خطبة عن الصلاة.. أهميتها وفضلها

عناصر الخطبة

  1. أحوال الناس مع الصلاة
  2. أهمية الصلاة وفضلها
  3. ثمرات المحافظة على الصلاة في وقتها
  4. الخشوع في الصلاة
  5. جهود هيئة الحسبة في الحث على الصلاة والدعوة إليها
  6. بعض آداب الصلاة
اقتباس

أيها الأحبة: حديثنا اليوم عن فريضة الصلاة، وإن كنا نفخر -بحمد الله- بمحافظة الكثيرين عليها، والخشوع بها، مع عظمتها في الإسلام، وأثرها على الدين والخلق، وسائر شؤون الحياة؛ لكن هناك في المجتمع من لا يعرف المسجد على قلتهم، وهناك من لا يؤدون الصلاة حق الصلاة، وهناك من اتخذ الصلاة عادة وليس عبادة، وغير ذلك من مظاهر تفقد معنى الصلاة؛ فتعالوا إلى حديث عن عمود الإسلام، وركنه الثاني.

الخطبة الأولى:

الحمد لله فرض الصلاة على العباد رحمة بهم وإحسانا، وجعلها صلة بينها وبينهم ليزدادوا بذلك إيمانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده خالقنا ومولانا، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله جعل الله قرة عينه في الصلاة فضلا ورضوانا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عوراتنا، وتول أمرنا، وأحسن خلاصنا، وفقهنا في ديننا.

اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يَتَعاقَبونَ فيكُم ملائِكَةٌ بالليلِ وملائِكةٌ بالنهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ، ثم يَعْرُجُ الذينَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي؟ فيقولون: تَرَكْناهُم وهُم يُصلونَ، وأتَيناهُم وهُم يُصلونَ” [حديث متفق عليه].

وقال عليه الصلاة والسلام: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح ونجا، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب -عز وجل-: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟”[رواه الترمذي].

أيها الأحبة: حديثنا اليوم عن فريضة الصلاة، وإن كنا نفخر -بحمد الله- بمحافظة الكثيرين عليها، والخشوع بها، مع عظمتها في الإسلام، وأثرها على الدين والخلق، وسائر شؤون الحياة؛ لكن هناك في المجتمع من لا يعرف المسجد على قلتهم، وهناك من لا يؤدون الصلاة حق الصلاة، وهناك من اتخذ الصلاة عادة وليس عبادة، وغير ذلك من مظاهر تفقد معنى الصلاة؛ فتعالوا إلى حديث عن عمود الإسلام، وركنه الثاني.

جعلها صلى الله عليه وسلم فرقا بين الإسلام والكفر، ومن تركها فقد حبط عمله -عياذا بالله-.

فريضة ليست مرتبطة بموسم كالحج مثلا، أو الصوم في رمضان، ولا موقوفة على مناسبة ليست في العمر مرة ولا في العام مرة، لكنها في اليوم والليلة خمس مرات مفروضة على كل مسلم مكلف غني وفقير، صحيح ومريض، ذكر وأنثى، مسافر ومقيم، في الأمن والخوف، لا يستثنى منها مسلم مكلف، ما عدا الحائض والنفساء.

إنها قرة عيون المؤمنين، ومعراج المتقين، بل قبل ذلك وبعده قرة سيد الأنبياء والمرسلين -عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم-.

هي ركن الدين وعموده؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: “لا دين لمن لا صلاة له“.

و”لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة“.

و”ليس بين الرجل والكفر والشرك إلا ترك الصلاة“.

“من ترك صلاة مكتوبة متعمدا برئت منه ذمة الله“.

وكان أصحابه صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.

هذه كلها أخبار وأثار صحت عن نبيكم -عليه الصلاة والسلام-، نقول ذلك مع الأسف ونحن نرى بعض الناس يتهاونون بالصلاة بعدم أدائها -عياذا بالله- مما يوصلهم للكفر، أو بعضهم بجمع الصلوات، إلى آخر الليل؛ كما يفعله بعض العمالة، إما بإهمال بعض فروضها، أو عدم معرفة أركانها وواجباتها كذلك وشروطها، وهذا حال الكثيرين لا يعرفون تلك الأركان والواجبات والشروط.

ومن أراد أن يحاسب نفسه صادقا، فليتفقد نفسه في صلاته، صلاته التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر، فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع.

إنها آخر ما يفقد العبد من دينه، فليس بعد ضياعها، والتفريط فيها، إسلام، ومن أجل هذا فإنها أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة فإن قبلت قبل سائر العمل، وإن ردت رد سائر العمل.

الصلاة أول ما فرض على نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- من الأحكام؛ فرضت في أشرف مقام، وأرفع مكان.

لما أراد الله أن يتم نعمته على عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويظهر فضله عليه؛ أسرى به، ثم رفعه إليه، وقربه، فأوحى إليه ما أوحى ما كذب الفؤاد، ثم فرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس.

كانت خمسين فرضا في اليوم والليلة، فأصبحت خمسة في الفعل، وخمسين في الأجر.

هي آخر ما أوصى به النبي –صلى الله عليه وسلم- أمته، وهو على فراش الموت يحتضر مناديا: “الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم“.

والصلاة لم يرخص في تركها، لا في مرض، ولا في خوف، بل إنها لا تسقط حتى في أحرج الظروف، وأشد المواقف في حالات الفزع والقتال: ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ(239)﴾[البقرة: 238-239].

الله أكبر، رجالا أو ركبانا، مستقبل القبلة، أو غير مستقبليها، تؤمي إماءً حسب الطاقة.

يأمر الله بالصلاة جماعة حتى في حال الخوف، أما المريض والمضطر فليصل قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، وإن لم يستطع فعلى جنب، وإن عجز عن شروطها من الطهارة، وستر العورة، واستقبال القبلة، صلى بلا طهارة، وبلا ستر عورة، وإلى غير قبلة، فالصلاة لا تسقط بحال ما دام العقل موجودا.

بعض الناس يقول: ثيابي لا تساعدني، مظهري لا يساعدني، فيؤجل الصلوات، يجمع الصلوات الخمس إلى الليل، هذا لا يجوز، وهو على خطر عظيم.

الصلاة –إخوتي- أكثر الفرائض ذكرا في القرآن، وإذا ذكرت مع سائر الفرائض قدمت عليها.

لا يقبل الله من تاركها صوما ولا حجا، ولا صدقة، ولا جهادا، ولا أي عمل من الأعمال حتى يؤديها.

هي فواتح الخير وخواتمه يفتتح المسلم بالصلاة نهارا، ويختم بها يومه، يفتتحها بتكبير الله، ويختمها بالتسليم على عباد الله.

وهي من صفات المؤمنين: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾المؤمنون:1] أول صفة: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾المؤمنون:2].

ثم استعرض الله صفاتهم، ثم ختم تلك الصفات، فقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11)﴾[المؤمنون: 9-11].

صلة بين العبد وربه، لذة ومناجاة تتقاصر دونها جميع الملذات، نور في الوجه والقلب، صلاح للبدن والروح، يطهر القلوب، تكفر السيئات، تنهى عن الفحشاء والمنكر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[البقرة: 153].

جالبة للرزق والبركة: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾[طه: 132].

خشوع وتعبد يمسح آثار الغفلة، ونور وهداية يحفظ -بإذن الله- من سبل الضلالة والغواية.

يجتمع للمصلي شرف المناجاة، وشرف العبادة، وشرف البقعة في المسجد.

لا يقعده عن الصلاة ظلمة ليل، ولا صعوبة طريق، ولا صوارف دنيا: “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة“.

الصلاة هي المفزع إذا حزب الأمر، وهي المستراح عند التعب: “أرحنا بها يا بلال“.

يتدبر المصلي في صلاته قرآنا، ويرفع إلى مولاه دعائه، ويخشع لربه في مناجاته.

مؤمنون مفلحون، في صلاتهم خاشعون، إذا قاموا إلى الصلاة أقبلوا على ربهم، وخفضوا أبصارهم، ونظروا في مواضع سجودهم، قد علموا أن الله قبل وجوههم، فهم إلى غير ربهم لا يلتفتون.

لقد دخلوا على رب الأرباب، وملك الأملاك، كل خير عنده سبحانه، وكل أمر بيده.

إذا أعطى لم يمنع عطائه أحد، إذا منع لم يعط بعده أحد.

فاللهم إنا نسألك من فضلك، ومن كريم عطائك، وأن تجعلنا من الخاشعين في صلاتنا.

أين نحن -عباد الله- من حال أهل الفلاح حين يناديهم منادي الصلاة والفلاح: أين هؤلاء من مصلٍ لا يدري أخمس صلى أم أربع؟ تسلط عليه الشيطان، ينتقل من واد إلى واد، ومن هم إلى هم، يقوم إلى صلاته وقلبه بغير الله متعلق، وفكره بسواه مشغول، يحرك لسانه بما لا يعي قلبه.

ويل لهم عن: ﴿عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 5] ويل لهم يُرَاؤُونَ: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ [الماعون: 7].

تحولت صلاتهم إلى عادة، لا يخشعون فيها، ولا يفقهون من حكمتها، ولا يتقون أحكامها ولا طريقتها.

فيا حسرة من ضيع صلاته حين ضيع ركن دينه!.

ما أعظم خيبته وما أشد غفلته! أما سمع الزواجر: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)﴾[المدثر: 42-43].

يسمع مناد الصلاة والفلاح ثم يدبر: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى(35)﴾ [القيامة: 31-35].

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات: 48-4].

أخي المقصر في صلاته: قد علمت أن التكاسل والتهاون، وقلة الذكر صفات للمنافقين: ﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[النساء: 142].

أيها المسلمون: الصلاة عمود الإسلام وركنه، من أدى حقها، وأتم ركوعها وسجودها وخشوعها كانت قرة عينه، وحلاوة قلبه، وانشراح صدره، قال صلى الله عليه وسلم: “خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة“.

ومن المحافظة عليها: إتمام أركانها وشروطها، وواجباتها، والطمأنينة فيها، واجتناب مسابقة الإمام، أو المقارنة في أفعاله.

ومن المحافظة عليها: أمر الأهل بها والأقربين، وبخاصة من تحت يده من الأولاد، والأخذ على يد المفرط منهم: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾[طه: 132].

بعض الناس يواظب على الصلاة، يحرص عليها، لكنه لا يهتم بأهله، لا يهتم بصلاة البنات، ولا صلاة الأبناء، حتى الصبي الذي لم يبلغ يؤمر بها: “مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ“.

وكذلك الانتباه للعمالة والخدم بحثهم عليها، وعدم التفريط فيها.

فأين نحن من سلفنا الصالح حين كان يؤتى الرجل إلى المسجد يهادى بين الرجلين؟ أين أنت من نداء المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح؟.

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: “من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن“.

وكما قال صلى الله عليه وسلم: “من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله، ومن صلى الفجر في جماعة فهو في عصمة الله حتى يمسى“.

والإنسان إذا نام من الليل ضرب عليه الشيطان ثلاث عقد، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، ثم إذا توضأ انحلت عقدة، ثم إذا صلى الفجر في جماعة انحلت عقده كلها، فأصبح نشيط النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا.

اعلموا -يا عباد الله-: أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.

وأحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها، فاتقوا الله -رحمكم الله-، وحافظوا عليها: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[البقرة: 45-46].

نسأل الله أن يجعلنا من عباده المصلين الراكعين الساجدين الخاشعين.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.

عباد الله:

يقول صلى الله عليه وسلم: “أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟” قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: “فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا” [أخرجه مسلم].

هذه الصلاة -عباد الله- التي عرفنا أهميتها وصلتها مع الله، ولذلك فإن الحملة المباركة التي قامت بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ضمن جهودها المباركة في المجتمع، والتي مع الأسف الشديد يهملها الإعلام، ولا يتكلم عنها، مع أنها تتكلم عن الركن الثاني في الإسلام.

الحملة المباركة هي من ضمن هذه الهيئة المباركة من حماة الفضيلة، والذين يسعون للخير -بإذن الله- ولذلك فقد سموها باسم النهر الجاري، للعناية بالصلاة، والتي صحبها دعما رسميا وإعلاميا، يبين أهمية الصلاة في حياتنا، وأنها ركن عظيم من أركان الإسلام، ينبغي أن يشترك بالتذكير بها، والمحافظة عليها جميع فئات المجتمع، والدوائر الرسمية.

المحافظة على الصلاة ليست مهمة للهيئة فقط، بل هي مهمة الجميع: أن نحافظ عليها بأنفسنا، وأن نأمر بها من حولنا، إذا رأيناه قصر فيها.

نسأل الله أن يبارك بجهود هذه الحملة، والقائمين عليها، وأن ينفع بما يطرح، وإن كنا -والحمد لله- نفرح بمحافظة كثير من مجتمعنا على الصلاة.

نعم نحن نفرح -بحمد الله- أننا نرى المساجد ممتلئة، يحضرون إليها الشباب والشيوخ، والصغار والكبار، ويحضرون إليها جماعات، إلا أننا نذكر أن الخشوع في الصلاة مهم، فلا يؤديها الإنسان بلا تدبر للآيات، وخشوع فيها.

كذلك اتخاذ المظهر المناسب للصلاة، البعض -هداهم الله- يأتون للصلاة بملابس لا تليق بالصلاة، إما بملابس نوم، أو بملابس رياضية لا تستر، وضيقة قد تكون.

وهذه ملابس لا تليق، لو كان الواحد منا في عمل، أو مقابلة مسئول، لما لبس تلك الملابس، فما بالكم بمقابلة رب العزة والجلال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31].

كذلك السرعة في الصلاة نلاحظ في الآونة الأخيرة، هناك سرعة مذمومة في الصلاة، بل قد تخل بها، وهذه السرعة تمارس في بعض مساجد المحطات التي يشهدها كثير من المصلين، ينبغي أن يذكروا ذلك المسرع بأن لا يسرع في صلاته.

إنها الصلاة -عباد الله- التي توفي صلى الله عليه وسلم، وهو يوصي بها، فلنحرص على أدائها بخشوع وطمأنينة.

تقبل الله منا ومنكم صلاتنا، وأعمالنا، وقيامنا وصيامنا.

اللهم اغفر لنا وارحمنا…

بطاقة المادة

المؤلف عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي
القسم خطب الجمعة
النوع مقروء
اللغة العربية