الأحرف السبعة
عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-، قال: لَقِيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- جبريلَ، فقال: «يا جبريلُ إنِّي بُعِثتُ إلى أُمَّة أُمِّيِّين: منهم العجوزُ، والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ، والجاريةُ، والرجلُ الذي لم يقرأْ كتابًا قطُّ» قال: يا محمدُ إنَّ القرآنَ أُنْزِل على سبعة أَحْرُف.

شرح الحديث :


لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: يا جبريل إني بُعثت إلى أمة أميين، لا يحسنون القراءة ولو أقرأتهم على لغة واحدة لا يقدرون عليها; لأن منهم من جرى لسانه على الإمالة أو الفتح، ومنهم من يغلب على لسانه الإدغام أو الإظهار، ونحو ذلك، ومع هذا منهم المرأة العجوز والشيخ الكبير، وهما عاجزان عن التعلم للكبر، ومنهم الصبي والفتاة الصغيرة، وهما غير متمكنين من القراءة للصغر، ومنهم الرجل المتوسط الذي لم يقرأ كتابًا قط، فقال جبريل بعد أن راجعه النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا محمد إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف» فليقرأ كل واحدٍ بما يسهل عليه منها، وقد اختلف العلماء في تعيين الحروف السبعة اختلافاً كثيراً، والمقصود بها -فيما يظهر والله أعلم- أوجه من أوجه لغة العرب، فالقرآن نزل على هذه الوجوه للتخفيف في أول الأمر؛ لأن العرب كانوا متفرقين وكانوا مختلفين وكانوا متنابذين وكل له لغته، ويكون عند هذه القبيلة ما ليس عند القبيلة الأخرى، ولكن لما جمع بينهما الإسلام, واتصل بعضهم ببعض, وذهب ما بينهم من العداوة والشحناء بسبب الإسلام, وعرف كل ما عند الآخرين من اللغة, قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فجمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة؛ وأحرق ما سوى ذلك؛ حتى لا يحصل الاختلاف.

معاني الكلمات :


أُمِّيِّين الذين لا يُحسنون القراءة.
الغلام الصبي الصغير.
الجارية الفتاة الصغيرة.

فوائد من الحديث :


  1. رأفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشفقته على أمته .
  2. أن القرآن نزل من عند الله على سبعة أحرف, -والأحرف لغات من لغات العرب ولهجاتها-؛ تيسيرا لتلاوتها على الناس ورحمة من الله بهم, وذلك في بداية الأمر, ولما حصل التقاء العرب بعضهم ببعض -بسبب الإسلام-, وفهم كل واحد ما عند الآخرين، لم يكن هناك حاجة إلى بقاء الأحرف السبعة التي نزلت للتخفيف، فعند ذلك قصر عثمان -رضي الله عنه- عندما جمع القرآن الناس على حرف واحد، وأحرق ما سوى ذلك؛ حتى لا يحصل الاختلاف .

المراجع :


  • سنن الترمذي، نشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.
  • مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
  • مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي بن سلطان الملا الهروي القاري، الناشر: دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م.
  • معجم اللغة العربية المعاصرة، للدكتور أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، الناشر: عالم الكتب، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م.
  • التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان-طبع معه-, محمد ناصر الدين الألباني, دار باوزير للنشر والتوزيع، جدة - المملكة العربية السعودية, الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م.
  • فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى, اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء, جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش, الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع – الرياض.
  • شرح سنن أبي داود, عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن العباد البدر, مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية.
  • مجموع الفتاوى, تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية, المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم, مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية, عام النشر: 1416هـ/1995م.

ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية