيع تلميذ الشافعي -رحمهما الله تعالى- يقول: “ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبةً له“.

فَوَقِّرُوا معلميكم، وَقِّرُوا معلميكم، واعرفوا لكل ذي قَدْر قدرَه، وَأَعْطُوا كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وفَّقَكُم اللهُ ونفَع بكم، ورزَقَكم العلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحِّدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين بتوفيقك وأيِّدْه بتأييدك، اللهم وَفِّقْهُ وولي عهده لِما تحب وترضى وخذ بناصيتهما للبر والتقوى، اللهم ارزقهما البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم احفظ جنودنا المرابطين على الحدود، اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك، اللهم اشف مريضهم واجبر كسيرهم، وتقبل موتاهم، اللهم تقبل موتاهم في الشهداء، اللهم ارفع درجاتهم في المهديين، واخلفهم في عقبهم في الغابرين، واغفر لنا ولهم يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا، نافعا مجللا غير ضار، اللهم تحيي به البلاد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم أرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسق عبادك وبهائمك، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.