الإرهاب في اختطاف الرهائن

عناصر الخطبة

  1. الإرهاب المحمود والمذموم
  2. تعريف الإرهاب العدواني
  3. صور الإرهاب العدواني وأشكال الارتهان الإرهابي
  4. حكم خطف الرهائن وأقسام الاختطاف
  5. مفاسد خطف الرهائن البريئة
  6. عقوبات سفك الدماء المعصومة
اقتباس

أيها الإخوة المسلمون: ما حكم خطف الرهائن؟ الارتهان ارتهانان، والاختطاف نوعان: نوع مشروع، وهو ما يقع في حالات الحروب القائمة بين المسلمين والكافرين، أو تكن الحالة حالة حربٍ دائمة في حكم القائمة. ولا يُختَطفُ فيها إلا الأعداءُ المحاربون فقط دون سواهم. وهذه لها أحكامُها التفصيليةُ الخاصة، وليستْ منْفلتة سائبة، يَفعل من شاء ما شاء. ونوع محرَّم وهو …

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون، وبعَدْلِه ضلَّ الضالُّون، لا يُسأل عمَّا يَفعل وهم يسألون.

لا رادَّ لأمره، ولا مُعقِّبَ لحكمه، وإذا قضى شيئًا فإنَّما يقول له كنْ فيكون.

أحمده وأشكره، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أُنَزِّهُهُ بها عما يقول المبطلون، وأُعظِّمه بها عما يقول الملحِدون.

وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنَّ خيرَ الكلام كلامُ الله -تعالى-، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أيها الإخوة المسلمون: الإرهاب إرهابان: إرهابٌ ممدوح، وإرهابٌ مذموم.

أمَّا الممدوح؛ فهو ما تضمَّنه قولُه تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾[الأنفال: 60].

فالآية تشير إلى أنَّ الغرض الأساس من إعداد القوة، هو الإرهاب والتخويف، وليس القتلَ والقتالَ، فيؤول معنى الإرهاب في الآية إلى دفع الاعتداء والوقايةِ منه، وليس الإفسادَ والتخريبَ والاعتداَء على الآخرين.

قال الفخر الرازي في تفسيره: "وذلك أنَّ الكفارَ إذا علموا كونَ المسلمين مُتَأَهِّبين للجهاد ومستعدِّين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات، خافوهم. وذلك الخوف يفيد أمورًا:

أولها: أنهم لا يقصدون دخول دار الإسلام.

وثانيها: أنَّه إذا اشتدَّ خوفُهم فربَّما التزموا من عند أنفسهم جِزْيةً.

وثالثها: أنَّه ربَّما صار ذلك داعيًا لهم إلى الإيمان.

ورابعها: أنهم لا يُعينون سائر الكفار.

وخامسها: أنْ يصير ذلك سببًا لمزيد الزِّينةِ في دار الإسلام"[انتهى كلامه -رحمه الله-].

ولهذا من خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنَّه نُصِر بالرُّعْب مسيرةَ شهرٍ.

وإذا نزع اللهُ من صدور أعدائنا المهابةَ منَّا أُصِبْنا بالوَهَن والهزيمة.

ولكنَّ الله يريد من المسلم أن يكون عزيزَ النفس، مرفوعَ الرأس، مُهَابَ الجناب؛ لأنَّ الإسلام يَعْلُو ولا يُعْلى عليه؛ كما أخبر الصادقُ المصدوق -صلى الله عليه وسلم- ، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[آل عمران: 139].

معاشر المؤمنين: أما الإرهاب المذموم؛ فهو الإرهاب العدواني.

وخيرُ تعريفٍ للإرهاب العدوانيِّ الممنوعِ؛ هو تعريفُ المجْمَعِ الفقهيِّ التابعِ لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وهو: "العدوان الذي يمارسه أفرادٌ أو جماعاتٌ أو دولٌ، بَغْيًا على الإنسان -دينِه، ودمِه، وعقلِه، ومالِه- بغير حق، وما يتَّصلُ بصُوَر الحِرابة، وإخافةِ السبيل، وقطْعِ الطريق، وكلُّ فعْلٍ من أفعال العنْف، أو التهديد، يقع تنفيذًا لمشروعٍ إجراميٍّ فرديٍّ، أو جماعيٍّ، ويهدف إلى إلقاء الرعْب بين الناس، أو ترويِعهم بإيذائهم، أو تعريضِ حياتِهم، أو حريَّاتِهم، أو أموالهم للخطر.

ومن صُنُوفه إلحاقُ الضرر بالبيئة أو بأحدِ المرافق والأملاك العامَّةِ أو الخاصًّةِ أو تعريضُ أحدِ الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر".

فكلُّ هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله -سبحانه وتعالى- المسلمين عنها في قوله: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77].

والإرهابُ بَغْيٌّ بغير حقٍّ، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].

عباد الله: ومن صور الإرهاب العدواني: اختطافُ الرهائن.

والرهينةُ: شخصٌ يتمُّ احتجازه سجينًا بقصد الإجبار على الإيفاء باتفاقٍ أو طلبٍ، وقد تقتل الرهينة، إذا لم يُنَفَّذْ هذا الاتفاقُ أو الطلب.

ومقاصد الخاطفين جمَّة، لا تخرج عن افتداءِ الرهائن بالمال، أو بتبادلِ أسرى، أو مساجينَ، أو تحقيقِ مطلبٍ سياسيٍّ معيَّنٍ، أو إشباعِ نزوةٍ وشهوةٍ، كعصابات المخدِّرات والجنس والسلب والنهب.

وللارتهانِ الإرهابيِّ صورٌ وأشكال شتَّى؛ منها:

قد يتسلل إرهابيٌّ إلى أحد المصارف بقصد السرقة، فيَقْبِضُ على رهائن ويهدِّد بقتلهم، إذا لم تسمحْ له الشرطةُ بالهرب.

وقد يحتجز خاطفو طائرةٍ ركَّابَها وملَّاحيها رهائن، ليحصلوا على فدية، أو ليُنقلوا إلى مكان آمن.

وقد يُمَارس قَرَاصِنةٌ في ثَبَجِ البحر استيلاءً لبواخرَ ناقلاتٍ للنفط، ويرتهنونها مع طَاقِمِها طمعًا في أن يأخذوا حِصَّتهم المأمولةَ مُقَابِلَ فَكِّ الرَّهْن.

وقد تتسلَّل عناصرُ إجراميَّةٌ لِواذًا لاختطاف رجلٍ أو طفلٍ أو امرأةٍ، كان يسير بأمانٍ واطمئنان في قارعة الطريق، فما هي إلا كلَمْح البصر ليُختطف ويُرتهن.

أيها الإخوة المسلمون: ما حكم خطف الرهائن؟

الارتهان ارتهانان، والاختطاف نوعان:

نوع مشروع، وهو ما يقع في حالات الحروب القائمة بين المسلمين والكافرين، أو تكون الحالة حالة حربٍ دائمة في حكم القائمة.

ولا يُختَطفُ فيها إلا الأعداءُ المحاربون فقط دون سواهم.

وهذه لها أحكامُها التفصيليةُ الخاصة، وليستْ منْفلتة سائبة، يَفعل من شاء ما شاء.

ونوع محرَّم، وهو بيتُ القصيد في هذه الخطبة.

عباد الله: واضحٌ جدًّا أنَّ خطف الرهائن الآمنين مُحَرَّمٌ بكلِّ المقاييس الشرعية والبشرية.

اختطاف الأبرياء حرامٌ في شرع الإسلام، بل في كلِّ الأعرافِ الدوْلية؛ لما فيه من الجُبْن والخِيانة والغَدْر، وهو ما يرفضه كلُّ الأحرارِ الشرفاءِ العقلاء.

الاختطافُ إرهابٌ وضيعٌ، وجُرمٌ شنيعٌ، ومنكرٌ فظيعٌ، لا يَشُكُّ في تحريمه وتجريمه مَنْ له أدنى بَصَرٍ بنصوص الكتاب والسنّة، ومقاصد الشريعة، وأقوالِ علماء الأمَّة، وذلك لما يترتَّب عليه من مفاسدَ وخيمةٍ، وشرورٍ عظيمةٍ، منها:

أنَّ هذا العملَ الأرعنَ ضَرْبٌ من ضروب الإفساد في الأرض، وقد نهى الله -تعالى- عن ذلك، فقال: ﴿وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[البقرة: 60].

وقال تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ [الأعراف: 56].

وقال تعالى حكايةً عن المنافقين واليهود: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾[البقرة: 205].

واختطاف الرهائن المسالمين فيه إيذاءٌ بليغٌ للمرهونين، ولِأُسَرِ المخطوفين، وللمسلمين أجمعين، وقد قال الله -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾[الأحزاب: 58].

وقال صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مِنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"[متفقٌ عليه].

ومن مفاسد خطف الرهائن البريئة: إشاعةُ الهلع والفزع في الأوساط الآمنة.

إنَّ نَشْرَ الرُّعْبِ والتَّرْويعِ في أوْساطِ المجتمعِ يعدُّ فسادًا عظيمًا، ولذا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا"[رواه أبو داودَ بسند صحيح].

بل إن الإسلامَ العظيمَ يحرم ترويعَ الحيوانات والطيور، فكيف بالإنسان؟!

قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: كنَّا مع رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً أو حُمَرة بالتشديد والتخفيف -وهي: طائر صغير كالعصفور أحمرُ اللون- معها فرخانِ، فأخذْنا فرخيها، فجاءت تفرَّشُ -يعني ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض مذعورةً-، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم-  فقال: "منْ فَجَعَ هذه بولدها؟! ردُّوا ولدَيْها إليها" [رواه أبو داود بسند صحيح].

وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- القدوةَ في حِفظ الأمن والسّهرِ على سلامةِ المجتمع، ففي إحدى الليالي أنَّ أهلَ المدينة فزعوا على صوتِ دويٍّ في جنباتِها، فانطلق صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم صوبَ الصوتِ واستبرأ الخبرَ، وهو يقول لهم: "لن تُراعُوا لن تُراعوا" -أي: لن تخافوا ولن تُرهبوا-[رواه البخاري].

ومن مفاسد اختطاف الرهائن: تشويهُ صورة الإسلام العظيم.

فماذا يرى غيرُ المسلمين فيما يجري بين المسلمين؟

إنهم يرون مسلمًا يختطف بريئًا آمنًا ويَقتلُ رهينةً محتجزةً؛ مع أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-  قال: "كُلُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومالهُ وعِرْضُه"[رواه مسلم].

إنَّ الصورة التي رسمها هؤلاء الضالون في أدمغة النَّاس، هي صورةُ الإسلامِ الوحشيِّ، الإسلامِ العُنْفُوَانيِّ، الإسلامِ الدموي.

إنَّهم بأفعالهم الشوهاءِ يُقدِّمون خِدمةً جليلةً مجانيةً للصهاينة والصليبين والمنافقين في تشويه دين الإسلام في العالم كلِّه.

إن النبي -صلى الله عليه وسلم-  ترك ذبح المنافقين مع أنهم كفرةٌ فجرةٌ، قال الله فيهم: ﴿لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾[التوبة: 66].

وقال فيهم: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].

ومع ذلك ترك جهادهم بالاحتراب والقتال، واكتفى بالموعظة والقول، لماذا؟

لئلا يتحدثَ الناسُ أن محمدًا صلى الله على محمدٍ يقتل أصحابه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم…

الخطبة الثانية:

عباد الله: ومن مفاسد اختطاف الرهائن: الإفضاءُ إلى إزهاقِ الأنفسِ البريئةِ التي يُساوَم عليها ظلمًا وعدوانًا.

يا مسلم: الرهينةُ المخطوفُ قدْ يكونُ مدنيًّا أو صحفيًّا، أو دبلوماسيًّا، أو آدميًّا؛ أيًّا ما كانت هُويته؟

طفلاً أو رجلاً أو امرأةً، ثم تُقتل هذه الرهينةُ بدمٍ بارد؟! بأيِّ ذنبٍ قُتِلت؟ ما جريرتها؟ كيف يُؤاخذ أحدٌ بجريرة غيره؟!

قال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِهِ"[رواه ابن ماجة وهو صحيح].

وقال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى الْأُخْرَى"[رواه النسائي وهو صحيح].

أما قرأتم قولَ الحقِّ -تبارك وتعالى- في خمسةِ مواضعَ من كتاب الله: ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[الأنعام:164].

"تُكرر أربع مرات" وفي الموضع الخامس: يُعلِّمك ربُّك أنَّ الرهينةَ لا تتحمَّل وِزْرَ غيرها، حُكْمٌ شرعه الله في شرائع الأمم الأولى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى(40)﴾[النجم: 36-40].

ما موقِف الفاعلين أمامَ ربِّ العالمين، وقد قال لعباده: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾[النساء: 93].

وقال صلى الله عليه وسلم: "ومن خرج على أمّتي يضرِب بَرّها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمِنها ولا يفي لذي عهدٍ عهدَه فليس منّي ولستُ منه"[رواه مسلم].

وقال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ اجتمعوا على قتل مسلم؛ لكبَهُم اللَّهُ جميعاً على وجوههم فِي النَّارِ"[رواه الطبراني بسند صحيح].

إنّ الإسلامَ شدّد في قضيّة الدماء المعصومةِ، وقتلِ الأنفس البريئة، قال عليه الصلاة والسلام: "كلّ ذنبٍ عسى الله أن يغفرَه إلاّ من مات مشركًا أو مؤمنٌ قتلَ مؤمنًا متعمّدًا"[رواه أبو داود بسند صحيح].

بل إنّ الإسلامَ يرى أنّ قتلَ نفسٍ واحدة معصومة أشدّ عند الله -تعالى- من زوالِ الدنيا بأسرها: "لزوال الدنيا أهونُ على الله من قتلِ رجلٍ مسلم"[رواه النسائيّ وغيره بسند صحيح].

ألا صلوا وسلموا على نبيكم محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ، فقد أمركم بذلك ربكم، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب: 56].

وقال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا".

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة أعداء الملة والدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم البطانة الفاسدة الحاقدة.